( آمين ) في صلاة المُنفرد

[محمد رشيد]

روى الطحاوي في "مشكل الآثار" برقم (4713) قال:
وحدثنا فهد بن سليمان، حدثنا عمر بن حفص بن غياث النخعي، حدثنا أبي، حدثنا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيتها، فيقرأُ: « ( بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين ) آمين »

سُقتُ هذا الحديث مِن أجلِ كلمة (آمين) فيه, فإنَّها في صلاة المُنفرد, وقد أنكرَهَا بَعضُ المُجتهِدينَ عِندنا؛ اِعتِماداً على الأصلِ, وهو عدَمُ المَشروعِيَّةِ حتَّى تَرِدَ فيهِا, ولأنََّ (آمين) دعاءٌ بعدَ (اِهدنا الصراط المستقيم...) بِمَعنى اللَّهُمَّ أجِب, وقد أتى المُنفَرِدُ بالدُّعاء نَفسِهِ (اهدنا الصراط المستقيم...) والأصلُ عَدَمُ التِّكرار, وأمَّا ثُبُوتُ ذلك عَنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد قرأ الدُّعاء نفسَهُ أيضاً؛ فلأنَّهُ كانَ إماماً وأمَّنَ لِمُوافقةِ الملائكة؛ لِثُبوتِ الفضلِ في ذلك فيهَا, إلَّا أنَّ فيه عنعنة ابن جريج !
لكنّ الشيخَ ناصراً رحمهُ الله ذكَرَ لَهُ مُتابعاً مِن طَريقِ نافعٍ عن عبدِ اللهِ بنِ عُبيدِ اللهِ بن أبي مُليكة في "الإرواء" تحت الحديث (343) حيثُ قال في موضع, بعد سوقِهِ تصحيحَ مَن صحَّحَ أصلَهُ: قلت: وهو كما قالوا لولا عنعنة ابن جريج لكنه قد توبع كما يأتي فالحديث صحيح .
وقال في موضع آخر تحت التَّرقيم نَفسِهِ بعد ذكرِه المتابع: قلت: وهذا صحيح وهو تابع قوي لابن جريج في أصل الحديث .اه
فسؤالي نفعَ اللهُ بكُم هو: هَل زيَّادةُ (آمين) في الحديث مِن طَريق ابنِ جُرَيج هي مِن قبيل زيَّادَةِ الثِّقَة الَّتي يَجِبُ قَبُولُهَا, وأنَّ ابنَ جُرَيجٍ ثِقَةٌ لا تُرَدُّ رِوايَتُهُ إلَّا مِن حَيثُ خَوفُ التَّدليسِ, فإذا أُمِنَ تَدليسُهُ بِمُتابَعَةٍ لّأصلِ حَديثِهِ؛ صَحَّ حَديثُهُ كُلُّهُ, هَذا ما فَهِمتُهُ مِن كلامِ الشَّيخِ نَاصِرٍ الأخير (وهو تابع قوي لابن جريج في أصل الحديث) فَأرجُو الإيضاحَ ؟؟.