أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
76652 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-13-2017, 08:24 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح بقلم/ د.صادق بن محمد البيضاني ( متجدد)

احترام الرأي والرأي الآخر " عبارة غربية علمانية "

( ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح )
الحلقة (1).
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

احترام الانسان وتقديره كإنسان له مشاعر وأحاسيس وعواطف حسب بيئته وطينته وما يراه مطلوب في حدود الشرع، مع الاعتراف بإيجابياته وشكره عليها.
وقد أعطت الشريعة الإسلامية حق الحوار لكل من عارض أو خالف ليعبِّر عما في نفسه بإنصاف وأدب بما يراه دون أن يلزم الآخرين بغير الحق، وأعطته فرصة زمنية ليتكلم ويناقش ويناظر بما لديه من البراهين التي يزعم أنها حق، وألزمته الشريعة باتباع الحق دون غيره متى ما أقيمت عليه الحجة وأزيلت عنه الشبهة، وهذه قضية حتمية لا يمكن إنكارها لكثرة أدلتها من الكتاب والسنة وحال السلف السابقين.
لكن الذي يعاب هو الاتيان بقواعد من اليهود والنصارى وبثها في صفوف المسلمين لأجل زعزعة الثوابت والأصول الشرعية التي قام على مثلها الدليل الصحيح، ومن ذلك قاعدة العلمانيين التي تنص على : " احترام الرأي والرأي الآخر" دون قيود شرعية.
حيث استطاع العلمانيون واللبراليون وخصوصاً عام 1996م وما بعدها اشهار عبارة " احترام الرأي والرأي الآخر" في البلدان العربية والاسلامية من خلال وسائل الاعلام الفضائية والصحافية والإذاعية.
وقد تلقف هذه العبارة كثير من أبناء الإسلام دون أن يعوا خطرها، مع العلم أن أصل هذه العبارة نبتة قديمة نشأت في الغرب يوم قام العلمانيون في أوربا ضد الطغيان الكنسي قبل مئات السنين فوضعوا بعض القواعد لخلخلة رجال الكنيسة وأتباعهم من الجماهير، وكان من ذلك قولهم : " احترام الرأي والرأي الآخر".
وحتى أضع النقاط على الحروف وتحتها، أقول وبالله التوفيق :
أولاً : يجب على كل مسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً أن كل رأي يتعارض مع الدين أو الفطرة أو العقل السليم فإنه مردود مرفوض.
ثانياً : كل رأي غير شرعي لا يتصادم مع الدين أو الفطرة أو العقل السليم وفيه مصلحة أو لا ضرر منه فإنه مقبول.
ومن هنا أقول : مما يؤسف له أن يتكلم علماني أو لبرالي ويحاور شخصاً مثقفاً ويقول : النظام الاسلامي نظام رجعي، فيرد عليه ذلك المثقف الذي يرى نفسه إسلامياً ويقول له : احترم رأيك، لكني أرى أن النظام الاسلامي ليس برجعي.
فقوله احترم رأيك هو عين التناقض لقوله : " النظام الاسلامي ليس برجعي" لكن المشكلة أحياناً أن الشخص الاسلامي المثقف لا يعي ما يقول وخطر ما يقول، فكيف تحترم رأي من يطعن في النظام الاسلامي؟!!.
كان الواجب ألا تقول أحترم رأيك، وأن ترد عليه بلطف ولين وحكمة وتقول له : لو كان رجعياً ما قامت به دولة الاسلام في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين الذين بلغوا بالدين مشارق الأرض ومغاربها حتى هابتهم الروم والفرس، ثم تقول له : الإسلام دين ونظام يقبل التقدم والرقي والتطور بما لا يتصادم مع أحكامه، فليس ديناً رجعياً، وقد حكم العالم لسنوات طويلة بلا ديمقراطية ولا أحكام وضعية، وهذا هارون الرشيد حكم ربع الكرة الأرضية فأقام العدل والسلام ونظم إدارات الحكم ، وقد قامت الدولة الأموية والعباسية ودولة السلاجقة السنية التي قامت في إيران والعراق وسوريا وآسيا الصغرى، والدولة العثمانية وغيرها من دول الإسلام السالفة، قامت وفقاً للنظام الاسلامي، وكلها واكبت العصر حتى خضع العالم لقوتها واعترف بسلطانها، فكيف يكون رجعياً؟؟!!!!
