أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91724 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر اللغة العربية والشعر والأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-06-2009, 10:43 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... البَحرُ المالحُ!!


لحن القول
البَحرُ المالحُ!!



قال الإمام الشافعي في أول كتابه (الأم): (كل ماء من بحر عذب أو مالح فالتطهر به جائز) فأنكر عليه المبرّد وغيره ونسبوا الإمام إلى اللحن، وقالوا: الصواب: ملح لا مالح؛ لأن الله تعالى قال: (وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)، فأثار ذلك حفيظة الأئمة من الشافعية، كالبيهقي والجويني والنووي، وحُقَّ لهم ذلك، فالشافعي إمام في اللغة نقلا ودراية، وأجابوا بأجوبة نقلها النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) وأقومها وأقواها: أن هذه الصيغة من الصيغ المنقولة عن العرب، يقال: ماء ملح وماء مالح، وفيه لغتان أخريان، مَليح ومُلاح، بضم الميم، ولام مخففة، نقلها أبو سليمان الخطابي، ومن شواهدها قول عمر بن أبي ربيعة:
ولو تفلتْ في البحرِ والبحرُ مالحٌ
لأصبحَ ماءُ البحرِ من ريقها عذبَا
ووجد هذا البيت في قصيدة لمحمد بن أبي صفرة، واستشهد لها ابن برّي بشواهد أخر، وأثبتها ابن فارس والراغب الأصفهاني، والبَطَلْيوسي، وآخرون، وقالوا: إنها لغة صحيحة قليلة، ونقل الأزهري عن أبي عُمر غلامِ ثعلب قال: سمعت ثعلبا يقول: كلام العرب: ماء مالح، وسمك مالح، وقد جاء ماء مِلْحٌ وقال آخرون: هي لغة رديئة، ليست بالعالية، وأنكرها من المتقدمين يونس بن حبيب، وقال: لم أسمع أحدا من العرب يقول: ماء مالح.. وعدم سماعه ليس بحجة، وإنما هو مبلغه من العلم، فقد سمعها الثقاة ونقلوها ولكنهم يقولون: هي قليلة أو رديئة.. وبقي أن يقال: لأيّ معنى آثر الإمام الفصيح أو ما دونه على الأفصح؟
والجواب: أنه لا يلزم اختيار ما هو أفصح في الكلام ولا ما هو أفشى وأشهر، ولو لزم ذلك لضاع كثير من الكلام المنقول عن العرب، وفي القراءات القرآنية الصحيحة الثابتة ما وصفه النحاة واللغويون بالقلة والندرة والرداءة، بل ضعف بعضهم كثيرًا من القراءات التي نقلها الأئمة، وجعلوا كلام الشعراء الهائمين حجة على القراءة (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) .. ولما كان المقام مقام خطاب للعامّة وفي مسائل الفقه حَسُن أن يُختار ما هو شائع لدى العامة. وبدا لي فرق دقيق بين مِلْح ومالح، وهو أن الملح وصف ثابت كماء البحر، والمالح لما طرأت عليه الملوحة، كالفرق بين الصفة المشبهة، واسم الفاعل، ولهذا نظائر.

====================

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-07-2009, 08:26 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... كبَّه .. وزَقَفَه!!


لحن القول
كبَّه .. وزَقَفَه!!



من أبي عمّار المغامسي بالمدينة المنورة، وردني هذا السؤال: هل كلمة (كبَّ) التي نستعملها بمعنى سكب فصيحة؟ وهل قولنا: (زقفتُ الشيءَ) بمعنى أمسكتُ به بعد أن رُمي عليَّ، صحيح أيضًا؟ وما مفرد كلمة: (حليب)، (ذهب)، (هواء)؟

وأجيبُ على السؤالين الحسنين الأملحين بإيجاز، فأقول: الزّقفُ في لغة العرب: التلقّف، وهو بمعنى ما ذكرته سواءً سواءً، وفي الفائق في غريب الحديث للزمخشري: (يأخذ الله السموات والأرض يوم القيامة بيده، ثم يتزقفها تزقّف الرمّانة.. التزقف والتلقف أخوان، وهما الاستلاب والاختطاف بسرعة). وذكر آثارًا أخرى، والحديث مذكور في النهاية لابن الأثير، ولا يختلف أهل اللغة في صحة هذه اللفظة بمعناها المذكور سواء صح لفظ الحديث أم لم يصح.

