أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
87471 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-28-2009, 07:38 PM
عائد أبو الحارث عائد أبو الحارث غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 62
افتراضي حاجة الأمة إلى العلماء

حاجة الأمة إلى العلماء

أيها الاخوة في الله.....
حاجة الأمة للعلماء ، حاجةٌ ملحة، كحاجة الجسم للماء، وللهواء، حتى يبقى ويستمر في هذه الحياة.
ففضل العلماء ذلك متقرر في النفوس ، معلوم لدى أكثر طلبة العلم، ويكفي أن الله عزوجل استشهد بهم دون غيرهم من البشر على ماذا؟ ...
على أعظم قضية وأكبر مسألة وهي شهادة " أن لاإله إلا الله" ، فاستشهاد الله – عزوجل – بهم
دون غيرهم دليل فضلهم ، ودليل ثقتهم ، ودليل عِظم مكانتهم عند الله عزوجل ، وهكذا هم عند المؤمنين.
فإذا عرفنا فضل أهل العلم فإننا لابد أن نكون قد أدركنا أن فضلهم ليس لذواتهم ، وغنما لما حملوا من شريعة الله سبحانه وتعالى، وماحفظوا من تركة –رسول الله صلى الله عليه وسلم- فإنهم هم امناء الله عزوجل على شريعته – هم القائمون لله عزوجل بالحجة على خلقه.
هم الذابون عن سنة- رسول الله صلى الله عليه وسلم- هم المبلغون عن الله عزوجل، هم الموقعون عن الله تبارك وتعالى، فهذه الطبقة من المجتمع طبقة يعرف مكانتها ويحفظ حقوقها من شرح الله صدره لقبول أوامر الله عزوجل ، وأومر رسوله-صلى الله عليه وسلم- وإن مماينبغي أن يعلمه شباب أهل الإسلام أن أعداء الأمة إنما يسعون جهدهم على القضاء على العلماء.
عن طريق إبادتهم ، أو عن طريق تشويهه سمعتهم ، والتقليل من مكانتهم ، ولهذا لما دخل الاستعمار بلاد الاسلام في القرن المنصرف ، كان من أوائل ماعمله أن شوهوا صورة العلماء ، واقبع في سبهم، لما؟ حتى يكون هناك حاجز بين الناس عموما ، والعلماء فيتخلى الشيطان بالناس ، ويتفرج بهم فتكون الهلكة ، ويكون الشقاق في هذه الأمة ،فيزداد ضعفها ، ويكثر شرها ، وتفشو فيها البدع ، وينتشر فيها الشرك بالله عزوجل ، دونما رقيب ينكر ويوضح ، فإن وجد هذا الرقيب فإنه لايسمع منه لسبب تشويهه سمعته ، والقضاء على مكانته.
إذا التهم من اعداء الأمة لابد ان نعرفه ، ونفطن له ، فمن ثمّ يأتي دور الشاب المسلم في الالتزام بالعلماء ، والالتجاء إليهم، لأن هؤلاء العلماء ماهم إلا حلقة من حلقات السند المتواصل إلى- رسول الله صلى الله عليه وسلم-.
فالعلم لايتبقى من بطون الكتب ، ومن كان شيخه كتابه ، كان خطائه أكثر من صوابه- كما علمتم.
وإنما العلم يؤخذ من أفواه العلماء ، يؤخذ بكفيان الركب بين يدي العلماء ، كما قال معاذ بن جبل لما بكى قرب وفاته فقيل له ، مايبكيك؟ قال: " أبكي على ثلاث :
1. على صيام الهواجر
2. وقيام الشواصي
3. ومزاحمة العلماء بالركب.
فالعلم لايتلقى إلامن أفواه العلماء، فإن لم تستفد علمٍ من أفواههم فإنك تفسد أكثر مما تصلح، وتضل عن سواء السبيل ، من حيث تظن أنك على هدى ، وأنك على صراطٍ مستقيم.
فلزوم العلماء بإذن الله سبحانه وتعالى ، هو عصمة ، ونجاة لشباب الآمة ولجميع الأمة من الوقوع بالبدع والشركيات ومن الوقوع في الفوضى العلمية التي لايستفيد منها سوى ابليس – اعاذنا الله منه ، وسوى اعداء هذه الأمة.
