أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
103013 | 89305 |
#1
|
|||
|
|||
شُبهةٌ قُبورية..وحُجَجٌ عِلميّة سُنِّـيَّة
شُبهةٌ قُبورية.. وحُجَجٌ عِلميّة سُنِّـيَّة سأَلَني سائلٌ فاضلٌ-قبل بُرْهةٍ مِن الزمان-عن خبر تاريخيّ استشكله-في باب العقيدة والتوحيد-وحُقَّ له ذلك-، وهو: ما رواه الإمام أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ في «تقييد المهمَل وتمييز المشكِل»(1/43-44): «أخبرني أبو الحسن طاهر بن مُفَوِّز بن عبد الله بن مُفَوِّز المَعَافِريّ-صاحبُنا-رحمه الله-،قال: أَخْبَرَني أَبُو الفَتْحِ وأبو الليث نَصْرُ بنُ الحَسَنِ التُّنْكُتِيُّ-المقيمٌ بسَمَرْقَنْد- قَدِمَ عَلَيْهم بَلَنْسِيَةَ -عَامَ أَرْبَعِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ-، قَالَ: قَحطَ المَطَرُ عِنْدنَا -بِسَمَرْقَنْدَ -فِي بَعْضِ الأَعْوَامِ-. قال: فَاسْتسقَى النَّاسُ –مِرَاراً-، فَلَمْ يُسْقُوا، فَأَتَى رَجُلٌ صَالِحٌ -مَعْرُوْفٌ بِالصَّلاَحِ مشهورٌ به- إِلَى قَاضِي سَمَرْقَنْدَ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي قد رَأَيْتُ رأْياً أَعرِضُهُ عَلَيْكَ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تخرجَ ، وَيخرجَ النَّاسُ مَعَكَ إِلَى قَبْرِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ-رحمه الله- وَقبرُهُ بخَرْتَنْك-، وَنستسقِي عِنْدَهُ، فعسَى اللهُ أَنْ يَسْقِينَا. قَالَ: فَقَالَ القَاضِي: نِعِمَّا رَأَيْتَ. فَخَرَجَ القَاضِي،وَخرج النَّاسُ مَعَهُ، وَاسْتسقَى القَاضِي بِالنَّاسِ، وَبَكَى النَّاسُ عِنْدَ القَبْرِ، وَتشفَّعُوا بصَاحِبِهِ. فَأَرسلَ اللهُ –تبارك وتَعَالَى- السَّمَاءَ بِمَاءٍ عَظِيْمٍ غَزِيْرٍ، أَقَامَ النَّاسُ مِنْ أَجلِهِ بِخَرْتَنْك سَبْعَةَ أَيَّامٍ -أَوْ نحوَهَا-، لاَ يَسْتَطيعُ أَحَدٌ الوُصُوْلَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ مِنْ كَثْرَةِ المَطَرِ وَغزَارتِهِ- وَبَيْنَ خرتنك وَسَمَرْقَنْد نَحْوُ ثَلاَثَةَ أَمِيَالٍ-». قلتُ: بحثتُ في كثيرٍ من الكتب ، والمؤلَّفات ، والمراجع ،ومواقع الإنترنت العلمية : عن رَدّ لهذه الشبهة،أو نقدٍ لها:فلم أجد إلا بعضَ الأجوبة المختصَرة بقلم بعض الأفاضل-مما لم أره يَشْفي عليلاً،أو يَرْوي غليلاً-على أَوهامٍ وقع فيها بعضٌ منهم!-. فاستعنتُ بالله -وحدَه-على دراسة هذا الخبر ،وتتبُّع ما فيه،والكشف عن خوافيه. فأقول-وبحمد ربي-سبحانه-أَصولُ وأَجول: أورد الخبرَ-بدون تعليق منه !ولا مِن محقِّقي كتابَيه!-الحافظُ شمس الدين الذهبيّ في«تاريخ الإسلام» (6/164-بتحقيق الدكتور بشّار عوّاد معروف)، وفي«سير أعلام النبلاء» ( 12/469-بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط)-وغيرُه-! وقد علّق محقِّقو كتاب «تقييد المهمَل-نشر دار عالم الفوائد »-للحافظ الغسّانيّ-على الخبر تعليقاً وجيزاً لا بأسَ به-جزاهم الله خيراً-. وأورد الخبرَ-ذلك- الحافظُ السُّبْكيُّ في«طبقات الشافعية الكبرى» (2/234)،وقال: «وَأما «الْجَامِع الصَّحِيح» ،وَكَونه ملْجأ للمعضلات، ومجرَّباً لقَضَاء الْحَوَائِج؛ فَأمر مَشْهُور . وَلَو اندفعنا فى ذكر تَفْصِيل ذَلِك- وَمَا اتّفق فِيهِ-: لطال الشَّرْح»!!! ...وهو تعليقٌ من السُّبكي-عفا الله عنه-فيه تخليطٌ واضحٌ؛فلا أقف عنده-كثيراً-! أما الجوابُ على هذا الخبر -مفصَّلاً- ؛ فمِن وجوه: الأول: أن كتب التواريخ والتراجم لا يُستقى منها الأحكام الشرعية ؛فضلاً عن أصول الاعتقاد الغيبية.. وإنما الاعتقاد المبنيُّ على (قال الله)،و(قال رسوله)مظانُّ وجوده -أساساً-: كتبُ التوحيد.. ورحم الله الحافظ عبدالرحيم العراقي-القائل-كما في«ألفية السيرة»(ص29)-: «ولْيَعْلمِ الطالبُ أنَّ السِّيَرَا*** تَجْمَعُ ما صَحَّ وما قدْ أُنْكِرَا والقصدُ ذِكرُ ما أتى أهلُ السّيَرْ*** بهِ، وإنْ إسنادُهُ لمْ يُعْتَبَرْ». الثاني: أن أصلَ هذا الخبر مبنيٌّ على رواية مُبْهَم مجهول! وهو مَن وُصِف بأنه:«رجل صالح معروف بالصلاح!