أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82801 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2009, 05:31 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

7 - جانان بيكم بنت الأمير الكبير عبد الرحيم بن بيرم خان خانجانان المشهور،

ترجم لها عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر" ( 5/ 517/ طبعة دار ابن حزم ) فقال :

وُلِدَت ونشأت في مهد الإمارة ( في الهند )، وبلغت من العلم والكمال رتبة لم تصل إليها الرجال فضلاً عن النساء، زوَّجَها السلطان جلال الدين أكبر بن همايون الكوركاني بولده دانيال ووجّهه إلى أرض كجرات فمات بها، فعاشت بعد ذلك مدّة طويلة ولم ترغب إلى نكاحٍ قط، حتى قيل إن السلطان جهانكير بن أكبر شاه المذكور أراد أن يستنكحها فلم تقبله، وتشرّفت بالحج والزيارة، ولها " تفسير " على القرآن الكريم وأبيات رائقة بالفارسية، توفيت سنة سبعين وألف .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-12-2009, 08:48 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


8 - أمة الرحمن بنت أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الإشبيلية،

ترجم لها ابن الزبير في كتابه " صلة الصلة " ( 1070 / ط . العلمية ) فقال :
ذكرها الملاحي وقال : كانت تحت أبي علي بن حسان القضاعي؛ روت عن أبيها، وقرأت وتأدّبت، وألّفت كتاباً في " القبور والمحتضرين "، أجادت فيه وأتقنت، وكانت كاملة في النساء، لها خط حسن، ومعرفة جيدة؛ قال : وقفتُ على تأليفها بخطها، والإصلاح فيه بخط أبيها، قال : ورأيت تأليفها هذا عند ابنها الفقيه الحاج الطيب الفاضل الأديب الماهر أبي جعفر أحمد بن الحسن بن حسان . اهـ .

وقد أنكر محمد خير يوسف في كتابه " المؤلفات من النساء " ( ص 21 ) تأليفها للكتاب، فقال :
وقد يُستَبعد أن يكون لها فعلاً كتاب في القبور، وماذا عسى أن يكون موضوعه ؟ وإلاّ فإن الأمر يحتاج إلى مزيد بيان .. إلاّ إذا فُسِّرَ بأنها كانت تألف القبور، بمعنى أنها تزورها وتعتاد ذلك، حتى ألِفَتها .. أو أن الكلمة محرّفة ! اهـ .
والملاحي يصرِّح برؤيته لكتابها فيقول :
وقفتُ على تأليفها بخطها، والإصلاح فيه بخط أبيها، قال : ورأيت تأليفها هذا عند ابنها . اهـ .
فثبت دخولها في عداد المؤلفات ، ولله الحمد .

ولم يذكر مترجموها سنة وفاتها، وقد توفي والدها سنة 541 هـ، وهذا يجعلها على الأرجح من وفيات النصف الثاني من القرن السادس الهجري .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-16-2009, 02:44 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


9 - نواب شاهجان بيكم ملكة بهوبال،

ترجم لها عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر" ( 8/ 1245/ طبعة دار ابن حزم ) فقال :
ولدت بحصن إسلام نكر على ثلاثة فراسخ من بهوبال سنة أربع وخمسين ومئتين وألف، وجلست مجلس أبيها نواب جهانكير محمد خان بالاستحقاق من غير شقاق وهي ابنة تسع سنين في الخامس عشر من محرم سنة ثلاث وستين ومئتين وألف، وتعلمت الخط والكتابة واللغة الفارسية والإنشاء والشعر، واستفادت أدب الرئاسة والسياسة حتى برعت في ذلك الأقران، وامتازت بينهم في القدرة على ترجمة القرآن، وتحرير الرسائل الدينية، وتقرير المسائل الدولية، وكان يُضرَب بها المثل في الذكاء والحفظ والكرم والجود .

ولما بلغت من العمر اثنتين وعشرين سنة فوّضت عنان الرئاسة إلى أمها، واكتفت لنفسها بولاية العهد، ولما توفيت والدتاه سنة خمس وثمانين ومئتين وألف جلست على مسند الرئاسة، ولما مات زوجها الأول تزوّجت بالسيد العلاّمة صدّيق حسن القنوجي البخاري سنة ثمان وثمانين ومئتين وألف .