ومن هنا كان العلماء يحرصون كل الحرص تلقي العلم عن علمائهم وعن مشايخهم حتى لم ضعف أو ضعفت الحاجة إلى الرحلة إلى طلب العلم ، كان بعض أهل العلم يحيي هذه السنة، ويرحل إلى العلماء في بلدانهم ، حتى يتلقى عنهم العلم ولتكون هذه السنة متوارثة في الأمة ، متتابعا عليها ، لالايهملها جيلٌ من أبناء أهل السنة والجماعة.
أيها الأخوة : أن قضية أخذ العلم عن العلماء والإهتمام بالارتباط بهم قضية إن رجعنا إلى كتب العلماء وجدناها مسلمة ، لكن الشأن كل الشأن في التطبيق والتنفيذ لمانجده .
فأنت إذا كنت تصبو أن تكون عالما من علماء الأمة ،وليفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلتعلم علما جازما أنك لن تستطيع ذلك حتى تأخذ من صغار العلم فبل كباره ، وحتى يكون تلقيك هذا العلم عن طريق هؤلاء العلماء الأمناء على ملة الله عزوجل ، على ملة الإسلام وعلى شريعة الاسلام ، وعلى سنة- رسول الله صلى الله عليه وسلم- وإن مما جعله السلف حماية لهذه القاعدة الجليلة الظاهرة في قلوبهم، أنهم تجثوا عن أخذ العلم عن الأصاغر فلم يهملوها ولم يتركوها ، بل ثبت عن - رسول الله صلى الله عليه وسلم- كما في الطبراني وغيره من حديث أمية الجمخي – رضي الله تعالى عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال :" إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الآصاغر ".
وجاء قول ابن مسعود عند عبدالبر وغيره وهو قوله " لايزال الناس في حيرٍ ماأخذوا العلم عن اكابرهم وعلماءهم ، فإذا أحذوه من صغارهم وعن شغارهم هلكوا".
وثبت أيضا عن ابن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال:" قد علمت متى يهلك الناس إذا أتى العلم ، من الصغير استعصى عليه الكبير ، وإذا أتى العلم من الكبير قبله الصغيرفحتديا".
كل هذه الآثار تدلنا على أن السلف اعتنوا بقضية التلقي عن أهل العلم فبينوا وجوبها من جهة ، وبينوا مايعكر على هذه القاعدة الجليلة التي من خلالها يصل العلم إلى الناس كما كان على عهد - رسول الله صلى الله عليه وسلم-فهذه الآثار هي من ضمن التحصيلات لأبناء الأمة حتى لا يقعوا في شرك وحبائل الشيطان .
فمن هم الآصاغر هنا ، كثير من أهل العلم أن الآصاغر هنا هم أهل البدع والأهواء – هذا صحيح-.
ومن أهل العلم كالإمام ابن قتيبة وتبعه الحطيب البغدادي في نصيحته لأهل الحديث:" أن الصغار هنا يراد بهم صغار الأسنان الذين لم يتأهلوا بالعلم ، ولم يتضلعوا به".
فإن الأخذ عن هؤلاء مذموم لآجل صغر آسنانهم وإنما لآجل قلة علمهم مع حادثة أسنانهم،فجتمع سوءان:
1. سوء صغر الإعمار وعدم التجربة والممارسة ، وعدم الفهم البعيد الواسع للمصالح والمفاسد في التعامل معها ، فجتمع قلة العلم وهي الداء العضال فمنعوا من الأخذ من هؤلاء ، لماذا؟: لأن هذا العلم أيها الأخوة ليس ماء نشربه، هذا العلم شريعة الله ، هو وحي من الله إلى – محمد صلى الله عليه وسلم-.
2. سئل الإمام مالك عن مسألة فقيل منها خف، فقال غاضبا:" وهل في دين الله –عزوجل- مسألة خفيفة، اما سمعت قول الله عزوجل " إن سنلقي عليك قولا ثقيلا" فهذه الشريعة حملها عظيم ، ومسؤوليتها كبيرة، ولهذا لم يجعل الله – عزوجل – الناس سواسية في تحملها والقيام بها ، وإنما اختص العلماء فقط " (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران : 18 )، فلم يقبل شهادة غيرهم لأنهم هم العدول ، الأمناء على حمل هذه الشريعة ، كما جاء في الحديث الحسن عنه – عليه الصلاة والسلام- { يحمل هذا العلم من كل خلافٍ عزوله، ينفونتحريف الغالين،وانتحال المبطلين،وتأويل الجاهلين".
