أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
4768 | 169036 |
#11
|
|||
|
|||
اقتباس:
الحمد لله، أما بالنسبة للجزئية المعينة التي ذكرت، وهي ترجيح كفة عدم الصيام، فالأولى أن نجمع بين الحديثين في هذه الحالة، وقد أمكن الجمع هنا على ما بيناه فوجب المصير إليه، ومن القواعد المقررة والمتفق عليها عند علماء الأصول أن الجمع أولى من الترجيح -على تفصيل في ذلك- اقتباس:
نعم ليس بالضرورة، أنا لم أخالفك في هذا، ولذلك كان جوابي صريحا، قد تعلم وقد لا تعلم، ويبقى كل ذلك مُحتملا، ولو دخلنا باب الإحتمالات لما خرجنا منه، وأنت كذلك لن تستطيع أن تجزم بالفطر مطلقا استدلالا بحديث عائشة وتدفع الإحتمال المعتبر عنه، في وجود الحديث المُعارض، فيبقى التعارض قائما، ولهذا فإن العمل بالترجيح والإعراض عن الجمع مع تيسُّره، خطأ واضح، قال الحافظ ابن حجر في الفتح نقلا عن القرطبي:
__________________
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] |
#12
|
|||
|
|||
أخي أبا سلمى - سلمَّك اللهُ - إن جعلك حديثَ عائشةَ مثبتا وحديث حفصة نافيا لأمرٌ عجيب حقا وتكلف ظاهر ، ولا أَدَلَّ على أنَّ حديث عائشة هو النافي من حرف النفي ( ما ) في حديثهاوالذي قد خلا منه حديثُ حفصةَ فهل بعد هذا يُقال ما قلتَ ولا أظنُّ عالما فهم من الحديثين مثل ما فهمت فأعد نظرا وفقك الله.
|
#13
|
|||
|
|||
اقتباس:
أخي ناصر -نصرك الله بالحق-
إنما يكون العجب من تعجبك فَـ حديث عائشة -رضي الله عنها- فيه إثبات للفطر والآخر فيه نفي للفطر ولا يجب عليّ أن أجد عالما يصرح بذلك لأنه الواقع ولأنّي لست مقلِّدًا لهذه الدرجة
__________________
https://www.facebook.com/abbsalma |
#14
|
|||
|
|||
التّأسيس أولى من التّأكيد.
اقتباس:
وإن كنت لا أريد الخوض في الترجيح، لأن الأمر عندي أبسط من ذلك، لإمكانية الجمع بين الحديثين، كما سبق تقريره، وكفى الله المؤمنين القتال.
ومع ذلك أحببت التعقيب على قول أبي سلمى فأقول: بالنسبة للنفي، إذا كان ما يُقابل الفعل، نقيضا له، كفعل "تكلم" الذي نقيضه "سكت"، أو مات" الذي نقيضه "حَيِيَ"، فنَفيُ الفعلِ في هذه الحالة إثبات لنقيضه، وإثباته نفي لهذا الأخير، فإذا قلت مثلا، فلان لم يمت، هذا يستلزم أنه حي، وإذا قلت فلان حي، معنى ذلك أنه لم يمت، فنفي الموت يستلزم إثبات الحياة والعكس، إذ لا يمكن انعدام النقيضين معا لِلُزوم وجود أحدهما دون الأخر. أما في حالة الضد فلا يلزم من نفي الفعل إثبات ضده، كما هو الحال في "القيام" و "القعود" لاحتمال انعدامهما معا ووجود حالة أخرى وهي "على جَنب" كما في حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي رواه البخاري وغيره: "صَلِّ قائمًا ، فإن لم تستَطِع فقاعدًا ، فإن لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ " ومن المعلوم أن الصوم والفطر من المتناقضات، لأن العبد إما أن يكون صائما أو مفطرا، فهما حالتان لا ثالث لهما، وعليه فإن: إثبات الصيام = نفي للفطر [قول حفصة] .......(1) ونفي الصيام = إثبات للفطر[قول عائشة]........(2) من خلال (1) و (2) نجد: إثبات عائشة للفطر –بمفهوم نفيِها للصوم-، و نفي حفصة له، وهو نفسه إثبات حفصة للصوم الذي نفته عائشة ، ولذلك احتج أبو سلمى بنفس قاعدة تقديم المثبِت على النّافي، ورغم هذا نقول لأخينا الفاضل، أن هذه القاعدة لا تخدمك حتى في هذه الحالة، كما سيأتي بيانه، وسؤالنا له: لمذا اعتمدت إثباتَ عائشة للفطر، وأهملت إثبات حفصة للصّوم؟ أليس هذا ترجيح من غير مرجِّح؟ ثم إن الأصل في مسألتنا هذه هو الإفطار، لأن الأصل في العبد و كما هو معلوم أن يكون مفطرا لا صائما. فعائشة أثبتت الإفطار وهو النّافي للصوم المُبقي للأصل على حاله [إثبات الأصل] لعدم علمها بالصّوم العارض للفطر، وهذا تحصيل حاصل، فغاية إثباتها تأكيد الأصل، أما حفصة فقد أثبتت الصوم وهو الأمر الطارىء على الإفطار، العارض له، والذي لم يكن ثابتا من قبل، لعلمها بذلك، وهذا الإثبات يفيد التأسيس، والتّأسيس أولى من التّأكيد، لأن حمل الكلام على الإفادة خير من حمله على الإعادة. ويبقى السؤال مطروحا، لمذا عملت بالترجيح وتركت الجمع، مع أنه ممكن ومٌيسَّر؟ فالأولى أن تمتثل قول الأصوليين: الجمع -إن أمكن- أولى من الترجيح، فخذ به ودع عنك الترجيح، لتُريح وتستريح، فالجمع هنا فيه يُسر، والترجيح فيه عسر، وإنما بُعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين. والله تعالى أعلم.
