أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
40727 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-17-2009, 07:54 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي [ تفريغ ] يوم عاشوراء: فضائله وأحكامه - علي بن حسن الحلبي

بسم الله الرحمن الرحيم

«يَومُ عَاشُورَاءَ»
فَضَائِلُهُ وَأَحْكَامُهُ

(محاضرة مفرغة)

لفضيلةِ الشَّيخِ
عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ
-حَفِظَهُ اللهُ-


تفريغ أختكن/ أم زيد




إنَّ الحمْدَ للهِ، نَحمدُهُ، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِي له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ:

فإنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ، وبعدُ:
فقد صحَّ عن النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنه قال: "إنَّ لِرَبِّكُمْ في أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحاتٍ؛ ألاَ فتعرَّضوا لَها، وسَلُوا اللهَ أن يَستُرَ عَوراتِكم، وأن يُؤمِنَ رَوعاتِكم".


وهذه النفحاتُ الرَّبانيَّة تُصيب مَن يتعرَّض لها بالخير والبِرِّ والسنة، وما ذاك إلا بسبب فضائل أودعها الله -تبارك وتعالى- بها وفيها؛ فالله عز وجل- بما يشاء مِن فضله ومِنَّته يختص -مِن الأزمنة- أزمنةً يُودِعها فضلًا وقَدْرًا؛ مِن ذلك: شهر رمضان. . مِن ذلك: أيام الحجِّ. . من ذلك: يوم عرفة. . وفي أيام رمضان: ليلة القَدر. . ومِن ذلك: يوم عاشوراء. . وهكذا.


وإذا يشاء الله -عز وجل-بمنِّه وفضله-؛ فإنه يُودِع الأمكنة فضلًا -أيضًا-: كما في المساجد الثلاثة -التي لا يُشد الرِّحال إلا إليها-، وكما في مسجد قباء، وغير ذلك -مما ثبت فضلُه بالدليل الصريح، والنص الصحيح.


وإذا يشاء الله -عز وجل- جعل هذا الفضل في بعض خلقه -من بني آدم-: كما اختص الأنبياءَ بالنُّبوة -اصطفاءً واختيارًا-، وكما امتنَّ على بعض الصحابة بالصِّدِّيقيَّة والشـرفِ والفضل؛ كأبي بكر الصِّديق، وعُمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم ممن ثبت النصُّ فيهم فضلاً بالخصوص، أو بالعُموم، وسائر الصحابة بالعموم بنصِّ كتاب الله -رضي الله عنهم ورضُوا عنه-.


وفي هذه الأمسية المباركة: سيكون لنا كلامٌ حول (يوم عاشوراء)، وسنذكر بعضَ ما يتعلَّق به؛ سواء من الاشتقاق اللغوي، أو مِن المعنى، أو من الأحكام، أو التاريخ، أو المُحْدَثات؛ كل ذلك تعريفًا لأهل السُّنة بالسُّنة، وأن أهل السُّنة هم أهلُها الحريصُون عليها، الدَّاعُون إليها، وأنَّ أهل البدع والأهواء مهما حاولوا، ومهما جَهدوا وزعَموا؛ فإن تعلُّقهم بما قد يُظَن أنه مِن الخير؛ فإنه لن يكونَ خيرًا، ولئن أمسَكوا بشـيءٍ مِن الخير؛ فإنما يُلوِّثُونه بِبدعِهم وضلالاتِهم وانحرافاتِهم وتزيُّدِهم الباطل الذي ما أنزل اللهُ -تعالى- به مِن سلطان.


فـ (عاشوراء): مأخوذ مِن (العَشْـر)، ووزنُه الصَّـرفي: (فاعُولاء)، وله أمثلة؛ كما يقال -أيضًا-: (تاسوعاء)؛ أي: يوم التاسع، وهو بإضافة ألِف التأنيث يُصبح ممنوعًا من الصَّرف؛ فلا يُصـرف (عاشوراء)، أو (تاسوعاء)، وما جاء على هذا الوزن.
وأيضًا: يُقال: (عَشُوراء) بدون ألِف، يُقال: (عشوراء)، ويقال: (عَشوراء)، ويقال: (عاشور) -أيضًا- هذا كلُّه نطقت به العرب، وإن كان أشهر ذلك -كلِّه- بين الناس هو: (عاشوراء).


و(عاشوراء): هو -على أرجح الأقوال- (يوم العاشر)، وإن وردَ عن ابنِ سِيرين قوله: " كانوا لا يختلفون أنه العاشِر، إلا ما رُوي عن ابنِ عبَّاس "؛ ولكن هذا الذي رُوي عن ابن عباسٍ -على الرَّاجح- له توجيهات ذكرها الإمام ابن القيم، ومِن قبلِه الإمام البيهقي، والصواب: أن ابن عباس كغيره من الصحابة؛ ففي "سُنن الترمذي": عن ابن عباس أنه قال: "كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يصومُ عاشوراء؛ وهو اليومُ العاشر". فما ورد مِن ذِكر غير ذلك؛ فيُحمل على ما نُقل عنه -رضي الله عنه- مِن الحضِّ على التاسع، والحضِّ على الحادي عشر؛ مخالفةً لليَهود، وهذا الحضُّ مِن باب الفضلِ، وليس مِن باب الواجب، -كما سيأتينا من كلام الإمام ابن القيم-رحمه الله-.