إذاً هذا الحديث يشير الى فئتين من الناس:
1. فئة قبلت هذا العلم وتلاقته عن طريق صحيح سليم، فهم ينفعون الأمة ، ويثمرون فيها الخير.
2. وقوم أخرون أخذوا هذا العلم من غير مآخذه أخذوه من غير حق، فأصبحوا يتخبطون فيه، ويضلون الآمة، يحرفون ،ويغلون، ويجهلون، فهؤلاء العلماء والأمناء هم الذبون كيد هؤلاء وهم الذين يبطلون.
إذن العلم ثقيل المحمل ،كما جاء في بعض مقامات بديع سنان قال :" حدثنا عيسى بن هشام قال كنت في بعض مطارح الغربة مجتازا فسمعت رجل يقول للأخر:" لما تركت العلم؟ قال : طلبته فوجدته بعيد المرام، لايصاد بالسهام ، ولايورث عن الآباء والأعمام، ولايرى في المنام، توسد إليه بفتراش الحجر ، واستناد المدر، وركوب الخطر، واتمام الفكر،فوجده شيئا لايصلح إلا الغرّ،لايغرس إلا بالنبت،أرايت من اشغل نهاره بالجمع وليله بالجماع ،هل يخرج من ذلك فقيه،كلاوالله إن العلم لايحصل إلامن اعترت الدفاتر،وحمل المحابر،وقطع القطار ،وواصل بطلب الليل والنهار".
ابي عبدالله –احمد بن حنبل إمام أهل السنة ابيضت لحيته شيبا والقلم في يده، والنعل في يده يعدو حتى يحصل مجلسا قيل له: أياعبدالله إلى متى؟ قال :" من المحبرة إلى المقبرة".
هؤلاء هم علماء الأمة أعطوا العلم كله فأعطاهم العلم بعضه ،ولهذا كان الامام احمد يدعو كثيرا للإمام الشافعي فقال الامام احمد : يأبي أي رجل الشافعي فإني سمعتك تكثر الدعاء له ، قال : يابني أنه كالشمس في الدنيا ، وكالعافية للناس، أفاهذا خلق ؟ أو من هذين عظِم؟
فهؤلاء العلماء الصادقون ،هم العلماء الذين تلقوا العلم من طريق صحيح ، حرصوا على الوصول إلى مسائل الإحماع ومعرفتها، حرصوا في مسائل الخلاف على الوقوف على حقيقة على ماأراده الله عزوجل ،ومايريده الله تبارك وتعالى في حكم هذه المسألة ،اجتنبوا شواذ العلماء نومخالفتهم ولم يعتمدوا عليها ،ولم ينظروا فيها ،هؤلاء هم العلماء الذين يحيي الله –عزوجل- بهم هذه الآمة ، أما مانشاهده من بعض من ينتسب إلى طلب العلم وهم سنة ومن أهل الحق والمنة ،وهو أنهم يأخذون العلم كأنه تفكه , أو يأخذون العلم في المسائل الكبار قبل الصغار فهؤلاء قد باعد الصواب ولم يوافقوا في السير السليم لتلقي العلم ولهذا تنقطع بهم الركام في خلال الطريق فيتلاشون ويذهبون ، ولايصح إلا الصحيح { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17 ).
فيأخي الشاب،إن أمة – محمد (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء : 83 )-.بهذا الزمن بحاجة ماسة إليك ولأمثالك ، والآمر عظيم ،والخطب جليل،والحاجة ملحة،ولابد أن تصنع من شبابنا من ان يكون أهلا بحمل العلم كما حمله السلف – رضي الله عنهم- وإلا فإن الأمة سيفشو فيها الجهل وإذا فشا فيها الجهل ،فإن الظلام مخيم،وأن البلاء عميق،ولهذا قال – محمد صلى الله عليه وسلم-." عندما يذهب العلماء فيتخذ الناس رؤساء جهلاء فيفتون بغير علم ،فيضلون ويضلون".
الشرك أعظم أما القول على الله بغير علم ،إن الله هزوجل رتب المنكرات،وبدأ بالأسهل وانتهى بالأكبر {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف : 33 ).