كما لم يختلفوا في صحة كلمة (كبَّ) ومعناها كفأ وقلب، وفي تكملة المعاجم:( كبَّ: صبَّ، وسكبَ، وأَراق. وكبَّ القَدَحَ: أفرغ ما فيه). وهذه المعاني مردودة إلى ما ذكرته أمهات كتب اللغة، وهاتان اللفظتان (زقفه وكبّه) من روائع الكلم التي حفظتها قبائل الجنوب ونطقت به.

وأمّا السؤال عن مفرد كلمة الحليب، والذهب، والهواء، فجوابه: أنّ هذه الألفاظ وما شابهها، كلفظ: الماء، واللبن، والعسل، لا مفرد لها، بل هي من نوع الإفراد، واصطلح على تسميتها باسم الجنس الإفرادي، يُطلق اللفظ منها على القليل والكثير، فما يملأ الكأس يُسمّى ماء، وما ملئ به البحر هو ماء أيضًا، كالمصدر ، يطلق على القليل والكثير، فضرب رجل سوطًا واحدًا كضرب رجل ألف سوط، كل ذلك ضرب، وإنّما لم يكن له مفرد لأنّه ليس له جزء يصدق على مسمّاه ينفصل وحده، كما تتميز التمرة عن التمر، وإنّما يتميّز بالقلة والكثرة، فقليل من الهواء هواء، وكثيره هواء، وبعض القليل هواء، وكلّه إذا جمعته هواء.

ولك شكري على ما أبديته من عنايتك بفصيح اللغة وصحيحها، وما سجلته من إعجابك الشديد، وثنائك على (لحن القول)، وإن كنا وأنتم وصالحُ المؤمنين لا نحمد لحنَ القول الذي جردَّنا أقلامنا لنبذه بالعراء بلا مراء.

================

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-09-2009, 05:00 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... قول أهل مكة: (وحَشْتَني) !!


لحن القول
قول أهل مكة: (وحَشْتَني) !!


وردني سؤال عن كلمة (أوحشوني) في أبيات زجليّة، وفيها قوله:?فارقتهم يومَ لاِثنينْ صُبحَ الثّلاثا أوحشوني?
ثم قال السائل: هل (وحَشْني) مِن لحن القول أم من صحيحه؟ وهي تكثر عند أهل مكة.

والجواب: صدقت - أيُّها السائل - هي من ألفاظ أهل مكة، وهي من صريح الكلِم وصحيحه القديم.. غير أن الاستعمال الصواب هو (أوحشتني) بالألف (أي: أدخلت عليَّ الوحشة بسبب غيابك عني)؛ لأن هذا الفعل لا يتعدَّى بنفسه، وفي المكييّن مَن ينطقها كذلك..
وأنقل لك هذا النص النفيس من كتاب (تاج العروس) للزبيدي، قال في استدراكه على القاموس: (وقد أوحشتُ الرجلَ فاستوحش، ومنه قول أهل مكة: أوحشتنا. وأنشدنا غير واحد من الشيوخ عن البدر الدماميني:يا ساكني مكة لا زِلتمُ أنسًا لنا، إنّيَ لم أَنسكُمْ?ما فيكمُ عيبٌ سوى قولكمْ عند اللقا: أوحشَنا أنسُكُمْ?
وقد ردّ عليه الإمام عبد القادر الطبري، وحذا حذوه ولده الإمام زين العابدين..) ولم أظفر بالرّد المذكور، وأردّ أنا فأقول:?لا تردّ صحاح الألفاظ العربية بمثل هذا الكلام الذي يشبه المزاح،
ويشبه أيضًا أن يكون من باب التوكيد بما يشبه الذم عند إرادة الامتداح، فإن لم يكن هذا ولا ذاك، فهو مردود بما نقل عن أهل اللّغة الأقحاح، وبأن أصل المادة يقبل هذا الاستعمال، وإن لم يرد نصًّا عن العرب،
وفي لهجة المكيين من التفخيم، والترقيق، والترخيم، والتخفيف، والتثقيل، والحذف، والمد، والزيادة، والإبدال، والنّبر، والتصويت ما يجعلها عذبة الإيقاع، خفيفة على الأسماع؛ لأنها تجمع محاسن إيقاع لهجات العالم الذي يفد إلى البلد الذي تُجبى إليه ثمرات كل شيء، وجعله الله قيامًا للناس، وقد تلقّف الناسُ هذه الكلمة، فشاعت في بلاد العرب.

