أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
64958 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2018, 03:14 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي ( الإصلاح)! .. و" النهي عن المنكر " ..و ( الوسطية).. ( الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي)

بسم الله ..

( الإصلاح)! ..
و" النهي عن المنكر " ... و ( الوسطية) ..



عند إضاعة الواجبات.. ، وهضم الحقوق.. ، وإثارة العواطف.. ، وانتشار الظلم = تضطرب الأحوال.. ، و( تتحفز النفوس للإصلاح)! ..

ولكن لهذه النفوس أدواء وعلل.. ، ولله تعالى سنن في كونه وشرعه (!) ..

وفي دائرة هذا كله تتبدى المصيبة وهي أن تسيطر على ( دعاوى الإصلاح) أنظار وتصورات تخالف مراد الله الشرعي = ( الحقيقة الشرعية )! ..، هذا مع تتابع الناس على ذلك - إلا من رحم الله - ، " فإن الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض " كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في رسالة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص : 68 ) ..

ولذا فمن المهمات في دعاوى الإصلاح تحديد المرجعية الصواب التي تتمثل في الرجوع إلى الدين = السنة والكتاب على نهج السلف أولي الألباب ، بعيدا عن أسباب الخراب وذل التراب ..

أما الاعتماد على مجرد التصورات العقلية فهو عين الفساد.. ، لأن العقول وإن اهتدت إلى ما فيه ( بعض) الصلاح و الإصلاح في أمر ما ، لكنها لا تستقل بإدراك حقيقة الصلاح و في الأمور كلها ..

قال العلامة الخضر حسين - رحمه الله - : " في فطرة الإنسان قوة يعقل بها طرق الصلاح والفساد ويفقه بها الحق والباطل ، ولكن هذه القوة العاقلة لا تستقل وحدها بتمييز المعروف من المنكر ، وليس من شأنها أن تطلع على كل حقيقة ولا أن تدبر أعمال البشر على نظام لا عوج فيه فإنها - وإن بلغت في الإدراك أشدها - قد تنبو عن الحق ، ويعزب عنها وجه المصلحة ، ولا تهتدي إلى عاقبة العمل ، وربما ألقت على الحسنة نظرة عجلى فتحسبها سيئة ، وقد يتراءى لها الشر في شبه من الخير فتتلقاه بالقبول " الدعوة إلى الإصلاح ص : 19 .

ومن أصول الإصلاح : ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)! ..، فهو من جملة ما دعانا الله إليه ورسوله - عليه الصلاة والسلام - ، بحيث إذا استجبنا له تحقق الصلاح ..

قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ..

قال الامام البخاري - رحمه الله - في صحيحه 14/194 عند باب : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) : " استجيبوا : أجيبوا ، لما يحييكم : (يصلحكم)! " .

فانظر - يا رعاك الله - إلى تعليق الصلاح ب (الاستجابة)! لله ورسوله - عليه الصلاة والسلام - ..

ولكن ما أحوجنا إلى ضرورة الخروج ب ( شعيرة الخيرية = الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمور العامة والخاصة بلا تشدق ولا لجاجة )!! .. وفق النمط الوسط بلا وكس ولا شطط.. ، بمبعدة عن المنهزمة الذين يعتقدون ( منهج إسقاطها = وهم المرجئة)!... ، وتجنبا للمنفعلة الذين يقومون بها على ( منهج الخوارج والمعتزلة)! .. ، ولذا قيد إعمال هذه الفريضة في كتب العقيدة السلفية ب " ما تقتضيه الشريعة وتوجبه 1 "! ..، وانظر في ذلك - سلمني الله وإياك من سوء المسالك - ( العقيدة الواسطية)..

حيث قال شيخ الإسلام -رحمه الله - فيها ص : 25 في معرض حديثه عما عليه أهل السنة والحديث : " يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ( على ما توجبه الشريعة)! "

قال العلامة صالح آل الشيخ - حفظه الله - : " وفي قول شيخ الإسلام هنا : ( على ما توجبه الشريعة) : فيه أن من أمر ونهى دون رعاية لأحكام الشريعة في الأمر والنهي ف ( ليس على طريقة أهل السنة)! ، فأهل السنة يأمرون وينهون على ( ما توجبه الشريعة) لا على ( ما توجبه الأهواء أو الآراء) .." شرح العقيدة الواسطية 2/292.

وإذا كانت ( الوسطية) من خصائص الشريعة .. ، فيلزم من كونها كذلك : " ملازمتها لسائر أصول الشريعة وأحكامها "! ..، ومن ذلك ما نحن بصدده : مصاحبتها لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فتأمل و لا تتعجل ..

و للربط والضبط في هذا الباب إليكم هذا النص المتين لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) و ( الوسطية = الاتزان ).. به نوفق لفهم عموم كلامه - رحمه الله - في هذا الموضوع بعيدا عمن ابتلي بالانتقائية العشوائية (!!) ..

