أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
42896 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-25-2009, 10:28 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي {يُقلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارْ إنَّ في ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارْ}

{يُقلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارْ إنَّ في ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارْ}.

في وداع عام هجري مضى واستقبال عام هجري جديد - 2.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

قال الله – تعالى - : {وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ ۞ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ۞ يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ۞ وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور 42 - 45].

إنَّ هذه الأيام والليالي هي بالنسبة لنا الحياة، هي أغلى ما يملكه الإنسان بعد الإيمان، إنها موْرد محدود يمضي بنا سريعا، فإذا ذهب لا يمكن تعويضه، إنها أنفاس معدودة، ومراحل نقطعها في سفرنا، تنتهي بنا إلى الدار الآخرة، وكل يوم يمر بنا يبعدنا من دار الدنيا، ويُقربنا من دار القرار .

إنَّ حركة التاريخ، وسِيَر الحضارات والأقوام السابقين تؤكد أن مقياس تقدم الأمم، وازدهار حضارتها ونهضتها، إنما هو في حسن استغلالها لوقتها فيما ينفعها في الدنيا والآخرة.
أي : وقت أفرادِها، وحسن إدارتهم له -.

وإن من المهام العظام ما يمكن إنجازها بيسر وسهولة، حين يستغل الإنسان وقته بحكمة وكفاءة، ويعلم أهميَّة إدراك اللحظة المناسبة، واغتنامها قبل فوات الأوان، وكلَّما أحسن استغلال وقته زاد ذلك من قيمته.

ونحن أشد حاجة إلى ذلك في زمن يتقارب فيه الزمان، ويتسارع الليل والنهار، كما أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة ، وتكون الساعة كالضرمه بالنار) حديث صحيح (رواه أحمد والترمذي عن أنس - رضي الله عنه -) و (ابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) انظر : (صحيح الجامع 7422).

هنيئًا لمن تفكـّــر بتقلب الليل والنهار وتدبـّـر، وشغل نفسه بالطاعات، واجتنب المعاصي، واغتنم الفرص، وعمر حياته بما يقربه من الله - تبارك وتعالى - في دار الابتلاء والاختبار.

قال الله – تعالى - : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۞ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [سورة الملك : 1 - 2 ].

إنَّ دار الابتلاء هذه هي خزائن للأعمال، ومراحل للآجال، لا تثبت على حال، يرضى المؤمن بما قسم الله له فيها من حلوها ومرّها، فلا يفاجئ بكدرها، ويتَّعظ بما فيها من أمور وأحوال وأطوار، ويستدل بتقلباتها على ما لله - تعالى - فيها من حِكَم بالغة وعبر وأسرار :

{يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [سورة النور : 44].

هنيئا لمن تفكـّــر وتدبـّـر بتقلب الليل والنهار فراجع نفسه بعلاقته مع ربه ، ومع الناس، وراجع المبادئ والقيم التي أرشده الله – تبارك وتعالى - إليها بإنزال الكتب، وإرسال الرسل؛ لإقامة دعوة التوحيد على وجه هذه الأرض، وبذل الغالي والنفيس لتكون كلمة الله هي العليا.

أما وإنّنا نُودِّعُ في هذه الأيام عامًا مضى علينا شهيدا، ونستقبل عامًا مُقبلا وما قُدِّر لنا فيه من علم الغيب جديدًا، أسأل الله - جل في علاه - أن يفرِّج فيه كرب أمة محمد ويجعله سعيدا، حبذا لو حاسب كلٌّ منَّا نفسه، ونظر في أمره، ماذا أودع في عام مضى ؟ وبماذا يستقبل عامه الجديد ؟.
قال الله – تعالى - : {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا ۞ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } [سورة الفرقان : 62].

حبذا لو تأمل كل منَّا وتذكـّـر وتفكـّــر، وحمد الله على ما منَّ به عليه من نعم وشكر ! حبذا لو تأمل في الحقيقة البشريَّة، حقيقة وجوده على وجه هذه الأرض !.

حبذا لو تأمل في حياته، وما بعد مماته، فانفرد خاليًا مع الله - تبارك وتعالى - واستشعر لذَّة مناجاته، وعِظم حقه عليه، وانطرح بين يديه يرجو رحمته، ويخشى عذابه.