مثال آخر : يقول شخص في البرلمان " الحرية في الأديان مسموح بها، فللمسلم أن يتحول إلى النصرانية أو النصراني إلى مسلم" فيرد عليه المثقف الآخر ويقول له : احترم رأيك لكن الإسلام يرى ذلك ردة.
فقوله احترم رأيك هو عين التناقض لقوله : " الإسلام يرى ذلك ردة ".
مثال ثالث : يقول شخص اختلاط الشباب بالشابات في قاعة واحدة تقدم حضاري، فيقول له آخر متدين : أحترم رأيك لكن الاسلام حرم ذلك، فيرد الأول بقوله : هذا رأيي وهذه قناعتي، فأنا أحترم رأيك كما احترمت رأيي.
ومن هنا يقع المذبذب في الفخ بسبب هذه القاعدة العلمانية الغربية.
وهذا خطأ كبير : فإذا ورد نص يحرم شيئاً في الشريعة فلا تخالفه وتقول هذا رأيي وقناعتي، فحكم الشرع ليس آراء وقناعات بل هو حكم إلهي لزم اتباعه دون تردد، فلا رأي يعلو فوق ما حكم به الشرع وطلبه من العبد.
قال الله تعالى : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون".
فأحكام الدين ليست آراء يقتنع بها المسلم أو لا يقتنع بها، بل الأحكام كلها من المسلمات التي لا يجوز لمسلم أن يقول هذا حكم أقتنع به، وهذا حكم لا أقتنع به.
قال الله تعالى : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزىٌ في الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون".
وقال سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة" بمعنى خذوا الاسلام من جميع جوانبه.
فإذا ثبت الدليل في الكتاب والسنة فعض عليه بالنواجذ واعمل به، ولا تلتفت لمن خالفه وإن كان أعلم أهل الأرض، فإن الله سيسألك غداً عن اتباعك لدينك لا عن قول فلان من الناس.
قال الله تعالى : " ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين " ولم يقل ماذا أجبتم فلاناً من الناس.
والحاصل : ان احترام الرأي والرأي الآخر دسيسة غربية علمانية دخلت البلاد الاسلامية لأجل تذبذب أفكار وعقائد المسلمين وتخلخل ضوابط الشريعة لتبعد الناس عن دينهم حتى ينتهي بهم المطاف ليقولوا : يجب فصل الدين عن الدولة وعن السياسة، فما لقيصر لقيصر وما لله لله".
والعلاج : أنه لا احترام لأي رأي يتصادم مع الدين والفطرة والعقل السليم، ولا يحل أن تقول لصاحب راي يطعن في الدين وثوابت الفطرة والعقل احترم رأيك، وإنما يلزم المسلم احتواء كل الآراء المخالفة التي يسمعها بحسن الرد ونصح صاحب الرأي المخالف بحكمة وفطنة وتعقل ورفق، ففي الحديث : " يا عائشة، عليك بالرِّفق وإياك والعنف والفحش" أخرجه البخاري، وأصله في الصحيحين.
فانتبهوا من المؤامرات وما يلقيه الأعداء في أوساط المسلمين ليفككوا المجتمع الاسلامي الواحد، ويبعدوه عن دينه.
وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-13-2017, 08:25 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي هل نحكم على من دعا إلى التحاكم إلى الديمقراطية وإلى الحكم بغير ما أنزل الله أنه كافر؟

هل نحكم على من دعا إلى التحاكم إلى الديمقراطية وإلى الحكم بغير ما أنزل الله أنه كافر؟

( ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح )
الحلقة (2).
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

هذه المسألة من المسائل التي فيها الجمر تحت الرماد، وقد استعجل أقوام - لا قدم لهم راسخة في علم الكتاب والسنة - فكفر الحكام العرب وكل من يعمل في الدولة من الجنود والموظفين، ثم استحلوا دماءهم بحجة أن عامة حكام العرب يدعون إلى التحاكم إلى الديمقراطية أو غيرها من الأنظمة الوضعية التي لا تحكم بما أنزل الله، وان من عمل معهم مثلهم في الحكم، وهذا مفهوم خطأ، يحتاج إلى تنوير وبيان حكم الشرع في هذه المسألة حتى لا تزل الأقدام بعد ثبوتها، فهناك من يتلقف مثل هذه الشبه ويتأثر بها لقلة علمه الشرعي ولضعف منهجه التربوي.
أنا لا أحامي على الحكام العرب ولا أدافع عن زلاتهم وأخطائهم ولكني أبين قضية خطيرة أضرت الاسلام والمسلمين بسبب أقوام منا مسلمين، لا فهم ولا علم لهم في الأحكام التشريعية حيث كانوا سبباً في تشويه سمعة الاسلام والمسلمين أمام العالم الاسلامي والدولي وسبباً في سفك الدماء نظراً لتكفيرهم المجتمعات الاسلامية على جهل و بلا هوادة، وهؤلاء هم خوارج العصر من : "الدولة الإسلامية – الدواعش" و" تنظيم القاعدة" و "أنصار الشريعة" ونحوها من المسميات الخارجية، وهكذا كافة الميليشيات الشيعية في العراق ولبنان وباكستان واليمن وغيرها، ومن تأثر بشبههم من العوام وكفر المجتمعات الإسلامية على جهل.
ولبيان هذه المسألة بالمفاهيم الشرعية الصحيحة، إليكم التفصيل التالي :
أولاً : إذا دعا حاكم إلى العمل بالنظام الديمقراطي أو إلى الحكم ببعضه خوفاً من بطش الغرب وضغوطهم وتساهل ذلك الحاكم في دفعها، ولم يستخف بحكم الله، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه، وهو يكفر بمبادئ الديمقراطية في قلبه ويقيم الصلاة، فهذا مسلم فاسق ظالم لنفسه وليس بكافر، ومعرض لغضب الله ومقته في الدنيا والآخرة، بل واقع في كبيرة من كبائر الذنوب، وهذا ما يُسمى بالكفر الأصغر غير المخرج من الملة.
ويتنزل على مثله قول الله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون".
وقوله تعالى: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون".
وقد جمعت في الحكم بين الفسق والظلم لأنه أولى من القول بالتفريق، إذ دخول الفسق في الظلم صحيح، والعكس مثله، والاختلاف في النص لفظي واصطلاحي ليس غير.
وفي هذه الحالة لزم العلماء والدعاة والعقلاء نصح ولي الأمر بالحكمة واللين بعيداً عن إحداث الفتن وبعيداً عن كشف عواره ومثالبه من على المنابر وفي المحاضرات والندوات وفي المجالس وأمام العوام.
فالحرص على جمع الكلمة خير من تفريق الصف بسبب خطأ أو منكر صدر من الوالي ؛ فإن نصيحة الجهر أمام العامة علناً يفضي إلى الخروج على الحاكم؛ ولذا فحديث أبي سعيد الخدري الذي يقول فيه كما في سنن ابن ماجه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر"، يؤكد نصيحة السر بقوله: "عند سلطان جائر"، ولم يقل: "عند العامة وعلى المنابر وفي الصحف ووسائل الإعلام ونحوها" لأن مثل ذلك لم نر منه سوى المفاسد والدماء وتفلت الأمن وظهور الفساد منذ القدم حتى الساعة، وعامة الناس يجهل حقوق الولاة على ضوء الشرع المطهر، ويبحث عن الحقوق التي له كمواطن، كما يجهل قواعد المصالح والمفاسد، فيثق هؤلاء العامة بديانة الخطيب أو الواعظ فيخرجون على ولي الأمر بالمظاهرات أو الانقلابات أو ما يسمى بالعصيان المدني أو الاعتصامات ونحو ذلك مما جلبه الكفار إلى بلاد المسلمين، وعمت به البلوى.
متناسين قواعد الاسلام العظمى التي قامت على الأدلة الصحيحة مثل : القاعدة الشرعية المجمع عليها : أنه " لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه؛ بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه "، وكذا قاعدة " درء الشر بشر أكبر منه لا يجوز" بإجماع المسلمين.
وذلك أن السلطان الغشوم لم يقم سلطانه إلا بالسيف ولا زال يحرسه بالسيف، فحفاظاً على سلامة الدماء والبلدان والبعد عن بطشه لزمت نصيحته في السر، وذلك للتأثير عليه، درءاً للمفاسد وجلباً للمصالح، هكذا قامت نصوص الشريعة السمحة.
