أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
83012 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-23-2009, 05:14 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تزكيـــــــــة الأخلاق جـ 1.

تزكيـــــــــة الأخلاق جـ 1.

24/ 1/ 1430 هـ


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

قال الله - تعالى - : {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سورة آل عمران 164 ] .

الحمد لله الذي جعلنا من أمة الهداية، أمة رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي بعثه الله - تعالى - بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولتزكو النفوس وتطهر بتعظيم شعائر الله - تبارك وتعالى -، والإستقامة على أمره - سبحانه -، فيسمو بها إلى مكارم الأخلاق وحسنها، وينهض بالمجتمع إلى مدارج القوة، والفلاح، والكمال، والعز، والفخار، والأمن، والأمان.

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

لذا فإن أمر تزكية الأخلاق أمر هام، وله أثره في حياة الفرد والمجتمع، وهو من صلب مقاصد الشريعة السمحة، وجماع الدين الذي جاء به رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

قال الله - تعالى - : {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة 151].

التزكية : من الزكاة : وهي البركة، والنماء، والطهارة، والصلاح.

والزكاة في الشرع : حصة من المال ونحوه يوجِبُ الشرع بذلها للفقراء ونحوهم بشروط خاصة.
زكّى الشيئ : أزكاه : أنماه، وأصلحه، وطهّره.
زكاة الشيئ : صفوته.
أرض زكية : طيبة خصبة.
ونفس زكية : نفس طيبة.
زكّى نفسه : أي مدحها. انظر : [المعجم الوسيط 1/ 396].

قال الله - تعالى - : {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [سورة النجم 32].

وهذا لا ينافي العمل على تزكية النفوس وذلك بالإيمان بالله – تعالى - وتقواه، وتعاهدها بتزكية خُلُقِها، وتطهيرها من أدران الشرك، والكفر، وسوء الخلق، فلقد كان من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (... اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكّـاها، أنت وليُّها ومولاها ...) رواه أحمد ومسلم عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -. انظر : [صحيح الجامع 1286].

وإنما النهي عن التزكية في هذه الاية الكريمة إذا كان وجه المدح والتفاخر للرياء والسمعة.

الخُلُقْ : ــ هو هيئة راسخة في النفس، تصدر عنها الأفعال الإرادية الإختيارية، سواء كانت حسنة أو سيئة، وهي قابلة بطبعها لتأثير التربية الحسنة أو السيئة.

فإذا تَرَبَّتِ النفس على الإيمان بالله - تعالى - وتقواه، وتعاهدت صحتها على اعتدال الأخلاق، وطهارة القلوب، ونقاء السريرة، وحب الفضيلة، والحق، والصدق، وحب المعروف، والرغبة في الخير، وبذل أنواع البر والإحسان، وبسط الوجه، وكف الأذى، وتوقير الكبير، ورحمة الصغير، وطلب الحلال، والبعد عن الحرام، وَرُوِّضت على التواضع، وحُبِّ الجميل، وكراهية القبيح، أصبح ذلك طبعًا لها، تصدر عنها الأفعال الحسنة والسلوك الحسن بيسر وسهولة ودون تكليف، قيل فيها : (نفس زكيـــــّــــة، ذات خلق حسن).

وهي من خير الناس. كما في الحديث الذي رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (خير الناس أحسنهم خلقا) (صحيح الجامع 3278).

وعن ابن عمرو - رضي الله عنهما -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (خير الناس ذو القلب المخموم، واللسان الصادق، قيل : ما القلب المخموم ؟ قال : هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بَغْيَ ولا حسد، قيل : فمن على أثره ؟ قال : الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة، قيل : فمن على أثره ؟ قال : مؤمن في خلق حسن) (حديث صحيح) رواه : (ابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع رقم: 3291].

وعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال : (أقمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة سنة، ما يمنعني من الهجرة إلاّ المسألة، كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، قال : فسألته عن البر والإثم ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (البِرّ حُسْنُ الخلق، والإثمُ ما حاكَ في نفسك، وكرهتَ أن يطَّلِعَ عليه الناس) [مختصر مسلم 1794].