قال - رحمه الله - : " .. وهنا يغلط فريقان من الناس ، فريق ( يترك)! ما يجب عليه من الأمر والنهي تأويلا لهذه الآية ، كما قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في خطبته : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية :
( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنكم تضعونها على غير موضعها ، وإني سمعت رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعذاب منه)

والفريق الثاني : من يريد أن يأمر وينهى ، إما بلسانه وإما بيده مطلقا ، من غير ( فقه)! و ( لا حلم)! و ( لا صبر)! و ( لا نظر)! فيما يصلح من ذلك وما لا يصلح ، وما يقدر عليه وما لا يقدر ، كما في حديث أبي ثعلبة الخشني : سألت عنها - أي : الآية - رسول الله - عليه الصلاة والسلام - قال : ( بل ائتمروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، ورأيت أمرا لا يدان لك به ، فعليك بنفسك ، ودع عنك أمر العوام ، فإن من ورائك أيام الصبر ، الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله) ، فيأتي بالأمر والنهي معتقدا أنه مطيع في ذلك لله ولرسوله ، وهو معتد في حدوده ، كما نصب كثير من أهل البدع والأهواء نفسه للأمر والنهي ، كالخوارج والمعتزلة والرافضة وغيرهم ، ممن غلط فيما آتاه الله من الأمر والنهي والجهاد وغير ذلك ، و ( كان فساده أعظم من صلاحه )! .. " الفتاوي العراقية 1/ 259 - 260 .

واعلم - علمني الله وإياك - أن إحكام موضوع الوسطية كحقيقة وخصيصة شرعية يتم في أمور الشريعة عموما.. ، وفي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا إذا قامت على ساق العدل لا المساواة (!) ..، بإعطاء كل مسألة من مسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حقها ومستحقها فتنبه .. ف " الشرع هو العدل ، والعدل من الشرع ، ومن حكم بالعدل فقد حكم بالشرع .. فإن هذا الشرع المنزل كله عدل ليس فيه ظلم ولا جهل " الفتاوي 35/366 .

ويتفرع عن ساق العدل - لتتبدى ( الوسطية الشرعية)! ولنحققها في واقعنا وأحوالنا - جملة قواعد مردها إلى أمور ثلاثة :

أولها : ( النفي والإثبات)! ..
فلا وسطية شرعية في الأمور إلا بالنفي والإثبات وكمثال عليها في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أقول : إنكار المنكر ديانة وجهاد وبه صلاح العباد والبلاد ..
تجاوز فيه قوم فاتخذوه ذريعة للتشهير بالحكام ، وحق هذا ( النفي) شرعا لما يترتب عليه من مفاسد عظام ..
وضيع فيه قوم فسكتوا عن إنكار المنكر بشرطه وبوسائله المشروعة ، وحق هذا ( الإثبات ) ..

وصدق من قال : " منهج السلف : الاعتدال في النصيحة ، فلا يتخذون النصيحة سلما للفتنة ك ( الخوارج) ، ولا يتخذون الفتنة بابا لسد النصيحة ك ( المرجئة) " .

ثانيها : ما من مسألة من مسائل الشريعة إلا ولابد من أن يصحبها ما هو ( قرين )! لها لنأخذها أخذا وسطا.. ، ومن أمثلة ذلك في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. أن الأمر والنهي يجب أن يقترن معه : ( العلم) و ( الحكمة) و ( الصبر) ..

ولذا " فلا ينبغي أن يستند الأمر بالمعروف إسنادا مطلقا ، إلا لمن جمع بين : ( العلم) ، و ( الحكمة) ، و ( الصبر على أذى الناس) .." أضواء البيان للعلامة الشنقيطي - رحمه الله - 6/241 .

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : " فلابد من هذه الثلاثة العلم والرفق والصبر. فالعلم قبل الأمر والنهي ، والرفق معه ، والصبر بعده .." الاستقامة 2/233 .

ثالثها : لا تتحقق الوسطية الشرعية في المسائل إلا بمراعاة ( مرتبتها التشريعية)! ..، ففي موضوع الأمر والنهي مثلا لابد أن نراعي مرتبة كل قضية من قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبار نسبتها في سلم الأولويات الشرعية وفق مراد الله تعالى.. ، و كذا مراعاة صورة الأمر والنهي ..كالرفق والشدة.. ،
فالوسطية الشرعية فيهما تتمثل في كون : ( الرفق غذاء) و ( الشدة دواء) لا عكسه وخلافه.. ، فإعطاء الشدة أكثر من نسبتها الشرعية ووضعها في غير محالها خروج عن الوسطية الشرعية.. ، وليعلم عند هذا الحرف من الكلام أنه " لا تلازم بين الغضب لله ومحارمه وبين الغلظة والشدة في الإنكار ، فإن الغضب لله ومحارمه قائم يقوم في القلب وباعث يبعث على الإنكار ولكن هذا الإنكار مقيد باستصحاب الرفق واللين في الأصل " قواعد في فقه الاحتساب للدكتور عبد العزيز بن أحمد البداح ص : 30 بتصرف يسير .

والله المستعان ..

......................................

1 . قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " ومن الصلاح أن يأتي بالأمر والنهي على الصراط المستقيم ، وهو أقرب الطرق إلى حصول المقصود " الاستقامة 2'230 .


كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.