أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77013 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-20-2009, 04:45 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الشذوذ الجنسي؛ وتحريم الوطء بالـدّبر - مزيد ومجدَّد.

الشذوذ الجنسي؛ وتحريم الوطء بالـدّبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال الله - تعالى -: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ۞ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ۞ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ۞ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ۞ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ [سورة النمل: 54 ــ 58].

إن الله - تعالى- امتن على عباده بالتكامل الإنساني؛ إذ خلق المرأة مكملةً للرجل؛ والرجل مكملًا للمرأة؛ وجعل للعلاقة بينهما حدودًا وضوابط وأحكامًا؛ وامتن عليهم بعقولٍ ليميزوا بها الخبيث من الطيب، لكن هناك من فسد طبعه وعلا الرّان على قلبه، يتخبط، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرا - والعياذ بالله -.
انتشر في الآونة الأخيرة المطالبة بحقوق ما يسمى بالمثلية الجنسية؛ إتيان الذكر للذكَر؛ والأنثى للأنثى؛ إنه الشذوذ الجنسي؛ أفعال وتصرفات تتنافى مع الفطرة السليمة التي فطر الله - تعالى - الناس عليها، وتترفـّع حتى البهائم - أجلـّكم الله - عن الإتيان بها.
إن المثلية التي يطالبون بها شذوذٌ جنسي يقتضي أن ينزو ذكَرٌ بِذَكَر؛ ووطءٍ بالدبر؛ وهي فاحشة عاقبة من يقترفها وخيمة؛ سبق إليها قوم انقلبت الموازين لديهم؛ فجعلوا للطهارة عقوبة يُخرج فاعلها من موطنه؛ إنهم قوم لوط؛ لم تُعرف هذه الفاحشة من قبل في أسلافهم؛ ذمها الله تعالى في قوله جل شأنه: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ۞ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ۞ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ۞ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ۞ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ [سورة الأعراف 80 - 84]؛
وتعالت أصوات في بلاد الغرب وغيرها تنادي بالمثلية وتروِّج لها وتدعمها؛ وتطالب الدول بإعطاء المثليين حقوقهم؛ والسماح لهم تحت مظلة حقوق الإنسان؛ بحجة السلام والتسامح والحرية الشخصية؛ وتقليص عدد سكان الأرض؛ وفي المقابل ارتفعت أصوات في شتى بقاع الأرض تطالب بمنعها والتحذير منها؛ فما هي إلا خطرٌ داهم على الفرد والأسرة والمجتمع؛ وخططٌ ممنهجة؛ ودعمٌ لا محدود من الماسونية والعلمانية ومن حذى حذوها واقتفى أثرها؛ يهدف إلى جرِّ الأطفال والشباب والجيل الناشئ إلى الانحراف والتمرد والانغماس في الرذيلة من خلال إثارة الشهوات والغرائز بلا ضوابط؛ حتى يصبحوا مجرَّد تابعين ومنقادين لهم؛ وبذا يسهل السيطرة عليهم وتوجيههم؛ مما يستوجب منا أمة الإسلام المزيد من أخذ الحيطة والحذر والانتباه.

حكم إتيان الدبر

إن الوطء بالدبر سواءً كان للذكور أو الإناث؛ اتصال جنسيٌّ شاذ مُحرَّم شرعًا في ديننا الإسلامي الحنيف وفي جميع الشرائع السماوية من قبل؛ وكلها تحرِّم الشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية وترفضها، حرَّمه الله تعالى لحكمة يعلمها؛ فهو كبيرة من الكبائر حكمــــها التحريم في كتاب الله - تبارك وتعالى - وفي سنة رسول الله ﷺ، وفاحشة وشذوذ يُنافي الفطرة السليمة، وأمر قبيح مٌحرم فعله، كافر فاعله، ملعون صاحبه وإن كانوا أزواجا؛، يُعرض الله - تعالى - عنه ولا ينظر إليه يوم القيامة، كما أنه يَذهب بالحياء؛ ويُفسد حال الفاعل والمفعول به من الشواذ والمثليين؛ وهم بمعصيتهم هذه أوردوا أنفسهم موارد الهلاك التي نهى الله - عزّ وجلّ - عنها، هانت عليهم أنفسهم، فهانوا على الله - تعالى -، ومن هان على الله - تعالى - هان على كل شيء، فلا عزّة ولا كرامة، ولكن حسرةٌ وندامة؛ كما حدث لقوم نوح عليه الصلاة والسلام؛ فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي ﷺ قال: (هي اللوطية الصغرى، يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها).(1) ولا تحرم على من وطئ في الدبر زوجته، وليس عليه كفارة في أصح قولي العلماء، إلا التوبة النصوحة والاستغفار؛ والندم على ما فات والعزم على أن لا يعود.

