أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
35359 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 06-22-2012, 03:10 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

أَيها العبد
تفكر في دنياك كم قتلت، و تذكر ما صنعت بأَقرانك، وما فعلت، و احذرها فإِنها عما لابد منه قد شغلت
و إِياك أن تساكنها فإِنها إِن حلت رحلت
و روى عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مرَّ بشاةٍ ميتةٍ قد ألقاها أهلها، فقال: والذي نفسي بيده إِنَّ الدنيا أهون على الله من هذه على أَهلها)

و قيل في صفة الدنيا: (أَولها عناءٌ، وأخرها فناء حلالها حسابٌ وحرامها عقابٌ
من استغنى بها فُتن، ومن افتقر إِليها حزن، ومن سعى لها فاتته، ومن نأى عنها أَتته، ومن نظر إِليها أعمته، ومن بصر بها بصرته)

و صفها بعض العلماء، فقال: جمةُ المصائب، رتقةُ المشارب، لا تفي لصاحب
و قال يحيى بن معاذ: الدنيا خمر الشيطان: من شربها لم يفق إلا بين عساكر الموتى، نادماً بين الخاسرين

قد ترك منها لغير ما جمع، وتعلق بحبل غرورها فانقطع، و قدم على من يحاسبه على الفتيل و النقير و القطمير، فيما انقرض عليه من الصغير والكبير

يوم تزل بالعصاة القدم، ويندم المسئ على ما قدم

يا من حيات حياته بالآفات لوادغ، وأَغراضه المنقلبة إِليها منقلبة زوائغ، وشياطين هواه بينه وبين ما هو له نوازع، وسهام سهوه في لهو دينه بوالغ

قد جرحت الحجر على قلبه فأنساه الحجر الدامغ،
إن وعظ فساه، وإن قوم فزائغ، قلبه ملآن بالهوى، ومن التقى فارغ
كأني بك، وسيف الممات في دم الحياة والغ، نازلك فانزلك بالنوى عن الأعالي النوابغ،

و تقضي التيامن نبات سلب الحلى الصايغ، ومر إليك فمر عليك الشراب السايغ، وطمس شموس عزك المنيرات النوازغ وخرق دروع المنيعات السدايغ

أين من جمع الأموال وحماها،!!
واهاً لمن جمعها واقتناها، تناهى أجله وما تناهى

كم سلبت الدنيا أقواماً أقواماً كانوا فيها وعادت عزهم أحلاماً أحلاماً

فتفكر في حالهم كيف حال، وانظر إلى من مال إلى مال، وتدبر أحوالهم إلى ماذا آل، وتيقن أنك لاحق بهم بعد ليال،

عُمرك في مدةٍ ونفسك معدود، وجمسك بعد مماتك مع دود،

كم أمّلت أملاً فانقضى الزمان وفاتك، وما أراك تفيق حتى تلقى وفاتك،

فاحذر زلل قدمك، وخف طول ندمك، واغتنم وجودك قبل عدمك، واقبل نصحى لا تخاطر بدمك

ابن الجوزي
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 06-22-2012, 07:17 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

يا غافلا عن الآخرة
كيف بك إذا قمت من قبرك، وقد قربت نجائب النجاة لأقوام وتعثرت
وأسرعت أقدام الصالحين على الصراط وتخبطت؟!
هيهات! ذهبت حلاوة البطالة، وبقيت مرارة الأسف، ونضب ماء كأس الكسل، وبقي رسول الندامة!
وما قدر البقاء في الدنيا بالإضافة إلى دوام الآخرة؟!
ثم ما قدر عمرك في الدنيا، ونصفه نوم، وباقيه غفلة؟
فيا خاطبًا حور الجنة، وهو لا يملك فلسًا من عزيمةٍ!
افتح عين الفكر في ضوء العبر، لعلك تبصر مواقع خطابك!
فإن رأيت تثبيطًا من الباطن، فاستغث بعون اللطف، وتنبه في الأسحار، لعلك تتلمح ركب الأرباح!
وتعلق على قطار المستغفرين، ولو خطوات، وانزل في ربا1 المجتهدين، ولو منزلًا، أي منزلٍ!

