أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
3329 | 151323 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
" علم الأصول وعلم النحو أخوان فكلاهما كان يجري في ألسنة العرب وضمائرهم على السليقة والطبيعة فلم يكن العرب العرباء يعرفون اصطلاحات النحويين المتأخرة ولو سمعوها لفهموها على غير ما يقصده أهل النحو ، لأن هذه الاصطلاحات طارئة حادثة وكذالك الاصطلاحات الأصولية ، لم يكن أكثرها معروفا .. ومما يؤيد ما ذكرناه ما يلي :
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#12
|
|||
|
|||
2ــــ أقسام التعريف الاصطلاحي :
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#13
|
|||
|
|||
وأشير إلى فكرة : ( تطوير المصطلحات) ، وهي (( تقرير معانٍ لمصطلحات الحديث غيرِ معانيها عند أهل الاصطلاح، مع العلم بهذا التغاير، ثم التعامل مع كلام أهل الاصطلاح وفق هذا المعنى الجديد ومحاكمتهم إليه .
لقد أباح بعضُ أهل العلم لنفسه أن يقع في هذا الخطأ الكبير، الذي هو في واضحِ حقيقته مشاحّةٌ في الاصطلاح، لا وَجْه لها. وهو في خافي حقيقته منازعةٌ لأهل الاصطلاح ممن ليس من أهله فيما ينازعهم فيه. ذلك أن الذي يأتي إلى علم مكتملِ القواعد والأصول، مُقرَّرٍ بألفاظٍ وتعابير اصطلاحيّةٍ سابقةٍ له، كان ينبغي عليه أن يأخذ هذا العلمَ كما هو عن أهله، ولا داعي إلى تغيير مصطلحاته لأن ذلك لا فائدة فيه، ما دامت مصطلحاته القديمة قد قامت بخدمة ذلك العلم، وقد دُوّنت أصول العلم وأمهات كتبه عليها. بل ذلك التغيير سيؤدّي إلى تعسُّرِ ذلك العلم بتعدُّد معاني ألفاظه، وربّما أدّى إلى فَهْمِ كلام السابقين وَفْق اصطلاح اللاحقين (كما وقع بالفعل) ، بل ربما أدّى ذلك إلى محاكمة السابقين وتخطيئهم وفق ذلك الاصطلاح الحادث (وهذا قد وقع أيضاً) ، ثم يؤدّي ذلك إلى تقرير قواعد العلم بناءً على ذلك الفهم الخطأ لكلام الأئمة النقاد. وإذا افترضنا أن شيئاً من هذه المحاذير لم يقع، سوى أنّ أحدهم اقترح معاني جديدةً لمصطلحات قديمة، مبيّناً صراحةً أنّها اصطلاحاتٌ خاصّةٌ به، لا علاقةَ لها بغيره؛ فإنني أعود لأسأل: إذا أبحنا لأحدٍ فِعْلَ ذلك، فبأي حق أمنع غيره منه؟! وإذا لم أمنع غيره، فتعدّدت معاني المصطلحات الخاصّة في ذلك العلم بتعدُّد الكاتبين فيه، فلك أن تتصوّر التعسُّر بل التعذُّرَ في تعلُّم ذلك العلم الذي سيحدث جرّاءَ تلك المعاني المختلفةِ المتباينةِ في علمٍ واحد. أعود لأقول: إن العلم المكتمل القواعد والأصول، المقرَّرَ بألفاظٍ وتعابير اصطلاحيّة: لا يحق لأحدٍ أن يحاول تأصيلَ غير ما اكتمل من قواعده، ولا أن يُقَرِّرَهُ بغير اصطلاحاته التي تقرَّرَ عليها من قَبْل؛ لأنّ في فعل شيءٍ من هاذين الأمرين إضاعةً لذلك العلم وتدميراً له!!! إذن فالعلم الذي اكتملت قواعده وأصوله من قبل، ينبغي أن يكون سبيل تعلُّمِه بالرجوع إلى ما سُبقنا إليه من تقرير تلك القواعد والأصول؛ لأن في الخروج عنها خروجاً عن الكمال، والخروج عن الكمال نقص)) ( 9 ). .................................... (9) حاتم العوني بَيَانُ الحَدّ الذي يَنْتهِي عِنْدَهُ أَهْلُ الاصطلاحِ والنَّقْد في علوم الحديث (330فما فوق) ضمن كتاب اضاءات بحثية
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#14
|
|||
|
|||
أقول في كلام الشيخ ـــ وفقه الله ــــ مبالغة كبيرة . من حق الباحث المتجرد أن يسأل التالي : ما هي العوامل التي دفعت إلى الكتابة في الاصطلاح ، " وتقييده وتخليصه من السعة التي كان عليها في العصور المتقدمة ، فأخذ منه المصنفون في المصطلح أهم معانيها وأكثرها تأثيرا تمييزا للمصطلح وقيدوه بها ، وأشاروا إلى ما خرج عن هذا ، والأئمة المتقدمون لم يتكلموا على عباراتهم على الاصطلاح فتسميته اصطلاحا فيه تجوز ، وإنما عبروا بعبارات عن أنواع معينة ، وأحوال معينة للحديث أو للرواة ، فاذا استقرت الظروف كان من المناسب الاجتهاد في وضع الاصطلاح ، وهذا ما دأب عليه الأئمة منذ زمن ونجحوا في هذا نجاحا كبيرا ساعد على تسهيل علوم السنة ووفروا على من أتى بعدهم كثيرا من الجهد والوقت بتقريب علوم المتقدمين عبر الاستقراء والتتبع والشرح ، وما فعلوه من محاولات التوفيق والجمع فإنه كان بمقتضى الصناعة العربية ليس فقط الحدود المنطقية ، نعم كان يحصل من ذالك شيئ ، لكنه لم يؤثر في الحقيقة إلا في تطويل بعض البحوث فيما لا فائدة فيه عمليا ولهذا تجد بعض المصنفات تتجاوزه وبعضها تخوض فيه بحسب خلفية المصنف الثقافية واجتهاده فيما يظنه فائدة للمتعلم والدارس " (10 )
