أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
63702 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الدروس الصوتية واللقاءات العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-25-2014, 08:29 AM
عمار البوريني عمار البوريني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 908
افتراضي تذكيربمحاضرة قديمة بعنوان :( ماذا يجب علينا تجاه إخواننا في فلسطين )لشيخناعلي الحلبي.

تذكيربمحاضرة قديمة بعنوان :
( ماذا يجب علينا تجاه إخواننا في فلسطين)
لشيخناعلي بن حسن الحلبي حفظه الله تعالى ..

((http://www.gulfup.com/?RnpzBl ))

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ؛ أن يحفظ دماء وأعراض وأموال المسلمين في فلسطين ؛ من كيد اليهود الغاصبين المعتدين ، وأن يرد كيدهم في نحرهم ويجعل دائرة السوء تدور عليهم ..
ونسأل الله سبحانه أن يُرْجِعَ المسلمين أفرادا وجماعات وحكاما ومحكومين في فلسطين وفي كل بلاد المسلمين إلى دينهم وإلى سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه ...
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2014, 09:39 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

وهذا تفريغ المادة الصوتية مأخوذ من موقع سحاب قبل الانقلاب :
اقتباس:
( ماذا يجب علينا تجاه إخواننا في فلسطين ؟ )
اقتباس:

للشيخ الفاضل أبي الحارث علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري


– حفظه الله ورعاه -



إن الحمد لله ، نحمد ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر المور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :
فإن المسلمين الذين يستحقون أن يكونوا مسلمين هم الذين يطبقون – قولا وعملا – قول النبي - صلى الله عليه وسلم – ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (1) ؛ ذلكم أن الإسلام العظيم فوق :
الألوان .
وفوق اللغات .
وفوق الأقاليم .
وفوق القوميات ؛ لأنه دين الوحدة ، ودين التوحيد .
فكما أن العبد المؤمن موحد لله - تبارك وتعالى - في ألوهية الله – الله تعالى واحد في ذاته ، وواحد في أسمائه وصفاته ، وواحد في ربوبيته ، فإن هذه الوحدة نفسها تصل إلى الشق الثاني من شقي كلمة التوحيد ، فيكون رسول - صلى الله عليه وسلم - هو المبعوث بحق ، والمتبوع بصدق – عليه الصلاة والسلام - .
فالوحدة - أيضا - في الرسالة ، وفي الأسوة ، وفي القدوة ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللّهَ والْيَوْمَ الآخِر ) [ الآية (21) من سورة الأحزاب ] .

وكذلك هذه الوحدة - أيضا - في القبلة ، فقبلة المسلمين واحدة ، يُـيَمِّـمُون إليها قلوبَهم قبل أن يُـيَمِّمُوا إليها أبدانَهم ورؤوسَهم .
وهذا التوحيد وهذه الوحدة تتجلى في واقع المسلمين ؛ إذا كان هؤلاء المسلمون ملتزمين بدينهم ، ثابتين على شريعة ربهم ، متمسكين بسنة نبيهم – صلى الله عليه وآله وسلم - .
حينئذ تكون جروح المسلمين – حقيقة – واحدة ، وتكون مآسيهم واحدة ؛ لأن هذا التوحيد النظري يجب أن يثمر : توحيدا عمليا واقعيا ، ولكن حتى نكون واقعيين في كلامنا ، وحتى نكون عمليين في عواطفنا ، لابد من استعا ب الأمور بصورتها الحقة ، لا أن نكون متلعَّـبَـين بعواطف أنفسِنا ، ومتلعّـبِـين بعواطف أنفسِنا ، تأخذنا الحماساتُ ذات الشمال ، وذات اليمين .
وأقول : حُـق لنا أن تكون للعاطفة بقية فينا ، بل لها وجود في قلوبنا ، وحق لنا أن يكون الإحساسُ فينا حياً ويقظاً ، وإلا فنحن أحقُّ بالموت منا للحياة !!
وأذكر أنه في سنن الترمذي عن عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر – أي يسهر ويقضي طرفا من الليل - مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما. (2) .
لماذا ؟
لهذه القضية التي أشرت إليها ، من ذلكم التوحيد النظري الذي يجب أن يَـثْـبُـتَ ليـُثْـبِـتَ : أن التوحيد العملي هو الوشيجة التي يجب أن تستمر في المسلمين ، كلٌّ حسب طاقته ، وكلٌّ حسب وسعه ، وكلٌّ حسب توفيق ربه – تبارك وتعالى - له .
أما أن نكون كالحجارة لا يتحرك منا قلبٌ ، ولا ينتفض منا جفنٌ ، ولا تذرف من عيوننا دمعٌ ، فهذا حال الجمادِ وليس حال العبادِ !
هذا أصل لابد من ذكره ، وهو أصل أول في ظل هذه الظروف الصعبة القاسية ، التي يعيشها المسلمون ، وبخاصة في قلب الأمة النابض ( فلسطين ) ، مسرى رسول رب العالمين ، والأرض المباركة التي قال فيها عليه الصلاة والسلام ( طوبى للشام ؛ إن ملائكة الرحمان باسطةٌ أجنحتها عليها ) ( 3) .
ويقول فيها عليه الصلاة والسلام ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ) (4) فتأملوا هذه الخيريةَ التي إن وجدت يكون الخيرُ في الأمة موجودا ، وإن نقصت يكون الخير منقوصاً ، وإذا فقدت – يكون الخيرٌ في الأمة إلى حد كبير – وكبير جدا – مفقوداً .