فإذا أهْمِلَتِ النفس، ولم تُهَذّبْ التهذيب الإيماني اللائق بها، ولم يُعْتَنَِ بتنمية العناصر الخَيّرَة فيها، أو رُبّيَتْ تربيةً سيئة، فأصبح القبيح مُحبـّـبًا لها، وصدرت عـنها المعاصي، والذنوب،والرذائل من الأقوال والأفعال، بدون وجلٍ ولا حياء، وَغُلِّفَ القلب بظلمة المعاصي التي إذا اجتمعت عليه أهلكته، فلا يَعْرِفُ معروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا قيل عنها : (نفس خبيثة، ذات خلق سيء).

فعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير، عودًا عودا، فأيُّ قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا، لا تضرُّهُ فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربدًّا كاكوز مُجَخِّيا، لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه) [مختصر مسلم 1990].

وعلى ذلك فإن حُسْنَ الخلق منه ما هو : [فِطري]، ومنه ما هو : [مكتسب].

1. أما حُسْنُ الخلق الفطري : فذلك يكون بجود إلهِيٍّ ربانيّ، إذ أن الله - تبارك وتعالى - خلق الإنسان مهيأ لكمال الفطرة، وكمال العقل، فسلطان الرضا عنده أو الغضب، منقادٌ لسلطان الشارع الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، منقادٌ للنور الرباني الذي جاءت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، وأنزلت به الكتب.

عن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله - تعالى - خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور يومئذٍ اهتدى، ومن أخطأه ضَلّ) [صحيح الجامع 1764].

إنه نور الإيمان ! نور الهدايه ! النور الرباني الذي جاء به الأنبياء وسيّدهم وخاتمهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من كتاب عزيز وسنة مُطهّرة.

إن الله – تعالى - يعلم بسابق علمه من سيطيع أمره - سبحانه -، ويسلك طريق الهداية والرشاد، فينير دربه، ويحزم أمره، ويشرح صدره.

ويعلم من سيعصيه، ويحيد عن نور الهداية، ويسلك طريق الضلال والغواية، مترددًا حائرًا يتخبط.

قال الله - تعالى - : {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۞ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} [سورة النجم 29 ـ 30].

فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله - تعالى - خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحَزَنْ، والخبيث، والطيب، وبين ذلك) [صحيح الجامع 175] و [السلسلة الصحيحة 1630].

ولذلك تجد أنَ النفوس مختلفة، بعضها سريعة القبول، وبعضها بطيئة، وبعضها يصعب التعامل معها، وهذه سنة الله - تعالى - في خلقه إبتلاء منه واختبارا.

2. وأما حُسن الخلق المكتسب : فذلك يكون بترويض النفس، ومجاهدتها، وحملها على ما يقتضيه الخُلُقُ الحَسَن، الذي أمرنا الله - تبارك وتعالى - به في كتابه العزيز -، وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، على فهم سلفنا الصالح رحمهم الله – تعالى – فيتعلمه ويواظب عليه ــ ولو تكلُّفًا ــ حتى يصير طبعًا يجد به حَلاوة الإيمان، ولذة الإتباع، فيألفه ويعتاده.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما العلم بالتعَلُّم، وإنما الحلم بالتحَلُّم, ومن يتحرَ الخير يُعطه, ومن يَتَوَقَّ الشرَ يُوَقَّه). [صحيح الجامع 2328].

إن هذا الحديث أساس عظيم في كل تربية وإصلاح، وردٌٌّ على القائلين : "بأن الطبع يَغلِب التطبع".

فـ [يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته **** أتسعى فيمـــــــــا فيـه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها **** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان].

ومن فضل الله - تعالى - أن جعل الأخلاق قابلة للتغيير، ولو لم تكن قابلة للتغيير لبطلت الوصايا والمواعظ، ولما امتدح الشارع الحكيم من زَكّى نفسه بإصلاحها، وذلك بقوله - سبحانه - : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۞ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۞ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ۞ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاها} [سورة الشمس 7 ــ 10].

ولما بعث رسوله - صلى الله عليه وسلم - لإتمامها، وبيان معاليها، وإرساء قواعدها، ليرقى بالمجتمع الإسلامي، والدولة الراشدة على منهاج النبوة والسلف الصالح، بأخلاقٍ وأحكامٍ صالحةٍ ومُصْلِحَةٍ لكل زمان ومكان.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما بعثت لأتمِّمَ صالح الأخلاق) [صحيح الجامع 2349].
وفي رواية : (إنما بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق) [السلسلة الصحيحة 45].