__________________
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] |
#15
|
|||
|
|||
بل هو (نفي) أخي بارك الله فيك، فالنفي دائما هو إثبات للضد، ولكنه يبقى نفيا. |
#16
|
|||
|
|||
اقتباس:
أهلا وسهلا أخي أبا يزن "تقبل الله منّا ومنكم"
متفق معك تمامًا في هذه البديهية النفي هو إثبات الضد = فنفي الصيام هو إثباتٌ للإفطار ، وإثبات الصيام هو نفيٌ للإفطار.
__________________
https://www.facebook.com/abbsalma |
#17
|
|||
|
|||
اقتباس:
كنت قد كتبت مشاركة حول ما تفضل به أخونا الفاضل أبو سلمى في قوله: اقتباس:
من المعلوم أن الصوم والفطر نقيضان وليس متضادين، لأنه لا يمكن انعدامهما أو اجتماعهما في آن واحد، لِلُزوم وجود أحدهما دون الأخر، لأن العبد إما أن يكون صائما أو مفطرا، فهما حالتان لا ثالث لهما، ومثله في الحركة والسكون،والعدم والوجود...،فنفي الفعل في هذه الحالة، إثبات لنقيضه، أما في حالة الضد فلا يلزم من نفي الفعل إثبات ضده، كما هو الحال في "القيام" و "القعود" لاحتمال انعدامهما معا ووجود حالة أخرى وهي "على جَنب" مثلا، وعليه: فإثبات عائشة للفطر –بمفهوم نفيِها للصوم-، الذي نفته حفصة، هو نفسه إثبات حفصة للصوم الذي نفته عائشة ، ولذلك احتج أبو سلمى بنفس قاعدة تقديم المثبِت على النّافي، بمفهوم أن نفي الفعل هو إثبات لما يقالبه إن كان نقيضا له، ورغم هذا لا يترجّح ما ذهب إليه، كما سيأتي بيانه -إن شاء الله-، وسؤالنا له: لماذا اعتمدت إثباتَ عائشة للفطر، وأهملت إثبات حفصة للصّوم؟ وكلاهما إثبات –بمفهوم نفيِه النقيض-، أليس هذا ترجيح من غير مرجِّح؟ ثم إن الأصل في مسألتنا هذه هو الإفطار، لأن الأصل في الإنسان -كما هو معلوم- أن يكون مفطرا لا صائما. فعائشة -رضي الله عنها- أثبتت الإفطار وهو النّافي للصوم، المُبقي للأصل على حاله [إثبات الأصل]، وهذا تحصيل حاصل، فغاية إثباتها تأكيد الأصل، أما حفصة فقد أثبتت الصوم، وهو الأمر الطارىء على الإفطار، العارض له، والذي لم يكن ثابتا من قبل، لعلمها به، وهذا الإثبات يفيد التأسيس، والتّأسيس أولى من التّأكيد، لأن حمل الكلام على الإفادة خير من حمله على الإعادة. ثم إني أدندن دائما وأبدا حول الجمع، وأقول لماذا عملت بالترجيح وتركت الجمع، مع أن الجمع مُمكن ومٌيسَّر، وخالفت اتفاق أهل الأصول على أن الجمع أولى من الترجيح ؟ والله أعلم.
__________________
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] |
#18
|
|||
|
|||
اقتباس:
أخي -الفاضل- أبا سلمى وفقك الله، أنتظر منك تعقيبا على مشاركتي الأخيرة، والإجابة على أسئلتي، لعلنا نستفيد منك. 1- لماذا اعتمدت إثباتَ عائشة للفطر، وأهملت إثبات حفصة للصّوم؟ وكلاهما إثبات –بمفهوم نفيِ النّقيض-، أليس هذا ترجيح من غير مرجِّح؟ 2- لماذا أخذت بالترجيح وتركت الجمع، مع أن الجمع مُمكن ومٌيسَّر، وخالفت اتفاق أهل الأصول على أن الجمع أولى من الترجيح ؟
__________________
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] |
#19
|
|||
|
|||
اقتباس:
وسأبدأ بالإجابة على سؤالك الثاني قبل الأول
__________________
https://www.facebook.com/abbsalma |
#20
|
|||
|
|||
اقتباس:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الإجابة، لكن ما تفضلت به ليس فيه أدنى جواب على سؤالي لو تأملته، بل عدت بنا إلى حيث انطلقنا. اقتباس:
هل تظن أن من روت الصوم من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلّم- أخبرتنا بذلك لمجرد أنها لم تره يأكل، هذا الكلام لايقوله عاقل، و لا شك أنك تتفق معي أن إخبارها بهذا الصوم هو من باب بيان سنّته -صلى الله عليه وسلّم- للناس، لتقتدي به أمته في ذلك، فهل تظنها تخبرنا بهذه السنة من دون علم، وهي أفقه وأعلم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- "من كذب علي متعمدا..." حاشاها أن تفعل رضي الله عنها.
__________________
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] |
|
|