أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
54885 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-12-2009, 06:36 PM
ابو الحارث البرغوثي ابو الحارث البرغوثي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 303
افتراضي بيان من العلامة ابن باز رحمه الله في من يتكلمون في أعراض العلماء


بيان
من سماحة العلامة الوالد / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( رحمه الله )
في من يتكلمون في أعراض العلماء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادةغير الله ، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد .
وقد شاع في هذا العصر أنكثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين ، يفعلون ذلك سراً في مجالسهم ، وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس ، وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به رسوله من جهات عديدة منها:
أولا: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين ، بل خاصة الناس من طلبة العلموالدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وإرشادهم وتصحيـح عقائدهم ومناهجهم ، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات، وتأليف الكتب النافعة.
ثانياً: أنهتفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عنالشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداءالمتربصين من أهل الكفر والنفاق او من أهل البدع والضلال.
ثالثاً: أن هذاالعمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدةالذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة ، والكذب عليهم والتـحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهممن طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعاً: إن في ذلك إفسادا لقلوب العامة والخاصة ونشراً وترويـجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة وفتـح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث الشبه وإثارة الفتنويـحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.
خامساً: أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها وقد قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً... ) الآية ، والمؤمن ينبغي أن يـحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل وقد قال بعض السلف : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنتتجد لها في الخير محملاً.
سادساً: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إذا كان أهلاًللاجتهاد فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يـجادله بالتي هي أحسن حرصاً علىالوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعاً لوساوس الشيطان وتـحريشه بين المؤمنين، فإن لميتيسر ذلك ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة ،ودون تهجم أو تجريـح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه، ودون تعرضللأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا"
فالذي أنصح به هؤلاء الأخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم ، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سبباً في إفساد قلوب بعضالشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى اللهبالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدهاوتكلف ذلك.
كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوه بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيهأنفسهم من مثل هذا الفعل ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم ، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد وأن يـحذروا من التعجلفي إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان ، قال النبي صلىالله عليه وسلم: " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" متفق على صحته.
ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ، ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملا بقول الله عز وجلفي سورة النساء : (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمتهلاتبعتم الشيطان إلا قليلاً) .
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويـجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى وأن يوفق جميع علماء المسلمين وجميع دعاة الحقلكل ما يرضيه وينفع عباده ، ويـجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقةوالاختلاف وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلىالله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلمومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين

عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام لإدارةالبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
المرجع : مجموع الفتاوى والمقالات المتنوعة ( 7 / 316 – 319 )
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.