وهذه الخيرية ليست مجردَ خيرية موقع جغرافي ، وليست خيرية مجرد واقع إنساني ، وإنما هي خيرية مرتبطة بالعمل الصالح الذي يقاس به الوجودُ الإنساني حقيقةً ، والذي يعرف من خلاله العمق الإيماني - أيضا - حقيقة ، وإلا فكل أحد في كل زمان ، وفي كل مكان يستطيع أن يطلق الدعاوى ، ويرسل الادعاءات ذات الشمال ، وذات اليمين من غير أن يكون لها- أي لهذه الدعاوى وتلكم الادعاءات - واقع صحيح في دنيا الناس ، وإننا لنحمدُ الله تعالى أن جعلنا من عباده الموحدين ، ذلكم أن هذا التوفيق الإلهي يعطي العبدَ الصالحَ : قياما بهذا الحق ، واستجابةً على هذا الصدق الذي يدعو المسلم ربَّه آناء الليل وأطراف النهار ؛ لينال تسديده ، وتوحيده ، ومقصوده ، وذلك قولنا في كل ركعة من صلاتنا ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) [ الآية (6) من سورة الفاتحة ] ، لكن وإذ صار حال الأمة وآل واقعها إلى مانرى ! فهل يجدي في هذه البلد ، أو تلك : تأثرا على ما يقع على إخواننا السلمين من : ظلم ، وقهر ، وقتل ، وتشريد ، نرجو أن يكون كله في سبيله سبحانه ، وابتغاء مرضاته ، وعملا بطاعته ، واستجابة لأمر رسوله ، والتزاما بسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم - .
أقول : هل يجدي أن يكون واقع الأمة في غير تلكم البقعة : واقعا فيه الافتراق ، واقعا فيه التشتت ، واقعا فيه التفرق ، واقعا فيه التشرد ، أم لابد أن تكون الأمة قائمة بجهد يكون دافعا قويا لإخوانهم المسلمين ؟ وهذا الدافع كما أسلفت كل بحسبه ، وأمضى ما يفعل في ظل هذا الواقع – الذي لا يخفى على أحد – أن يكون العبد قائما بحق العبودية لله - تبارك وتعالى - ، وحق العبودية هذا - والله - إنه سلاح وأي سلاح ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم - يقول - كما في صحيح مسلم - : العبادة في الهرج كهجرة إليَّ .
والهرج هو القتل ! الهرج هو القتل !!
فما بالُنا ننسى هذه الوظيفة الربانية النبوية في آن معا ليكون فعلنا في عبادتنا ربَّنا وذكرنا إلهَنا وائتسانا نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - ظهيرا لإخواننا المسلمين بدلا من أن يكون تصرفنا ، أو أن تكون أفعالنا ظهيراً لأعداء المسلمين - الذين يريدون للأمة أن تندحر في عقر دارها ، ويريدون منها أن تتخبط في ظلمها وضلالها ، وأن تتشتت حتى في مسجدها ، وشارعا ، وحيها – فضلا عن مدينتها ودولتها - .
المؤمن الحق هو المؤمن الذي ينظر إلى نفسه نظرةً واقعيةً ولا يكذب فيها على ذاته ، ولا يفتري فيها على عقله وقلبه ، وإنما ينظر إلى واقعه النظرةَ الصادقةَ التي يعلم منها في ظل ما هو فيه أنه لا يستطيع – عمليا – إلا أن يقدم أحد ثلاثة أمور - أو أن يقدمها جميعا - .
إما أن يقدم : مالا ، أو طعاما ، أو دما يوقن - أو يغلب على ظنه - أنه يصل إلى إخوانه المسلمين الموحدين المعذبين فليفعل وهو في ذلك مأجور .
أو أن يقدم دعوة ودعاءً صالحا يتقرب فيه إلى رب العالمين وهو القائل في كتاب العزيز ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [ الآية (60) من سورة غافر ] .
لماذا ندعوا ولا يستجيب الله لنا ؟؟
هل هذا مما تخلف وعدُ الله فيه ؟
حاشا وكلا !!
ولكن هو مما تخلف حكم الله فينا بسبب تقصيرنا وبعدنا ونأينا بأنفسنا عن حقا ؛ وإلا فلو أننا استجبنا لله – كما يريد الله – لكان ذلك خيرا عظيما ، وبابا من أبواب الفتح المبين ، يوفقنا الله تعالى فيه إلى أن يستجيب لنا دعاءنا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) [ الآية (24) من سورة الأنفال ] .
فالحياة الحقيقة إنما هي :
حياة العبادة .
وحياة التوحيد .
وحياة التأسي بالنبي الكريم - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - .
وأما الأمر الثالث : فهو هذا الذي ذكرت ، في حديث مسلم ( العبادة في الهرج كهجرة إلي ) كهجرة إلى رسول الله . هذا العمل العظيم الذي كان سببا في أن يكون المدح الإلهي للمهاجرين مذكورا في كتاب الله إلى يوم القيامة قرآنا يتلى ؛ ولئن كانت الهجرة يومئذ بالأبدان فإن الهجرة اليوم : بالعقول والقلوب والأعمال .
والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : المهاجر من هجر من نهى الله عنه (5) .
فالمهاجر - أيضا - بنص هذا الحديث – هو القائم بالعبادة في الموضع تغيب فيه الأذهان ، وتتضيع فيه العقول ، وتتيه فيها الألبابُ وهو موضع القتل ، والتقتيل الذي قد يصب فئة من الأمة ذات الشمال وذات اليمين .

