أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38156 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2009, 05:05 AM
أبو مصعب السلفي المغربي أبو مصعب السلفي المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 463
افتراضي حكم العمل السياسي - الشيخ أبي جابر عبد الحليم توميات الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم
المجيب : الشيخ عبد الحليم توميات إمام مسجد عمر بن الخطاب /الجزائر العاصمة
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وعلى كلّ من على نهجه صلى الله عليه وسلّم سار واقتفى؛ أمّا بعد:
مشايخنا الكرام جزاكم الله خير الجزاء، ورفعكم مقام الصدّيقين والشّهداء، والصّالحين والأتقياء، فكم نحن بحاجة إلى أمثالكم، خاصّة في هذا الزّمان فللّه درّكم وعلى الله أجركم.
سؤالي: ما هو حكم مزاولة العمل السياسيّ، إذا خلا من المحاذير الشّرعية كالحزبية وما كان على شاكلتها، ألا يعدّ هذا من الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ، خاصّة ونحن نرى أنّ الذين يرفعون راية الدّعوة الإسلامية في بلدنا، قد حرّفوا وبدّلوا وغيّروا. [أبو حفصة ]
الجواب: الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
مزاولة العمل السياسيّ وفق الشّروط الّتي ذكرتها هو مجرّد احتمال ووهمٍ يتوهّمه المرء في بداية أمره، ثمّ سرعان ما يشرع في التخلّي عنها شيئا فشيئا، وخير دليل على ذلك من ذكرتهم بأنّهم قد بدّلوا وغيّروا !! ولقد كانوا يقسمون بالله من قبل إن أرادوا إلاّ الحُسنَى..
إنّ العمل السّياسي لا يعدّ من أبواب الدّعوة إلى الله تعالى إلاّ في إطار ضيّق، وهو يخصّ من غرق في ذلك العمل ثمّ أراد أن يسخّر ما تحت يده لخدمة الدّعوة فلا بأس بذلك.
أمّا أن يجعل العمل السّياسي في حدّ ذاته من أبواب الدّعوة فلا، وذلك من وجوه:
* الأوّل:أنّ العمل السّياسي فيه اهتمام بالقمّة قبل الاهتمام بالقاعدة، والقاعدة هي المجتمع الّذي لا بدّ أن ينزع من بيته وقلبه أصناما عشّشت مدّة بهما، مثل حبّ الدّنيا، والاهتمام بالشّهوات، وارتكاب المحرّمات، والقاعدة العمليّة أنّ: ( ما ذهب بالدّعوة لا يعود إلاّ بالدّعوة ) فما ذهب بالغزو الفكريّ لا يعود إلاّ بتصفية هذا الفكر ممّا علق منه.جاء في سيرة ابن إسحاق بسند صحيح أنّه يوم قال عُتبة بن ربيعة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا ابن أخي ! اسمع منّي أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضها، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قل يا أبا الوليد أسمع.
قال: يا ابن أخي ! إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سوّدناك علينا حتّى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملّكناك علينا، وإن كان هذا الذّي يأتيك رِئيا تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك طلبنا لك الطبّ، وبذلنا فيه أموالنا حتّى نُبرئك منه ".
فلمّا فرغ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( لقد فرغت يا أبا الوليد ؟ )) قال: نعم. قال: فاسمع منّي. قال عُتبة: افعل.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} الآيات إلى قوله تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)} [فصّلت].
فأمسك عتبة على فيه- يعني على في النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- وناشده بالرّحم أن يكفّ، ورجع إلى أهله.
فمن هذه الحادثة نرى دعوة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عليها شعار عظيم، يبيّن من خلاله حقيقة الدّعوة إلى الله، فكان بإمكانه أن يتنازل لمصلحة الدّعوة المزعومة، وليرفع نوعا من البلاء عن إخوانه، ويدخل في نادي المنكر، ومع الأيّام يصل بهم إلى المقصود والهدف المنشود .. وليس من السّهل أن ينقاد له بهذه المفاوضات: أبو جهل، وعقبة بن أبي معيط، وعتبة بن ربيعة وغيرهم ..
إنّه يعلّمنا أنّ التّغيير يكون من القاعدة، والدّعوة، وقد ترجم ذلك عمليّا، فإنّه أرسل مصعباً رضي الله عنه إلى المدينة يعلّم النّاس الخير، وتعاليم الإسلام، ومقامات الإيمان، حتّى إذا أسلم جلّ من في المدينة وتحوّل المجتمع جاء الحاكم المسلم.

* الثّاني: أنّ في الدّخول في العمل السّياسي تحاكما إلى غير شريعة الله، فمجرّد جلوس السّياسيّين على مائدة مناقشة أحكام الشّريعة فيه ركون إلى الظّالمين، ونحن –وإن كناّ لا نكفّر الحكومات- فإنّنا لا نجيز التّحاكم إلى غير الشّريعة الإسلاميّة، ولا ينبغي للمسلم أن يقع فيما أنكره الله على غيرهم، قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) } هذا هو ردّهم: والله ما أردنا إلاّ التّغيير ! نعم، أرادوا تغيير أنفسهم فتغيّرت إلى ما لا يُرضِي الله.
الثّالث: دلّ الواقع أنّ هذا الطّريق مسدود لا يؤدّي إلى حلّ كما يزعم السّياسيّون، فكم من صيحات تعالت من هنا وهناك، وكم من شعارات رفعت من هنا وهناك، ثمّ لا تحسّ منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزا !!

والكلام عن هذا الموضوع يطول ويطول جدّا، وقد تكلّم فيه كبار العلماء، فأجادوا وأفادوا، فاستمسِك بغرزهم، وتمسّك بطريقهم..
والله الموفّق لا ربّ سواه.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.