أنفقت مالاً عظيماً على طبع المصحف والتفسير والحديث واللغة وغيرها من العلوم والفنون، وأسّست المدرسة الجهانكيرية على اسم أبيها بدار ملكه ، ولها كتب مشهورة، منها " ديوان الشعر "، و" تهذيب النسوان " .

ماتت لليلتين بقيتا من صفر سنة تسع عشرة وثلاث مئة وألف بدار ملكها بهوبال .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-30-2009, 02:44 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
Post

منقول...
ومن خلال التتبع والبحث، أفضى حَصادُ الكتب إلى الوقوف على هذه النخبة من النساء المُؤَلِّفات:


- أم الهناء بنت المفسر القاضي عبد الحق بن عطية من أهل القرن 6 هـ :

قال ابن الزبير في صلة الصلة: (أَمَةُ الرحمن بنت أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي، ذكرها الملاحي وقال: "كانت تحت أبي علي الحسن بن حسان القضاعي، روت عن أبيها، وقرأت وتأدبت، وأَلَّفَتْ كتابًا في القبور والمُحْتَضَرين، أجادت فيه وأتقنت، وكانت كاملة في النساء، لها خط حسن، ومعرفة جيدة، قال: وقفت على تأليفها بخطها، والإصلاح فيه بخط أبيها، قال: ورأيت تأليفها هذا عند ابنها الفقيه الحاج الطبيب الفاضل، الأديب الماهر، أبي جعفر أحمد بن الحسن بن الحسن) (1) .



ومنهن:

- فتحونة بنت جعفر المرسية:

قال ابن الأبار: (فتحونة بنت جعفر بن جعفر من أهل مرسية، تُكنى أم الفتح، لها في قيان الأندلس تأليف عارضت به كتاب أبي الفرج الأصفهاني) (2).

ومنهن :

-رحمة بنت محمد بن سعيد المرغيثي من أهل القرن الثاني عشر تقديراً: وهي ابنة الإمام محمد بن سعيد المرغيثي الأخصاصي السوسي دفين مراكش ت 1089هـ . كانت عالمة فقيهة. أَلَّفَتْ مُخْتَصَرًا فقهيا مُبسطا(3) .

ومنهن:

- خناثة بنت بكار بن علي المغافرية ت1155هـ(4) : وهي الفقيهة، العالمة خناثة بنت الشيخ بكار بن علي بن عبد الله المغافري الشنقيطي، زوج السلطان المولى إسماعيل و مستشارته، وجدة السلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله العلوي ت1204هـ وأستاذته، والمشرفة على تربيته. كانت قارئة تحسن القراءات السبع، وعالمة بالحديث، من أهل التصوف، تَغَارُ على العلماء، وكانت سببا في نجاة الفقيه المفسر عمر لوقش التطواني ت 1149 هـ من عقاب ابنها السلطان المولى عبد الله إثر وشاية بعض المكناسيين. رافقها سنة 1143 هـ حفيدها الأمير-وقتئذ- سيدي محمد بن عبد الله في رحلتها للديار المقدسة وعمره لا يتجاوز عشرة أعوام، وضم موكبها لفيفا من العلماء. كانت لها مراسلات مع ملوك فرنسا وهولندا وإسبانيا، أورد منها الأستاذ عبد الهادي التازي أزيد من عشرين في كتابه " جولة في تاريخ المغرب الدبلوماسي "(5) . لها: " تعليقات على كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر " (6) .

ومنهن:

- خديجة بنت محمد العاقل الشنقيطية: حفيدة الشيخ محنض بن الماحي بن المختار بن عثمان، عالمة جليلة كانت شيخة المحضرة، روت عن والدها، وتخرج عليها علماء أجلاء، منهم: أخواها أحمد، والمامي عبد القادر، والمختار بن بونة المتوفى في حدود 1230هـ . وكانت تقول إذا أرادت أن تبالغ في سهولة أمر ما بساطته: "ذلك كالمنطق عندنا " أي كدراسة المنطق، ونحن نعلم سلفا صعوبة تناول هذا العلم. لها: شرح على السلم المرونق في المنطق، وشرح على أم البراهين في العقيدة(7).