ولئن كانت العبادة أعمالا كثيرةً فإن أجلها الدعاء كما في قوله عليه الصلاة والسلام ( الدعاء هو العبادة ) (6) فلنتأمل هذا النص النبوي ( الدعاء هو العبادة ) ؛ وذلك لبيان عظيم منزلته وكبير مكانته ، إذا قدمنا - في ظل ما نحن فيه - هذه الأمور الثلاثة ؛ كل منا بحسب قَدْرِهِ وقُدْرَتِهِ وإمكانيته واستطاعته فإن هذا يكون شأنا عظيما - وعظيما جدا - نقدمه لأنفسنا أولاً ، ولإخواننا المقهورين ثانياً .
أما أن ننسى هذا ونركن إلى : الأقوال ، أو إلى ردود الأفعال ، دون أن يكون منا تغيير لواقع الحال ، من العبادة والدعاء والاعتصام بحبل الله ، والتوحد على أمر الله فإن هذا – والله – سيكون هو الهدفَ الذي يسعى إليه إخوانُ القدرةِ والخنازير وكلُّ مَـن هو معهم ، أو منهم - في الشرق أو في الغرب - .

ولئن كانت هذه الأمور - أيها الإخوة في الله - قد تبدو في بعض الأنظار صغيرةً أو قليلةً - فلنصارح أنفسنا : ما هو الواقع المقدور عليه الذي يبدو - أو نريد له - أن يبدو كبيرا أو جليلا – أن نقضي أوقاتنا بالكلام ، أو ردود الأفعال ، أو بنقل الأخبار دون العمل الذي قرنه الله - تبارك وتعالى - بالإيمان في عشرات الآيات من كتاب الله ، فإن هذا – أكرر وأعني ما أقول – هو الهدف ، وهو الغاية التي يسعى إليها إخوانُ القردة والخنازير ، ومَـنْ كان معهم ، أو منهم - في الشرق أو في الغرب - .
إنما يريد الله - تبارك وتعالى - منا أن نكون عبادا : حقيقيين خالصين في عبوديتنا ، مخلصين في توحدينا حتى يتحقق موعود ربنا وذلك لا يكون إلا بالعلم النافع والعمل الصالح ، وحتى يقع وعدُ الله فينا كما قال سبحانه – وهو أصدق القائلين – ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) ] الآية (55) من سورة النور [ فابتدأت الآية بالإيمان والعمل الصالح وهما قرينان ، وخُتِم الآيةُ بالعبادة والبعد عن الشرك والمباعدة عنه ، وهما قرينان وكان بين هذا وذاك : المطلوب والمرغوب : تمكينٌ ، واستخلافٌ ، واستجابةٌ في الواقع الأمة حتى يكون هذا التغيير الذي قال الله تبارك وتعالى فيه ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) ] الآية (11) من سورة الرعد [ لا أن يكون التغيير لما في النفس متأثرا بموجات الإذاعة ، أو بمحطات التلفزة ، أو بالقنوات الفضائية ، أو بالجرائد أو المجلات ، وإنما يكون هذا التغيير ، تغييرا إيمانيا صادقا ، وتغييرا ( أظنها إيمانيا) واثقا حتى يكون العلم موافقا للعمل ، وحتى تكون الدعوى مواطئة للدعوة ، وحتى نكون عبادا ربانيين كما أرادنا رب العالمين ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) [ الآية (79) من سورة آل عمران ] والغوغائية ، والفوضوية ، والجهالة ، والتهييج ، والتحميس ، وغير هذا وذاك كلُّه لن يصب في مصلحة المسلم ولا في مصلحة بلده ، ولا في مصلحة إيمانه ، وإنما سيكون ذلك - كله - سبيلا لغدي أعداءه سواء منهم : الأعداء الظاهرون ، أم الأعداء الباطنون وكلُّهم عدو لله ولرسوله وللمؤمنين .

