أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
103013 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-24-2013, 07:41 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي شُبهةٌ قُبورية..وحُجَجٌ عِلميّة سُنِّـيَّة



شُبهةٌ قُبورية..
وحُجَجٌ عِلميّة سُنِّـيَّة




سأَلَني سائلٌ فاضلٌ-قبل بُرْهةٍ مِن الزمان-عن خبر تاريخيّ استشكله-في باب العقيدة والتوحيد-وحُقَّ له ذلك-، وهو:
ما رواه الإمام أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ في «تقييد المهمَل وتمييز المشكِل»(1/43-44):
«أخبرني أبو الحسن طاهر بن مُفَوِّز بن عبد الله بن مُفَوِّز المَعَافِريّ-صاحبُنا-رحمه الله-،قال: أَخْبَرَني أَبُو الفَتْحِ وأبو الليث نَصْرُ بنُ الحَسَنِ التُّنْكُتِيُّ-المقيمٌ بسَمَرْقَنْد- قَدِمَ عَلَيْهم بَلَنْسِيَةَ -عَامَ أَرْبَعِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ-، قَالَ:
قَحطَ المَطَرُ عِنْدنَا -بِسَمَرْقَنْدَ -فِي بَعْضِ الأَعْوَامِ-.
قال: فَاسْتسقَى النَّاسُ –مِرَاراً-، فَلَمْ يُسْقُوا، فَأَتَى رَجُلٌ صَالِحٌ -مَعْرُوْفٌ بِالصَّلاَحِ مشهورٌ به- إِلَى قَاضِي سَمَرْقَنْدَ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي قد رَأَيْتُ رأْياً أَعرِضُهُ عَلَيْكَ.
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: أَرَى أَنْ تخرجَ ، وَيخرجَ النَّاسُ مَعَكَ إِلَى قَبْرِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ-رحمه الله- وَقبرُهُ بخَرْتَنْك-، وَنستسقِي عِنْدَهُ، فعسَى اللهُ أَنْ يَسْقِينَا.
قَالَ: فَقَالَ القَاضِي: نِعِمَّا رَأَيْتَ.
فَخَرَجَ القَاضِي،وَخرج النَّاسُ مَعَهُ، وَاسْتسقَى القَاضِي بِالنَّاسِ، وَبَكَى النَّاسُ عِنْدَ القَبْرِ، وَتشفَّعُوا بصَاحِبِهِ.
فَأَرسلَ اللهُ –تبارك وتَعَالَى- السَّمَاءَ بِمَاءٍ عَظِيْمٍ غَزِيْرٍ، أَقَامَ النَّاسُ مِنْ أَجلِهِ بِخَرْتَنْك سَبْعَةَ أَيَّامٍ -أَوْ نحوَهَا-، لاَ يَسْتَطيعُ أَحَدٌ الوُصُوْلَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ مِنْ كَثْرَةِ المَطَرِ وَغزَارتِهِ- وَبَيْنَ خرتنك وَسَمَرْقَنْد نَحْوُ ثَلاَثَةَ أَمِيَالٍ-».

قلتُ:


بحثتُ في كثيرٍ من الكتب ، والمؤلَّفات ، والمراجع ،ومواقع الإنترنت العلمية : عن رَدّ لهذه الشبهة،أو نقدٍ لها:فلم أجد إلا بعضَ الأجوبة المختصَرة بقلم بعض الأفاضل-مما لم أره يَشْفي عليلاً،أو يَرْوي غليلاً-على أَوهامٍ وقع فيها بعضٌ منهم!-.

فاستعنتُ بالله -وحدَه-على دراسة هذا الخبر ،وتتبُّع ما فيه،والكشف عن خوافيه.

فأقول-وبحمد ربي-سبحانه-أَصولُ وأَجول:


أورد الخبرَ-بدون تعليق منه !ولا مِن محقِّقي كتابَيه!-الحافظُ شمس الدين الذهبيّ في«تاريخ الإسلام» (6/164-بتحقيق الدكتور بشّار عوّاد معروف)، وفي«سير أعلام النبلاء» ( 12/469-بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط)-وغيرُه-!