و تأمل بعين الفكر دوام البقاء في الجنة، في صفاء بلا كدر، ولذات بلا انقطاع، وبلوغ كل مطلوب للنفس، والزيادة مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من غير تغيير ولا زوال
إذ لا يقال: ألف ألف سنةٍ، ولا مائة ألف ألف، بل ولو أن الإنسان عد الألوف ألوف السنين لانقضى عدده، وكان له نهاية، وبقاء الآخرة لا نفاد له
إلا أنه لا يحصل ذلك إلا بنقد هذا العمر.
و ما مقدار عمر غايته مائة سنةٍ، منها خمسة عشر صبوة وجهل، وثلاثون بعد السبعين -إن حصلت- ضعف وعجز، والتوسط نصفه نوم، وبعضه زمان أكل وشرب وكسب
والمنتخل منه للعبادات يسير؟!

أفلا يشترى ذلك الدائم بهذا القليل؟!
إن الإعراض عن الشروع في هذا البيع والشراء لغبن فاحش في العقل، وخلل في الإيمان بالوعد
فإن من يدري كيف يعقد البيع بالعلم، هو الذي يدل على الطريق، ويعرف ما يصلح لها، ويحذر من قطاعها


ابن الجوزي
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07-24-2012, 02:12 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

أيها المقصر عن طلب الزاد، كيف تدرك المعالي بغير اجتهاد؟
أين أهل السهر من أهل الرقاد؟
أين الراغبون في الهوى من الزهاد؟
رحل المتيقظون مستظهرين بكثرة الزاد كل جواد لهم يعرف الجواد فساروا فزاروا والكسلان عاد.

لما صفت خلوات الدجى، نودي: آذن الوصول أقم فلاناً وأنم فلاناً خرجت بالأسماء الجرائد، وفاز الأحباب بالفوائد
قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لامرأتي رابعة وقد قامت من أول الليل قد رأينا أبا سليمان وتعبدنا معه، ما رأينا من يقوم من أول الليل. فقالت: سبحان الله مثلك يقول هذا؟ أما أقوم إذا نوديت .
للمتنبي:
تقولين ما في الناس مثلك وامق ... جدي مثل من أحببته تجدي مثلي
ذريني أنل ما لا ينال من العلى ... فصعب العلى في الصعب والسهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة ... ولا بد دون الشهد من إبر النحل


لما دارت كؤوس النوم على أفواه العيون، فسكرت بالشراب الألباب فطرحت الأجساد على فراش " يَتَوَقَّى "
صاحت فصاحة الحب بالمحب: كل مسكر حرام،
فلما نفخ في صور الإيقاظ في أبان " وَيُرْسِلُ الأُخرى "
قام أموات النوم وقد رحل سفر الوصال.
فلم يروا إلا آثار القرب في مناخ الأحباب في " تتجافى "
ستر القوم قيامهم بالليل فستر جزاءهم أن يطلع عليه الغير " فلا تعلمُ نفسٌ "
فلو عانيتهم وقد دارت كؤوس المناجاة بين مزاهر التلاوة فأسكرت قلب الواجد، ورقمت في صحائف الوجبات تعرفهم " بسيماهم " .
وتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم
اشتهر بقيام الليل كله، وصلاة الفجر بوضوء العشاء، سعيد بن المسيب وصفوان ومحمد بن المنكدر وفضيل و وهب المكيان طاوس ووهب اليمانيان والربيع بن خيثم والحكم الكوفيان وأبو سليمان الداراني وأبو جابر الفارسيان وسليمان التيمي ومالك بن دينار ويزيد الرقاشي وحبيب العجمي ويحيى البكائي وكهمس ورابعة البصريون.