=====================

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-09-2009, 05:02 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Exclamation لحن القول ... قول أهل مكة: (وحَشْتَني) !!


مشاركة مكررة، فأرجو حذفها ...
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11-10-2009, 05:46 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... العَريس !!


لحن القول
العَريس !!



العَروس : وصف يستوي فيه الرَّجل والمرأة ما داما في إعراسهما ، وكذلك (العِرْس) للرجل والمرأة ولا يقال : عرسَة ؛ لأنه وصف مشترك بينهما ؛ لأن كلا من الزوجين ملازم للآخر ، والعرب لم تضع فارقا بين الرجل والمرأة فيما يستويان فيه ولم يختص به أحدهما سواء طالت مدته كلفظ الزَّوج يسمّى به الرجل والمرأة من غير تاء فارقة ، أو قصرت كالعروس ، ولأنهما كالذات الواحدة فلا حاجة للتفريق ، والسياق والحال وسائر القرائن اللفظية وغير اللفظية هي التي تعيّن أحد الزوجين الذكر والأنثى ، ويجمع العروس إذا كان وصفا للرجل على عُرُس، فإذا كان وصفا للأنثى جمع على عرائس، والجمع يردّ الأشياء إلى أصلها .. ولم يُعجب ابنَ فارس نعتُ الرجل بالعَروس، وقال: إنه من زعمات الخليل بن أحمد ، ورأى أن الأحسن أن يقال للرجل: مُعرِس ، أي : اتخذ عروسا ، وقد يقال للمرأة: عروسة كما يقال لها زوجة، ولكنه ليس من فصيح الكلم.

وأما العريس بالياء: فلم ينقل عن العرب ، بل هو لفظ محدث اضطرّ إليه للتفريق بين الرجل والمرأة، وينزل الحكم في استعماله منزلة الضرورات تستعمل حين لا قرينة ثَمَّ ولا من لا يفهم القرينة ؛ لأن مادتها وصيغتها موجودة في لسان العرب ولولا خشية التوسع في هذا لما كان في إدراجه في فصيح الاستعمال وصحيح الكلم من ضير ، ويجمع العَريس على عِرسان ، وأصل المعنى في مادته يعود على الملازمة والإقامة.

=======================

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11-13-2009, 02:46 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... مُؤشِّرُ الأسهمِ .. يَهْوَى .. !!


لحن القول
مُؤشِّرُ الأسهمِ .. يَهْوَى .. !!