الهوامش
(1)- قال محقق صلة الصلة القسم 5 ص 312:كتب بالهامش في النسخة (ك ) من الذيل والتكملة بخط مغاير: "قلت: رأيت هذا التأليف بسوق الكتبيين بفاس –حرسها الله".
(2)- التكملة ج 4 ص254، طبعة دار الفكر-بيروت 1995بتحقيق عبد السلام الهراس.
(3) - إبراهيم أعراب : شهيرات نساء بادية سوس، أعمال الدورة الرابعة لجمعية الجامعة الصيفية بأكادير 1991.
انظر كذلك المدارس العلمية العتيقة وخصائصها بسوس للحسين وجاج 2003-1427 هـ .
(4)- انظر ترجمتها ومصادرها في: الحركة الفقهية في عهد السلطان محمد بن عبد الله العلوي للأستاذ أحمد العمراني ج 1ص 80-81.
(5)- "المرأة الأمازيغية عبر التاريخ " مقال منشور بجريدة بيان اليوم 9/23/2005.
(6) - النسخة المخطوطة من كتاب الإصابة التي تتضمن تعليقاتها توجد بالخزانة الحسنية تحت رقم 5932.
(7)- انظر عنها: بلاد شنقيط المنارة والرباط للخليل النحوي ص617، تونس 1987، (المنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم ) .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-03-2011, 10:07 PM
عبدالله الشريده عبدالله الشريده غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: شمالي (الاغوار)
المشاركات: 34
افتراضي

أسال الله ان بيارك فيك
أخي أبو معاوية البيروتي
على هــــــــذا
.............................؟؟؟؟؟؟
__________________
ابوايوب الاثري
==
النصيحه هي المسؤوليه المشتركه في العمل الدعوي(المدخلي)

فـ: الحمدُ لله أنَّنا سلفيُّون:
لا حزبيُّون..
ولا عصبيُّون..
ولا عنصريُّون..
ولا مقلّدون..
ولا لغير الله مُقدّسون..
(ش علي الحلبي)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-14-2009, 06:05 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

اقتباس:
3 - عائشة بنت عبد الله بن الحافظ أحمد المحب الطبري ،

ترجم لها ابن حجر في " الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة " ( 2/ 144 ) فقال : روت عن جدِّها الإمام المحب الطبري وعمها ولده جمال الدين بالإجازة، وأجاز لها غيرهما، وماتت بعد الستين وسبع مئة، حدّث عنها أبو حامد بن ظهيرة بالإجازة . اهـ .
وقال السخاوي في " الإعلان بالتوبيخ " ( ص 216 ) : لأم الهدى عائشة ابنة الخطيب التقي عبد الله بن الحافظ المحب أبي جعفر أحمد بن عبد الله الطبري مؤلَّفٌ في " تاريخ بني الطبري " فيه فوائد . اهـ .
عثرتُ على تاريخ وفاتها في ترجمتها في " درر العقود الفريدة " ( 2 / 202 / ط . دار الغرب الإسلامي ) للمقريزي ، فقال :

توفيت بمكة سنة أربع وستين وثمان مئة ( هكذا الأصل !! والصواب : سبع مئة، ووفاة المقريزي سنة 845 هـ )، ولها " تصنيف " في تاريخ الطبري وفوائد . اهـ .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-19-2009, 06:11 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

15 - ستّ الكل بنت الزين أحمد بن محمد ابن الزين محمد القسطلاني ثم المكّي،

ترجم لها المقريزي في " درر العقود الفريدة " ( 2 / 94 / ط . دار الغرب الإسلامي ) فقال :
أجاز لها يحيى المصري ويحيى بن الفضل وأبو بكر بن الرضي وزينب بنت كمال، وجماعة، وخرّج لها المُحَدِّث صلاح الدين خليل الأفقهسي " جزءاً " حدّثَت به بمكّة، وماتت في سنة ثلاث وثمان مئة . اهـ .