وللأسف كثر العادون في هذا الزمان نسأل الله العافية، وكثرت الشكوى مما يقع فيه أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا مقلِّدة لأعداءِ الدين في قذاراتهم، وما يبثونه من سمومٍ في إعلامهم، وعلى قنواتهم الفضائية، ومنه الوطء بالدبر وأمور غريبة دخيلة على مجتمعاتنا المسلمة، إما جهلًا أو تجاهلا أو إجبارًا؛ ومما يسبب من معاناةٍ وأضرارٍ خطيرة.
وإن مما يدمي الفؤاد إعراض البعض عمن يُلفت أنظارهم إلى فعل أبنائهم الشنيع، أو ينصحهم ويحذرهم مما فيه هلاكهم، دافعوا عنهم بالباطل، وخاصموا مَنْ أراد بهم وبأبنائهم خيرا، وعادوهم بدل أن يشكروهم، ويتعاونوا معهم على إنقاذ فلذات أكبادهم من هذه المهالك؛ فتمادَوْا في غيِّهم؛ فكان تهاونهم وبالًا عليهم؛ وما كان ذلك إلا لضعف الوازع الديني في نفوسهم، وعدم استشعار رقابة الله تعالى عليهم؛ وسوء تربيتهم لأبنائهم وعدم متابعتهم؛ وتركهم لصحبة السوء؛ والخدم والمربين؛ - يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير - إلا من رحم -؛ أو الخلط في موازنتهم بين التربية الحقَّة والدلال الزائد؛ وشدة الغفلة وغض الطرف عنهم وعن معاصيهم؛ وعلاقاتهم المحرمة؛ بداعي الحرية الزائفة ... وما خفِيَ كان أعظم؛ والله المستعان -.

وإني - والله - لفي أشد الحرج والحياء من ذكر هذا الموضوع في هذه المحاضرة؛ إلا أني أحتسب أجر الأمانة العلمية التي أبتغي بها وجه الله - تعالى -؛ للتحذير من خطره وبيان حكمه، ولعلَّ الله - تعالى - أن ينقذ بها أناسًا من فعلٍ محرم، أو أن ينفع بها من يشكُّ أو يتحرَّج من السؤال عنها؛ أذكر منها بالإضافة إلى ما تقدَّم ما يلي:
- حذرت منظمة الصحة العالمية من الشذوذ الجنسي لأنه من أسباب انتشار الأمراض الجنسية الخطيرة مثل الإيدز والسيلان والزهري وجدري القرود الذي ظهر مؤخّرًا.
- حصول التهابات مزمنة؛ وتشققات دائمة في أسفل المستقيم وفي محيط الشرج، حيث تتسرب عبرها الجراثيم والميكروبات؛.
- كذلك انتقال هذه الالتهابات المباشر والمعاناة إلى الرجل بسبب هذه الممارسة المحرمة المنهي عنها جزاءً وِفاقًا.
- توسع وارتخاء عضلة الشرج الدائرية لكلا الجنسين.
- آلام شديدة ناتجة عن إحتقان الشرايين وانتفاخ البواسير والتهابها.