................................ (10) [حبذا كيس الحافظ : 111]
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#15
|
|||
|
|||
فالجواب على كل ما سبق يتلخص في :
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#16
|
|||
|
|||
إلا أن الشيخ حاتما ـــ وفقه الله ــ ذهب إلى ما هو أبعد مما افترضه حول فكرة " تطوير المصطلحات " فهو يقرر أن المتقدمين هم أصحاب الحق الكلي في تقرير المصطلح ، خصوصا علماء القرن الثالث ـــ هكذا ـــ ضربة لازب (12 ) .
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#17
|
|||
|
|||
" والدكتور حين يتعب نفسه في هذا التقرير والعرض التاريخي يريد أن يصل إلى نتيجة أن علماء القرن الثالث هم المرجع في مصطلح الحديث وأن أي تطور أو تحديث يأتي به من بعدهم يكون بدعا من القول لأن الشيئ إذا اكتمل لا يحتمل الزيادة وتاالله إنه أقام عمل البشر مقام الدين المنزل من عند الله وعموما فنحن نقول : إن واقع علم الحديث أو مصطلح الحديث قابل للتطوير بحسب مستجدات كل عصر .. لكن نقول إن مرجعيتنا إلى علماء القرون الثلاثة في منهج النقد ليس مرده ارتباط ذالك بحركة التدوين ، وإنما مرده إلى صواب قواعد النقد التي توصلوا إليها والتي فتح الله بها عليهم تحقيقا لوعد الله بحفظ الدين ، وقد أدى ذلك المنهج دوره باقتدار ، لأنه نتيجة جهود مجتمعة ومتكاملة من الأئمة منذ بدء حركة التلقي والأداء للسنن النبوية وغيرها ، والأئمة اللاحقون ليس هدفهم الابتكار والتجديد في القواعد والأصول ، وإنما كان مجالهم التهذيب والاصطلاح والجمع والتقسيم وتمييز الأنزاع وغير ذالك من مجالات خدمة علوم السنة ..ولكن لا يغيب عنا أيضا التأكيد أن التطزير لا يعني التغيير والتحريف والتحويل ، ومنهج النقد هو في الحقيقة جهد تراكمي لاتبادلي أي أن اللاحق يأخد ما عند السابق ويضيف عليه لأن المسألة أصلا مرتبطة بالدين ، وأي تغيير في منهج النقد يؤدي إلى تغيير شيء من الدين ، هو مرفوض قطعا . لكن هل حصل هذا على يد أحد من أئمة الحديث الثقات ؟ بالتأكيد لا .
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#18
|
|||
|
|||
ــــــ ومناط الأمر في جميع العلوم بما فيها علوم الحديث ما قاله الشاطبي ( 790)
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#19
|
|||
|
|||
ــــ وقضية تطوير المصطلحات المقصود والمرمي بها ــــ رأسا ـــ الحافظ أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني كما نسبها إليه الدكتور حاتم العوني وفقه الله في أكتوبته « المنهج المقترح» .
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
#20
|
|||
|
|||
» ولو كان الأمر بهذا الحد الذي يضعه المعترض على ابن حجر رحمه الله؛ للزم منه أن يعد جماعة من الأئمة الكبار ممن وقع في تطوير المصطلحات، فهذا ابن أبي حاتم يضع مراتب الجرح والتعديل،ولم يسبقه أحد إلى ذلك، على الوضع الذي ذكره! بل تجد في بعض كلامه ما لا ينطبق على كلام جميع الأئمة المتكلمين في الرجال إنما على كلام بعضهم فقط، فقد ذكر من الألفاظ في كل مرتبة ما لا يتفق مع عباراتهم وألفاظهم جميعاً!فهل يصح أن يقال: إن ابن أبي حاتم بصنيعه هذا
قد دخل في تطوير المصطلحات؟». ( 16) . .............................. (16) [ مصطلح المتقدمين والمتأخرين 127].
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ] * قاله ابن المبارك * |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|