الدكتوراة ليست وحدها مقياس العلم !!!

أبو معاوية البيروتي · #1 03-14-2010, 08:38 AM

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلىآله وأصحابه ومن والاه .

(

قال الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه :

وأنا لا أذم الشهادات ولا أحقّر الدكتوراة ، ولكنها كلما كثرت وانتشرت رخصت بعد عزّ وهَزُلت حتى سامها كل مفلس . ولكني لم أكن أتصور أنها تنزل إلى هذه الدركة الدنيا ! وأنا أعلم أن من الدكاترة علماء نلوها بحقّ وكانت شهادة عدل لا شهادة زور ، ومنهم من نالها ببعض الباطل ، أعدّ بحثًا عن شاعرٍ مثلاً ، فألمّ بجوانب حياته ودرَس شعره وجمع أخباره وأورد ما قيل فيه وما قاله ، ولكنه لم يعرف من شعراء عصره غيره ، بل هو لا يستطيع أن يُقيم لسانه بأبيات له ، وإن هو قرأها لم يفهمها ، وإن هو فهمها لم يقدر أن يشرحها !

ولقد رأيت مسوَّدات رسائل ماجستير ودكتوراة نالت بعد ذلك الدرجة العالية ، فكنت أجد فيها من الغلط والخبط والأخطاء والجهالات ما لا أرتضيه من طالب المدرسة المتوسطة . ولقد رأيت من حرص الدول على الشهادات واعتبارها وحدها مقياس العلم عجائب وغرائب ، حتى إنني كنت أُسأل هذا السؤال الذي يقول : ما هي مؤهّلاتك ؟

فكنت أتهرب منه لأنني إن اكتفيت بما قرأته في الجامعة وفي المدارس قبلها أظلم نفسي ، فالذي قرأته فيها لا يبلغ واحداً من ألف مما قرأته بعدها . ثم إن عملي في حياتي الذي انقطعت إليه واشتغلت به وكتبت فيه هو الأدب وعلوم الدين ، وليس عندي مؤهل رسمي في واحد منهما .

ولـمّا ذهبنا لوضع نظام الدراسات العليا يوم دعا إليها وعمل على إنشائها أخونا الدكتور محمد أمين المصري ، وحقّق له ما يريد حتى افتتح أول قسم للدراسات العليا في مكة معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ ، رحمه الله ورحم المصري وجزاهما خيراً .

كنا جماعة ، فرجعوا إلى أعمالهم وبقيت هناك أجادل أطلب أن لا تكون الشهادة وحدها هي مقياس الأستاذية في الجامعة . وكان مما قلته لهم : خبّروني عن الذي حمل أول شهادة دكتوراة في الدنيا ، من الذي منحه إياها ؟ إن قلت إنه دكتور دخلنا في متاهات الدور والتسلسل الذي لا يوصل إلى غاية ، وإن اعترفتم بأن الذي منح أول دكتوراة كان لا يحملها ( وهذا هو الواقع ) أقررتم معي بأن الشهادة ليست وحدها مقياس العلم .
وكان مما قلت لمعالي الشيخ حسن رحمة الله عليه : خبّرني يا سيدي ، لو بعث الله جدك الشيخ محمد بن عبدالوهاب أو الإمام أحمد بن حنبل ، هل كنت تستطيع أن تعيّن واحداً منهما معلمًا في مدرسة ابتدائية وأنت لا تعترف بمقياس إلا مقياس الشهادة وحدها ؟! ) . اهـ

ذكريات علي الطنطاوي 8 / 314-316

=====================

نقله خالد جمال

أبو عبد الرحمن الوهراني · #2 03-14-2010, 08:04 PM

بل أصلها: أنها درجة للرهبان !

أبو معاوية البيروتي · #3 03-17-2010, 07:38 AM

قال الإمام عبدالعزيز بنُ باز رحمه الله تعالى :
دكاترة لايعرفون العقيدة السلفية , لايعرفون العقيدة الصحيحة