وقد علّق محقِّقو كتاب «تقييد المهمَل-نشر دار عالم الفوائد »-للحافظ الغسّانيّ-على الخبر تعليقاً وجيزاً لا بأسَ به-جزاهم الله خيراً-.
وأورد الخبرَ-ذلك- الحافظُ السُّبْكيُّ في«طبقات الشافعية الكبرى» (2/234)،وقال:
«وَأما «الْجَامِع الصَّحِيح» ،وَكَونه ملْجأ للمعضلات، ومجرَّباً لقَضَاء الْحَوَائِج؛ فَأمر مَشْهُور .
وَلَو اندفعنا فى ذكر تَفْصِيل ذَلِك- وَمَا اتّفق فِيهِ-: لطال الشَّرْح»!!!
...وهو تعليقٌ من السُّبكي-عفا الله عنه-فيه تخليطٌ واضحٌ؛فلا أقف عنده-كثيراً-!

أما الجوابُ على هذا الخبر -مفصَّلاً- ؛ فمِن وجوه:


الأول:

أن كتب التواريخ والتراجم لا يُستقى منها الأحكام الشرعية ؛فضلاً عن أصول الاعتقاد الغيبية..
وإنما الاعتقاد المبنيُّ على (قال الله)،و(قال رسوله)مظانُّ وجوده -أساساً-: كتبُ التوحيد..
ورحم الله الحافظ عبدالرحيم العراقي-القائل-كما في«ألفية السيرة»(ص29)-:
«ولْيَعْلمِ الطالبُ أنَّ السِّيَرَا*** تَجْمَعُ ما صَحَّ وما قدْ أُنْكِرَا
والقصدُ ذِكرُ ما أتى أهلُ السّيَرْ*** بهِ، وإنْ إسنادُهُ لمْ يُعْتَبَرْ».
الثاني:
أن أصلَ هذا الخبر مبنيٌّ على رواية مُبْهَم مجهول!
وهو مَن وُصِف بأنه:«رجل صالح معروف بالصلاح!مشهور به»!!
وهذا لا يُوثّقه-ألبتّة-!
بل قد يكونُ العكسُ(!)هو الأقربَ!!!
فقد روى الإمام مسلم في مقدمة«صحيحه»(1/17)عن محمد بن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ِ، عن أبيه، قَالَ: «لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ» .
قَالَ ابْنُ أَبِي عَتَّابٍ: فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ؟
فَقَالَ-عَنْ أَبِيهِ-: «لَمْ تَرَ أَهْلَ الْخَيْرِ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ» .
قَالَ مُسْلِمٌ: « يَقُولُ: يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ، وَلَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ».
أقول:
بل لو ورد توثيقُه الصريح على مثل هذا الإبهام-ولو مِن إمام- ؛ فإنه لا يُقبل-أيضاً-على الراجح من كلام الأئمة الأعلام-.
قال الحافظ العراقي في «شرح التبصرة والتذكرة»(1/346):
«التعديلُ على الإبهامِ من غيرِ تسميةِ المعدَّلِ-كما إذا قال: حدّثني الثقةُ- ونحوَ ذلك- من غيرِ أنْ يُسمّيَهُ-:لا يُكتَفَى به في التوثيقِ.
كما ذكرهُ الخطيبُ أبو بكرٍ، والفقيهُ أبو بكرٍ الصَّيْرفيُّ، وأبو نصرٍ بنُ الصَّبَّاغِ من الشافعيةِ- وغيرُهم- ».
الثالث:
أن هذا القولَ من ذاك «الرجل الصالح!»هو محضُ (رأي)رآه!وعَرْضٌ رواه!!
لا دليلَ عليه من كتاب!ولا من سنة!!ولا من قول صاحب!!!
وكونه(رأياً!) هو نصُّ ما قاله-نفسُه-: « إِنِّي قد رَأَيْتُ رأْياً أَعرضُهُ عَلَيْكَ »!!
ثم قال:«أرى أن....»-إلخ-!!
وما أجملَ ما روى ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»(145)عن ابن مسعود-رضي الله عنه-، قال:«اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا تَغْدُ إِمَّعَةً بَيْنَ ذَلِكَ».
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: «الْإِمَّعَةُ : أَهْلُ الرَّأْيِ».