قالت أم عمرو بن المنكدر: يا بني أشتهي أراك نائماً: فقال يا أماه إن الليل ليرد علي فيهولني فينقضي عني وما قضيت منه مأربي.
وصحب رجل رجلاً شهرين فما رآه نائماً فقال مالك: لا تنام؟ فقال: إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في أخرى.


قال سفيان إن لله ريحاً تسمى الصبحية، مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار فتحمل الأنين والاستغفار.

يا طويل النوم فاتتك مدحة " تتجافى " وحرمت منحة " والمستغفرين " ولست من أهل عتاب فإذا جنة الليل نام عني، ليس في ليل الهجر منام ومتى رأيت محباً ينام؟ للمتنبي:
فإن نهاري ليلةٌ مدلهمَّةٌ ... على مقلة من فقدكم في غياهب
بعيدةِ ما بين الجفون كأنما ... عقدتم أهالي كلِّ هدبٍ بحاجب
ثورت في الليل الحداة وعكمت أحمال الأعمال وسارت رفقة المتهجدين وترنم كل ذي صوت بشجو، وأنت في الرقدة الأولى بعد.
لم يخل مرجان دمع من عقيق دم ... شوق بلا عبرة ساق بلا قدم
يا هذا، كيف تطبق السهر مع الشبع؟
كيف تزاحم أهل العزائم بمناكب الكسل:
لا تلحه إن كنت من سجرائه ... عذل المحب يزيد في إغرائه
ودع الهوى يقضي عليه بحكمه ... ما شاء فهو مسلم لقضائه
فشقاؤه فيما يراه نعيمه ... ونعيمه في ذاك عين شقائه

المدهش/ ابن الجوزي
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 08-08-2012, 06:42 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

شهر رمضان

شهر الإيقان وشهر القرآن وشهر الإحسان وشهر الرضوان وشهر الغفران وشهر إغاثة اللهفان وشهر التوسعة على الضيفان
وشهر تفتح فيه أبواب الجنان ويصفد فيه كل شيطان وهو شهر الأمان والضمان
شهر يخفف فيه عن المملوك
تزهر فيه القناديل وينزل فيه بالرحمة جبريل ويتلى فيه التنزيل ويسمح فيه للمسافر و العليل
شهر رمضان للعباد مثل الحرم في أم البلاد الحرم يمنع منه الدجال اللعين ورمضان يصفد فيه مردة الشياطين
شهر رمضان في الدنيا مثل الجنان
في العقبى سدر مخضود و طلح منضود و ظل ممدود و مكله خلود متصل ليس يبيد
و في رمضان بذل المجهود و طلب رضى المعبود و حفظ الحدود و إظهار الكرم والجود

أقبل الصوم يا مسكين و كلنا مساكين و أنت عاكف على ما يسخط الجبار مصر على الآثام و الأوزار عامل بأعمال أهل النار متشبه بالنساك والأخيار و أنت في جملة الفساق و الفجار و قد أطلع على سرك وضميرك عالم الضمائر والأسرار


وشهر الصوم شاهد عليك و الملائكة تلعنك و الله لا ينظر إليك
و هو جل جلاله بإعراضك عن الطاعة معرض عنك غاضب عليك فلا تجعل أيها الصائم شهرك هذا كسائر الشهور
و الله سبحانه إذا لم ير أثرا لشهر رمضان على عبده يقول جل جلاله هذا عبدي لا يعرف لشهري هذا فضلا و أنا لا أعلم الآن له عندي فضلا


فافق يا ذا الغي والمحال و استيقظ يا ذا السهو و الإغفال و انتبه من السكرات الطوال

أترضى يا مسكين أن يرد صومك في وجهك من غير قبول من الله
أتستحسن أن تكون جائعا عطشان و ليس لك جاه عند الله
أين النية المجردة؟ أين التوبة المجددة؟ أين الندامة المؤكدة؟ أين الحلال من الطعام؟
أين اجتناب الطعمة الحرام ؟أين حجر الأوزار و الآثام؟ أين الرحمة لذوي الفقر و الضعفاء و الأيتام ؟أين الإخلاص للملك العلام؟ أين التزام شريعة الإسلام ؟أين الأسوة بالنبي عليه الصلاة والسلام ؟