هذه كلمات – والله لم يكن لها عندي تحضير ، ولا نظر ؛ ولكنني صَعُبَ عليَّ كما – قد - يصعب عليكم أن يكون فينا كلام ، وواقعُنا خلافُه ، وواقعنا غيرُه ، ولو فعلنا لما كان منا مخالفة للشرع ، ولما كان منا بُعدٌ عن الشرع ، لكن القلوب والعقول التي لم تستقم على شرع الله ، ولم تنطلق بكتاب الله ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تضطرب عليها الأولوياتُ ، وقد تختلف أمامها البَدَهِيّاتُ ، وقد تتغاير من بين بيدها المقدماتُ ؛ لذلك من باب مجاهدة النفس ، والله - تعالى - يقول ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ الآية (69) من سورة العنكبوت ] من هذا الباب كانت مني هذه الكلمة راجيا أن أكون قد وافقت فيها الصواب .

أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد ، والهدى والرشاد ، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وآخر دعونا أن الحمد لله رب لله رب العالمين .

انتهت مادة الوجه الأول .

بداية الوجه الثاني :

إذا أحد من الإخوة عنده سؤال فقهي ينفعه في دينه ودنياه وعاقبة أمره فنرجو أن يوفقنا الله للصواب والسداد فيه ، نعم . تفضل :
ما هو الأمر ( من الملعلوم من الدين بالضرورة )
الأخ يسأل عن كلمة يذكرها أهل العلم في مصنفاتهم في الفقه والعقيدة والأصول وهي قولهم ( المعلوم من الدين بالضرورة ) هو كل حكم شرعي يستوي في معرفته الجاهل والعالم ، الآن لو أتينا إلى أي غنسان في الطريق صغيرا كان أم كبيرا ، عالما كان أم جاهلا ، كاتبا كان أم أميا ، مثقفا كان أم أعجميا ، وسألناه : هل الصلاة فرض ، أم أنها ليس فرضا ؟
فسيكون الواجب – بغير شك ولا ارتياب – الصلاة فرض ، كذلك الصيام وكذلك الحج ، ولو سألته عن الزنى ، سيقول لك : محرم ، ولو سألته عن شرب الخرم ، سيقول لك : إنه محرم ، ولكن هذا لأننا نعيش في بيئة إسلامية ، وفي زمان فيه غربة دينية ، نعم ! ولكن لا يزال ذكرُ الله مسموعا ، ومعروفا ، ومعلوما ، بينما قد يكون في بعضٍ من الأحيان أو الأزمنة ، أو الأمكنة غير ذلك !
ولقد أخبرني أحد الإخوة إمام في مسجد ... في أمريكيا في بعض الولايات ، وهو أخ - ولله الحمد – من دعاة الكتاب والسنة والتوحيد قال : بعد حرب البوسنة جاءني رجل وامرأة في طور الشباب ، ممن هاجروا من بلادهم من البوسنة إلى أمريكيا في ظل الفتن التي تصيب المسلمين – شرقا وغربا – فقال لي – باللغة الإنجليزية - : أريد أن اتزوج هذه ؛ قال : أين الشاهد ؟ أين الشهود ؟ أين الولي ؟
فلم يعرف ؟
قال له : طيب ، لماذا تتزوج الآن ؟
قال : نحن معا منذ فترة لكني لما تأكدت أنها حملت مني أريد أتزوجها !!
هذا يقول ذلك ، وهو لا يعلم أن هذا حرام ، وهو لا يعلم أن هذا لا يجوز ، بل بالعكس هو يظن أن فعله سيكون خيرا له !! وما هذا إلا بسبب التغريب الذي مورس ، والتجهيل الذي طبق على إخواننا المسلمين في وسط أوربا ، حتى أضحوا كالصيد يتناوشهم الكفرة والمشركون من كل جانب .
فالمعلوم من الدين بالضرورة هو ما استوى في معرفته العالم والجاهل على حد سواء ، ولكن هذا أمر قد يتغير في بعض الأزمنة ، أو يتحول في بعض الأمكنة ، وأنا أضرب على ذلك مثالا : لو أن إنسانا ما دعا وليا من الأولياء : يا سيدي فلان أغثني !