ثانياً: إذا حَكَمَ به أو ببعضه اتباعاً للهوى أو لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأسباب أخرى وهو يعلم أنه عاص، ويرى أن الإسلام هو الحق في جميع أحكامه ويقيم الصلاة ، فحكمه حكم السابق ولا يكفر أيضاً.
ثالثاً: إذا حكم بالنظام الديمقراطي أو أمر بوضع تشريعات للشعب تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، وهو يعتقد أن النظام الوضعي أفضل من الإسلام أو مساو لحكم الإسلام أو أنه يجوز معتقداً جواز تبديل حكم الاسلام بغيره، استخفافاً بالحكم بما أنزل الله، أو احتقاراً له، أو أنه مخير إن شاء حكم بما أنزل الله، وإن شاء حكم بغير ما أنزل الله، فهذا كافر بإجماع العلماء حتى وإن قال : إن تحكيم الشريعة أفضل لأنه استحل ما حرم الله.
ومثله أيضاً يكفر كفراً مخرجاً من الملة من يعتقد : ان حكم الله لا يصلح لهذا الزمان، وإنما يصلح الحكم بالقوانين الوضعية باعتبار أن هذا العصر عصر حضارة وتقدم، وأن عصر الاسلام بأحكامه لا يتوافق مع هذا العصر.
ويتنزل في هذا القسم قوله تعالى : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
وقد تعجبت لهؤلاء المكفرة الذين يكفرون بلا هوادة ويجعلون قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "، هو الحكم العام لكل من وقع في الكبيرة، فيكفرون الناس والحكام وكل من يعمل في الحكومات أنه كافر، فتجمدت عقولهم عند هذا النص دونما سواه، وجعلوا قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " وقوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" في حكم واحد، وهو الكفر، معطلين بقية النصوص الشرعية في هذا الباب، حيث قالوا : كل النصوص الثلاثة تعني الكافر، لأن الكافر ظالم وفاسق، وهذا من الجهل والتعطيل للنصوص، فإن النجاشي لم يصح عنه أنه حكم بما أنزل الله وفقاً لنصوص الكتاب والسنة، بل حكم قومه بأحكام أقام فيها العدل حسب تمكنه ولم يتمكن من الحكم بما أنزل الله وفقاً لنصوص الكتاب والسنة رغم كفره بالنصرانية وما فيها من أحكام تتنافى مع الاسلام، وبقي حاكماً على أهل الحبشة ولم يتنازل عن الحكم باعتبار أن وجوده على هرم السلطة وكتمانه لإيمانه لإقامة العدل خير من تنازله حتى ينفع الله به، ومع ذلك صلى عليه النبي عليه الصلاة والسلام عليه لما مات حيث لم يكن هناك من يصلي عليه؛ فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة؛ وخرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفاً، وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات، وقال: " إن أخاً لكم صالحاً من أهل الحبشة مات " [أخرجه البخاري في صحيحه].
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (5/111) : " والنَّجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن؛ فإنَّ قومه لا يقرونه على ذلك، وكثيرًا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك. بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها... ثم قال رحمه الله : فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا مع شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه؛ بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم به" اهـ.
وقد تولى نبي الله يوسف منصب عزيز مصر، وقال لمليكها – وهو كافر على الراجح -: " اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأرْض إنِّي حِفِيظٌ عَلِيم" فجعله وزيراً للمالية في دولة كافرة تحكم بغير ما أنزل الله، وهو نبي، فأين ذهبت عقول هؤلاء المكفرة الذين يكفرون الحاكم وجنوده ومن يعمل بالحكومات التي تحكم بغير ما أنزل الله، وهم لها منكرون.
فلذا لا بد من التفصيل كما تقدم، وهو الذي عليه أئمة الاسلام قديماً وحديثاً مع زيادة إيضاحات للقارئ الكريم.
وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-19-2017, 04:09 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