جاء في الموسوعة الفقهيه الكويتية؛ [رابعًا: وَطْءُ الأجنبيَّة في دُبرها:
29. لا خلاف بين الفقهاء في حرمة وَطْءِ الأجنبيَّة في دبُرها، وأنه مِنْ كبائر الذنوب والخطايا، لِما روى ابن عبَّاس رضي الله عنهما عن النَّبيّ ﷺ أنه قال: (لا ينظر الله إلى رجل أَتى رجلاً أَو امرَأة في الدّبر). (صحيح) رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه.
وما روى أَبو هريرة رضي الله عنه عن النبيّ ﷺ أَنه قَال: (ملعون من أَتى امرأَة في دبُرها) (صحيح). رواه (أحمد وأبو داود).
30. غير أَنَّ الفُقهاء اختلفُوا في عُقوبة مرتكب هذه الفاحشة على أربعة أقوال:

الأْوَّل: للمالكِيَّة والحنَابلة والشَّافعيَّة على المذهب والصّاحِبَيْن(2) مِنَ الحنفية، وهو أَن فيه حدَّ الزنا، وذلك لأنه في معنى الزنَا، إذ هو قضاءٌ لِشهوَةٍ في محلٍ مُشتهًى، على سبيل الكمال، على وجهٍ تَمَحَّضَ حرامًا، بقَصد سفح الماء. وهو قول الحسن البصريِّ وعطاء بن أَبي رباح والنَّخعيِّ وقتادة والأوزاعيّ.
الثَّانِي: لأبي حنيفة والشَّافعيَّة في قولٍ وهو: عدم وجوب الحَدِّ في وَطْءِ المرأة الأجنبِيَّة في دبرها، لأنه ليس بزنا، نظرًا لاختلاف الصَّحابةِ في موجبه مِن الإحراق بالنَّار وهدم الجدار والتّنكيس مِن مكان مرْتَفِع بِاتِّباع الأحجار وغير ذلك، ولا هو في معنى الزِّنا، لأَنه ليس فيه إِضاعة الولد وَاشتباه الأنساب، وكذلك لندرة وقوعه لانعدام الدَّاعي مِن أحد الجانبَيْن على ما هو الجبِلَّة السَّليمة، والدَّاعي إِلى الزِّنا مِن الجانبَيْن، ولكن يجب فيه التَّعزير لقُبحه وفُحشه.
الثالث: للقاضي أَبي الحسن مِن المالكيَّةِ، وهو أَنَّ حُكم ذلك حُكمُ اللِّواط، يُرجمان جميعا، أُحصنا أَم لم يُحصنا. وقال ابن عقيل الحنبليّ: يُحدُّ حدَّ اللِّواط، وهو القتل بكل حال.
الرابع: لبعض الشَّافعيَّة، وهو أنه يجب فيه القتل بالسَّيف حدًّا كالمُرتدّ، بكرا كان أَم ثيِّبًا]. ا هـ.

ومن الأدلة على تحريمه بالإضافة إلى ما تقدم أعلاه:

1. اشتدَّ النكير من الله - تبارك وتعالى - على قوم لوط لفعلهم السيئ المشين في عدة مواضع من كتاب الله العزيز؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ۞ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ۞ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ [سورة هود 77 ــ 79].

2. ما ألحَقَ الله - تعالى - بقوم لوط كان على ما اقترفوه من هذه الفاحشة التي تكرر نهي نبيهم لوط - عليه الصلاة والسلام - لهم عنها وحذرهم منها. قال الله - تعالى -: ﴿قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ۞ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ۞ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [سورة هود: 81 ــ 83].

3. أمر الله - تبارك وتعالى - بإتيان النساء في القبل من مكان الولد حين يطهرن، ونهى عن إتيانهن في أدبارهن. وذلك بقوله – تعالى -: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ۞ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [سورة البقرة 222 ــ 223].
والحرث: موضع الزرع، والولد إنما يزرع في الفرج؛ في القُبُل لا في الدبر.
قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في كتابه القيّـم آداب الزفاف: فيجوز له أن يأتيها في قبُلِها من أي جهة شاء، من خلفها أو من أمامِها، لقول الله - تبارك وتعالى -: ﴿نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ. أي: كيف شئتم مُقبِلَةً أو مُدْبِرَة. وفي ذلك أحاديث أذكر منها حديثين اثنين:

الأول: عن جابر - رضي الله عنهما - قال: (كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول فنزلت: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج)
رواه (البخاري ومسلم والنسائي).