انظر يا مسكين إذا قطعت نهارك بالعطش والجوع و أحييت ليلك بطول السجود الركوع إنك فيما تظن صائم و أنت في جهالتك جازم وفي صلاتك دائم وفي بحار سكراتك هائم
أين أنت من التواضع والخشوع؟
أين أنت من الذلة لمولاك والخضوع؟
أتحسب أنك عند الله من أهل الصيام والأمان الفائزين في شهر رمضان كلا والله حتى تخلص النية وتجردها وتطهر الطوية وتجودها

و تجتنب الأعمال الدنية و لا تَرٍدها و تكثر البكاء و الحسرة و تسيل الدموع والعبرة و تلزم الفكرة و العبرة
و تسأل مولاك إقالة العثرة فحينئذ يكون صيامك لك من الذنوب شفاء و من العيوب سترة وجلبابا


أين الصائمون؟ أين القائمون؟ أين الطائعون؟ أين العاملون ؟أين السابقون ؟
أين الخاشعون؟ أين الذاكرون؟ أين القانتون؟ أين الصادقون؟ أين الصابرون؟ أين المتصدقون؟

أين الآمرون بالمعروف؟ أين المغيثون الملهوف أ؟ين الناهون عن المنكر؟ أين المستشعرون للفكر؟ أين السامعون للعبر ؟

بادوا والله مع الصالحين و انقلبوا مع المؤمنين و نزلوا مع النبيين و سكنوا مع الصديقين
و بقينا والله مع الجاهلين!! و سكنا مع الفاسقين و تأسينا بالغافلين و اصطلحنا على معصية رب العالمين
فصيامك يا مسكين في وجهك مردود و أنت عن رشدك مغيب مفقود و عن صلاحك و نجاحك غير موجود
و أنت عن باب مولاك مبعد مطرود
و أعمالك بالفسق موصولة و جوارحك للعصيان مبذولة و ألفاظك في الغيبة مجعولة و عزيمتك للطاعة محلولة وعبادتك في هذا الشهر غير مقبولة و فرائض مولاك بالمعاصي مهمولة


فهنيئا لمن أطاع الملك الرحمن في شهر الرحمة شهر رمضان لقد فاز بالحور والولدان في دار السلام والرضوان
صبروا الأيام القليلة فأعقبهم الراحة الطويلة والنعمة الجزيلة كلما تعودت من الخير وما تعمل في هذا الشهر جوزيت إلى آخر العمر فإن الخير عادة والشر لجاجة

أين أنت يا صائم يا قائم اقبل على الخير تفوز بسرور دائم
تاجر مولاك فإنك تربح و عامله فإنك تفلح و اعتذر إليه فإنه يقبل عذرك و استغفره فإنه يغفر ذنبك وارغب إليه فإنه يكشف كربك و اسأله من فضله فإنه يوسع رزقك و تب إليه فإنه يعظم حظك

يا أخي هذا شهر تستر فيه القبائح و العيوب وتلين فيه النفوس و القلوب و تغفر فيه الأوزار
و الذنوب و ينفس الله عن الحزين المكروب
يقول المولى جل جلاله لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى الألسن اليابسة كيف تبتل بذكري
انظروا إلى الأحداق الصلبة كيف تدمع من خوفي
انظروا إلى الأقدام المنعمة تنصب في المحاريب ابتغاء وجهي

يا أخي متى أطعمت في هذا الشهر لله رب الأرض والسموات رفعت إلى الدرجات العالية في قرار الجنات وحصلت مع مولاك مكسيا من الحسنات عريانا من السيئات
بستان الواعظين ورياض السامعين /ابن الجوزى

__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 09-27-2013, 11:18 AM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي


*****

من كلام ابن الجوزي:


يا هذا جَدَّ العارفون وهزلتَ وصعدوا في طلب المعالي ونزلتَ ؟ !

