أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44914 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-21-2014, 09:30 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي الدعوة إلى التوحيد قبل الدعوة إلى الفروع للعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله




الدعوة إلى التوحيد قبل الدعوة
إلى الفروع كالحج والصيام والزكاة والنهي عن بعض المحرمات...

قال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - :

بسم الله الرحمن الرحيم

أُوجه خطابي هذا
إلى كافة المسلمين من حجاج بيت الله الحرام وغيرهم،
نصيحة لهم، وبراءة للذمة،
ورجاء أَن ينتبهوا من غفلتهم ويستيقظوا من رقدتهم،
ويصير أكبر همهم وجل بحوثهم وعامة كتاباتهم وإرشاداتهم

حول تحقيق معرفة ما هم إليه أَشد شيء ضرورة
من بيان حقيقة ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم،

بل ضرورتهم إلى ذلك أَعظم من ضرورتهم إلى الطعام والشراب،
بل أَعظم وأَكبر من ضرورتهم إلى النفس،

فإن المتكلمين من الكتاب والمرشدين
وسواهم ممن يلم بجنس هذه الأمور
قد اختلفت وجهتهم وافترقت مغازيهم في كتاباتهم وإرشاداتهم،
وذلك بحسب اختلاف وافتراق ما يدور في أَفكارهم ويستقر في تصوراتهم
ويحسن في أَنظارهم من حيث المهمات والأَهميات
لا فرق في ذلك بين المتكلم والمرشد الديني والمتكلم خلافه.

وأَجد من يتكلم عن الأمور الدينية أَكثرهم أَو كلهم إلا من شاء الله
لا يكتبون ولا يرشدون إلا في أُمور هي في الحقيقة من الفروع والمكملات،

فتجد الكاتب وتجد المرشد لا يتكلم
إلا حول فرضية الصلاة مثلا ووجوب فعلها في جماعة
أَو الحج، أَو صيام رمضان، أَو الزكاة وأَشباه ذلك.
أَو في أَشياء من المحرمات كالربا
والتعدي على الأَنفس والأَموال والأَعراض
وغير ذلك من المعاصي والمخالفات،

ونعم ما فعلوا، وحسن طريقًا ما سلكوا
ولكنهم كانوا عن أَهم الأَهم في بعد إلى الغاية،
فقد كان خير الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أَول بعثته ومبدأ دعوته يبدأُ بالأَهم فالأَهم،
وأَقام صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنوات من بعثته
قبل فرض الصلاة التي هي عمود الإسلام
وما بعدها من الأركان

كل ذلك في بيان التوحيد والدعوة إليه،
وبيان الشرك وتهجينه والتحذير منه.
وأَول سورة أُنزلت عليه صلى الله عليه وسلم في رسالته سورة:
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ -
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ -
وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ - وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)

وكان صلى الله عليه وسلم يسلك في الإنذار عن الشرك والدعوة إلى التوحيد شتى الطرق ويسعى في حثه الناس لإبلاغهم ذلك بكل ما يمكنه حتى إنه مرة صعد على الصفا صلى الله عليه وسلم رافعًا صوته واصباحاه. فلما اجتمعوا إليه قال: يا أَيها الناس إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.