وروى( 1992 )عن الإمام مَالِك قولَه: «يَنْبَغِي أَنْ تَتَّبِعَ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، لَا تَتَّبِعِ الرَّأْيَ».
بل بوّب-رحمه الله-في)ٍ2/1037)-من«جامعه»-: (بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَمِّ الْقَوْلِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى بِالرَّأْيِ وَالظَّنِّ وَالْقِيَاسِ عَلَى غَيْرِ أَصْلٍ وَعَيْبِ الْإِكْثَارِ مِنَ الْمَسَائِلِ دُونَ اعْتِبَار)..
ومنه :
ما ذكره (2072 ) من قول الإمام مَالِك-رحمه الله-: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ تَمَّ هَذَا الْأَمْرُ وَاسْتُكْمِلَ؛ فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ تُتَّبَعَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَا يُتَّبَعُ الرَّأْيُ؛ فَإِنَّهُ مَتَى اتُّبِعَ الرَّأْيُ: جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ أَقْوَى فِي الرَّأْيِ مِنْكَ: فَاتَّبَعْتَهُ، فَأَنْتَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ غَلَبَكَ: اتَّبَعْتَهُ!!
أَرَى هَذَا لَا يَتِمّ!!ُ»...
وأجلُّ من هذا-كلِّه-:
ما رواه البُخاري(7307 ) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو ،قالُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
«إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ العِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ العُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ، يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ» .
ورحم الله الإمامَ الذهبيَّ-القائلَ-:
العلمُ قال الله قال رسوله***إن صحَّ والإجماعُ فاجهدْ فيهِ
وحَذارِ مِن نَصْبِ الخلافِ جهالةً***بين الرسول وبين رأيِ فقيهِ
الرابع:
أخرج الخطيب البغداي في «تاريخ بغداد»(2/404) ، وابن عساكر في »تاريخ دمشق » (51/343)-وغيرهما-عن أبي الفضل الزَّجَّاج قال :
«لما قدم الشافعي إلى بغداد -وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة -، فلما دخل بغداد مازال يقعد في حلقة حلقة، ويقول لهم : قال الله وقال الرسول ، وهم يقولون : قال أصحابنا ! حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره» .
فأين هذا المنهج الرفيع العالي من ذاك الاستدلال الواهي البالي!؟
رحم الله أئمتَنا،وهدى مَن انحرف عن طريقتهم مِن أتباعهم ومقلِّدتهم.
الخامس:
في «تاريخ الإسلام»(6/149)،وفي«سير أعلام النبلاء»(12/412)-للحافظ الذهبي-:
«قال محمد بن أبي حاتم[وهو وَرّاق الإمام البُخاري-رحمهما الله-]: سمعت أبا عبد الله يَقُولُ: لَا أعلم شيئًا يُحتاج إِلَيْهِ إلَا وهو فِي الكتاب والسنة.
فقلت لَهُ: يمكن معرفة ذَلِكَ كلّه؟
قَالَ: نعم. ».
قلتُ:
فكيف الشأنُ بالتوحيد،والعقيدة،والدعاء،والعبادة؟!
والكتاب والسنة حافلان بالأدلة على إفراد ذلك-كلِّه-بالرب العظيم ذي الجلال والإكرام-سبحانه وتعالى-.
ومما يُسْتأنَس به في ردّ مثل ذلك الرأي-بِلا لأْي-:
ما رواه الحافظ الضياء المقدسيّ في كتابه«الأحاديث المختارة مما ليس في (الصحيحين)» (428-وغيرُه- عَنْ الإمام زين العابدين عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنٍ -الثقة الثبت الفقيه-: أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَدْخُلُ فِيهَا ، فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ، فَقَالَ:
أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي ، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟!
قَالَ:« لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ».
قلت:
...فإذا كان هذا في دعاء الله -وحده-...وعند قبر نبيِّه- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -...
فكيف الشأن في الدعاء-أو الاستشفاع-بغيره-تعالى-،وعند قبرٍ دون قبره- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟!
على أني أنبّه-ها هنا-:أنّ لفظ هذا الخبر التاريخيّ ليس فيه-صَراحةً-الاستغاثةُ بالمقبور، ودعاؤه-وهو ما يستدلّ به عليه القبوريّون-!
وإنما الذي فيه قولُه:« وَبَكَى النَّاسُ عِنْدَ القَبْرِ، وَتشفَّعُوا بصَاحِبِهِ»!!
وأوّلُ ما يحتملُه هذا اللفظُ: معنى دعاء الله -وحده-،مع التوسُّل إليه ببعض خَلْقه-سبحانه-..
وهو بدعةُ ضلالةٍ ؛ لكنّه ليس شركاً-بذاته-.
ولكنّه قد يَؤُولُ-في بعض صُوره-إلى الشرك الأكبر-والعياذُ بالله-تعالى-.
وإنْ كان القبوريُّون-علماءَ وجهلاءَ!- يخلِطون-جداً-بين (الاستغاثة!)،و(التوسُّل!)، و(الاستشفاع!)-فيجعلونهم كالشيء الواحد!-!!!
وبعدُ:
فما أجملَ-أخيراً-قولَ العلامة مُحيي الدين البَرْكَويّ(المتوفى سنة 981هـ) – في كتابه«زيارة القبور الشرعية والشركية»(ص28)-:
«وأمّا الزيارةُ البدعيّة:
فزيارةُ القبور لأجل الصلاة عندها، والطواف بها، وتقبيلها، واستلامها، وتعفير الخدود عليها، وأخذ تُرابها، ودعاء أصحابها، والاستعانة بهم، وسؤالهم النصرَ، والرزقَ، والعافيةَ، والولدَ، وقضاءَ الديون، وتفريجَ الكُرُبات، وإغاثةَ اللهفان- وغيرَ ذلك مِن الحاجات التي كان عُبّاد الأوثان يسألونها من أوثانهم-: فليس شيءٌ من ذلك مشروعاً- باتفاق أئمة الدين-؛ إذ لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أحدٌ من الصحابة، والتابعين، وسائر أئمة الدين.
بل أصلُ هذه الزيارة البدعية الشركية مأخوذٌ عن عُبَّاد الأصنام».
قلتُ:
ومِن أعجب ما رأيتُ-بأُمِّ عيني-قبل ثلاثة أيام-فقط-وعلى بعض جدران (مقبرة شهداء أُحُد)-في المدينة النبوية-:ما كتبه أحدُ جهلةِ القبوريِّين بالخطَِّ العريض-وبقلبٍ مريض!-: (يا حمزة عمّ الرسول : ارزق (....) ولداً....)!!!
... في فأين الله؟!
وهو القائلُ-عز وجلّ-:
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾؟!
..ولشيخ الإسلام أبي العبّاس ابن تيميّة-رحمه الله-فصلٌ مطوَّلٌ-بديعٌ-في الردّ على دعاة الدعاء عند القبور-:في كتابه العُجاب «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفةَ أصحاب الجحيم» (2/203-210)-فليُنظَر-.
وله-رحمه الله-في كتاب«الاستغاثة»إيضاحاتٌ جليّة،وردود علميّة،وتأصيلاتٌ قويّة.

وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه-أجمعين-.


....وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين.


رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.