يا هذا تتوجه إلى الحبيب و معشوقتك الدنيا؟ !

إخواني ! تأهبوا ليومٍ تترادف فيه العَبَرات، وتعظم . الحَسَرات، فَيعضُ الظالم على يديه ويقول : يا حسرتا يوم يقول لك أين من أرضيتَ عنك بغضبي عليك، ابن آدم أين من كنتَ تَزَيَّنْتَ له وبالقبيح بارزتني، ما هذا التذلل بين يديّ وقد كنت جبّاراً عنيداَ، طالما ذُكرْتَ بموقفكَ هذا فتناسيتَ، وطالما بُصِّرْتَ بأمركَ هذا فتعاميتَ، ولم تزدد إلاّ فراراَ، يا حسرةَ العاصين، يا ذُلّ مقام المتجبرين، واخيبة المضطرين، واخسارة المُسرِفينْ.

واحسرتا! كيف قُرِّبوا وأبعِدْنا، .و ا أسفاَ كيف دنوا وطُردنا، أين لَذَعات الوجد؟ أينَ حرقات الفراق ؟ أين تلهف الزفرات ؟ أين شدة الحسرات ؟.

سادتي ! ما أعذب أيام التلاق، ما أكثر بكاء المشتاق، ما أحرّ أنفاس العشاق، أين من نجدٍ أرضُ العراق، قُسِمَتِ الغنائم، وأنت يا مسكين نائم، الحربُ غبارٌ قائمٌ، وأنت غلامٌ نائم.

تبعدون عَنّا ونرسل إليكم مسائل هل من سائل، هل من مستغفر، هل من تائب، وتُذنبون فيأتيكم منّا عذرٌ، لو لم تُذنبوا لأتى اللهُ بقومٍ يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم.

يا واقفاَ في الصلاة بجسده والقلبُ غائب، أتدري بين يدي من أنت قائم؟ أتدري من اطلع عليك ما يصلح ما بذلتَه من التعبد مهراً للجنة فكيف ثَمَناً للمحبة؟ْ
يا مَنْ ذهب عمره في البَطالةْ، ورضيَ من الدنيا بأقبح حالَةْ، معمور الظاهر والباطن مهدوم، يا معاشر العُصاة لا تحتقروا ذنباً وإن صَغُر، فإنّ الحشيش يفتل منه الحَبْل فيخنق الفيل المغتلم، أول الحريق شرارة، يا من يُذنب ولا يتوبُ يا من أعمت قلبَهُ الذنوبُ، يَعِدُ بالتوبة ولا وَعْدَ عُرقوب، إلى متى تتعثر في ظلمة البعادْ وعدْ نفسك بتوبةٍ واعزم وقد حَصَّلْتها.
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 09-27-2013, 12:07 PM
عبد المحسن الجيجلي عبد المحسن الجيجلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: ولاية جِيجَلْ - الجزائر -
المشاركات: 589
افتراضي


نعم السياط هي .

فجزاك الله خيرا .

__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
****************************************************************************
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"*" الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا "*"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
****************************************************************************
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 10-16-2013, 11:57 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجيجلي مشاهدة المشاركة

نعم السياط هي .

فجزاك الله خيرا .

و إياك

**********

قصر الأمل/ ابن أبي الدنيا

قال عمر بن عبد العزيز : في بعض خطبه :

« إن لكل سفر زادا لا محالة ، فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى ،

وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه ، ترغبون وترهبون ،

ولا يطولن عليكم الأمل فتقسو قلوبكم ، وتنقادوا لعدوكم ،

فإنه والله ما بسط أمل من لا يدري لعله لا يصبح بعد مسائه ولا يمسي بعد صباحه ، وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا ،

فكم رأيت ورأيتم من كان بالدنيا مغترا ،

وإنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله ،

وإنما يفرح من أمن أهوال القيامة ،

فأما من لا يداوي كلما ( جرحا) إلا أصابه جارح من ناحية أخرى ، فكيف يفرح


أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي ، وتظهر عولتي ، وتبدو مسكنتي في يوم يبدو فيه الغنى والفقر ،

والموازين فيه منصوبة ، لقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم انكدرت ، ولو عنيت به الجبال لزالت ، ولو عنيت به الأرض لتشققت .

