أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4257 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-19-2011, 03:37 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
Post مُـقدّمـَة يسيرة في العقيـدَة على فهم السلف الصالح، خصائصها ومنزلتها.

مُـقدّمـَة يسيرة في العقيـدَة على فهم السلف الصالح، خصائصها ومنزلتها.

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [سورة آل عمران 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ [سورة النساء 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [سورة الأحزاب 70 ـ 71]. أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الحمد لله الذي جعلنا ننتمي إلى أمة الهداية خير أمة أخرجت للناس، الأمة التي اختارها الله - تبارك وتعالى - لحمل رسالة السماء، رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء، النبي الأميّ الكريم الذي جاء بالعقيدة السليمة، والمنهج الرباني الذي صلحت به الأمة، وصلح به الرعيل الأول من الصحابة رضوان الله - تعالى - عليهم وعلى من تبعهم بإحسان.

قال الله - تعالى -: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾. [سورة الأحزاب 21].

فما هي العقيدة ؟ وما هي الامور التي يجب أن يعتقدها المسلم على فهم السلف الصالح ؟.

العقيدة لغة : على وزن فعيلة «مصدر اعتقد كذا إذا اتخذه عقيدة» مأخوذة من العَقَد وهو الربط المحكم، والشد المُبرم. والشد بقوة.
منه العقد الحسي كعقد الحبل: إذا ربطه وشدّه.
والمعنوي كعقد البيوع والأنكحة إذا أمضاه ووثقه.
وعقد اليمين والعهد: إذا أكَّدهُما ووثَّقهما. انظر: [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 17].

العقيدة اصطلاحًا: هي حكم الذهن الجازم، يقال اعتقدت كذا، يعني جزمت به في قلبي، فهو حكم الذهن الجازم، فإن طابق الواقع، فصحيح، وإن خالف الواقع ففاسد، فاعتقادنا أن الله إلهٌ واحد صحيح، واعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثة باطل، لأنه مُخالفٌ للواقع.
ووجهُ ارتباطه بالمعنى اللغوي ظاهر، لأنّ هذا الذي حكمَ في قلبه على شئ ما، كأنهُ عقدهُ عليه، وشدّهُ عليه بحيثُ لا يتفلّت منه]. انظر: [شرح العقيدة الواسطية ص 32]. لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -.
و [إفراد الله - سبحانه - بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات]. انظر: [القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 1/ 11].

والعقيدة عند أهل السنة والجماعة : [هي الإيمان الصادق، واليقين الجازم بالله - تبارك وتعالى – وما يجب له الألوهية والربوبية والأسماء الحسنى والصفات العلى، ونفي الشريك عنه في ذلك، والإيمان برسله وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما يجب له من الإتباع والطاعة، والإيمان بملائكته، وكتبه، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله. والإيمان بسائر ما ثبت في الأخبار الربانيّة، والأحاديث النبوية من الأمور العلمية القطعية، على وجه الإجمال والتفصيل، وما يتبعه من كشف مذاهب الضالّين والردّ على المبتدعين ودفع شبه المُبطلين]. انظر: [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 17 - 18].

من أين تؤخذ العقيدة السليمة ؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى -:
[يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك، من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالِفًا للعقل الصريح، فإنّ ما خالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطِل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنًى باطلًا، فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة]. ا هـ. [مجموع الفتاوى (11/ 490)].

تعريف السلف لغة: ما مضى وتقدَّم. أو من تقدَّم في المسير، السن، العلم، والفضل.
[والسالف: المتقدم، والسلف: الجماعة المتقدمون]. [لسان العرب 9/ 158].

قال الله - تعالى -: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ۞ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ﴾. [سورة الزخرف 54 – 56].

آسفونا: أغضبونا.

سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ: أي سلفًا متقدمين لمن عمل بعملهم، وعبرة يتعظ بها من جاء بعدهم.

السلف اصطلاحًا: إذا أُطلِقَ اسم السلف عند العلماء، فإن تعريفاتهم تدور حول الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان من الأئمة الأعلام، المشهود لهم بالإمامة والفضل، واتباع السنة، واجتناب البدعة والتحذير منها، واتفقت الأمة على إمامتهم، وعظيم شأنهم في الدين، ولهذا سمي الصدر الأول «السلف الصالح».