لماذا جعل القول على الله –عزوجل- بغير علم في هذه الآية فوق الشرك بالله –عزوجل- شؤما وقبحا" لآن القول على الله عزوجل بغير علم" هو الجهل الذي عن طريقه يفشى الشرك بالأمة،وتنتشر البدع،ويغير دين الله سبحانه وتعالى.
فياأيها الأخوة نحن بحمدالله –عزوجل – أنعم علينا في هذه البلد بوجود علماء ثبتت عند التهم،واشتهرت نزاهتهم،وظهر صدقهم ،فالحرص على تلقي العلم ،عنهم هو سبيل على الحفاظ على هذه الشبيبة.
وهو الطريق الوحيد لإيصالهم لبر الأمان حتى تقر لهم أعين الأمة، ويقر هم بأنفسهم عينا لما يرون من أنفسهم من حفظ أوامر الله ، وأومر رسوله- صلى الله عليه وسلم- بتبليغ شرع الله –عزوجل- إلى الناس عامة ، فالحرص عليهم أمر مطلوب ومتعين على الشبيبة.
أما اذا كانوا يلقح بعذهم بعضا ،ويبلي بعضهم على بعض فإن هنا هو بداية الخلل بالأمة ن ولهذا كان الخوارج أول ماظنوا ان ابتعدوا عن علماء الأمة ،ولم يثقوا بهم، فالخارجي لم يثق برسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقال اعدل يامحمد.
والخوارج نشأوا في عهد عمر وانتقصوا على عمر بن العاص على ولايته على مصر، أمورا كثيره، وقالوا أنه لم يحكم بغير مابكتاب الله-عزوجل- فجاءوا الى عمر فأدبهم وانقمعوا.
ثم جاء عثمان –رضي الله عنه- فابتعدوا عنه،وابتعدوا عن كثير من الصحابة الى ان جاء علي- رضي الله عن- فانصرفوا عنه ولم يقبلوا منه وظنوا أنهم على هدى وعلى خير واكن منهم ماكان، من تمزيق الأمة ومن طعنها في مقتٍ ،ومن إيراد الأفكار المنحرفة الشاذة ،والتفكير بطريقةٍ لايرضاها الله-عزوجل- ولا يرضاها رسول- صلى الله عليه وسلم-جاءوا بالتعامل مع نصوص الكتاب والسنة على غير ماكان عليه السلف- رضي الله عنهم وأرضاهم- .
فإذا كل مأبعدت الأمة عن العلماء كلما كانوا أقرب الى إصابة مقاتلهم.
ولاأقول أن العلماء معصومون ،فإن ذلك لايقوله أحد فقد نص الشاطبي على أننا حينما نقول أن أخذ الفتوى عن العلماء ولو لم يذكروا دليلا ليس لآجل تعظيم ذواتهم وإنما لأجل أنهم انتصبوا لحفظ هذه الشريعة ،وقاموا عليها،فتعظيم أقوالهم هي من أجل ماأعطته الشريعة عليهم من فضل ،ومن أمر ٍبطاعتهم ، ومن أمر للرجوع إليهم كما في قول الله سبحانه وتعالى:{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء : 83 ).
وأولي الأمر في هذه الآية هم العلماء لأنهم هم أهل الاستدلال ،هم أهل النظر، في سنة رسول –صلى الله عليه وسلم- ،فهم قد بذلوا جهدهم ،ماذا يعني بذل الجهد، الرسول - صلى الله عليه وسلم يقول:"اذا اجتهد العالم فأصاب فله أجران ،وإن أخطأ فله أجر" ،فالرسول صلى الله عليه وسلملم يغفل الإشارة بل التصريح لأمر الإجتهاد فإذن ماهو هذا الإجتهاد { هو بذل الواسع في معرفة كلام الله ،وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم،ذلك أصاب منهم فأخذ الأجرين، وأما من أخطاء منهم أخذ أجرا واحدا، لماذا؟ لأنه قام بعبادة جليلة لايقوم بها إلا العلماء وأهل الجهد في معرفة نصوص الكتاب والسنة.
وبذل الجهد هذا هل يحتاج سنة أو سنتين أو عشرين بذل الجهد قد يضني الانسان عمره كله في التعلم والدراسة ، ولهذا جاء عن عمر –رضي الله عنه- أنه خدم البقرة بثمانية سنوات،روى عنه مالك وقد ذكر ذلك القرطبي في تفسيره { أنه جلس في سورة البقرة ثمان سنوات وهويقرأها } .