16 -
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-30-2009, 06:23 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


16 - أم الرضا، ضوء بنت أبي شكر حمد بن علي بن محمد الحبّال

ترجم لها السمعاني ( ت 562 هـ ) في معجم شيوخه ( المنتخب / 3 / 1894 ) فقال :

امرأة صالحة عفيفة، كثيرة الخير والعبادة .
وهي والدة الأخوين المُحَدِّثين ابنَي أبي الوفاء المديني .
سمعت جدة أبيها عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، وأباها أبا شكر حمد بن علي الحبّال، وزوجها أبا الوفاء محمد بن محمد بن محمد المديني .
كتبتُ عنها بأصبهان، ومن جملة ما سمعتُ منها " جزءاً " خرّجه ابنها لها، ومجلس من " أمالي " أبي الحسين ابن الشاه؛ بروايتها عن عائشة .
وكانت ولادتها في حدود سنة خمسين وأربع مئة تقديراً منّي، وماتت بأصبهان .

17 -

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-08-2010, 07:24 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

يُرفَع للفائدة .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-03-2011, 05:46 PM
فتح الرحمن احمد فتح الرحمن احمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,108
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي مشاهدة المشاركة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم .

وبعد، فعلى مدى التاريخ الإسلامي شاركت المرأة المسلمة في الحياة العلمية، فقد عرف التاريخ منهنّ قارئات ومحدِّثات وفقيهات وشاعرات ونحويّات وخطّاطات، لكن قِلَّة عُرِفَ عنهنّ أنهنّ مؤلِّفات، ويمكن أن نعزو قلّة التأليف عند المرأة لثلاثة أسباب ، ذكرهن محمد يوسف في كتابه " المؤلِّفات من النساء " ( طبعة دار ابن حزم )، وهن :

1 - عدم تفرّغ المرأة بسبب طبيعة عملها في شؤون البيت الكثيرة، بالإضافة إلى أيام الحمل، ثم الولادة، ثم العناية بالأولاد وتربيتهم ... إلخ .
2 - رغبة المرأة في السّماع والكلام أكثر من الاتجاه إلى التأليف .3 - إهمال كثير من الكتّاب والمؤرّخين تراجم النساء ! وقد تكون أكثر الأسباب في هذا الأمر عدم إلمام الكاتب بالجوانب الكافية لترجمة المرأة التي يكون مبناها على السّتر والعفاف، وصعوبة الاستفسار عن أحوالها
. اهـ .


جزاك الله خيرا اخي ابو معاوية ونفع الله بكم

يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي (رحمه الله ) في "أضواء البيان " (9/ 20ــــ 22):

مبحث تعليم النساء الكتابة

وقع الخلاف بسبب نصين في المسألة :


الأول : حديث الشفاء بنت عبد الله قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال لي : ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " رواه المجد في المنتقى عن أحمد وأبي داود وقال بعده : وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة .

والثاني : حديث عائشة رواه الحاكم وصححه البيهقي مرفوعا : " لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعني النساء ، وعلموهن الغزل وسورة النور " قال الشوكاني في نيل الأوطار ، على حديث المنتقى وحديث عائشة : إن حديث الشفاء دليل على جواز تعليمهن ، وحديث النهي محمول على من يخشى من تعليمها الفساد ، أعني تعليم الكتابة والقراءة .

[ ص: 21 ] أما تعليم العلم فليس محل خلاف ، والواقع أن هذه المسألة واضحة المعالم ، إذا نظرت كالآتي :

أولا : لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل ، والعلم قسمان : علم سماع وتلق ، وهذه سيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعائشة كانت القدوة الحسنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة ، وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، وهذا مشهور ومعلوم .

والثاني : علم تحصيل بالقراءة والكتابة ، وهذا يدور مع تحقق المصلحة من عدمها ، فمن رأى أن تعليمهن مفسدة منعه ، كما روي عن علي رضي الله عنه : أنه مر على رجل يعلم امرأة الكتابة فقال : لا تزد الشر شرا .