قال ابن حجر الفقيه في رسالته «شنّ الغارة»: [الصدر الأول: لا يقال إلا على السلف، وهم خير القرون الثلاثة، الذين شَهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم – بأنهم خير القرون، وأما مَن بعدهم، فلا يقال في حقهم ذلك]. انظر: [المدخل لابن حجر ص 212].

وروى الإمام مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (خير الناس القرن الذي أنا فيه، ثمًّ الثاني، ثمَّ الثالث) (حديث حسن). [صحيح الجامع 3288].

قال ابن بدران في المدخل: [المراد بالسلف الصالح: ما كان عليه الصحابة الكرام وأعيان التابعين، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شُهِدَ لهم بالإمامة، دون من رُمِيَ ببدعةٍ أو شُهِرَ بلقبٍ غير مرضيٍّ كالخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، والكرامية، ونحوهم، ثمَّ غلب هذا اللقب على الإمام أحمد وأتباعه، على اعتقاده من أيِّ مذهب (فقهي) كانوا، فقيل لهم في فنّ التوحيد: «علماء السلف» هذا ما اصطلح عليه أصحابنا الحنابلة والمحدثون]. انظر: [كتاب المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية - ص210 -].


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-20-2011, 11:47 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

موضوع قيِّم نافع!
جزاك الله خيرًا وبارك فيما كتبتِ -أستاذتنا الفاضلة-.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-21-2011, 05:06 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد مشاهدة المشاركة
موضوع قيِّم نافع!
جزاك الله خيرًا وبارك فيما كتبتِ -أستاذتنا الفاضلة -.
وإياكـــم، وفيكـــم بارك الله ابنتي الغاليــــة

« أم زيد ».

شكر الله لك المرور والدعاء؛ وجزاك الله عني خيرًا، وبارك فيك وفي علمك وعملك وأحبتك يا الحبيبة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-21-2011, 05:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مشروعية اتباع منهج السلف الصالح والتسمية به

مشروعية اتباع منهج السلف الصالح والتسمية به

مما تقدم يتبَن لنا أنَّ كلمة السلف
ليست بدعًا من القول إنها ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بأصحابه، بل قالها نبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - مُقرًا بها، مُفاخرًا بها لابنته فاطمة - رضي الله عنها -. فعنها - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فاتقي الله واصبري، فإنه نِعْمَ السلف أنا لك) (متفق عليه) و [صحيح الجامع 2054].

ونِعْمَ السلف لابنته ولأمته رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونحمد الله – تعالى - حمدًا يليق بجلاله أن جعلنا مِن أمته.

للأسف كثر أدعياء السلفية، فقامت سلفية جهادية، وسرورية وغير ذلك من المُسميات، التي حادت في مضمونها عن الجادة، ونفَّرَتْ الناس من مُسمى السَّلَف، والسَّلَف من فِعالهم بَراء، حتى صار السلفُ ومن على منهج السلف سبة، يُسبُّ ويُلعن، ولو علموا من هم السلف من هذا الحديث الشريف وغيره، وما هو منهج السلف الحق، ما فعلوا.

قال الإمام الألباني - رحمه الله - : (إن من نافلة القول أن نبين أن الدعوة السلفية إنما هي دعوة الإسلام الحق كما أنزله الله على خاتم رسله أنبيائه محمد - صلى الله عليه وسلم - فالله وحده - سبحانه - هو مؤسسها ومشرِّعها...) "التوسل أنواعه وأحكامه" ص (ظ©ظ© - ظ،ظ*ظ*)].

وسئل رحمه الله - تعالى - عن هذا الموضوع، ونصّ السؤال :

"لماذا التسمي بالسلفية ؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟".

فأجاب رحمه الله - تعالى - : [إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب، وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية : فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة - رضي الله عنها - : (فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك).

ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع :

وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف.

ولكن هناك مِن مُدَّعِي العلم من يُنكر هذه النسبة، زاعمًا أن لا أصل لها ! فيقول : (لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي). وكأنه يقول : لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبِّع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك.

لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه - صلى الله عليه وسلم - : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق. والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟!. سواء أكان هذا المذهب متعلقًا بالعقيدة أو بالفقه ... وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقينًا على هدى من ربه. ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البيِّنة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : (أنا سلفي)]. ا هـ. انظر : [مجلة الأصالة العدد التاسع شعبان 1416هـ. ص 86 ـ 90] و [التحفة المهدية ص 34].

أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعده عند وقوع التفرق والاختلاف. واقتفاء أثرهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات، وما جاء به من كتابٍ وسنةٍ على فهمهم، لأن فيهما النجاة.

فعن الْعِرْبَاضُ بن سارية - رضي الله عنه - أنه قَالَ : "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا، فَقَالَ : (أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ). (حديث صححه الألباني بِمجموع طُرُقـه) وأخرجه : [أبو داود : كتاب السنة باب لزوم السنة (4/ 200) (4607)] و [الترمذي كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع. (5/ 44 – 45].

امتدحهم الله – جلَّ – في علاه - بسبقهم، - ووعد من اتبع سبيلهم بالفوز بالجنة والرضوان، قال - تعالى - : ï´؟وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُï´¾.
[سورة التوبة 100].

فكل من اتبعهم بإحسانٍ فكان على إثرهم، واستقام على أمرهم، والتزم بعقيدتهم، وفقههم، وفهمهم للدين الحنيف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتسب إليهم وإن تباعد الزمان والمكان.
وكل من خالفهم واتبع غير سبيل المؤمنين وحاد عن الهدي القويم، فكان في شق آخر غيره، فإنه ليس على منهج السلف، ولو كان بين ظهرانيهم. وقد توعَّدَهُ - تعالى - بقوله : ï´؟وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىظ° وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىظ° وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ غ– وَسَاءَتْ مَصِيرًاï´¾. [سورة النساء 115].

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال : قال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ). (متفق عليه).

وعن قتادة قال : قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : (من كان منكم متأسيًا فليتأس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضله، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم]. [جامع بيان العلم وفضله 2/ 119].

قال الإمام الذهبي رحمه الله - تعالى - :

العــــلم قال الله قال رسولـــــه **** قال الصحــابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة **** بين الرسول وبين رأي فقيه.


يتبع - إن شاء الله تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-21-2011, 06:14 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حاجة الأمة للعقيدة السليمة

حاجة الأمة للعقيدة السليمة

إن العقيدة الإسلامية ضرورية للإنسان، كضرورة الماء والهواء، وبدونها هو تائهٌ لا يدري عن ذاته وصفاته، كيف جاء، لمَ وجد، من أوجده، بل من أوجد هذا الكون، ما أسماؤه وما صفاته، وهل من حياة بعد هذه الحياة، تساؤلات كثيرة شغلت الفكر الإنساني، وحدها العقيدة الإسلامية التي تجيب عليها.

ما أحوجنا إلى العقيدة الإسلامية السليمة ننهلها إن شاء الله - تعالى - من معين النبوة الصافي، وفي زمن كثرت فيه البدع والعقائد الزائفة، والفرق الضالة، كل حزب بما لديهم فرحين، فكم من أمة تمزقت إلى أمم، وفرقة إلى فرق، وجماعة أصبحت جماعات، وما ذلك إلّا لأنها أسّسَت بنيانها على شفا جرفٍ هارٍ فانهارَ بها، ولجهلها بالعقيدة السليمة الحقَّة، ومسائل الاعتقاد والتوحيد كما فهمها سلفنا الصالح، سرعان ما انهارت، وسيطر عليها الفرقة والانقسام، وحلت بها المصائب والنكبات.

وجد في زماننا مَن يجيدون عُلومًا كثيرة، ومَنْ يقرؤون القرآن الكريم، بل ويحفظونه، لكنهم يفتقرون إلى أبسط العلوم الشرعية العقدية. وَوُجِدَ مَنْ يُحْسَبون على أهل السنة، ويتسمّونَ بها، ولكن بأسَهم بينهم شديد، لا يخجلون من الكذب على خصومِهِمْ ومُخالفيهم من علماء السلف الصالح بكيل الاتهامات، والتجريحٍ، والتكفير، والإسقاط، أباحوا الدم والعرض والمال لمجرد مخالفتهم، بخطب رنانة واحتجاجات ... وتحريضٍ وتهييجٍ وتهديد ووعيد وعنتريات - والله المستعان -.

وما تعاني منه الأمة من خوارج العصر وغيرهم من أهل الفرق، في أيامنا هذه خير شاهد. - نسأل الله العافية -. قال الله – تعالى - : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ۞ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۞ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾. [سورة هود 117- 119].