كثيراً من الناس تساهلوا في هذا الأمر وصاروا قضاة ومدرسين , وهم لايعرفون العقيدة السلفية لايعرفون العقيدة الصحيحة , تساهلوا في الأصل, في علم العقيدة وتهاونوا في إعطائهم حقه والدراسة والتمحيص وإزالة الشبه وصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة , بل دكاترة , ( كلمة غير مفهومة ) مدرسين بل دكاترة , أخذوا الشهادة العالية و الماجستير والدكتوراة وهو صفر في العقيدة صفر مايعرف شئ في العقيدة على عقيدة الجاهلية عبادة القبور والتعلق على الأموات لأنهم مادرسوا العقيدة كما ماينبغي ولادرسها لهم أساتذتهم الذين أخذوا عنهم ,وأخذوا صفراً في هذا الباب , وحرم طلب العلم من العقيدة فأي شئ بعده , أي شئ عنده بعد ذلك , خصوا العقيدة بعناية , خصوها بمزيد عناية مع الأساتذة ومع , وفي المتون التي في أيديكم , خصوها بمزيد عناية , ومطالعة ومذاكرة , وسؤال وإستكشاف عن الشبه وعن ردها , حتى تمتازوا في ذلك , وحتى تتخرجوا إن شاءالله وأنتم في غاية من البصيرة من العقيدة السلفية , العقيدة في باب توحيد العبادة وفي باب أسماء الله وصفاته , أما توحيد الربوبية فالجاهلية تعرفه ولاكن لابد له من دراسته حتى نعرفه على بصيرة , كثير من الناس ماعرف حتى توحيد الجاهلية كثير من الناس وهم مدرسون ماعرفوا حتى توحيد الجاهلية , حتى توحيد أبي جهل ماعرف , فعليكم أيها الأبناء الكرام عليكم بالعناية بالدروس الدينية وعليكم بالعقيدة خاصة بمزيد عناية في البيت و المسجد والطريق ومع الأستاذ ومع الزملاء حتى تعرفوا ماهناك من شبه وحتى تعرفوا الرد عليها وكشفها ولاسيما في هذا العصر .

====================

نقله أخونا أبو أميمة حفظه الله

**أبو أويس السليماني** · #4 03-17-2010, 10:38 AM

إذا العبرة بالحقائق لا بالمسمّيات .
و هذا النقل منك أخانا أبا معاوية ، من أنفس ما رأيت !.
كلام دقيق و موزون .
فجزاك الله خيرا .
بل هناك مساوئ كثيرة نتجت عن هذه الشهادات .
فتجد مثلا بعض الطلاب قد وُجّه إلى تخصّص لا يعجبه ، وذلك بحسب معدّله الدراسي ، أو بحسب قانون الإدارة ، و ما يتطلّبه عدد الطلاب و تقسيمهم ، فمثلا تجدهم يوجّهون من لا يرغب في دراسة العلوم الشرعيّة إلى العلوم الشرعية ، فيدرس تحت ضغوط ، لأجل الصعود فقط ! ، و هكذا في جميع مراحله ، حتى يتخرّج بشهادة دكتورا !!!...و هو حليق ، ومسبل ، و قد يشرب الدخان ، و لا يبالي بالمعاصي ، ...و هذا ما عايشناه ، و شاهدناه ، والله المستعان ، حتى تجد من الإناث من هي متبرّجة وسافرة ، وتدرّس بعد التخرّج : علوم شرعيّة !!!.
و من كان توجّهه إلى العلوم الشرعية بإرادته ، تجدهم لا يتوفّرون على الصفات التي ينبغي أن تكون في العالم المسلم ، كالذّكاء ، والفطنة ، و التحصيل العلمي المستمر ، و التجرّد للحق ، و الشجاعة في الحق ، .....و غيرها ، فمروره بسنوات الدراسة قد يضيع له أوقاتا لابأس بها ، في أشياء شكليّة ، ليس لها بالعلم صلة !!! ، و بعدها تُغرس فيه حبّ الشهادة و المنافسة لأجلها ، والخوف من الرسوب ، و التطلّع إلى عالم الشهرة -بالشهادة- ، و حب الظهور ، و تمنّي إيجاد عمل بهذه الشهادة ....إلخ .
و لذلك تجد آلاف الطلبة يتخرّجون سنويّا ، ولا تجد فيهم عالما داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا !!!.
و تجد من غيرهم ، ممن تتلمذ في حلق المساجد ، ولم تتح له فرصة الدراسة النظامية ، تجده قد برز بالعلم والعمل معا ، وتجده يحمل همّ السموات والأرض و الجبال ، الأمانة الثقيلة ، ويحرص عليها ، و يسهر لأجلها ، و لا تنتهي خدمتها إلا بانتهائه ...فتلك حياته التي يعيش بها ولأجلها !.
فسبحان الله .
ما اجمل رحلة الطلب ، والجلوس بين يدي المشايخ ، و التدارس السلفي ، الذي كان عليه أسلافنا ، بركة عظيمة ، و تواضع ، و بعد عن الدنيا ..إلخ .
و اليوم نرى -في بعض الجامعات- و كأنها تُعلمنُ العلوم الشّرعيّة !...و تجعل العلم غايته الشهادة ، وقليل من يتفطّن في حياته تلك ، فيسوسها بحق ، إلى الحقّ .
و الله المستعان .