الدولة المدنية " دولة لا دينية "

( ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح )
الحلقة (3).
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

تنقسم الدولة من حيث الأنظمة العامة إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول وهو أشرفها على الاطلاق، وهو الدولة الإسلامية، وهي : الدولة التي تطبق أحكام الشريعة وفقاً للنظام الاسلامي المتمثل بالكتاب والسنة، وليس من هذا القسم الدولة الاسلامية الداعشية، فتلك دولة خارجية مارقة.
القسم الثاني : الدولة المدنية، وهي الدولة التي لا تحتكم إلى أحكام دينية، كالدولة الديمقراطية سواء كانت ديمقراطية بمنهج إلحادي علماني أم بمنهج لبرالي، أو كانت بنظام فاشي أو اشتراكي شيوعي، فكلها لا دينية.
القسم الثالث : الدولة الحديثة، وتطلق على القسمين السابقين معاً متى ما كانت تلكم الدولة متقدمة ومنافسة غيرها في جميع المجالات الصناعية والتجارية والزراعية والعتادية والنظامية ونحوها، وقد تكون ملكية أو جمهورية أو سلطانية أو اتحادية.
وقد أكثر بعض السياسيين والمفكرين والاعلاميين العصريين من الحديث عن " الدولة المدنية " دون النظر لحقيقتها وحقيقة نظامها التشريعي اللاديني إبان الثورة الأوربية العلمانية على الطغيان الكنسي وفقاً للمعاجم الانجليزية وقواميسها ووفقاً لتعريف دائرة المعارف البريطانية لمعنى " الدولة المدنية"، فتجدهم يتكلمون عن الدولة المدنية بتعبيرات تعني الدولة الحديثة او دولة السلام والنظام والسماحة والعدل والامن المزعوم، وتارة يعبرون بالدولة المتقدمة في جميع المجالات، وهذه تعريفات غير موضوعية لا تخضع لحقيقة من اسس بنيانها إبان الثورة الأوربية ولا توافق واقعها العملي لدى من لديهم دول مدنية.
ومن جهة أخرى تعتبر أغلب الدول الإسلامية والعربية دولاً مزجت تشريعاتها ما بين تشريعات إسلامية وتشريعات مدنية لا دينية، حيث جعلت في دساتيرها أن مصدر التشريع هو الشريعة الإسلامية، وبعضها جعلت الشريعة الإسلامية أهم مصادر تشريعاتها، أو من مصادر تشريعاتها حسب العبارات من دولة لأخرى، وهذا في الجملة خير من دولة مدنية بحتة، لكن لا يقال إنها هي الدولة المدنية، وإن سماها بعض العرب بالمدنية نظراً لفهمه الخطأ، والقاصر، كالذي يريد أن يعرف الديمقراطية والعلمانية واللبرالية من وجهة نظره فيعرفها من غير فهم صحيح لها ثم يثني عليها بموجب تعريفه وفهمه الخطأ وهو لا يعلم حقيقتها وأخطارها على الأمة، وهذا ما بلينا به اليوم، وهو فهم المسائل " التي فيها الجمر تحت الرماد" على غير حقيقتها.
ومن العجب العجاب أن نسمع أو نقرأ لبعض الإعلاميين المتنورين والقادة الغيورين على الدين والوطن والشعب وكذا بعض الدعاة مطالبتهم بدولة مدنية دون أن يعرفوا أو يدركوا أنهم يدعون لقيام دولة لا تحتكم للشريعة الاسلامية، وهذا مفهوم خطأ، وغير مقصود ممن لا يرضى بتبديل حكم الله.
ولذا فالدعوة لذلك قد تحرجه في المؤتمرات واللقاءات مع أعداء الدين بسبب عدم تميزه عنهم، فيقولون له هذه هي الدولة المدنية التي تطالب بها، وكما يقول علماء القانون : القانون لا يحمي المغفلين.
وقد أحببت التنبيه حتى لا يقع بعض الفضلاء في الفخ من حيث لا يقصدون.
والعلاج شرعاً : هو المطالبة بدولة حديثة تحتكم إلى الشريعة الإسلامية.
وقد سبق بيان الطرق والخطوات العملية السليمة للوصول إليها في مقالات سابقة فأغنانا عن التكرار، ومن ذلك مقال " مشروع الدولة الحديثة في ظل النظام الاسلامي" وكذلك مقال " الموقف من الديمقراطية في حال فرضها على الشعب".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-21-2017, 10:11 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي الحلقة (4) الاستبداد الديني " عبارة يهودية نصرانية"