ورحم الله الإمام مالك إذ قال : [لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها].

صلح أولها بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ففتحوا البلاد وقلوب العباد، وبه ستثبت الأمة أمام تحديات الأفكار المستوردة، ووسائل الإعلام والاتصال والتواصل الحديثة، التي دخلت حَرَّ فِتْنَتَها كل بيت، ستثبت أمام فرقٍ ضالةٍ وسيل كتبٍ ومصنفاتٍ من أدعياءٍ يدَّعونَ أنهم يصحِّحون عقائد الناس، وهم أحوج من يكون إلى تصحيح عقائدهم.

فالأمة المرحومة التي اختارها الله - سبحانه وتعالى - هي التي حمل أصحابها لواء التوحيد، والعقيدة السليمة، وتمسكوا بها وجاهدوا من أجلها، وبذلوا النفس والنفيس حفاظًا عليها، لتظل راية الإسلام عاليةً خفاقة، فهي على الحق منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله - تعالى - وهي على ذلك، كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) (صحيح) رواه : [أحمد والبخاري ومسلم عن معاوية - رضي الله عنه -] [صحيح الجامع 7290].

وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) رواه : (مسلم الترمذي وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع 7289] و [مختصر مسلم 1095] و [الصحيحة 1975].

هل يصح قول من قال : طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم ؟.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى - :
ما وجه خطأ مَن قال : إن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم ؟ وما مضمون مقالته هذه ؟ وبم يُردُّ عليه وعلى مَن سلكَ طريقته ؟.

فأجاب رحمه الله - تعالى - : [لا يجوز أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدّر قدر السلف، بل ولا عَرف الله – تعالى – ورسوله - صلى الله عليه وسلم – والمؤمنون به حقيقة المعرفة المأمور بها، من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم !!.

إنما أُتُوا مِن حيثُ ظنوا أنَّ طريقة السلف هيَ مُجرّد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث مِن غير فقهٍ لذلك، بمنزلة الأُمِيين الذين قال الله – تعالى - فيهم : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [سورة البقرة 78].

وأنَّ طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللغات، فهذا الظن الفاسد أوجبَ تلك المقالات التي مضمونها نبْذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلّوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في التكذيب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف، ويرد عليهم من وجوه :

1. ظهور جهالة قوْل الخلف وضلاله عند تدبُّرِه، وقول الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه أمرهم.

قال الفخر الرازي :

نهــــــاية إقـــــدام العقول عقـــــــالُ **** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنـــــا في وحشة من جسومنا **** وغــــاية دنيـــانا أذىً ووبالُ
ولم نستفد مِنْ بَحثِنـــا طولَ عُمْــرِنا **** سوى أن جمعنا فيه قال وقالوا.

وقال :

لعمري وما أدري وقد أذن البِلى **** بِعاجلِ ترحالٍ إلى أينَ تِرحالي.

وقال القشيري :

تجــاوَزْتُ حــدَّ الكثرينَ إلى العُـــلى **** وسافرْتُ واستسبقتُهم في المفاوِزِ
وخضتُ بحــارًا ليس يدركُ قــعرُها **** وسيَّرْتُ طرفي قسيم المفــــاوز
ولجَّجْتُ بالأفكار ثم تراجع اختياري **** إلى استحسـان دين العجـــــائز.

وقال غيره :

لعمري لقد طفت المعاهد كلها **** وسيّرْت طرفي بينَ تلك المعاهد
فلم أر إلا واضعــًـا كفَّ حائرٍ **** على ذقنٍ أو واضِعــًــا سِنَّ نادِمِ.

وقال آخر :

[لقد خُضْتُ البحرَ الخضمَّ، وتركتُ أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني الله برحمته، فالويْل لفلان، وها أنا أموت على عقيدة أمي].

وقال آخر : [أكثر الناس شكًّا عند الموت أصحاب الكلام].

2. إنَّ هؤلاء المتكلمين المخالفين للسلف إذا حقَّ عليهم الأمر، لا يوجد عندهم مِن حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة، ولا وقفوا مِن ذلك على عَيْنٍ ولا أثر.

3. يستحيل أن يكون أولئك الحيارى المُتهوِّكون، أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب ذاته وآياته، مِن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، مِن ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى]. [الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية (ص 9 – 10). تأليف الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان] .