إنَّ طلوع الشمس في كل يوم ثم غروبها إيذان بأنَّ هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنما طلوع فغروب، ثم إلى زوال … تَهِلّ الأهلَّة في بداية الشهور صغيرة، ثم تكبر قليلاً قليلاً كما تكبر الأجسام، وما عمرها إلا أيَّام، حتى إذا اكتملت بدراً، أخذت بالنقص والتراجع حتى تتوارى وتختفي.

وهكذا الإنسان، وفي ذلك أعظم اعتبار {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [سورة النور 44].

تتجدد الأعوام عامًا بعد عام ، فإذا دخل العام الجديد، نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد، وتمر الأيام سراعًا كلمح البصر، فإذا هو بآخره … وهكذا عمر الإنسان، مِنهم مَن يتطلع إلى آخره تطلع البعيد، فقد كان يؤمِّل طول العمر، ويتسلى بالأماني، ولكن .... ربما كانت آخر ليلة .... آخر ختمة .... آخر صلاة ... هل ردّت الحقوق إلى أهلها ؟ هل طُهِّرَ القلب من الغلّ والحقد والحسد والكبر ؟.

يا الله ..... لم ينظر إلى الدنيا نظرة مودِّع ... بل ربمـــا لم يودِّعِ الأحبـــة، جــــاء الموت ... وحــــان الأجل، وانقطــــع العمـــل.

{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [سورة ق 19].

وعن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - قال : قالت أم حبيبة : (اللهم متعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية) قال : فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنك سألت الله لآجال مضروبة، وآثار موطوءة).

وفي رواية لمسلم : (وأيام معدودة) بدلًا من : (آثار موطوءة)، وأرزاق مقسومة، لا يُعجّـل شيء منها قبل حلِّه، ولا يؤخر شيئاً منها بعد حلِّه، ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار، وعذاب في القبر لكان خيرًا لك) [مختصر مسلم 1846] .

هنيئًا لها - رضي الله عنها - رسولنا - صلى الله عليه وسلم - زوجا ... هنيئًا لها صحابيان جليلان - رضي الله عنهما - والدًا وأخًا، إنها لو دعت الله - عزَّ وجل - لهم بطول عمر بصلاحٍ لم تكن خالفت شرعا.

لكن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وجهها إلى ما هو خير وأسمى، وأعظم وأبقى، لعلمه أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار بقاء وإنما هي إلى فناء، فوجَّهها إلى هدفٍ عظيم ينبغي على كل منَّا أن يسعى لتحقيقه، ألا وهو :

"أن يُعافيها مِن عذاب النار ومِن عذاب القبر ".

إنها التربية الإيمانيَّة التي ربى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - بها نساءه، وكذلك أصحابه - رضي الله عنهم -أجمعين قال الله - تعالى - : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل عمران : 185].

وبما أنَّ حياتنا الدنيا مرتبطة باالدار الآخرة، وعنها يوم القيامة غداً سنُسأل، والغد غير مضمون إدراكه، فينبغي علينا :

1. إخلاص النيَّة لله - تبارك وتعالى - في كل عمل؛ لأنه المحرك الهام والدافع الرئيسي لحسن أدائه. فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه) . (متفق عليه).

2. اتباع الهدي النبوي لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - : كتاب وسنة، على فهم سلفنا الصالح رحمهم الله - تعالى - لقول الله تعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [سورة الحشر: 7].

وهذا حجة على من يقول : علينا بالقرآن وما لنا وللسنة. نسأل الله لنا ولهم الهداية.

روى الشيخان من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه حينما حدّث وقال : (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله!) قال: فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يقال لها: أم يعقوب! ـ وكانت تقرأ القرآن ـ فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؟ أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبدالله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته! فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}! فقالت المرأة: فإني أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن. قال اذهبي فانظري، قال : فدخلت على امرأة عبدالله فلم تر شيئًا! فجاءت إليه، فقالت: ما رأيت شيئًا! فقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أما لو كان ذلك لم نجامعها). رواه [البخاري 4604] و [مسلم 2125].

الله أكبر - رضي الله عن أبي عبد الرحمن عبدالله ابن مسعود وأرضاه، الصحابي الجليل الرجل القوام القدوة الحازم في أمر دينه وفي أمر رعيته، أين نحن منه، وأين نحن من النساء القدوة ؟.

3. عدم تعلق القلب بهذه الحياة الدنيا، وترك التكالب على زينتها وشهواتها، والتزوّد بخير زاد ليوم المعاد، فقد تكفل الله - تعالى - لعباده بالرزق بقوله : {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [سورة هود 6].

