أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
13024 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2019, 05:29 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي مصطلح انفكاك الجهة

قال الدكتور الشيخ احمد بن مسفر العتيبي في مقال تصحيح مذكرة الشنقيطي:

" في مسألة اقتضاء النهي الفساد أشار الشيخ إلى الخلاف حول انفكاك الجهة في المسألة
ومصطلح انفكاك الجهة أورده الشيخ - الشنقيطي - في مذكِّرته في عشرة مواضع
وهذا يدل على تعمق الشنقيطي في المباحث العقلية وعنايته بمسائلها ، مع حرصه على المعتقد الصحيح .ولم يحرِّر الشنقيطي المراد من انفكاك الجهة في كل المواضع ، إنما يذكر المناط في المسألة تسهيلاً على الطلاب.

والمقصود بانفكاك الجهة : أن يكون للمسألة الفقهية أو الأُصولية طرفان متباينان ، الأول عكس الثاني ، فيقع الالتباس على المكلَّف في الحكم التكليفي في المسألة . وأغلب مسائل انفكاك الجهة تقع في مباحث النهي ، مثل : حكم الصلاة في الأرض المغصوبة . فالغصب محرم والصلاة صحيحة مع الاثم ، ونتيجة المسألة : الجهة منفكَّة .

والقاعدة التي يمكن ضبط مسألة انفكاك الجهة بها هي الفهم الصحيح لقاعدة الواحد بالعين والواحد بالجنس.

فلا يمكن أن يكون عين الشي حراماً وواجباً في وقت واحد ، لكن جِنسه يمكن أن يشتمل على الحكمين، كالسجود جنس من الشي ، وهو السجود لله تعالى ، أو السجود للصنم عياذاً بالله تعالى .

ومن التطبيقات النافعة ما ورد في السنة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يُغطِّي فاه في الصلاة ، كما في حديث أبي هريرة قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم ” عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه ” أبو داود وابن ماجة وصحَّحه الألباني .
فهل لو غطَّى الرجل فاه في الصلاة تكون صلاته باطلة وعليه الإثم ؟ أم يكون عليه الإثم لكن الصلاة صحيحة ؟.

ومن الأمثلة: رجل قام للصلاة وهو يرتدي لباساً من الحرير ، ومن البدهي أن لبس الحرير حرام لكنه لو صلَّى به ، هل الصلاة تكون باطلة ؟ ، أم أن حكم الصلاة يكون في جهة ولبس الحرير يكون في جهة أخرى ؟ .

ففي هذه المسألة يظهراتحاد الجهة وانفكاك الجهة .

وفي الشرع محرَّمات لها طريق واحدة فلا يوجد لها صورة مباحة في الشرع أو جائزة أو مأمور بها ، فهي في كل صورها محرمة لها طريق واحدة ، فهذه الصورة يكون حكمها التحريم والفساد ، مثل نكاح الأمهات فهو له طريق واحد في الشرع ، فلا توجد صورة لإباحته .

فلو أن إنسانا عياذاً بالله تعالى نكح أمه ، سواء كانت من النَّسب أم من الرضاعة ، هل نكاحه يكون صحيحًا ؟ الجواب: النفي، بل عليه الإثم مع فساد هذا النكاح.

أما الصورة الأخرى فهي صورة فعلٍ محرَّم له طريقان ، طريق مأمور به وطريق آخر منهي عنه ، فقد تجد طريق الأمر هو طريق النهي فتكون الجهة متحِّدة ، وقد تجد طريق النهي له جهة معينة ، وطريق الأمر له جهة أخرى ، مثل الصيام في الشرع له طريقان ، فليست كل صوره مأموراً بها ، وليست كل صوره منهياً عنها ، بل له طريق مأمور به كصيام رمضان ، وله طريق آخر منهي عنه كصيام يوم العيد ، فلو أن إنساناً صام يوم العيد هل عليه الإثم مع صِّحة صيامه
؟، أم عليه الإثم مع عدم صحة الصيام وبطلانه ؟ والإجابة هي ترتُّب الإثم مع فساد الصيام ، لأن جهة الصيام هي جهة التحريم فالجهة متحِّدة .

فمثال متحِّد الجهة قول الله تعالى في الصيام ” يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام “(البقرة : 183) ،فهذا علامة الأمر ، ونهى صلَّى الله عليه وسلم عن صيام يوم العيدين ، وهذا علامة النهي ، ففي الأمر قال صوموا وفي النهي قال لا تصوموا ، فالأمر والنهي متجه لجهة واحدة وهي عين الصيام ، فلو صام مع هذا النهي ، فعليه الإثم مع بطلان الصيام وفساده .

وأما مثال منفكِّ الجهة فمثلًا في الصلاة قال الله تعالى ” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ “(البقرة : 43)، فهذا علامة الأمر ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تغطية الرجل فاهُ في الصلاة ، فهذا علامة النهي ، فالأمر متجه للصلاة ، والنهي متجه لتغطية الفم ، فالجهة منفكَّة ليست على ذات الشيء ولا ركنه ولا شرطه ، فالأمر في اتجاه والنهي في اتجاه آخر ، فيكون حكمها التحريم مع عدم البطلان.

وبعض العلماء قد يتفقون في تأصيل هذه المسألة ، فيقولون لو كان الأمر متحِّد الجهة يكون حكمه التحريم والفساد ، ولو كان منفكَّ الجهة يكون حكمه التحريم وعدم الفساد ، أما في الصور وطريقة التطبيق تجدهم يختلفون ، فتجدهم يتباينون في تحقيق المناط .
فلو كان الأمر متحِّد الجهة يكون حكمه التحريم والفساد ، ولو كان منفك الجهة يكون حكمه التحريم وعدم الفساد .

ولفهم المسألة وتطبيقاتها يراجع كتاب النهي يقتضي الفساد للعلائي. ومن أراد ضبط المسألة جيداً ، فليطالع بفهم مباحث المطلق والمقيد وتعارض الأدلة ، وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففيها أمثلة كثيرة على اتحاد الجهة أو انفكاكها . والله أعلم ."
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.