وسئلنا – نحن – في هذا البلد الطيب بأهله المؤمنين الموحدين : ما حكم هذا ؟
أنا أكاد أجزم أن الأكثرية – ولله الحمد - ستقول : أنا هذا كفر ؛ لأن العبد حينما يدعو ربَّـه ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ) (7) .
لكن أنا أكاد أجزم – أيضا – أنه قد يكون بعض الناس من مرضى القلوب والعقول – ها هنا أو هنالك – قد يقولون : هذا أمر جائز لا إشكال فيه ، فإذا بالكفر يصبح إيمانا !!
ولو ذكرنا هذا الأمر في الجزيرة العربية ، وفي بلاد الحرمين ؛ حيث يعلم التلاميذ في المدارس في الصف الأول – وقبل ذلك - : التوحيد ، وأنه لا يعبد إلا الله ، ولا يدعى إلا الله ، ولا يسأل إلا الله ، ولا يستغاث إلا بالله ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) [ الآية (162و163) من سورة الأنعام ] سيقول الصغير قبل الكبير ، والجاهل قبل العالم ، والمرأة قبل الرجل : هذا كفر ، وردة – لا يجوز لمسلم أن يتعاطاه أو أن يتعامل معه ، بينما لو كان هذا نفسه في مصر : في صعيدها ، أو في طنطا ، أو في السودان ، حيث انتشرت الطوائف البعيدةُ عن الكتاب والسنة ، والفرق المخالفة لكتاب الله ، فإن التوحيد عندهم شرك ، والشرك عندهم توحيد .
ولو ذهبتم إلى طنطا عند السيد البدوي ، الذي – الله أعلم – أنها خيالية ! لا وجود لها ، ولا حقيقة لها – في موسم مولده الذي يحتفلون لرأيتم هنالك ما ترون في الحج !! لكن ترون في الحج : توحيدا وسنة ، وترون هنالك : شركا وبدعة !!
والجامع بين هؤلاء وأولئك هو التذلل ، لكن هؤلاء الموحدون في الحج يتذللون لرب العالمين ، وهؤلاء الذين تلبسوا بالشرك المبين يتذللون لشخصية – قد تكون وهمية – مخلوقة من مخلوقات الله ، الذين لا ينفكون - الكبير منهم قبل الصغير عن أن يكونوا عبادا لله ، لكن هذا لا يسوغ لمسلم أن يصف التوحيد ، أو أن يجعل الشرك توحيدا ، أو التوحيد شركا ، نقول : هذا الشرك ، سواء في هذا البلد ، أو في ذلك البلد ، هذا شرك ، سواء في هذا الزمان أو في ذلك الزمان ، ولكن يختلف الحكم على الأشخاص ، والأعيان . فمن عرف التوحيد وعاش في بلاد التوحيد ، وعمل ما يخالف التوحيد : من دعاء غير الله ؛ فهذا فعل كفرا صار به كافرا ، وأما ذاك الذي عاش في بلاد الجهل ، وفي زمان الجهل ، حيث انتشرت الخرافة ، وانتشرت البدعة ، وانتشر سؤال غير الله ، وطلب المدد من دون الله ؛ فإنه يكون قد فعل كفرا ، وشركا ، لكن وقوع هذا الشرك والكفر عليه لابد أن يكون وفق الشرط المعتبر ، بعد إقامة الحجة ، وبلوغ المحجة ، يقول شيخ الإسلام ابنُ تَـيْـمِـيِّـة – رحمه الله – ( فكما أن عقد الإسلام لا يثبت إلا بيقين ، فإن الخروج منه لا يكون إلا بيقين ) (8) ، هكذا هو العلم ، وهكذا ضبطه ، وهكذا التحقق في قواعد وأصوله ، أما – كما أسلفت في الكلمة – أن ننساق وراء الأهواء في الصباح والمساء ، في الحكم على الأعيان بغير ما حكم عليهم – بالحق – ربُّـنا الرحمان فهذا الظلم ، والظلام ، والبعد عن الحق والهدى والسداد ، نعم .
الأخ يسأل عمن ارتكب كبيرة ، وهم أهل الكبائر من المسلمين : كالزاني ، والسارق ، وشارب الخمر ، والتارك لبعض فرائض الإسلام ، ما هو حكمه ؟