هكذا سمعته ، بفتح الواو ، من قناة إخبارية مدوّية في آفاق الأثير ، ولو سمعها أبو علقمة النحويُّ لتوجّع من ذلك ما بين وابلته إلى دَأْيةِ عنقه ، وكان أشدّ عليه من انحدار المؤشر وخسارة المال ، فإن النحويين يألمون من اللحن كما تألمون ، وأرباب المال يقولون : ليت المؤشرَ يهوَى ، فإن يهوَى معناه : يحبّ ، يقال : هوِيَ يهوَى الأمر : أي : أحبّه وتعلق به ، بكسر الواو في الماضي وفتحها في المضارع ، كأن الحب يرقى بصاحبه من سُفل إلى علو ، والكسرة من أسفل والفتحة من فوق ، كما نقول : رَقِيَ يَرقَى على وزن فرِح يفرَح ، وفي قراءة شاذّة : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوَى إِلَيْهِمْ ) بفتح الواو ، أي : ترتفع ، ومصدره الهوَى الذي هو قائد الشَهوة وآفة العقل ، وفيه يقول ابن دريد في مقصورته :
وآفةُ العقلِ الهوَى فمن علا
على هوَاه عقلُه فقد نجا
وأما ( هَوَى يهوِى ) فمعناه : سقط ، وفعله الماضي بفتح الواو ومضارعه بكسرها ؛ لأنه سقوط من علو إلى سفل ، والفتح من فوق والكسر من أسفل ، كما نقول : رمَى يرمِي ، والرّمي منتهاه إلى سقوط ، وفي الذكر الحكيم : ( أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) أي : تسقط ، والمصدر : الهُويُّ ، وفي شعر الأفوه الأودي ( ت 570 م ) :
فرَدَّ عليهم والجيادُ كأنّها
قطًا سَاربٌ يَهوِي هُوِيَّ المحجَّلِ
فيا أيها الإخباريّون : لا تجمعوا علينا بين خسارتين ، خسارة في المال وخسارة في المقال ، ولو حرَصنا على صون المقال حِرْصنا على المال لهان علينا ما نلقى ، ولكان لنا ذلك عن كل خسارة في الدنيا عوضا .

=====================

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11-14-2009, 01:38 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... كيفَ يُصغَّرُ الشَّيخُ ؟!


لحن القول
كيفَ يُصغَّرُ الشَّيخُ ؟!



منذ أكثر من عقدين من الأعوام كتب بعض الكاتبين مقالا يردُّ فيه على العلامة ابن عقيل الظاهريّ في تصغيره لفظة شيخ على شويخ ، وقال الكاتب : تصغير ( شيخ ) على شويخ خطأ ؛ لأن القياس في الاسم المنقلبة ألفه عن ياء أو واو أن يردّ ثانيه إلى أصله .. وأصل شيخ من شاخ يشيخ فقياس تصغيره شُييخ لا شُويخ ، كما يصغّرُ ( باب ) على بويب ؛ لأن ثانيه واو .. وأول من يذكر عنه تخطئة ذلك من مصنفي المعاجم الجوهري ، قال في الصحّاح : ( وتصغير الشيخ شُيَيْخ ، وشِيَيْخ أيضا بالكسر ، ولا تقل : شُوَيخ )) وكلامه مبني على القاعدة المعروفة ، وشذ منها كلمة ( عِيد ) يصغر على عييد ، والقياس عُويد ، غير أنه لم يسمع ، وهو مذهب أهل البصرة ، وأما أهل الكوفة فيجيزون إبدال الياء في ( شيخ ) واوًا عند التصغير ، وكذلك كل ألف منقلبة عن ياء ، فيقولون : شُويخ ، و نُويْب ؛ لأنه سمع تصغير ( بيضة ) على بويضة ، ويقولون أيضا في ( بيت ) : بُوَيت ، وفي ( عين ) : عوينة ، وهكذا ؛ وهم يجوزون ذلك لأن الياء في التصغير متحركة بالفتح ، ولا تقوى الضمة على قلبها ، ونصّ سيبويه في كتابه على أن هذا القلب غلط ، وحكى السيرافي أنها لغة ، وقد وافق الكوفيين ابنُ مالك في التسهيل ، كما أجازه مجمع اللغة القاهريّ ، فلا لوم إذن على الظاهريِّ ، وإنما يطالب بدليل التصحيح ، أو دليل الترجيح ، ومن لطيف ما نظم في الشيخ وجمعه :
إذا رمتَ جمعَ الشَّيخ وهو مجرَّدٌ
يصير رمادا عند ما ضمه الجمعُ
شيوخٌ وأشياخٌ وشيخانُ شيخةٌ
مشايخُ مَشْيوخاءُ مَشْيخةٌ سبعُ

=======================

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11-16-2009, 04:47 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow الجدال بالباطل والجدال بالحق ... في الحج



الجدالُ في الحجِّ السكون والطمأنينة والرفق من الإخبات الذي هو منزلة من منازل السائرين في مقامات العبودية ، وفي آيات الحج : ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) والصبر على ما يصيب الإنسان من غيره فلا يرتكب فاحش الجدل والمراء من الإخبات .