الاستبداد الديني " عبارة يهودية نصرانية"
( ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح )

الحلقة (4).

لما قامت الثورة الأوربية ضد الطغيان الكنسي، كانت حجتها أن الدين النصراني المحرف والكنيسة وأتباع الكنيسة أقوام مستبدون للسلطة والشعب، فاتهموا الدين بقولهم " الاستبداد الديني".
وظلت هذه العبارة ديدنة الصهاينة والنصارى وغيرهم من الأعداء بغرض اسقاط حاكمية كل الأديان بما في ذلك الدين الاسلامي، ومع مرور الزمن دخلت هذه العبارة بلاد المسلمين حتى صار الناس يتناقلونها دون أن يعوا معناها وخطرها.
بل دخلت في أوساط بعض الشخصيات المثقفة الغيورة على دينها، وصارت تستخدم هذه العبارة في غير موضعها بنية حسنة، فتطلق الاستبداد الديني على كل من خالفها في الفكر والمنهج، وهذا خطأ محض.
والصواب وصف الاستبداد للشخص أو الفكر أو المنهج لا للدين الذي هو شرع رب العالمين والذي لا استبداد فيه، فيقول مثلاً : الاستبداد المنهجي ، أو الاستبداد الفكري أو الشخص المستبد أو السلطة المستبدة أو الحكم الاستبدادي ونحوها من العبارات التي لا تمس ديننا الاسلامي المطهر بطعن، أما عبارة الاستبداد الديني فهي طعن في الدين وتهمة له، وتقليد لليهود والنصارى في محاربتهم لدين الله.
فالدين مبرأ من الاستبداد، ولا يحل وصفه بذلك.
وقد تزعم السياسيون والعلمانيون واللبراليون في عصرنا الحاضر في بلاد المسلمين حملة ضد الدين المطهر تحت عنوان " الاستبداد الديني" وتارة باسم " التطرف الديني الاستبدادي"، وكلها حرب ضروس ضد حاكمية الكتاب والسنة، و " إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" ، " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ".
وهل هناك استبداد اليوم كاستبداد الصهاينة والأعداء وأذنابهم من علمانيين وليبراليين وماديين في البلاد العربية والاسلامية بل في بلاد العالم أجمع؟!!!
لذا لزم التنبيه وتصحيح هذا المفهوم الذي فيه " الجمر تحت الرماد" دفعاً لضرر هذه العبارة عن الفكر والمجتمع الاسلامي الواحد وبالأخص حتى لا تغزو الطبقة المثقفة التي يُرجى فيها الخير للأمة والأوطان والشعوب العربية والاسلامية.
وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-16-2018, 07:47 AM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي هل الاصلاحيون والسلفيون دواعش؟! أم الحوثيون الدواعش؟!!