فحقيق بالمسلمين ولا سيما العلماء أن يجعلوا كبير عنايتهم ومزيد اهتمامهم بمعرفة حقيقة ما بعث الله به الرسل من أَولهم إلى آخرهم وخاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم أَجمعين
وتعليمهم ذلك، والعمل به ظاهرًا وباطنًا، والموالاة والمحبة والتناصح فيه، والتواصي به:
من توحيد الله تبارك وتعالى في ربوبيته وفي ذاته تبارك وتعالى، وأَسمائه وصفاته وأَفعاله، وفي إلهيته وما يستحق من عبادته وحده لا شريك له،
وأَنه ما في العالم علويه وسفليه من ذات أَو صفة أَو حركة أَو سكون إلا الله خالقه لا خالق غيره ولا رب سواه، وأَن يوحد سبحانه وتعالى في ذاته وأَسمائه وصفاته وأَفعاله
بأَن يؤمن أَنه تعالى واحد أَحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأَنه حي قيوم، على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وأَنه تبارك وتعالى سميع بصير، يرضى، ويسخط، ويحِب، وَيُحَب، إلى غير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة من أَسمائه وصفاته تبارك وتعالى،
فنثبت كل ما ورد في الكتاب والسنة من هذا الباب إثباتًا بريئًا من تشبيه المشبهين، كما ننزهه تبارك وتعالى عن جميع ما لا يليق بجلاله وعظمته تنزيهًا بريئًا من تعطيل المعطلين.
وأَن يوحد تبارك وتعالى في أُلوهيته بأَن يفرد بجميع أَنواع العبادة، فلا يعبد إلا إياه ولا يدعى أَحد سواه، ولا يسجد إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يستعان ولا يستغاث إلا به، ولا ينحر ولا ينذر إلا له، ولا يخشى ولا يخاف أَحد سواه، ولا يرجى إلا إياه، حتى يكون سبحانه وتعالى هو المفزع في المهمات، والملجأ في الضرورات، ومحط رحل أَرباب الحاجات في الرغبات والرهبات وفي جميع الحالات، فهذا هو مضمون أَصل الدين وأَساسه المتين شهادة أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وأَصله الثاني شهادة أَن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم نطقًا واعتقادًا وعملاً، وهو طاعته فيما أَمر، وتصديقه في جميع ما أَخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأَن لا يعبد الرب تبارك وتعالى إلا بما شرعه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأَن تقدم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والولد والوالد والناس أَجمعين، وأَن يحكم صلى الله عليه وسلم في القليل والكثير والنقير والقطمير، كما قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)(سورة النساء 65) وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يُؤمِن أَحَدُكمْ حَتَّى يَكوْنَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئتُ بِهِ)) (1).

ومن المهم جدًا اتصال المسلمين بعضهم ببعض اتصالاً خاصًا، وأَن يتذاكر بعضهم مع بعض في هذه الأصول العظيمة، وأَن يبذلوا جميعًا غاية جهودهم ونهاية قدرهم في البحث الدقيق في تفاصيلها، ويحرصوا كل الحرص في تطبيق اعتقاداتهم ومساعيهم وأَعمالهم عليها، وأَن يتبادلوا النصائح الصادقة فيما بينهم، وأَن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، وأَن يكونوا شيئًا واحدًا في العمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، يدًا واحدة في الذب عن حوزة الدين، ومناوأَة أَعدائه من الكفار والمشركين، فإن الأَخذ بذلك هو سبب السعادة والسيادة والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا أَن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأَن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأَن تناصحوا من ولاه الله أَمركم)).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
__________
(1) إسناده ضعيف .


***

( مجموع فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم : 1/75 ) .


***


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-23-2014, 11:02 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



قالَ الإمامُ المصلح ابن باز-رحمه لله
- مستنهضاً هممَ منْ وجبَ عليه الإصلاح :-

" فالواجبُ على طلبة العلم
_وهم أمل الأمة بعد الله-عزَّ وجلَّ- في القيادةِ المستقبليةِ,
وهم رجالُ الغدِ في أي جامعة تخرجوا-
أن يقودوا السفينة بحكمة, وإخلاص , وصدق,
وان يعنوا بالأساس ,
وان يعرفوا العامل الوحيد العظيم الذي عليه الارتكاز ,
والذي يتبعه ما سواه,
وهو العناية بتوحيد الله , والإخلاص له
والعناية بالإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم -
وانه رسول الله حقاً,
وان الواجب إتباعه , والسير في منهاجه,
وان صحابته هم خير الأمة, وهم أفضلها ,
فيجب حسن الظن بهم, واعتقاد عدالتهم ,
وأنهم خير الأمة بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
وأنهم حملة السنة، وحملة القرآن ,
فوجب السير على منهاجهم......الخ