ونُهِيَ الحاج عن الرفث قولا وفعلا ، وعن الفسوق قولا وفعلا ، وعن الجدال بالباطل أو ما يفضي إلى الباطل ، وأما الجدال بالحق للحق بالحسنى فلا حرج فيه ، وللسلف في الجدال المنهي عنه هنا أقوال ، فمنهم من قال : الجدال المحرم : أن تماريَ مسلما حتى تغضبه فيسبَّك ، وهذا كثير .

ومنهم من قال : المراد : لا جدال في مواضعه وكانوا يتمارون في مواضعه وفي زمانه ، وكالجدال في أيامنا هذه في المسعَى ، وتوسعته وقد فرغ منه منذ دهر ، يجادلون في الحق بعد ما تبين ، ولم يجادلوا في توسعة المرمى .

وقيل : الجدال : أن تقول طائفة : حجنا أبرُّ من حجكم ، وكقول بعضهم اليوم : حَمْلتنا خير من حَمْلتكم ، وجدلِهم في ذلك . وقال آخرون من السلف : هو الفخر بالآباء ، وكانوا يفاخرون بالآباء والأجداد ولهذا قال الله لهم : ( فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) وكفخر الناس اليوم بالأحزاب ، والمذاهب ، والطوائف ، والأجناس .

وقال بعض السلف: الجدال هنا : أن يختلف الناس : أيهم صادف موقف إبراهيم ، وأيهم سبق إليه ، ويشبه ذلك في عصرنا جدال سائقي الحافلات ِوالمراكب وتنازعهم في السَّبق وإفساح الطريق والوقوف وغير ذلك .
والجدل طبع بشريّ يغلب الإنسان، فالإنسان أكثر المخلوقات جدلا ، قال عز وجل : ( وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ) أي : أكثر الأشياء جدلا ، ويجوز أن يكون المعنى : جدله أكثر شيء ، والأول أظهر .

فإذا نزع الحاج المتَّقي إلى شيء من ذلك تذكر أمر ربّه فإذا هو مبصر، ولم يتمادَ في جداله ولا في منكر القول ولحنه لأنه حاج، كما يقول الصائم إن سابه أحد أو قاتله: إني صائم.

وكان من رحمة الله سبحانه أن من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ولم يقل : ولم يجادل ؛ لأن الجدَال طبع غالب ، كما سبق .

=========================


__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 11-17-2009, 07:18 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... من لحن المحدِّثين ( 1 )


لحن القول
من لحن المحدِّثين ( 1 )