وأيضًا مما يُذكر في هذا المقام: أن عاشوراء: هو العاشِر من شهر المحرَّم، ونقول: (المحرَّم)، ولا نقول: (محرَّم)، وقد نبَّه علماء اللُّغة: أنه لا يوجَد شهرٌ من الشهور العربية أُضيف إليه الألِف واللام إلا شهر الله المحرَّم؛ وبالتالي: فإن مِن الخطأ أن يُقال: (شهر محرَّم)؛ وإنما هو (شهر الله المحرَّم).


والله -عز وجل- يقول في كتابه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36]، وهذه الأربعة وردت في السُّنَّة؛ ففي "صحيح البخاري" و"مسلم": عن أبي بَكْرَة -رضي الله عنه-.. [و"أبو بكرة": صحابي جليل، اسمُه: نُفَيع بن الحارث، حاول بعضُ أهل البدع -قديمًا- أن يطعنوا به، وأن يغمزوا في رواياتِه -في "صحيح البخاري"، وغيره-؛ بل أن يَغمزوا في عدالتِه -هو-رضي الله عنه-، وللأسف أن بعض المنتسِبين للسُّنة -في العصر الحديث- نزع إلى قولهم، وذهب إلى كلامِهم؛ فأتى بسُوءٍ مِن القول! لم يسكت عنه أهل العلم، وتصدَّوا له، وكشَفوا هواءَ وهَراء كلامِه.


ففي "الصحيحين": عن أبي بَكرة -رضي الله عنه- قال: خطَبَنا النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يوم النَّحر؛ فقال: "إنَّ الزَّمانَ قَد اسْتَدارَ كَهَيْئَتِه يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ؛ السَّنَة: اثنا عَشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم: ثلاثٌ مُتوالِيات: (ذُو القعدَة)، و(ذو الحجَّة)، و(المحرَّم)، و(رجَب مُضَر) الذي بين جُمادَى وشَعبان".


و(رَجب مُضَر): لُقِّب أو أضيف إلى مُضَر؛ فقيل: (رجب مُضر)؛ لأن قبيلة (مُضَر) -من قبائل العرب- كانت تعظِّم هذا الشهر أكثر من غيرها مِن قبائل العرب؛ فأضيف إليها.


وكذلك -أيضًا- كان يُقال -في هذه الأشهر الأربعة-: (ثلاثة سَرْد، وواحِدٌ فَرْد). (الثلاثة السَّرْد)؛ ما هي؟ ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرَّم. و(واحد فَرْد)؛ وهو؟ رجب؛ لذلك -أيضًا- يقولون في كتب اللغة: (رجب الفَرْد)، يقولون: (في الثاني عشر مِن شهر رجب الفَرْد) -مثلًا-.. وهكذا.


والنبي -عليه الصلاة والسلام- سمَّى هذا الشهر بـ (شهر الله المحرَّم)، وإنما أضافَهُ إلى الله (شهر الله) إضافة تشريف، وإضافة التَّشريف معروفة في نُصوص الشَّرع؛ كما نقول: بيت الله، وناقة الله . . وهكذا، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "أفضلُ الصِّيامِ بَعْدَ رَمضَانَ: شَهرُ اللهِ المحرَّم" كما في "صحيح الإمام مسلم".


وللحافظ ابن رجب -رحمه الله- كلمة في هذا المعنى، يقول فيها -في كتابه: " لطائف المعارِف "-، يقول: " قد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله: أنه إشارة إلى أن تحريمَه إلى الله -عز وجل-" يعني: أن الله هو الذي حرَّمه، "ليس لأحد تبديلُه، كما كانت الجاهلية يُحلِّونه ويحرِّمون مكانه صفرًا" {يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} [التوبة: 37]، "فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرَّمه الله" (المحرَّم): أي مِن عند الله، "فليس لأحد مِن الخلْق تبديل ذلك وتغييرُه "، نعم.


ومِن أجل هذا: جاء في فضل (المحرَّم) نصوص متعددة، وفي فضل (عاشوراء) -على وجه الخصوص- نصوص أخرى.


أما سبب تعظيم العَرب له: ففي الحقيقة؛ أنه ذكر الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري" أوجهًا عدة، ولكن؛ لا دليل قاطعٌ في إثبات وجهٍ -من هذه الوجوه-؛ إلا أن يكون ذلك مِن بقايا إِرث الأنبياءِ في أن يكون هذا مما حرَّمه الله عليهم.


وكما ذكرنا في الحديث: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "أفضلُ الصِّيامِ بَعْدَ رَمضَانَ: شَهرُ اللهِ المحرَّم، وأفْضَلُ الصَّلاةِ بَعدَ الْفَريضَةِ: قِيامُ اللَّيْلِ".





يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
تفريغات أم زيد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.