(عوامل أصلاح المجتمع:ص/8)

***


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-27-2014, 10:38 PM
محمد مداح الجزائري محمد مداح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,028
افتراضي

جزاك الله خيرا..
ورحم الله الشيخين رحمة واسعة.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-29-2014, 11:41 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


آمين
وجزاك الله مثله
وبوركت


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-04-2016, 05:18 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



قال ابن القيم - رحمه الله - :

" وَأَنَّ مَقَامَ التَّوْحِيدِ أَوْلَى الْمَقَامَاتِ أَنْ يُبْدَأَ بِهِ،
كَمَا أَنَّهُ أَوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ كُلِّهِمْ،
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ
«فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» وَفِي رِوَايَةٍ " إِلَى أَنْ يَعْرِفُوا اللَّهَ ".

وَلِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ مَقَامٌ مِنَ الْمَقَامَاتِ، وَلَا حَالٌ مِنَ الْأَحْوَالِ إِلَّا بِهِ،
فَلَا وَجْهَ لِجَعْلِهِ آخِرَ الْمَقَامَاتِ،
وَهُوَ مِفْتَاحُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ،
وَأَوَّلُ فَرْضٍ فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ،

وَمَا عَدَا هَذَا مِنَ الْأَقْوَالِ فَخَطَأٌ،
كَقَوْلِ مَنْ يَقُولُ: أَوَّلُ الْفُرُوضِ النَّظَرُ، أَوِ الْقَصْدُ إِلَى النَّظَرِ،
أَوِ الْمَعْرِفَةُ، أَوِ الشَّكُّ الَّذِي يُوجِبُ النَّظَرَ.
وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ خَطَأٌ،


بَلْ أَوَّلُ الْوَاجِبَاتِ مِفْتَاحُ دَعْوَةِ الْمُرْسَلِينَ كُلِّهِمْ،
وَهُوَ أَوَّلُ مَا دَعَا إِلَيْهِ فَاتِحُهُمْ نُوحٌ، فَقَالَ {يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]
وَهُوَ أَوَّلُ مَا دَعَا إِلَيْهِ خَاتِمُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ."

( مدارج السالكين : 1/154 ) .


***


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-09-2016, 10:17 PM
الطارق البربري الطارق البربري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 238
افتراضي

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته


حيّا الله أبا زيدٍ الحبيب ، ما إن رأيت موضوعك إلاّ و جائت المسرّة على القلب ، أسأل

الله تعالى أن يُعلي قدرك في الدارين بالسنّة و الإتّباع و جعلك من الصالحين المصلحين .


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ


و من أطاع غضبه  أضاع أدبه .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-14-2016, 05:38 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
ومن قال يحيا ، وأحبك الله الي أحببتني فيه
أخي الحبيب الغالي الطارق البربري
وملأ الله قلبك مسرات كل وقت وحين
وجزاك الله خيرا وبوركت .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-20-2016, 07:44 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" والعلمُ الأعلى هو العلم بالأعلى .
كما قال: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } ،
فهو ربُّ كلِّ ما سِواه، فهو الأصلُ،
فكذلك العلم به سيِّدُ جميع العلوم وهو أصلٌ لها ".
( جامع المسائل : 5/ 286 ) .




***


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-22-2016, 11:15 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


فضل علم التوحيد وعلم الفقه

قال ابن القيم - رحمه الله - :