لا يحيط باللغة العربية إلا نبي ، كما قال الشافعي ، ولا يسلم من اللحن إلا عُصِم ، وقد عقد ابن جني بابا لما لحنت فيه العرب ، وما من أحد نطق بالعربية ممن لم تكن العربية ملكة خاصة له ، وسليقةً خالصة إلا ولَحَن ، ومن ذلك المحدّثون ، وللخطابي كتاب سماه ( إصلاح غلط المحدثين ) ولا يراد بالمحدِّثين هنا الرُّواة الذين نقلوا هذه الأحاديث ، بل المراد كل من ينتمي إلى الحديث وإن لم يكن راويا ، وجمهور هذه الأخطاء وقع من هذا الصنف .. ومن ذلك :
- في حديث ذي اليدين : ( فخرج سَرَعان الناس ) بفتح السين والراء ، وقيل : بسكونها ، قال الخطابي : ( والأول ) أجود . ومن قال : سِرْعان الناس ، بكسر السين فهو لاحن .
- ( دوُمة الجندل ) بضم الدال ، قال ابن دريد : أصحاب الحديث يغلطون فيفتحون الدال .
- قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهدا لم يرَحْ رائحة الجنة ) روي لم يَرَحْ ، قال أبو عبيد : هو الصواب ، بفتح الياء والراء ، أي : لم يجد ريحها ، وروي بكسر الراء ، وروي بكسرها وضم الياء ، قال الكسائي : هو الصواب .
- في حديث الأضحية بالجذعة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولا تَجْزِي عن أحد بعدك ) بفتح التاء ، أي : تقضي الواجب عن أحد بعدك ، ورواها بعضهم بضم التاء ، أي : تكفي ، وهو غلط .
- في حديث القبر : ( لا دريت ولا تَليت ) هكذا يقول المحدثون ، قال الخطابي : والصواب : ولا ائتليت ، أي : ولا استطعت . ولكن من أهل اللغة من صححه ، وقال : أصله : ولا تلوت فقلبت الواو للمزاوجة وإتباعا لقوله : ( لا دريت ) .
- حديث : ( من أصبح آمناً في سِربه ) قال الخطابي : أجمع المحدثون والنحاة على كسر السين إلا الأخفش فإنه قال : سَربِه ، بالفتح ، أي : آمنًا في نفسِه .

======================
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 11-19-2009, 07:32 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow لحن القول ... تحريكُ الوسْط .. !!


لحن القول
تحريكُ الوسْط .. !!


المقصود بالتحريك هو الفتح كما قال الإمام أبو محمد الشاطبي في حرز الأماني:
وحيثُ جرى التحريكُ غيرَ مقَيَّدٍ
هُو الفتحُ والإسكان آخاه منزِلَا
وهو اصطلاح شائع لدى أهل اللغة وليس خاصًّا به، وكلمة
( الوسط ) تسكَّن سينُها وتحرّك، ومعناها في الفتح غير معناها في الإسكان، والناس كثير منهم فيهما ما بين خالط وخابط، وألقَى علينا شيخ كبير قبل أكثر من ربع قرن هذا السؤال: ما الفرق بين قولك: حفرت وسَط الدار بئرا، وقولك: حفرت وسْط الدار بئرا، الأولى بتحريك السين، والثانية بإسكانها ؟ وكانت الإجابة: لا فرق؛ لأن الإسكان لغة ، وخضنا في إجابات أخرى لم تعجبه، وطلبنا منه الجواب ، فقال: (وسَط) بفتح السين: اسم، وأما بالإسكان فظرف، فإذا قلت : حفرت وسط الدار بئرا، أعربت (وسَط) مفعولا به، فهو اسم غير ظرف ، ولهذا يخبر به ويخبر عنه ، فيقال : هذا وسطُ الدار، ووسط الدار مرتفع و (بئرا) تمييز .. وأما إذا كانت السين ساكنة فإنه يعرب ظرف مكان، والمفعول (بئرا) .
ووجدت بعد ذلك هذه المسألة بعينها في كتب اللغة. وفي (تاج العروس) نقل نفيس عن ابن برّي، والليث والصفدي وغيرهم، ونقل نظما حسنا لجمال الدين العقيلي في الفرق بين وسَط ووسْط، وهي هذه:
فــرقُ ما بينهم وسَط الشي ءِ ووسْطٍ تحريكا أو تسْكِينا
موضع صالح لِـ( بينَ ) فسكّن ولـ( في ) حَركَنْ تراه مبينا
كجلستُ وسْط الجماعةِ إذ همْ وَسَطَ الدار كلُّهم جالسينا
ومعنى الأبيات : الفرق بين وسَط الشيء ووسْطه: أنّ كل ما يصلح أن يوضع مكانه (بين) فهو بالسكون، وما يقدّر قبله (في) فهو بالفتح ، وأنّ ما كان متفرق الأجزاء يقال فيه (وسْط) بالسكون ، كجلست وسط الجماعة ، وما كان متصل الأجزاء يقال فيه: (الوسَط) بالفتح، نحو: رأيتهم وسَط المسجد ساجدين.

======================
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.