الثاني: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (كان هذا الحي من الأنصار، وهم أهل وثن، مع هذا الحي من يهود، وهم أهل كتاب، وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب، أن لا يأتوا النساء إلا على حرف(3)، وذلك أستر ما تكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار، قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات(4) فلما قدم المهاجرون المدينة، تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف، فاصنع ذلك، وإلا فاجتنبني، حتى شَرِيَ(5) أمرها، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فأنزل الله - عز وجل -: ﴿نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ.

4. أمر رسول الله ﷺ باتيان النساء من القبل، وحذر من إتيانهن في الحيضة والدبر. وفي ذلك عدة أدلة أذكر منها ما يلي:

1/ 4. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (وما الذي أهلكك ؟) قال: حوّلت رحلي الليلة، فلم يرد عليه شيئا، فأوحي إلى رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ يقول: (أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة).(6)

2/ 4. عن خزيمة بن ثابت - رضي الله عنهما - أن رجلا سأل النبي ﷺ عن إتيان النساء في أدبارهن، أو إتيان الرجل امرأته في دبرها ؟ فقال النبي ﷺ: (حلال. فلما ولّى الرجل دعاه، أوْ أمر به فدُعي، فقال: كيف قلت ؟ في أي الخربتين ؟، أو في الخرزتين ؟، أو في أي الخصفتين (7) ؟ أمِن دبرها في قبلها ؟ فنعم، أم مِن دبرها في دبرها ؟ فلا، فإن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن). (8)

3/ 4. وفي رواية: عن خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال النبي ﷺ: (استحيوا، فإن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن).(9)

4/ 4. وفي رواية أخرى: عن خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ أنه قال: (إتيان النساء في أدبارهن حرام).(10)

5. لا ينظر الله - تعالى - إلى رجل يأتي امرأة في دبرها: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ أنه قال: (لا ينظر الله إلى رجل يأتي امرأته في دبرها).قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في كتابه القيّـم: آداب الزفاف : أخرجه النسائي في "العشرة"، والترمذي، وابن حبان من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وسنده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه ابن راهويه كما في "مسائل المروزي"، وله طريق آخر عند ابن الجارود بسند جيد، وقواه ابن دقيق العيد، والنسائي، وابن عساكر، وأحمد، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها).(11)

6. من يأتي النساء في أدبارهن فهو ملعون: عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، عن النبي ﷺ أنه قال: (ملعون من يأتي النساء في محاشهن).(12)
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن).(13)

7. من يأتي النساء في أدبارهن فقد كفر: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر) [السلسلة الصحيحة 3378]. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ أنه قال: (من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد). أخرجه أصحاب "السنن" الأربعة إلا النسائي، فرواه في "العشرة"، والدارمي، وأحمد واللفظ له والضياء في "المختارة" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وسنده صحيح كما بينته في "نقد التاج".
وروى النسائي وابن بطة في "الإبانة" عن طاوس قال :
[سئل ابن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها ؟ فقال : هذا يسألني عن الكفر ؟] [وسنده صحيح]. وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": "قد تيقنـّـا بطرق لا محيدَ عنها نهي النبي ﷺ عن أدبار النساء وجزمنا بتحريمه، ولي في ذلك مصنف كبير". قلت: والقول لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى - : [فلا تغتر بعد هذا بقول الشيخ جمال الدين القاسمي في "تفسيره": "إنها ضعيفة" لأنها دعوى من غير مختص بهذا العلم أولا، وخلاف ما يقتضيه البحث العلمي، وشهادة الأئمة بصحة بعضها وحسن بعضها، وجزم الإمام الذهبي بالتحريم الذي اجتمعت عليه مفردات أحاديث الباب. وفي مقدمة المصحّحين الإمام إسحاق بن راهويه، ثم تتابعت أقوال الأئمة من بعده من المتقدمين والمتأخرين كالترمذي وابن حبان وابن حزم والضياء والمنذري وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن حجر – رحمهم الله تعالى -، وغيرهم ممن ذكروا في غير هذا الموضع، فانظر مثلا: [الإرواء 7/ 65 - 70]. اهـ. انظر: [كتاب آداب الزفاف ص 27 ــ 33].

8. من يعمل بعمل قوم لوط يقتل الفاعل والمفعول به: فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله ﷺ قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: (صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم: 6589] و [الإرواء 2350].