حكمه عند أهل السنة السَّـنية ، بعيدا عن ضلالات الفرق ، ونائيا عن انحرافاتهم : أنه داخل في الوسط الثاني أو القسم الثاني من قول الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) [ الآية (48و116) من سورة النساء ] فهذا – الذي هو موحد ، لكنه مات على الكبائر – إما أن يغفر الله له : رحمة ومنة ، وأما أن يعذبه الله ، وهذا واردٌ له شواهدُ في الشرع ، وذاك وارد له شواهدُ في الشرع ، فقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي جعله بعضُ أهل العلم ( متواترا ) - وهو قوله – ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) (9) ، ولكن هذه الشفاعة :
قد تكون شفاعة مبتدأة ، بأن لا يدخل النار مطلقا .
وقد تكون شفاعة من الخروج من النار .
وقد تكون شفاعة بأن يقع هؤلاء – أهل الكبائر - في النار حتى يستوفوا الوعيدَ الرباني الواردَ على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم – فهذا - أيضا - داخل في هذا المعنى ؛ لأن الله – تبارك وتعالى - إنما يعامل خلقه برحمته ، ولو عامله بعدله لما توقع أحد أن يدخل الجنة ، لأن منن الله ، ونعمه على عباده ، تساوي أضعاف أضعاف أضعاف الواجبات التي طلبها الله منا ؛ وبالتالي لو أننا نظرنا إلى الإيتاب في هذا الأمر - وكنا كأعبد البشر - ما نستطيع أن نؤدي حق الله في نعمه ، وفي مننه ، وهو القائل سبحانه ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) [ الآية (53) من سورة النحل ] وهو القائل سبحانه ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) [ الآية (18) من سورة النحل ] .

فالصواب في ذلك : أن أهل الكبائر تحت الوعيد : إما أن يعفو الله عنهم ، أو أن يعذبهم ، وليسوا كما قالوا الخوارج الضالون : بأنهم في جهنم خالدون ، وليسوا كما قال المرجئة الضالون : بأنهم لا يدخلون النار مطلقا ، وإنما يدخلون الجنة ؛ لأن إيمانهم كامل - إيمان أفسق الفساق – عند هؤلاء الضالين – وإيمان أعظم المؤمنين واحد لا يزداد ، ولا ينتقص ، ويكفي هذا المذهب قبحا ذكرُه ، والإشارةُ إليه . مما تنفر عنه طباعُ الموحدين ، وقلوبُهم ، وعقولُهم .
هذا جواب مختصر على ما تفضلت به .

تفضل !

الأخ يسأل عن الوقف ؛ والوقف هو ما يأتي به بعضُ المسليمن ليضعه في تصرف معين ، ويحجره في وضع معين ، فالوقف هو : الحجر والحبس ، فمن يحبس – مثلا – هذا الجهاز ، أو هذه الطاولة على المسجد فلا يجوز لأحد أن يتصرف فيها خارج المسجد أو في شؤونه الخاصة ، فإن هذا موقوف ومحبوس وموقوف ومحجور على هذا العمل ، والوقف باب من أبواب الفقه المعروفة ، الذي لا يخلو كتاب فقهي منه ، ولا يخلو كتاب في الحديث من ذكره ، فلا يجوز أن يتصرف أحد بالوقف بخلاف شرط الواقف ؛ لذلك قال أهل العلم : شرط الواقف كنص الشارع ، هل يجوز لأحد أن يتدخل في النص : يغيره ، أو يبدله ؛ أم أن النص يبقى على ما هوز عليه ؟! هذا هو الأصل ، وكذلك الوقف .
فما يفعله بعض الناس – مما ورد في سؤال الشيخ الفاضل – أن بعض الناس يأخذون التفاسير من المسجد ، ويتصرفون بها : قد يستعيرونها ، أو يأخذونها لينتفعوا بها شخصيا ، فهذا كله لا يجوز .

الآن عندنا الفرع الثاني من السؤال ، يقول السائل : لو أنني أشهدت اثنين من الناس أنني سآخذ هذا الكتاب ، أو هذا المصحف ، أو هذا التفسير إلى بيتي أستفيد أربعة أيام ، هل يجوز ، أم لا يجوز ؟
أقول : الأصل أنه لا يجوز ؛ إلا في حالة واحدة إذا كان الإذن مأخوذا من ( ناظر الوقف ) ، من ( ناظر الوقف ) ( عند 14:44) كلمة غير واضحة )... في المسجد ؟! إما أن يكون الإمام ، أو لجنة خاصة ، أو المؤذن ، فيكون الإذن منه ، بشرط أن يكون مكفولا ، بمعنى إذا حصل شيء ، أو تلف أنه يغرمه ، وشرط ثان : أن يكون هذا زائدا عن حاجة الموقوف عليهم ، الآن المسجد فيه عشرون مصحفا – مثلا – والمسلمون فيه ألف ، هذه العشرون لا تُكفي – مثلا – لا تَكفي ، لا يجوز – حينئذ – لا أن تأخذه أربعة أيام ، ولا أربع دقائق ؛ لماذا ؟ لأنه يفي بحاجات أهل المسجد ممن وقف عليهم هذا الوقف ، أو ذاك ، والله تعالى أعلم .