أما تعلمون أنه ليس بين الجنة والنار منزلة ؟ وأنكم صائرون إلى أحدهما ؟
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 11-27-2013, 10:38 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي


لفتة الكبد في نصيحة الولد/ الإمام ابن الجوزي

فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين، ما دام في الوقت سَعةٌ، واسقِ غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعاتك التي ضاعت، فكفى بها عظة، ذهبَتْ لذةُ الكسل فيها، وفاتت مراتبُ الفضائل، وقد كان السلف رحمهم الله يحبون جمعَ كل فضيلة، ويبكون على فوات واحدة منها.

قَالَ إبراهيم بن أدهم رحمه الله: دخلنا على عابدٍ مريض، وهو ينظر إلى رجليه ويبكي، فقلنا: ما لك تبكي ؟
فقال: ما اغبرّتا في سبيل الله تعالى ؛
وبكى آخر فقيل له: ما يبكيك ؟
قَالَ: على يومٍ مضى ما صمته، وعلى ليلة ذهبَت ما قمتها.

واعلم يا بني أن الأيام تبسُطُ ساعاتٍ، والساعاتُ تبسُط أنفاسًا، وكلُ نفَسٍ خزانة، فاحذر أن تُذهِبَ نفسًا في غير شيء، فترى يوم القيامة خزانةً فارغة فتندم.
وقد قَالَ رجل لعامر بن عبد قيس: قف أكلمُك ! فقال: أمسِكِ الشمسَ.
وقعد قومٌ عند معروف رحمه الله، فقال: أما تريدون أن تقوموا، فإن ملَكَ الشمس يجرُّها لا يفتُر.
وفي الحديث: "من قَالَ سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلةٌ في الجنة"، فانظر إلى مضيِّعِ الساعات كم يفوته من النخل.

و من تفكر في الدنيا قبل أن يوجَد، رأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج رأى مدة قصيرة، وعلِم أن اللُّبْثَ في القبور طويل،

فإذا تفكر في يوم القيامة، علم أنه خمسون ألف سنة، فإذا تفكر في اللُّبث في الجنة أو النار علم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا ـ فرضنا ستين سنة مثلاً ـ فإنه يَمضي منها ثلاثون في النوم، ونحوٌ من خمس عشر في الصِبا، فإذا حسبتَ الباقي، كان أكثرُه في الشهوات والمطاعم والمكاسب،

فإذا خلص ما للآخرة وجد فيه من الرياء والغفلة كثيرًا، فبماذا تشتري الحياة الأبدية، وإنما الثمن هذه الساعات؟!
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 12-16-2013, 10:25 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

قال الحسن

أمتكُم آخرُ الأمم وأنتم آخرُ أمتكم، وقد أسْرعَ بخياركم فماذا تنتظرون! المعاينة؟ فكأن قد.

هيهات هيهات! ذهبت الدنيا تحال بمالها، وبقيت الأعمالُ أطواقاً في أعناق بني آدم

فيا لها موعظةً لو وافقَتْ من القلوب حياةً؛ إنه والله لا أمةَ بعد أمتكم، ولا نبي بعد نبيكم، ولا كتابَ بعد كتابكم، أنتم تسُوقون الناسَ والساعةُ تسوقكم؛ وإنما يُنتظَر بأولكم أن يلحَقَ آخِركم.

مَنْ رأى محمداً صلى الله عليه وسلم فقد رآه غادياً رائحاً لم يضع لَبِنة على لَبِنة و لا قصبة على قصبة،

رُفِع له علمٌ فشمرَ إليه؛ فالوَحا الوَحا، والنجاءُ النجاء. علام تعرجون؟

أسرعَ بخياركم وأنتم كل يوم تَرذلون.

