ارحموا السلفية .. فإنَّ منكم منفرين / للشيخ بدر بن طامي ..

[علي بن حسن الحلبي]

أخي الشيخ عبد الحميد،إخواني الأجاويد:

لقد بلغ السيلُ الزُّبى..
ولا نريد أن نصلَ بهذه المماحكات(!) إلى أكثرَ مما وصلنا إليه !
وإني لأرى أن الانتصار للرأي-ولو بالتلفيق!-كاد يصير سِمةً لعددٍ من هذه المماحكات-إن لم يكن قد صار!-!
وربنا-تعالى-يقول:﴿بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ . وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾...
ولا أُطيل القول..ولا أُكثر اللوم؛ ظانّاً -ومرجّحاً-إن شاء الله-أنّ كلاًّ من المتماحكِين-بغضّ النظر عمّن هو الأليَقُ وصفاً بالمطفّفين!-:قد أعطى ما يريد!ووضّح!وزاد!وأعاد!وفرح!وتجهّم!و..و..-إلخ-!
أما أنا-مستعيذاً بالله من شرّ نفسي،وسيّئات عملي-؛فلا أسامح مَن دافع عني-أو عن منهجي-تعصّباً أو حميّةً أو تزلّفاً،أو أثنى عليّ-أو مدحني-بما قد يكون سبباً في مزيد غروري،أو تولُّد العُجْب -أكثرَ- في نفسي..
وبالمقابل؛فإني مسامحٌ كلَّ مَن تكلّم فيّ، وانتقدني،وردّ عليّ-حتى لو جانَب الصوابَ،وظلمني-ما دامت نيّته وجهَ الله،وقد فعل الذي فعل باجتهاد شرعيٍّ صحيح-..
إخواني:
فلْنُغلق هذا الموضوع-الذي ذهب أشتاتاً أشتاتاً!-والعذرُ عند كرام الناس مقبولٌ-بهذه الكلمات التربوية العالية مِن إمام جليل-وهو الحافظ أبو محمد ابن حزم-تذكيراً لنا-جميعاً-،قال:

«..لا يكن غرضُك أن تُوهِم نفسَك أنك غالب! أو تُوهِم مَن حضرك -ممّن يغترّ بك ، ويثقُ بحكمك أنك غالب! وأنت بالحقيقة مغلوبٌ، فتكونَ:
خسيساً!
وضيعاً –جداً-!
وسخيفاً –البتّةَ-!
وساقطَ الهمّة!
وبمنزلة مَن يُوهم نفسَه أنه ملكٌ مُطاعٌ!وهو شقيٌّ منحوسٌ!!
أو في نِصاب مَن يقال له: إنك أبيضُ مليحٌ!وهو أسودُ مشوَّهٌ!!
..فيحصُلَ مَسخَرةً، ومَهزأةً عند أهل العقول الذين قضاؤهم هو الحقّ.
واعلم أنّ مَن رضي بهذا فهو مغرورٌ! وسبيلُه سبيلُ صاحب الأمانيِّ ؛ فإنها بضائع النَّوْكى؛ والمُغرى بها يلتذُّ بها ؛ حتى إذا ثاب إليه عقلُه -ونظر في حاله- علم أنه في أضاليلَ، وأنه ليس في يدِه شيءٌ!».

...فإلى مماحكةٍ(!)أخرى..تأخذ وقتَنا!وتذهب بنا!وعن الإنصاف تصرِفنا:﴿إِلاّ الْـمُتَّقِينَ ﴾!

...والسلام عليكم ورحمة الله...