9. من يعمل بعمل قوم لوط لا ينظر الله - عز وجل إليه: فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: (لا ينظر الله - عز وجل - إلى رجل أتى رجلا، أو امرأة في دبرها) (صحيح) رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه. انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2424].

10. من يعمل بعمل قوم لوط فهو ملعون على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (ملعون من أتى امرأة في دبرها) (صحيح). رواه (أحمد وأبو داود). تحقيق الألباني: انظر: [صحيح الجامع رقم 5889].‌

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله ﷺ: (لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من غيّر تُخُوم الأرض، لعن الله من كمّه الأعمى عن السبيل، لعن الله من سبّ (وفي رواية): عقّ والديه، لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من وقع على بهيمة، لعن الله من عمِل عمَل قوم لوط، لعن الله من عمِل عمَل قوم لوط، لعن الله من عمِل عمَل قوم لوط) [السلسلة الصحيحة 3462].
كرَّرَ رسول الله ﷺ لعنهم ثلاثًا لشناعة عملهم وعظيم إثمهم.

11. من يَعْمَل بعمل قوم لوط فقد برئ مما أنزل الله على محمد ﷺ: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة حائضا، أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل على محمد) (صحيح) رواه (أحمد، والأربعة) انظر: [صحيح الجامع حديث رقم: 5942‌]. ‌
وعن أبي تميمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (من أتى كاهنا - قال موسى في حديثه: - فصدقه بما يقول ثم اتفقا أو أتى امرأة - قال مسدد -: امرأته حائضا أو أتى امرأة، - قال مسدد -: امرأته في دبرها فقد برئ مما أنزل الله على محمد). قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : (صحيح). انظر: [سنن أبي داود 4/ 15 رقم 3904].

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -: ما الضابط في حدود استمتاع الرجل بزوجته في جميع بدنها؟.
فأجاب: الضابط ألا يأتيها في الدبر، ولا يأتيها في القبل في حال الحيض أو النفاس أو تضررها بذلك، هذا هو الضابط لأن الله قال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۞ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [سورة المؤمنون 5 - 7].ا هـ. [لقاء الباب المفتوح (31 /25)].

12. سئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله - تعالى - عن وضع الذكر في الفم دون إنزال فيه، هل يخالف قول الله – تعالى -: ﴿فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ[سورة البقرة 222 ].
كذلك سئل عن تقبيل العضوين الجنسيين وما شابهه، هل به مخالفة شرعية ؟. لأن صاحبة هذا السؤال يُهددها زوجها بالطلاق أو الزواج بأخرى إن لم تجبه لطلبه، وتنتظر الإجابة سريعًا من فضيلتكم، جزاكم الله خيرًا.

وقد أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - برسالة خطية - بخط يده - بقوله: [نعم، مَنْ فعلَ ذلك فهوَ مُخالفٌ للآية المذكورة، ولقوله - تعالى -: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۞ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ۞ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ أي: الظالمون. [سورة المؤمنون 5 ــ 7].
ولأن ذلك من عمل الكافرات والمومسات وأخسّة الحيوانات: «الكلاب»، ومن المعلوم أن التشبه بهذه الأجناس من المحرمات.
وعلى ذلك فلا يجوز لها أن تطيعَهُ لقوله ﷺ: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). ‌وأما التهديد بالزواج فلا شيئ فيه، ولا يجوز لها منعه من الزواج، وأما الطلاق فهو منه ظلم، ولا سيّما إذا كان له منها أولاد، وعلى كل حال، فلا تطيعه البتّة]. [انتهى كلامه]. والرسالة موجودة بمركز الإمام الألباني رحمه تعالى؛ وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا -.

وبعد؛ أمـــا لنـــا من عبرة فيمن كان قبلنـــا ؟ أما لنا عبرة فيمـــا حلَّ بقوم لوط ؟ والله إن ربنا بنا لرحيم سبحانه، ولئن كان قوم نوح قد عذبوا بالخسف لفعلهم الشنيع -، فإن المعاصي بأنواعها التي عُذِّب بسببها الأقوام السابقون موجودةً مجتمعةً في مجتمعاتنا الآن إلا من رحم - فرحمــــــــاك ربي -.
أسأل الله - جلَّ في علاه - أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ويبصّرنا بأمور ديننا، ويردنا إلى إليه رَدًا جميلا؛ إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني – رحمه الله تعالى -.