لقد صحبتُ أقواماً كانت صحبتهم قَرةَ العين وجَلَاءَ الصدور، وكانوا من حسناتهم أًن تُردً عليهم أشفقَ منكم من سيئاتكم أن تُعذبوا عليها، وكانوا فيما أحل الله لهم من الدنيا أزهدَ منكم فيما حرم الله عليكم.

إني أسمع حسيساً، ولا أرى أنيساً، ذهب الناسُ، وبقِيتُ في النسناس،

لو تكاشفتم ما تدافنتم؛ تَهَاديتُم الأطباقَ ولم تَهادَوُا النصائحَ.

يابن آدم، إن دين اللّه ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقَر في القلوب وصَدَقته الأعمالُ.


عيون الأخبار/ ابن قتيبة الدينوري

__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 02-10-2014, 07:58 PM
طارق دامي المغربي طارق دامي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المغرب/الدار البيضاء/سطات
المشاركات: 827
افتراضي

أصدق في باطنك تر ما تحب في ظاهرك،

رش سهم عملك بريش إخلاصك في مقصدك تصب هدف الأمل.


واعجبا!! قوسك مكسورة بالزلل، و وترك مقطوع بالكسل، فكيف تناول صدر الغرض؟
إذا أردت العلو فارتق درج التقوى، وإن شئت العز فضع جبهة التواضع، وإن آثرت الرياسة فارفع قواعد الإخلاص،
فوالله ما تحصل المناصب بالمنى.

فَدينارُ المُبَهَرَجِ وَإِن نَفَقَ مَردودُ ... وَقَد يَتزَيا بِالهوى غَيرُ أَهلِهِ


إذا نزلت عن مطية الإخلاص، مشيت في حسك التعثر، فتقطعت قدم القصد ولم ينقطع المنزل،

الرياء أصل النفاق، نفاق المنافقين صير المسجد مزبلة، فقال التنزيل (لا تَقُم فيهِ)
وإخلاص المخلصين رفع قدر الوسخ (رب أشعث أغبر).

إذا هبت زعازع المنافقة لم تضر شجرة الإخلاص، لأن أصلها ثابت، فأما شجرة الرياء فعند نسيم (وَقِدمِنا إِلى ما عَمِلوا مِن عَمل) اجتثت من فوق الأرض.



لا تنظر إلى جولة الباطل، وارتقب دولة الحق، إذا رأيت منافقا قد تُبع فتذكر " الدجال " غدا، و " السامري " بالأمس، وانتظر للسامري (لا مَساس) وَللأَلد باب لد.


شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنة، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين، فتدرك الصنوبر فتقول " شجرة الدباء: إن الطريق التي قطعت في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين،

فيقال لك شجرة ولي شجرة!!

فتجيبها: مهلا إلى أن تهب ريح الخريف.

كم من متشبه بالصالحين في تخشعه ولباسه، وأفواه القلوب تنفر من طعم مذاقه (وَهُم يَحسَبون أَنهُم يُحسِنونَ صُنعاً).


في ظلمة الليل يتشبه الشجر بالرجال، فإذا طلع الفجر بان الفرق. في وقت الضحى يتمثل السراب بالماء، فمن قرب منه لم يجده شيئا. واأسفا: ما أكثر الزوار.

أَما الخِيامُ فَإِنّها كَخيامِهِم ... وَأَرى نِساءَ الحَيِّ غَيرَ نِسائِنا


تراهم كالنخل، وما تدري ما الدخل.

أيها المرائي: قلب من ترائيه بيد من تعصيه؟؟

لا تنقش على الدرهم الزائف اسم الملك، فما كل سوداء تمرة، ولا يتبهرج الشحم بالورم.


ابن الجوزي/ اللطائف
__________________
يا نائما طول الليل: سارت الرفقة، طلعت شمس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق العباد قد غص بالزحام،
ولو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.