الأخ يقول بأنه سمع بعض أهل العلم يذكر في عدد قيام الليل – في رمضان أو في غيره – وأنها ثلاثون ، يقول : بأنه سمع هذا الشيخ يقول : بأن هذه الركعات ثلاثون ركعة أو أكثر ، المهم أن الأولين – كما ورد في السؤال ، وسيرد الجواب عنه – كانوا يقومون مثنى مثنى حتى يصل العدد إلى ( ثلاثين ) أو أقل أو أكثر ، وأجاب الشيخ – الذي سمع الأخ الفاضل كلامه – أجاب عن قول عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما زاد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة (10) - وفي رواية ثلاثة عشرة ركعة – (11) قال : بأن هذا شيء فعله المتأخرون ! والحقيقة أن العكس هو الصحيح في الأولى والثانية !! فهذا الحديث متفق على صحته : رواه البخاري ومسلم ( ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رمضان ولاغيره على إحدى عشرة ركعة ، أو ثلاثة عشرة ركعة .
الآن من الذين زادوا ؟
الذين زادوا من تمسكوا بالحديث الذي يروى في الصحيحن ؛ أم الذين افتأتوا عليه ، وزادوا فيه ؟
لا شك أن الزيادة هي الزيادة على النص ، والزيادة على النص أشد من النقص منه !!
أن لا تصلي إلا ركعتين أو أربعا لا أحد يقول لك : أنت آثم ، بينما إذا صلت .. زدت على ثلاثة عشرة ركعة ، فإنه قد يقول لك بعض أهل العلم : هذه بدعة ، أو على الأقل أنت خالفت السنة ، إذاً الزيادة على النص شر ، أم النقص منه ؟ النقص منه ؛ طالما الأمر في حيز السنة إنما هو نقص في الأجر ، وليس وقوعا في المخالفة – فضلا عن بدعة – بينما الزيادة فيه هي زيادة في البدعة ، أو معناها ، وأضرب على ذلك مثلا بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما جاء النفر الثلاثة إلى بيوت أزواجه يسألونهم عن عبادة رسول الله – عليه الصلاة والسلام – فلما علموا كأنهم تقالُّوها – أي نظروا إليها بعين القلة والنقص ، فقال أحدهم : أما أنا فأصوم ولا أفطر .
هذا زيادة أم نقص ؟ زيادة .
وقال الثاني : أما أنا فأقوم الليل ولا أرقد .
هذا زيادة أم نقص ؟
زيادة .
وقال الثالث : أما أنا فلا أتزوج النساء ، يريد بذلك العفة ، والبعد عن الشهوة ، فلما وصل الخبرُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ماذا قال ؟
قال : أما أنا فأصوم وأفطر ، وأقوم وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني (12).

إذن الأصل في المسلم أن يتمسك بهدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - دون انتقاص ، ودون زيادة ، فإن كان ولا بد ؛ فإذا كان هذا في أمر من التسنن فإن الانتقاص فيه أهون من الزيادة عليه ، والله - تعالى - أعلم ، نعم .

تفضل !

[ كان سؤال السائل حول بما وكيف يكون مساعدة إخواننا في فلسطين هل بالطعام أو بالدعاء أو بــ .... ؟ ]

فقال الشيخ : بما تستطيعه ؛ إذا استطعت أن تفعل ... ديننا يقول ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) [ الآية (286) من سورة البقرة ] ديننا يقيم الأفعالَ المبنيةَ عليها الأحكامُ الشرعية على قاعدتين : العلم ، والقدرة ؛ إذا وجد عندك العلم ، والقدرة بالشروط الصحيحة ، بأن يَخْـلُفَ هذا الفعلُ مصلحةً ، لا مفسدةً ، وأن يكون هذا الفعلُ مبنيا على أصول الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر الصحيحة ، وقصَّرت ؛ فأنت آثم ، ولو قصَّرت الأمة – وهي قدرة - وفق هذه الشروط ، فهي آثمة ، لكني قلتُ – وأقولُ - : فلنكن صادقين مع أنفسنا ، ولا نخادع قلوبنا في واقع منظور ، وليس في خيال مرسوم ، والله – تعالى – أعلم .

السؤال الأخير ياإخواني ؛ لأنه عندي موعد في عمان أرجو المعذرة !!

تفضل !


أظن أن السؤال نفس السؤال الذي سأله الأخ الكريم ، والجواب هو الجواب ! قاعدة الشرع مبنية على أصلين : القدرة ، والعلم .
فإذا كنت قادرا - ضمن قاعدة الشروط الشرعية المعتبرة - وتخلفت ، فجلوسك بيننا إثم ، وإلا فمجرد الكلام يستطيع كل أحد ، أستطيع – الآن - أن أغير الدرس إلى تثوير ، وتهييج ، ونشرة أخبار أثور بها : العقولَ قبل القلوب ، والجوارح قبل الجلود والعيون ، لكن ما هي الثمرة بعد ذلك ؟!!
من منا لم يتغد – اليوم - منسفا ، أو مقلوبة ، أو كذا ... إلخ !