مشهور به»!! وهذا لا يُوثّقه-ألبتّة-! بل قد يكونُ العكسُ(!)هو الأقربَ!!! فقد روى الإمام مسلم في مقدمة«صحيحه»(1/17)عن محمد بن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ِ، عن أبيه، قَالَ: «لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ» . قَالَ ابْنُ أَبِي عَتَّابٍ: فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ-عَنْ أَبِيهِ-: «لَمْ تَرَ أَهْلَ الْخَيْرِ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ» . قَالَ مُسْلِمٌ: « يَقُولُ: يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ، وَلَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ». أقول: بل لو ورد توثيقُه الصريح على مثل هذا الإبهام-ولو مِن إمام- ؛ فإنه لا يُقبل-أيضاً-على الراجح من كلام الأئمة الأعلام-. قال الحافظ العراقي في «شرح التبصرة والتذكرة»(1/346): «التعديلُ على الإبهامِ من غيرِ تسميةِ المعدَّلِ-كما إذا قال: حدّثني الثقةُ- ونحوَ ذلك- من غيرِ أنْ يُسمّيَهُ-:لا يُكتَفَى به في التوثيقِ. كما ذكرهُ الخطيبُ أبو بكرٍ، والفقيهُ أبو بكرٍ الصَّيْرفيُّ، وأبو نصرٍ بنُ الصَّبَّاغِ من الشافعيةِ- وغيرُهم- ». الثالث: أن هذا القولَ من ذاك «الرجل الصالح!»هو محضُ (رأي)رآه!وعَرْضٌ رواه!! لا دليلَ عليه من كتاب!ولا من سنة!!ولا من قول صاحب!!! وكونه(رأياً!) هو نصُّ ما قاله-نفسُه-: « إِنِّي قد رَأَيْتُ رأْياً أَعرضُهُ عَلَيْكَ »!! ثم قال:«أرى أن....»-إلخ-!! وما أجملَ ما روى ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»(145)عن ابن مسعود-رضي الله عنه-، قال:«اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا تَغْدُ إِمَّعَةً بَيْنَ ذَلِكَ». قَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: «الْإِمَّعَةُ : أَهْلُ الرَّأْيِ». وروى( 1992 )عن الإمام مَالِك قولَه: «يَنْبَغِي أَنْ تَتَّبِعَ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، لَا تَتَّبِعِ الرَّأْيَ». بل بوّب-رحمه الله-في)ٍ2/1037)-من«جامعه»-: (بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَمِّ الْقَوْلِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى بِالرَّأْيِ وَالظَّنِّ وَالْقِيَاسِ عَلَى غَيْرِ أَصْلٍ وَعَيْبِ الْإِكْثَارِ مِنَ الْمَسَائِلِ دُونَ اعْتِبَار).. ومنه : ما ذكره (2072 ) من قول الإمام مَالِك-رحمه الله-: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ تَمَّ هَذَا الْأَمْرُ وَاسْتُكْمِلَ؛ فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ تُتَّبَعَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَا يُتَّبَعُ الرَّأْيُ؛ فَإِنَّهُ مَتَى اتُّبِعَ الرَّأْيُ: جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ أَقْوَى فِي الرَّأْيِ مِنْكَ: فَاتَّبَعْتَهُ، فَأَنْتَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ غَلَبَكَ: اتَّبَعْتَهُ!! أَرَى هَذَا لَا يَتِمّ!!ُ»... وأجلُّ من هذا-كلِّه-: ما رواه البُخاري(7307 ) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو ،قالُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ العِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ العُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ، يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ» . ورحم الله الإمامَ الذهبيَّ-القائلَ-: العلمُ قال الله قال رسوله***إن صحَّ والإجماعُ فاجهدْ فيهِ وحَذارِ مِن نَصْبِ الخلافِ جهالةً***بين الرسول وبين رأيِ فقيهِ الرابع: أخرج الخطيب البغداي في «تاريخ بغداد»(2/404) ، وابن عساكر في »تاريخ دمشق » (51/343)-وغيرهما-عن أبي الفضل الزَّجَّاج قال : «لما قدم الشافعي إلى بغداد -وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة -، فلما دخل بغداد مازال يقعد في حلقة حلقة، ويقول لهم : قال الله وقال الرسول ، وهم يقولون : قال أصحابنا ! حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره» . فأين هذا المنهج الرفيع العالي من ذاك الاستدلال الواهي البالي!؟ رحم الله أئمتَنا،وهدى مَن انحرف عن طريقتهم مِن أتباعهم ومقلِّدتهم. الخامس: في «تاريخ الإسلام»(6/149)،وفي«سير أعلام النبلاء»(12/412)-للحافظ الذهبي-: «قال محمد بن أبي حاتم[وهو وَرّاق الإمام البُخاري-رحمهما الله-]: سمعت أبا عبد الله يَقُولُ: لَا أعلم شيئًا يُحتاج إِلَيْهِ إلَا وهو فِي الكتاب والسنة. فقلت لَهُ: يمكن معرفة ذَلِكَ كلّه؟ قَالَ: نعم. ». قلتُ: فكيف الشأنُ بالتوحيد،والعقيدة،والدعاء،والعبادة؟! والكتاب والسنة حافلان بالأدلة على إفراد ذلك-كلِّه-بالرب العظيم ذي الجلال والإكرام-سبحانه وتعالى-. ومما يُسْتأنَس به في ردّ مثل ذلك الرأي-بِلا لأْي-: ما رواه الحافظ الضياء المقدسيّ في كتابه«الأحاديث المختارة مما ليس في (الصحيحين)» (428-وغيرُه- عَنْ الإمام زين العابدين عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنٍ -الثقة الثبت الفقيه-: أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَدْخُلُ فِيهَا ، فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي ، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟! قَالَ:« لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ». قلت: ...فإذا كان هذا في دعاء الله -وحده-...وعند قبر نبيِّه- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -... فكيف الشأن في الدعاء-أو الاستشفاع-بغيره-تعالى-،وعند قبرٍ دون قبره- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟! على أني أنبّه-ها هنا-:أنّ لفظ هذا الخبر التاريخيّ ليس فيه-صَراحةً-الاستغاثةُ بالمقبور، ودعاؤه-وهو ما يستدلّ به عليه القبوريّون-! وإنما الذي فيه قولُه:« وَبَكَى النَّاسُ عِنْدَ القَبْرِ، وَتشفَّعُوا بصَاحِبِهِ»!! وأوّلُ ما يحتملُه هذا اللفظُ: معنى دعاء الله -وحده-،مع التوسُّل إليه ببعض خَلْقه-سبحانه-.. وهو بدعةُ ضلالةٍ ؛ لكنّه ليس شركاً-بذاته-. ولكنّه قد يَؤُولُ-في بعض صُوره-إلى الشرك الأكبر-والعياذُ بالله-تعالى-. وإنْ كان القبوريُّون-علماءَ وجهلاءَ!- يخلِطون-جداً-بين (الاستغاثة!)،و(التوسُّل!)، و(الاستشفاع!)-فيجعلونهم كالشيء الواحد!-!!! وبعدُ: فما أجملَ-أخيراً-قولَ العلامة مُحيي الدين البَرْكَويّ(المتوفى سنة 981هـ) – في كتابه«زيارة القبور الشرعية والشركية»(ص28)-: «وأمّا الزيارةُ البدعيّة: فزيارةُ القبور لأجل الصلاة عندها، والطواف بها، وتقبيلها، واستلامها، وتعفير الخدود عليها، وأخذ تُرابها، ودعاء أصحابها، والاستعانة بهم، وسؤالهم النصرَ، والرزقَ، والعافيةَ، والولدَ، وقضاءَ الديون، وتفريجَ الكُرُبات، وإغاثةَ اللهفان- وغيرَ ذلك مِن الحاجات التي كان عُبّاد الأوثان يسألونها من أوثانهم-: فليس شيءٌ من ذلك مشروعاً- باتفاق أئمة الدين-؛ إذ لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أحدٌ من الصحابة، والتابعين، وسائر أئمة الدين. بل أصلُ هذه الزيارة البدعية الشركية مأخوذٌ عن عُبَّاد الأصنام». قلتُ: ومِن أعجب ما رأيتُ-بأُمِّ عيني-قبل ثلاثة أيام-فقط-وعلى بعض جدران (مقبرة شهداء أُحُد)-في المدينة النبوية-:ما كتبه أحدُ جهلةِ القبوريِّين بالخطَِّ العريض-وبقلبٍ مريض!-: (يا حمزة عمّ الرسول : ارزق (....) ولداً....)!!! ... في فأين الله؟! وهو القائلُ-عز وجلّ-: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾؟! ..ولشيخ الإسلام أبي العبّاس ابن تيميّة-رحمه الله-فصلٌ مطوَّلٌ-بديعٌ-في الردّ على دعاة الدعاء عند القبور-:في كتابه العُجاب «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفةَ أصحاب الجحيم» (2/203-210)-فليُنظَر-. وله-رحمه الله-في كتاب«الاستغاثة»إيضاحاتٌ جليّة،وردود علميّة،وتأصيلاتٌ قويّة. وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه-أجمعين-. ....وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين. |
|
|