أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
30042 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2015, 10:59 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي "اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" / أحمد أبو سيف

بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله : روى الإمام أحمد في "مسنده" والإمام الترمذي في "سننه" عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" .
عباد الله هذا حديث عظيم جدا رغم قلة كلماته ومفرداته إلا أن فيه معان عظيمة جليلة ، نصيحة ووصية ينصح ويوصي بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه يوصيه وصية عظيمة جامعة لحقوق الله وحقوق عباده ، وتعالوا بنا إخوة الإسلام نتنسم عبير هذه النصائح والوصايا النبوية .
"اتق الله حيث كنت" ، التقوى عباد الله هي وصية الله لجميع خلقه ، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته التقوى وصية الله للأولين والآخرين يقول ربنا جل جلاله : "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله" وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه وتنجيه منه ، فتقوى العبد لربه أن تجعل بينك وبين غضب الله وسخطه وعقابه وقاية تقيك من ذلك ولا يكون ذلك إلا بفعل الطاعة واجتناب المعاصي .
فاتقوا الله عباد الله "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" وحق التقوى كما يقول الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن يطاع الله فلا يعصى ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر .
فاتق الله حيث كنت في أي مكان في سرك وعلنك في جلوتك وخلوتك في إقامتك وسفرك على أي حال كنت .
فاتقوا الله عباد الله واجعلوا بينكم وبين غضب الله وقاية بادروا إلى طاعة الله واحذروا واجتنبوا وانتهوا عن المعاصي والخطايا والسيئات واعلموا أنه لا بد من الورود على الله فاستعدوا لذلك اليوم .
وفي الحديث وصية عظيمة أخرى "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" مع الأمر بالتقوى إلا أن العبد لا يزال يذنب ويخطيء "وكل بني آدم خطاء" أرشدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما نمحو بها هذه الخطايا والذنوب وهو أن تتبعها وتلحقها بفعل الصالحات والطاعات والحسنات كما قال ربنا جل جلاله : "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين" وقال تعالى : "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا" وقال تعالى : "فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين" فمن أذنب فليستغفر وليكثر من فعل الصالحات يمح الله عنه ذنبه ويستر عيبه ويغفر الله له ، في مسند الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يحسن فيهما الركوع والخشوع، ثم استغفر الله غفر له"
فأحدثوا لكل ذنب توبة عباد الله وأكثروا من الطاعات والحسنات واعلموا أن الله غفور رحيم ودود كريم شكور حليم .

الخطبة الثانية :
عباد الله وصايا نبوية عظيمة اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها هاتان الوصيتان جامعتان لحقوق الله جل جلاله وتقدست أسماؤه وفيها سعادة العبد في تعامله مع ربه جل جلاله وبقيت معنا وصية جليلة عظيمة جامعة لحقوق العباد وهي عنوان سعادة العبد في تعامله مع الناس يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "وخالق الناس بخلق حسن" وصية عظيمة أن تخالق الناس وتعاملهم وتخالطهم بخلق حسن وهذا من تمام التقوى فبعض الناس بل كثير من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده وهذا خطأ كبير إن من تمام التقوى والديانة أن تعامل الناس بخلق حسن صدقا وأمانة وعفة وحياء ووفاء ورحم الله الإمام ابن القيم إذ يقول : "الدين خلق كله فمن فاق عليك في الخلق فاق عليك في الدين" فليس الإسلام عبادات تؤدى فقط دون روح الإسلام عبادة ومعاملة صلاة مع صدق حديث صيام مع إحسان للناس زكاة مع كف الأذى وعدم المن حج وعمرة مع أداء للحقوق ووفاء بالعهود والعقود فالدين خلق كله .
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.