وقد شهد الله - تبارك وتعالى - لرسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بِحُسْنِ خُلُقِه، وكفى بالله شهيدا، فامتدحه - سبحانه وتعالى -، وأثنى عليه بقوله : {وَإِنّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيم} [سورة القلم 4].

(وسأل سعد بن هشام أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عن خُلُقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : أما تقرأ القرآن ؟؟ قال : بلى، فقالت : كان خُلُقُهُ القرآن) [صحيح الجامع 4811].


جزى الله عنا نبينا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير ما جزى به نبيا عن أمته، فهو القدوة الصالحة لها، والأسوة الحسنة، وأعاننا الله - تعالى - على اتباعه، وحشرنا تحت لوائه، إنه - سبحانه – ولي ذلك والقادر عليه.


وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-07-2016, 05:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
ومن فضل الله - تعالى - أن جعل الأخلاق قابلة للتغيير، ولو لم تكن قابلةً للتغيير لبطلت الوصايا والمواعظ، ولَما امتدح الشارع الحكيم من زكّى نفسه بإصلاحها، وذلك بقوله - سبحانه - : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۞ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۞ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ۞ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاها} [سورة الشمس 7 ــ 10].
وَلَما بعث رسوله - صلى الله عليه وسلم - لإتمامها، وبيان معاليها، وإرساء قواعدها، ليرقى بالمجتمع الإسلامي، والدولة الراشدة على منهاج النبوة والسلف الصالح، بأخلاقٍ وأحكامٍ صالحةٍ ومصلحةٍ لكل زمان ومكان.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما بُعِثْتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاق) [صحيح الجامع 2349 ].
وفي رواية : (إنما بعثتُ لأتمِّمَ مَكارِمَ الأخلاق) [السلسلة الصحيحة 45].
ومن جوامع الكلم ومكارم الأخلاق التي أرسى قواعدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

عن أبي جري جابر بن سليم - رضي الله عنه - قال : (رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلّا صدروا عنه ، قلت : من هذا ؟ قالوا : رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت : عليك السلام يا رسول الله ! قال : (لا تقل عليكَ السلام. عليكَ السلام تحيةُ الميت، قل : السلامُ عليك)، قال : قلت : أنت رسول الله ؟ قال : (أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوتَهُ [1] كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر، أو فلاة، فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك)، قال : قلت : اعهد إليّ، قال : (لا تسبن أحدا) - فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا، ولا شاة -، قال : (ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك، فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه) رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال : حديث حسن صحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه، والنسائي مختصرا. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جــ 3 رقم 2783].

وفي رواية لابن حبان نحوه : (وإن امرؤٌ عيّرك بشيء يعلمه فيك، فلا تُعيّره بشيء تعلمه فيه، ودعه يكون وباله عليه وأجره لك، ولا تسبن شيئا، قال : فما سببت بعد ذلك دابةً ولا إنسانا) وقال فيه (صحيح لغيره). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جــ 3 رقم 2783].

________

[1] [...الضمير في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(... إذا أصابك ضر فدعوتَهُ ...) يعود إلى أقرب مذكور، وهو الله - جل في علاه -، لا كما يظن من ضل من أهل الفرق، الذين يدعون الأولياء والصالحين أحياءً وأمواتًا من دون الله، فيما لا يستطيعهُ إلا الله - تبارك وتعالى -.

قال الله - تعالى - عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ﴿قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدونَ ۞ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الأَوَّلين ۞ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۞ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ۞ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ۞ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ۞ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ۞ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-20-2016, 06:55 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

قال الخطيب البغدادي - رحمه الله - : [والواجب أن يكونَ طلبة الحديثِ أكمل الناس أدبًا، وأشدُّ الخلق تواضعا، وأعظمهم نزاهــــةً وتدينًا، وأقلهم طيشًا وغضبًا، لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المُشْتَمِلَة على مَحاسِنِ أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائقِ المحدثينَ ومآثرِ الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، ويَصْدِفوا عن أرذلها وأدْوَنِها]. [الجامع لأخلاق الرواي 1/ 119].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.