بالله عليكم فيه واحد - اليوم - صَامَ شعورا مع إخواننا في فلسطين الذين نحن – الآن – نحن نتكلم في مصيبتهم ؟
الجواب لا ! - من غير تألٍ على الله - ؛ لأننا نعرف أنفسنا وواقعنا ، وإلا المزاودة بالقول والكلام يستطيعها كل أحد بل قد يستطيعها : الظالم ، والضال ، قبل المهتدي ، والعادل ، وأنتم ترون اليوم – على التلفاز – ترون الممثلين يتكلمون عن فلسطين ، والمغنين يتكلمون عن فلسطين ، والشيوعيين يتكلمون عن فلسطين ، والبعثيين يتكلمون عن فلسطين ، والمسلمين يتكلمون عن فلسطين ، لكن نريد الواقع الذي لا نكذب فيه على أنفسنا ، أما الكلام فنستطيع – الآن – أن نعقد حلقة دراسية ، أقل واحد منكم سيستطيع أن يتكلم أكثر مني ؛ لأن المعظم والأكثر - لا أريد أن أظلم – عنده تلفاز ، وستالايط , و..و .. و .. إلخ ، وهذا ليس عندي ، وإنما أسمع ممن يخبرني الأول ، والثاني ، .... والخامس ... والعاشر .
إذن قد يكون الكلام أسهل سلعة ، لكن نريد الواقع ، والواقع – الآن – الذي أنت تعلمه ، وأنا أعلمه ، وكل ذي عقل ولب يعلمه : أنه ليس باستطعتنا إلا ما ذكرته ، وأكدته .
أما غير ذلك فالذي يظن من نفسه أنه قادر على غير ذلك ، أو على ما هو أعلى من ذلك بشعرة واحدة فجلوسه هنا إثم !
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن .
وجزاكم الله خيرا أجمعين .
ولا تنسوا – إخواننا – قولَ رسولِـنا ( الدعاء هو العبادة ) ، وقولَ رسولِـنا – صلى الله عليه وسلم – ( العبادة في الهرج كهجرة إليّ ) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

انتهيت – ولله الحمد – قَبْلاً وبَعْداً - من تفريغ هذه المادة عند الساعة (11:28) من ليلة الأربعاء من شهر شعبان لعام 1428هجرية الموافق لـ (22/8/2007هـ) .

أبو عبدالخالق أشرف السلفي .

تنبيهات :

(1) هناك صعوبة - ما - في سماع أسئلة السائلين لذا لم أكتبها ، واعتمدت كلام الشيخ ؛ لأنه في أغلب الأسئلة كان يذكر سؤال السائل .
(2) قمت بذكر رقم الآية واسم السورة أمام كل آية .
(3) الحواشي كلها من وضعي


الحواشي :


(1) أخرجه مسلم وغيرُه من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – .
(2) انظر صحيح الترمذي رقم (169) .
(3) رواه الإمام أحمد في مسنده ، والترمذي في سننه وغيرُهما ، وصححه الإمام الألباني – عليه رحمة الله – في صحيح الترمذي برقم (3954) والصحيحة – موسعا - برقم (503) (2/21 وما بعدها ) وفي تخريجه لأحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي ص (12) ، وفي غيرها من كتبه ، وقد ألفت كتبٌ كثيرةٌ جدا في بيان فضائل الشام – قديما وحديثا – لا يسع هذا الموضع لسردها .
(4) أخرجه أحمد ، وغيرُه من حديث قرة بن أياس – رضي الله عنه - ، انظر ( صحيح الجامع ) رقم (702) ، وتخريج الشيخ الألباني لأحاديث ( فضائل الشام ) للربعي ص (18وما بعدها ) و( السلسلة الصحيحة ) رقم (403) .
(5) أخرجه البخاري ، وغيرُه من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما - .
(6) أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وغيرُهما من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – انظر ( صحيح الجامع ) رقم (3407) .
(7) أخرجه أحمد ، والترمذي ، وغيرُهما من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – انظر ( صحيح الجامع ) رقم (7957) .
(8) مجموع الفتاوى (12/466) وغيرها من المواضع .
(9) أخرجه أحمد ، وأبو داود والترمذي ، وغيرُهم من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – وانظر ( صحيح الجامع ) رقمك (3714) وانظر في مسألة الشفاعة كتاب الشيخ أبي عبد الرحمان : مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله تعالى – ( الشفاعة ) .
(10) أخرجه البخاري ومسلم .
(11) أخرجه البخاري ومسلم .
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=84556
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.