أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
8103 | 169036 |
#1
|
|||
|
|||
كلمة الحقّ والعدل في الغضب والرّضا !
قال الحافظ ابن عبد الهادي في "العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية" :
سَمِعْتُ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّينِ ابْنَ تَيْمِيّةَ رَحمَهُ اللهُ يَذْكُرُ أَنَّ السُّلْطَانَ لَمَّا جَلَسَا بِالشُّبَّاكِ أَخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ فَتَاوَى لِبَعْضِ الْحَاضِرينَ فِي قَتْلِهِ، وَاسْتَفْتَاهُ فِي قَتْلِ بَعْضِهِمْ، قَالَ: فَفَهِمْتُ مَقْصُودَهُ؛ وَأَنَّ عِنْدَهُ حَنَقًا شَدِيدًا عَلَيْهِمْ لَمَّا خَلَعُوهُ وَبَايَعُوا الْمَلِكَ الْمُظَفَّرَ رُكْنَ الدِّينِ بَيْبَرِسَ الْجَاشَنْكِيرَ، فَشَرَعْتُ فِي مَدْحِهِمْ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَشُكْرِهِمْ وَأَنَّ هَؤُلَاءِ لَوْ ذَهَبُوا لَمْ تَجِدْ مِثْلَهُمْ فِي دَوْلَتِكَ. أَمَّا أَنَا؛ فَهُمْ فِي حِلٍّ مِنْ حَقِّي وَمِنْ جِهَتِي، وَسَكَّنْتُ مَا عِنْدَهُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَكَانَ القَاضِي زَينُ الدِّينِ ابْنُ مَخْلُوفٍ قَاضِي الْمَالِكِيَّةِ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا رَأَيْنَا أَتْقَى مِنْ ابْنِ تَيْمِيَّةَ؛ لَمْ نُبْقِ مُمْكِنًا فِي السَّعْيِ فِيهِ وَلَمَّا قَدِرَ عَلَيْنَا عَفَا عَنَّا . انتهى ---------------------- الشّاهد من هذه القصّة ليس فقط بيان مبلغ الحِلم والعفو بعد المقدرة عند شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله ، إنّما الذي رميْتُ إليه من وراء سوقِها هو بُعْد النّظر عند الرّجل؛ وإدراكه لدوائر الصّراع بين الحقّ والباطل ( وأقصد إمّا الحقّ المطلق؛ أو مطلق الحقّ، وكذلك بالنّسبة للباطل ). فالذين استُفتيَ فيهم هم الذين سعوْا في سجنه بعد تضليله؛ بل منهم من سعى في قتله بعد تكفيره. ولكن كما قال هو نفسه:"وَأَنَّ هَؤُلَاءِ لَوْ ذَهَبُوا لَمْ تَجِدْ مِثْلَهُمْ فِي دَوْلَتِكَ". ولا يعني موقفه هذا أنْ يسكت عن بدعهم الكلاميّة ولا عن انحرافاتهم العقديّة؛ فضلًا عن تعصّبهم المذهبيّ! ولكن لم يكنْ عند شيخ الإسلام استحالة أن يجمع بين شيئين هامّين؛ ألا وهما : بيان الحقّ ورحمة الخلق ، والله أعلم ! وللأمانة ، فهذه الفائدة سنحت في البال بعد أن اطّلعت على مقال للفاضل أبي هارون الطّيباوي -طيّبه الله- عن دوائر الصّراع . |
#2
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا على الفائدة .. أخوك أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )) عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء .. قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا. |
#3
|
|||
|
|||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وخيرًا جزاك الله أبا سارية .
|
#4
|
|||
|
|||
براك الله فيك اخي الفاضل جهاد
على الفائدة النفيسة
__________________
مجالس فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظه الله- http://majaliss.com/forumdisplay.php?f=50 |
|
|