قال عمرو بن عوف : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة إلى البحرين ، فأتى بجزيتها ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - هو صالح أهل البحرين، وأمَّرَ عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الصبح مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم، وقال : أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء ؟ قالوا : أجل يا رسول الله. قال : (أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم). (متفق عليه).

وها قد بسطت علينا الدنيا في هذا الزمان، ووقع ماحذر منه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلا ما شاء الله - تعالى -، ونسأل الله - تعالى - العافية واللطف في عباده.

4. علو الهمة في فعل الطاعات، وتحيُّن الفرص في المسابقة إلى الخيرات، وتقديم الأولويات بعد تحديدها فكلٌّ هام في موقعه، وهذا مما يجعلنا نتعامل مع إدارة الحياة والوقت بمعايير شرعيَّة على نور من هدي ربنا - سبحانه وتعالى -.

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) حديث صحيح رواه (الحاكم والبيهقي) - (صحيح الجامع 1077).

إنه حديث رائع علمنا إياه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - للانتباه إلى حسن إدارة الوقت، وفقه الأولويات، وتحري الأوقات الفاضلة التي لها خصوصيَّة في الدعاء، والعبادات، والقربات، والطاعات.

ننظر : فإن كانت هذه العبادات، والقربات، والطاعات مقيدة بعدد، أو زمان، أو مكان، أو كيفية معينة، فيراعى كلٌّ منها بقيده، وإن كانت مطلقة، فالبدار البدار .... ولا تحقرنَّ من المعروف شيئاً.

وعن عبدالله بن مسعود ، وأبي أمامة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من ضنَّ بالمال أن ينفقه، وبالليل أن يُكابده، فعليه بسبحان الله وبحمده) صحيح ، رواه طب وأبو نعيم في (المعرفة) عن عبدالله بن خبيب - رضي الله عنه -. [صحيح الجامع 6377].

وهذا غيضٌ من فيض فأبواب الخيرات كثيرة، ووجوه المسابقة إليها عديدة.

إذ أنَّ في الحياة ميدان فسيح للمبادرة إلى الطاعات، والمسابقة إلى الخيرات، وكثير من الناس يضيعون أوقاتهم، بمعاصٍ ومنكرات، ولهو واحتفالات بأعياد ما أنزل الله بها من سلطان، وجلسات غيبه ونميمة، وقذف أعراض، وعتاب وخصام، أو أفنوا أعمارهم في غفلة نيام، ثم عنها سيسألون.

ليتهم سألوا أنفسهم ماذا قدموا لأنفسهم ؟؟ ... ماذا قدموا للإسلام ؟؟.
إنهم أضاعوا الوقت، والجهد، والمال، وعنه غدا في يوم العرض الأكبر سيحاسبون .

فعن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم ؟) حديث حسن رواه : (الترمذي) انظر: (صحيح الجامع 7299] و [الصحيحة 946).

من الناس من تضيق عليه الأرض بما رحبت، إن لم يحقق هدفاً يسعى إليه، فيصيبه الإحباط ، ويخلد إلى الأرض، ويرضى بما هو عليه، وييأس لعدم تجاوب من حوله معه من أهل وزوجة وأبناء ، فيستسلم لواقعهم، ويترك النصح ويسكت على ضلالهم، بل ويألفه، ولربما خالطهم فيه !!.
لو تذكـّــر، لو تفكّـــر !! ماذا لو ترك الرسل دعوتهم، ولم يُبلِّغوا ما كُلِّفوا به لِصدِّ أقومهم لهم وإيذائهم ؟.

ها هو نوح – عليه الصلاة والسلام - لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعوهم إلى دعوة الحق ... دعوة التوحيد، فتنكر له المقربون منه ... لكنه لم يَيْأس، ولم يَكَلّ ولم يَمَلّ : {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ۞ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ۞ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ۞ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ۞ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ۞ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ۞ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۞ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ۞ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلهِ وَقَارًا ۞ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [سورة نوح : 5 - 14].

فنصَرَه الله - سبحانه وتعالى - بطوفان عمَّ أعداءَه، وسَلِمَ نوحٌ - عليه الصلاة والسلام - ومن آمن معه ممن كان بالسفينة، وهكذا يؤيد الله - تعالى - بنصره أولياءه، فلنسأل الله - تعالى - الثبات.

قال الله - تعالى - : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم : 47].