وكتبته

أم عبدالله نجلاء الصالح

______________
(1) حديث حسن رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح. انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2425] و [غاية المرام رقم 234].
(2) وصاحبا الإمام أبي حنيفة هما: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب رحمه الله (ت181هـ)؛ ومحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله (ت 189هـ).
(3) على حَرْف: أي على جانب. "نهاية".
(4) مقبلات ومدبرات ومستلقيات: يعني بذلك: على كل الأحوال؛ لكن في موضع الولد.
(5) حتى شَرِيَ: أي عَظُمَ وتفاقم.
(6) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: حوَّلْتُ رحلي الليلة: كنّى بِرَحْلِهِ عن زوجته، أي: أراد بها غشيانها في قُبُلِها من جهة ظهرها، .... إما أن يُريدَ به المنزل والمأوى، وإما أن يُريد به الرحل الذي تركب عليه الإبل، وهو الكوْر. "نهاية". رواه: [النسائي في "العشرة"، وحسنه الترمذي، وابن أبي حاتم، والطبراني، والواحدي بسند حسن]. انظر: [آداب الزفاف ص 31].
(7) الخصفتين يعني: في أي الثقبين، والألفاظ الثلاثة بمعنى واحد كما في "النهاية".
(8)رواه الشافعي وقواه، وعنه البيهقي، والدارمي، والطحاوي، والخطابي في "غريب الحديث"، وسنده صحيح كما قال ابن الملقن في "الخلاصة".... وصححه ابن حبان، وابن حزم، ووافقهما الحافظ في "الفتح". ا
(9) (حديث حسن) انظر: (صحيح الجامع رقم 933) و (غاية المرام رقم 233).‌
(10) انظر: [السلسلة الصحيحة 873] و [أخرجه النسائي في "العشرة" من "السنن الكبرى" 1/ 7/ 2] و [صحيح الجامع 126].
(11) قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -: (صحيح). انظر : [صحيح الجامع رقم : 7802]. وسنن ابن ماجه [1/ 619 رقم: 1923].
(12)محاشِّهِن: يعني أدبارهن. أخرجه ابن عدي من حديث عقبة بن عامر بسند حسن، وهو من رواية ابن وهب عن ابن لهيعة، وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا به. أخرجه أبو داود، وأحمد. انظر : [آداب الزفاف 33].
(13)(حسن صحيح) رواه الطبراني من رواية عبد الصمد بن الفضل. انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2429].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-11-2016, 11:56 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

سئل فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم وطء المرأة في الدبر ؟ وهل على من فعل ذلك كفارة؟

فأجاب : [وِطْءُ المرأة في الدبر من كبائر الذنوب، ومن أقبح المعاصي، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا) رواه أبو داود (2162) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.

وقال - صلى الله عليه وسلم - : (لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلا أَوْ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ) رواه الترمذي (1166) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

والواجب على من فعل ذلك البدار بالتوبة النصوح، وهي الإقلاع عن الذنب، وتركه تعظيمًا لله، وحذرًا من عقابه، والندم على ما قد وقع فيه من ذلك، والعزيمة الصادقة على ألا يعود إلى ذلك، مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة، ومن تاب توبة صادقة تاب الله عليه وغفر ذنبه، كما قال - تعالى - : ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [سورة طه 82 ].

وقال - عز وجل - : ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۞ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۞ إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [سورة الفرقان 68 - 70].

وليس على من وطئ في الدبر كفارة في أصح قولي العلماء، ولا تحرم عليه زوجته بذلك، بل هي باقية في عصمته، وليس لها أن تطيعه في هذا المنكر العظيم، بل يجب عليها الامتناع من ذلك، والمطالبة بفسخ نكاحها منه إن لم يتب، نسأل الله العافية من ذلك]. انتهى، باختصار يسير من [فتاوى إسلامية 3/ 256].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.