وروي عن بعض الحكماء : أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة ، فقال : أفعى تسقى سما ، وأنشدوا الآتي :



ما للنساء وللكتا بة والعمالة والخطابه هذا لنا ولهن منا
أن يبتن على جنابه

ومثله ما قاله المنفلوطي :

يا قوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس وقال وقيل
لنا علوم ولها غيرها فعلموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها طرس عليه كل خط جميل


وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة . كما قال الشاعر الآخر :


كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول


مع أننا وجدنا في تاريخ المرأة نسوة شاركن في القتال ، حتى عائشة رضي الله عنها كانت تسقي الماء ، وأم سلمة تداوي الجرحى ، إذ لا يؤخذ قول كل منهما على عمومه .

قال صاحب التراتيب الإدارية : أورد القلقشندي أن جماعة من النساء كن يكتبن ، ولم ير أن أحدا من السلف أنكر عليهن . ا هـ .

ومن المعلوم رواية كريمة لصحيح البخاري ، وهي من الرواية المعتبرة عن المحدثين ،
فقد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داود عند آل المبارك وعليها تعليق لأخت صلاح الدين الأيوبي ، وذكر صاحب التراتيب الإدارية قوله : وقد ثبت عن كثير من نساء أهل الصحراء الإفريقية خصوصا شنقيط : شنجط ، أي شنقيط ، وهي المعروفة الآن بموريتانيا ، وتيتبكتو ، وقبيلة كنت العجب ، حتى جاء أن الشيخ المختار الكنتي الشهير ، ختم مختصر خليل للرجال ، وختمته زوجته في جهة أخرى للنساء . ا هـ .
ومما يؤيد ما ذكره أننا ونحن في بعثة الجامعة الإسلامية لإفريقيا ، سمعنا ونحن في مدينة أطار وهي على مقربة من مدينة شنجيط المذكورة ،
سمعنا من كبار أهلها أنه كان يوجد بها سابقا مائتا فتاة يحفظن المدونة كاملة .

وقد سمعت في الآونة الأخيرة ، أنه كانت توجد امرأة تدرس في المسجد النبوي ، الحديث ، والسيرة ، واللغة العربية وهي شنقيطية .

ويجب أن تكون النظرة لهذه المسألة على ضوء واقع الحياة اليوم وفي كل يوم ، وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة ، ولكن المشكلة تكمن في منهج تعليمها ، وكيفية تلقيها العلم .

فكان من اللازم أن يكون منهج تعليمها قاصرا على النواحي التي يحسن أن تعمل فيها كالتعليم والطب وكفى .

أما كيفية تعليمها ، فإن مشكلتها إنما جاءت من الاختلاط في مدرجات الجامعات ، وفصول الدراسة في الثانويات في فترة المراهقة ، وقلة المراقبة ، وفي هذا يكمن الخطر منها وعليها في آن واحد ، فإذا كان لا بد من تعليمها ، فلا بد أيضا من المنهج الذي يحقق الغاية منه ، ويضمن السلامة فيه ، والتوفيق من الله سبحانه .

أما ما يخشى عليها من الاتصال عن طريق الكتابة ، فقد وجد ما هو أقرب وأسرع منها لمن شاءت وهو الهاتف في البيوت ، فإنه في متناول المتعلمة والجاهلة . والمدار في ذلك كله على الحصانة التربوية والمتانة الدينية والقوة الأخلاقية .

وقد أوردت هذا المبحث استطرادا لبيان وجهة النظر في هذه المسألة ، اقتباسا من قوله تعالى : الذي علم بالقلم ، وبالله التوفيق .) أ.هـ
__________________
قال العَلامَةَ ابْنَ دَقِيقِ العِيد رحمه الله[SIZE="5"][/SIZE] فِي «الاقْتِراح» (ص302):

«أَعْرَاضُ المُسْلِمين حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار؛ وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاس: المُحَدِّثُونَ، وَالحُكَّام».
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.