ومن الناس من يسب الدهر، والزمان، واليوم، والساعة لضر أصابه، فيتسخط على الاقدار وما يحدث بتقلّــب الليل والنهار، والرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن سب الدهر فقال : (لا تسبُّوا الدهر، فإنَّ الله هو الدهر) حديث صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا. [مختصر صحيح مسلم 1814].

إنَّ الله – تعالى - بيده الأمر، يُقلب الدهر بأيامه ولياليه، وما يحلّ فيه، وليست الأيام والليالي هي الفاعلة فتؤاخذ وتشتم، قال الله - تعالى - : {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام : 60]

وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : خط هنا مربعاً ، وخط خطًا في الوسط خارجًا عنه ، وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : (هذا الإنسان، وهذا أجله محيطًا به - أو قد أحاط به -، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) رواه (أحمد والبخاري، والترمذي، وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع 6985].

إنَّ في الشباب قوة وعزيمة، فإذا هرم الإنسان وشاب، ضعفت قوته، وفترت عزيمته، وفي الصحة نشاط وانبساط، فإذا مرض العبد، انحط نشاطه، وضاقت نفسه، وثقلت عليه الأعمال، وفي الغنى راحة وفراغ، فإذا افتقر الإنسان، اشتغل بطلب العيش لنفسه وعياله، ناهيك عن مجاهدة النفس والهوى، والفتن وشياطين الإنس والجن.
عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا يأتي عليكم عام، ولا يوم إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم) صحيح رواه : (أحمد والبخاري) [صحيح الجامع 7577].

إن كل آت قريب، والأعراض بالمرصاد، فلنبادر بالأعمال قبل حلول الآجال، ولنغتنم مواسم الخيرات على مدار العام، بأداء ما شرع لنا ربنا من عبادات جليلة وميسرة، بلا إفراط ولا تفريط، مطمئنين لذكر الله - تعالى - وما أنزل من الحق، راضين بقضائه وقدره، قانعين بقسمه وحكمه وأمره.

فعن عبدالله بن محصن - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزَت له الدنيا بحذافيرها) حسن (البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، وابن ماجه) [الصحيحة 2318] و [صحيح الجامع 604] و (صحيح الترغيب 826).

نسأل الله – تعالى - أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح
_______
المراجع :

1. تفسير ابن كثير رحمه الله - تعالى -.
2. السلسلة الصحيحة . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله - تعالى .
3. صحيح الجامع . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.
4. الضياء اللامع من الخطب الجوامع. للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-25-2009, 04:14 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

موعظة بليغة!
جزاك الله خيرًا أختي الفاضلة على ما خطت يمينك، وبارك في عضوات اللجنة النسائية في مركز الإمام الألباني -رحمه الله-، ووفقهن لما يحب ويرضى.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-26-2009, 11:13 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

شكر الله لك أختي الغالية " أم زيد " المرور والدعاء .

وبارك الله فيك وفي جهودك، وزادك من فضله، ونفع بك وبعلمك.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بها، وأن يجعل عملنا جميعا خالصاً ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-21-2011, 06:46 PM
الأثرية الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: السودان
المشاركات: 386
افتراضي

‎آن أوانه...‏‎
__________________
العلم قال الله قال رسوله §§ قال الصحابة هم أولو العرفان@
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-21-2011, 11:59 PM
ام يوسف دعنا ام يوسف دعنا غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: الأردن-عمان
المشاركات: 15
افتراضي

بارك الله فيك أمي الحبيبة ومعلمتي التي لي الفخر بأن تكون معلمتي وقدوتي في تعلم كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكون السنة الهجرية الجديدة سنة خير على المسلمين وأن يهدينا جميعاً لدين الحق يارب العالمين.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-23-2011, 03:32 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

وفيكنّ بارك الله ابنتيّ الغاليــــتين "أم يوسف دعنا" و "الأثرية" وشكر الله لكن المرور
والدعاء، وجزاكن الله خير الجزاء.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل عملنا جميعا خالصاً ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم، وعلى الوجه الذي يُرضيه عنا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-23-2011, 03:41 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

لطفاً :

لمزيد من الفائدة ينظر في الروابط التاليـــــة :


في وداع عام هجري مضى واستقبال عام هجري جديد. جـ 1
لتعلموا عدد السنين والحساب


http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=12883

***********************

في وداع عام هجري مضى واستقبال عام هجري جديد. جـ 3
التنجيم والمنجمون


http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=23066
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-05-2016, 11:21 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.