ما أحرانا في زمن الغربة والفرقة والاختلاف أن نجمع أمرنا ونلمَّ شعثنا، ما أحوجنا إلى معرفة مسائل الاعتقاد من معين النبوة الصافي، وأهمها "الثلاثة الأصول" التي نلقى الله – عزَّ وجلّ - عليها، وغدًا عنها في حياة البرزخ سنسأل : [من ربك ؟ ما دينك ؟ ما هذا الرجل الذي بعث فيكم]، إنها "فتنة القبر سؤال الملكين"، نسأل الله الثبات في هذه الحياة الدنيا وبعد الممات.


يتبع - إن شاء الله تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-21-2011, 08:49 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مباحث عقدية

مباحث عقدية

يبحث علم العقيدة في أركان الإيمان والأحكام الاعتقادية العلمية التي تتفرع عنها والتي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينبغي على المكلف معرفتها والتصديق بها تصديقًا جازمًا لا شك فيه، فإن خالطه شكٌّ فيها، كانت ظنًا لا عقيدة، لقول الله - تعالى : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾. [سورة الحجرات 15].

ويكفينا شرفًا أن يكون أولها الإيمان بالله - تعالى - ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : "لما نزلت هذه الاية الكريمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿للهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اشتدّ ذلك على الصحابة - رضي الله عنهم - وخافوا منها ومن محاسبة الله - عز وجل - لهم على جليل أعمالهم وحقيرها وهذا من شدة إيمانهم ويقينهم بالله - سبحانه وتعالى -، فأتواْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جثواْ على الركب وقالوا : يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : (﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فلما أقرّ بها القوم وذلّت بها أنفسهم، أنزل الله في أثرها : ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾.. فلما فعلوا ذلك نسخها الله - تعالى - فأنزل - سبحانه - : ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). رواه (مسلم). وفي الحديث "لما نزلت هذا الآية فقرأها - صلى الله عليه وسلم - قيل له عقب كل كلمة : (قد فعلت). انظر : [تفسير ابن كثير 1/ 451 ـ 452].

وفي رواية عن بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : (كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجّين أو معتمرين، فقلنا : لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلًا في المسجد، فاكتنفتُه أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سَيَكِلِ الكَلام إليّ، فقلت : أبا عبد الرحمن ! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويفتقرون العلم، يزعمون أن لا قدر والأمر أُنُفْ، فقال : إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أني بريءٌ منهم، وهم براءٌ مني، والذي يَحلفُ به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهبًا فأنفقه، ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر، ولا نعرفه، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال يا محمد ! أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال : صدقت، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، قال : صدقت، قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك). قال : فأخبرني عن الساعة، قال : (ما المسئول عنها بأعلم من السائل)، قال : فأخبرني عن إماراتها، قال : (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة، العراة، العالة، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، قال : صدقت، ثم انطلق، فلبثتُ ثلاثا، ثم قال : (يا عمر ! هل تدري من السائل ؟) قلت : الله ورسوله أعلم، قال : (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) (حديث صحيح). انظر : [سنن أبي داود 4/ 223 رقم 4595]. [وسنن ابن ماجه 1/ 24 رقم 63].

أما وجه العجب : فإن السؤال يدل على عدم علم السائل، والتصديق يدل على علمه، وقد زال عجب عمر - رضي الله عنه - بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).

ومعنى أن تلد الأمة ربتها أيضا : أي تلد سيدتها، بأن تكثر السراري حتى تلد الأمة السرية بنتًاً لسيدها وبنت السيد في معنى السيد، وقيل غير ذلك. انظر : [رياض الصالحين باب المراقبة رقم 61].

هذه هي أركان الإيمان وهذا ما يجب علينا أن نعتقده. إن الله - تعالى - خلق العباد لعبادته، ولم يخلق هذا الكوْنَ عبثًا ولا لهوًا ولم يترك عبادَهُ سُدًى، بل استخلفهم فيه، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وبيّن الخير والشر، وعرّفهم بخالقهم وأسمائه وصفاته، ومرادِه ليستعدوا ليوم الفصل لا ريب فيه، يوم يقضي الله فيه بين العباد.


يتبع إن شاء الله تعالى.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.