" وَلَمَّا كَانَ الْعِلْمُ لِلْعَمَلِ قَرِينًا وَشَافِعًا،
وَشَرَفُهُ لِشَرَفِ مَعْلُومِهِ تَابِعًا،
كَانَ أَشْرَفُ الْعُلُومِ عَلَى الْإِطْلَاقِ عِلْمَ التَّوْحِيدِ،
وَأَنْفَعُهَا عِلْمَ أَحْكَامِ أَفْعَالِ الْعَبِيدِ
،
وَلَا سَبِيلَ إلَى اقْتِبَاسِ هَذَيْنِ النُّورَيْنِ،
وَتَلَقِّي هَذَيْنِ الْعِلْمَيْنِ،
إلَّا مِنْ مُشَكَّاةِ مَنْ قَامَتْ الْأَدِلَّةُ الْقَاطِعَةُ عَلَى عِصْمَتِهِ،
وَصَرَّحَتْ الْكُتُبُ السَّمَاوِيَّةُ بِوُجُوبِ طَاعَتِهِ وَمُتَابَعَتِهِ،
وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى؛
{ إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم : 4 ] " انتهى .

( أعلام الموقعين : 2/8 - مشهور - ) ، ( 1/ 4 - 5 ، محمد عبد السلام ) .




***

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-22-2016, 11:27 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


مِفْتَاحُ الدَّعْوَةِ الْإِلَهِيَّةِ مَعْرِفَةُ الرَّبِّ - تَعَالَى - بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ .

" اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَهْلُ الْأَرْضِ أَحْوَجُ إِلَى رِسَالَتِهِ
مِنْ غَيْثِ السَّمَاءِ
وَمِنْ نُورِ الشَّمْسِ الَّذِي يُذْهِبُ عَنْهُمْ حَنَادِسَ الظَّلْمَاءِ،
فَضَرُورَتُهُمْ إِلَيْهَا أَعْظَمُ الضَّرُورَاتِ
وَحَاجَتُهُمْ إِلَيْهَا مُقَدَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الْحَاجَاتِ
،
فَإِنَّهُ لَا حَيَاةَ لِلْقُلُوبِ وَلَا سُرُورَ وَلَا لَذَّةَ وَلَا نَعِيمَ وَلَا أَمَانَ
إِلَّا بِأَنْ تَعْرِفَ رَبَّهَا وَمَعْبُودَهَا وَفَاطِرَهَا بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ

وَيَكُونَ ذَلِكَ أَحَبَّ إِلَيْهَا مِمَّا سِوَاهُ، وَيَكُونَ سَعْيُهَا فِيمَا يُقَرِّبُهَا إِلَيْهِ،
وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الْعُقُولُ الْبَشَرِيَّةُ بِإِدْرَاكِ ذَلِكَ عَلَى التَّفْصِيلِ

فَاقْتَضَتْ حِكْمَةُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ بِأَنْ بَعَثَ الرُّسُلَ
بِهِ مُعَرِّفِينَ
وَإِلَيْهِ دَاعِينَ
وَلِمَنْ أَجَابَهُمْ مُبَشِّرِينَ
وَلِمَنْ خَالَفَهُمْ مُنْذِرِينَ،

وَجَعَلَ مِفْتَاحَ دَعَوْتِهِمْ وَزُبْدَةَ رِسَالَتِهِمْ
مَعْرِفَةَ الْمَعْبُودِ سُبْحَانَهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ،

وَعَلَى هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ تَنْبَنِي مِطَالُ الرِّسَالَةِ جَمِيعِهَا،
فَإِنَّ الْخَوْفَ وَالرَّجَاءَ وَالْمَحَبَّةَ وَالطَّاعَةَ وَالْعُبُودِيَّةَ
تَابِعَةٌ لِمَعْرِفَةِ الْمَرْجُوِّ الْمَخُوفِ الْمَحْبُوبِ الْمُطَاعِ الْمَعْبُودِ.


وَلَمَّا كَانَ مِفْتَاحُ الدَّعْوَةِ الْإِلَهِيَّةِ مَعْرِفَةَ الرَّبِّ تَعَالَى
قَالَ أَفْضَلُ الدَّاعِينَ إِلَيْهِ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَقَدْ أَرْسَلَهُ إِلَى الْيَمَنِ:
" «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. . .» " الْحَدِيثَ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ .

( مختصر الصواعق : ص/ 15 -16 ) .



***

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.