اذن بذل الجهد الذي يخولك أن تتكلم في شريعة الله- عزوجل- ليس ماءً تشربه ،وليس أكلةً تأكلها ،فإنما هو استفراغ بما في نفسك من طاقة حتى تتوصل الى معرفة شرع الله سبحانه وتعالى.
ولهذا العلماء يبدأون بقضية مهمه وهي التفقه ماليس أهلٌ للتفقه وأن هؤلاء داءهم على الأمة اكثر من داءِ غيرهم ،فقال الإمام مكحول مارواه عنه عبدالبر:{ تفقه الرعاع فساد الدين، وتفقه السفلة فساد الدنيا} أو كما قال –رحمه الله تعالى.
فالعلماء من قديم يقصرون على أن من يتولى العلم لابد أن يكون على أهل وأهليةن ولابد أن يكون له قدرة ، ولابد أن يكون له صبر، وخاطرة ، ومثابرة، ابن عباس يأتي عند بيت زيد بن ثابت واستلقى وتأتي الريح على برده ،فيخرج زيد ويسأله ابن عباس عن حديث ويقول :ياابن رسول الله هل جلست في بيتك حتىآتيك ! فيقول : لاإن هكذا أمرنا نصنع بالعلماء .
قال بعض أهل العلم أُمروا ان العلماء لازومهم ،والصبر على ماينال طالب العلم من أذى حتى يتوصل الى حكم مسالة أو معرفة حديث ، أو تفسير آية من كلام الله –عزوجل.
فالمسألة بذل جهد وليست مسألة مشتركة للجميع فكل من أراد أن يتكلم عن قضايا الشرع يتكلم ، وهذا الذي يريده كثير من الضالين من ينتسبون الى العلمانيين ونحوهم من المذاهب الكفرية الضالة.
يريدون أن يكون العلم مشاعا مشتركا يكتب الصحفي فيه ، والطبيب ، والمهندس ، سبحان الله الطب أُلف فيه كتب كثيره بحيث ان كثير من الناس يستطيع ان يقرأها وان يعرف ماذا يدور فيها لكن هل قرأ أحد من الأيام أن يراجع كتاب "بوك" أو غيره المشتهرة بالطب وتشخيص المرض وتعطيك العلاج ، فيأخذ منها ويذهب ويشتري من الصيدلية ، ويأخذ العلاج ، كل يذهب الى الأطباء ويتناولون الناس فمنهم من يذهب الى استشاريين حتى يتأكد، فإن كان هذا في طب الابدان فكيف بطب الأرواح ن وكيف هو طب القلوب وهو الشريعة ، أن الشريعة الاسلامية ليست فيها نصرنية "رجال كهانوت" أو نحو ذلك ،ولككن فيها علماء عن طريقهم يتلقى العلم.
ويأخذ منهم العلم ،لماذا ؟ : لأنهم هم أهله ،والقائمون عليه الذين بذلوا الوسع في سبيل الله ، لتحصيله منهم ، يعرفون مدلولال الألفاظ ، ويعرفون الناسخ والمنسوخ، ومن المقيد والمطلق، والمجمل من المبين، والعام من الخاص، ويتعاملون مع نصوص الشرع الصحيح الذي كان عليه الصحابة – رضي الله عنهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين









رَحِمَ الإلَهُ عُبَيْدَهُ فــي قبرِهِ
رَحَماتُهُ بالبِرِّ في إحسانِهِ

هذا (السلامُ) مُسَلِّمٌ في عَفْوِهِ
)عبدَ السلامِ) ومُكْرِمٌ بِجِنَانِهِ

هو (بَرْجَسٌ) في ذي السماءِ بعلمِهِ
قد مَدَّ نورًا زاد عن أوطانِهِ

عِلْمٌ ونَهْجُ رسولِنَا في سُنّةٍ
وبفهمِ أسلافٍ عُلا بُنيانِهِ

أخلاقُهُ آدابُهُ وفضائلٌ
عَزَّ النظيرُ نظيرُهُ عن شانِهِ

ولسانُهُ عذْبُ الكلامِ وسَلْسَلٌ
وكأنَّهُ منه صَدى ألحانِهِ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-29-2009, 10:47 AM
محمود بن محمد حمدان محمود بن محمد حمدان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: (المغازي)_غــزَّة _فلسطين .
المشاركات: 612
افتراضي

جزاك الله أخـــي (عائد) خير الجزاء .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.