أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28544 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-28-2017, 12:27 AM
د. عماد البعقوبي د. عماد البعقوبي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: العراق
المشاركات: 42
افتراضي خطبة عن الزلازل

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الزلازل
خطبة الجمعة – جامع الرحمن في قرية العثمانية - 28 – صفر – 1439 الموافق 17 – تشرين الثاني – 2017 مـ
ضرب زلزال العراق وكل الدول الحيطة به ووصل إلى لبنان في هذا الأسبوع ليلة الاثنين الساعة التاسعة والربع 24 صفر 1439
الحمد لله المعز لأوليائه، والمنتقم من أعدائه، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة أولا بتقوى الله العظيم وخشيته ولزوم شرعه والتمسك بدينه.
أمَّا بعد:
اعلموا أنّ الزلازل والفيضانات والبراكين والرياح والأمطار والمسخ والخسف والقذف والقتل والأمراض والطواعين سياط الله وعذابه وغضبه..
يخوف الله بها عباده لعلهم يتوبون ويستغفرون وإلى ربهم يجأرون ويتضرعون..
عن أنس بن مالك: انه دخل على عائشة رضي الله عنها هو ورجل فقال لها الرجل: يا ام المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت اذا استباحوا الزنا وشربوا الخمور وضربوا بالمعازف غار الله عز وجل في سمائه فقال للأرض تزلزلي بهم فإن تابوا ونزعوا والا اهدمها عليهم. قال يا أم المؤمنين اعذابا لهم؟ قالت: بل موعظة ورحمة للمؤمنين ونكالا وعذابا وسخطا على الكافرين ([1]).
وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا ظهر الخبث ([2]).
وتزلزلت الأرض على عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقال: أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عند شيء أحدثتموه والذي نفسي بيده إن عادت لا أساكنكم فيها أبدا ([3]).
قال بعض السلف: إذا حدثت الزلازل هذا فإن ربكم يستعتبكم.
فهذه رسالة عتاب من رب لأرباب من الله الواحد القهار فهل وصلت الينا الرسالة ام نحن بحاجة الى مزيد من الرسائل ؟؟ لا شكَّ أنَّ المؤمن وصلته الرسالة واما الغافلون فهم في غيهم يعمهون.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : "وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة، والإقلاع عن المعاصي. والتضرع إلى الله سبحانه، والندم" ([4]).
لحظاتمعدودة كادت ان تخلع القلوب من هولها .
الناس خرجت من البيوت وهرعت الى الطرقات في مشهد يشبه ما وصفه الباري عز وجل في كتابه اذ قال ( خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) ([5]).
نعم مجرد هزة خلعت قلوبنا فما بالك لو طلعت الشمس من مغربها ؟؟
ما بالنا وكيف حالنا: (( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ *وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ * ))([6]).
هل تعلمون ان ما حدث لا يكاد يذكر من اهوال يوم القيامة ؟؟
الارض تهتز خوفا من ربها وتنذيرا لنا من عقابه فهل اهتزت قلوبنا معها ؟؟
هل من توبة نصوحة الى الله قبل ان تطلع الشمس من مغربها ؟؟
اجعل هذه العلامة الربانية اشارة لك لتوبة نصوحة الى الله , اجعلها بداية عهد جديد مع الخالق فربما اليوم مرت الهزة بسلام ولكن امامك الكثير من الاهوال
خروج روحك من جسدك.
منكر ونكير.
البعث من القبور.
تطاير الصحف والميزان والسراط.
واما الى الجنة او الى النار والعياذ بالله.
نحن غير مستعدين لهزة بسيطة فكيف بنار لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر .
اللهم انا نتوب اليك من سيئات اعمالنا وشرور انفسنا
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وردنا الى دينك ردا جميلا.
رحمنا الله بالقرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أما بعد:
لقد كان الناس أصنافا فبعض كانت هذه الهزة تنبيها له وهذا امر جيد والحمد لله, ولكن في الوقت نفسه بعض الناس لم يتعلم شيئا وخرج مثل ما دخل , وقفت على بعض الظواهر منها.
اولا: إنَّ بعض الناس حول هذه الآية الربانية التي خلعت القلوب المؤمنة الى مثارا للتهكم والسخرية فبدأت ترى المنشورات المتهكمة والضحك وهذا النوع عليه ان يراجع نفسه فآيات الله ليس محلا للسخرية.
ثانيا:بعض الناس يشيع الاشاعة أو ينقلها دون تروي فما ان حصلت الهزة حتى ترى الشائعات بدأت تنتشر دون تثبت وهذا ايضا امر خاطئ فالمسلم عليه التثبت من الخبر والناس بحاجة الى من يذكرها بالله لا ان يخيفها اكثر.
ثالثا: هناك صنف آخر من الناس استغل هذه الفرصة للتشمت على اساس ان الهزة سببت خسائر في ايران فإنَّ آيات الله ممكن تصيب اي بلد.
فبدل ان نبقى نتشمت ونتهكم وننشر الاشاعات فلنتخذ من هذه الحادثة التي لم تفارق مخيلتنا الى الان نقطة بداية جديدة للتوبة النصوح والرجوع الصادق الى الله تعالى .
نحن بحاجة الى نتعظ بآيات الله لا ان نتهكم بها ونجعلها مثارا للسخرية .
نحن بحاجة الى الاستغفار وذكر الله بدل الكلام والتحليلات الفارغة .
رابعا: التكبير عند الزلازل في المساجد بدعة والدعاء الذي انتشر على الفيس الذي يسمى دعاء الزلازل لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه , والضراعة إليه وسؤاله العافية , والإكثار من ذكره واستغفاره ، كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : (( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )) متفق عليه.
فهل تعلمنا من آيات الله .. وهل اتعظنا .. وهل سيكون حالنا أفضل مما كنا عليه .. أم لا زلنا نحتاج إلى كثير من التذكير والتخويف : ( وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً ) الإسراء: 60 .
قال ابن عبّاس (رضي الله عنه:صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكأ ). عيون الأخبار: .
قيل لسعيد بن المسيب رحمه الله: مات إبراهيم بن محمد بن طلحة.
قال: كيف مات؟
قيل: انهار عليه قصره وهو فيه.
فقال: هيهات.. يأبى الله أن يموت مثله هكذا!! ..
فنبش الناس القصر وأزالوا ما تهدم .. فأخرجوا إبراهيم .. فوجدوه حياً ما برجله كسر.. ولا في جسده خدش..
فقيل لسعيد: كيف قلت ما قلت وعرفت أنه لم يمت تحت الهدم؟
فقال: لأنه واصل للرحم، وواصل الرحم يوقى ميتة السوء!!
هذا حال من وصل رحمه.
فهل تعلمنا مما حصل لنا وهل أخذنا العظة والعبرة منها ؟؟

اللهم انا نسألك العافية...

([1]) ذكره ابن أبي الدنيا.

([2])رواه الترمذي.

([3]) رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.

([4]) مفتاح دار السعادة.

([5]) سورة القمر: 7 .

([6]) سورة التكوير: 1 – 14 .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
د.عماد بن خليفة البعقوبي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.