هل الاصلاحيون والسلفيون دواعش؟! أم الحوثيون الدواعش؟!!
( ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح )
الحلقة (5)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

نحن في زمن قلب الحقائق، والتغرير على العوام، وشراء الذمم، والمتاجرة بالدماء، وكثرة الكذب، والفجور عند الخصومات.
إن كثرة الكذب في المجتمع المتخلف يُوصِلُ بعض العوام إلى تصديق الكذبة إذا تكررت وانتشرت بينهم، ولذا قال يوزف جوبلز (وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر) : " اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".
حزب الاصلاح : حزب سياسي يخوض غمار الميادين السياسية وفقاً لنظام الدولة سعياً للوصول إلى سدة الحكم.
والسلفيون : قوم ينشرون العلم، ويدعون إلى التوحيد، وتصحيح العقائد، وتحكيم الكتاب والسنة، ومحاربة البدع والضلالات والحزبيات وأهلها، مع الحذر من مواطن الفتن.
وكلا الفريقين "من أشد الأعداء للدواعش والتنظيمات التكفيرية" على مر الزمن، وهذه كلمة حق، يعرفها ويعتقدها ويقولها كل منصف عاقل يراقب الله ويتقيه.
مع أن الفريقين بينهما اختلافات في الفكر والمنهج، لكن لا يكفر أحدهما الآخر ولا يستبيح دمه، ولا يفرض فكره على الطرف المخالف، ولا على العوام بقوة السلاح.
لكننا اليوم بلينا بقلب الموازين والحقائق، حيث ظهرت الميليشيات المسلحة الشيعية في العراق ولبنان وباكستان واليمن وغيرها، ورمت كل من خالفها سواء كان من السلفيين أو الاخوان المسلمين " الاصلاحيين " أو غيرهما بالدعوشة، ومن ثم كفرته واستحلت دمه، لماذا؟
الجواب : لأن هذه الميليشيات تخضع لقيادة عليا تعتقد العقيدةً الاثني عشرية الإمامية الرافضية التي لا يؤمن أهلها بأدلة الكتاب والسنة، و يكفرون عامة الصحابة ومن خالف فكرهم، ويطعنون في الاسلام، ويستبيحون دماء كل من خالفهم من المسلمين لا من الكافرين، وليس كل من انضم معهم كان رافضياً، فبعضهم عوام مغرر بهم، وبعضهم جهلة جرفهم الفقر أن يبيعوا ضمائرهم ودينهم، وبعضهم سايرهم لأجل دنيا فانية، فهم أصناف شتى.
ولكي يهربوا مِنْ أن يتهمهم الناس بتهمة "التكفير ومشابهة الدواعش واستحلال دماء المخالفين لهم" استبقوا الأحداث حيث رأوا أن قلب الحقيقة أنجح علاج في ظل الجهل والتخلف الفكري.
ولذا اتهموا كل من خالفهم اليوم وإن لم يكن من الاصلاحيين أو السلفيين بأنه داعشي وعرضوه للحبس والتنكيل أو قتلوه، وهو من ألد خصوم الدواعش.
انظروا إلى حالهم في اليمن " الحوثة أنموذجاً " :
الحوثة : ميليشية رافضية تنفذ إملاءات إيرانية، وتتوافق مع الدواعش في الصفات التالية :
الأولى : تكفر كل من خالفها وعاداها، وتتهمه بالعمالة لأمريكا واليهود.
الثانية : تستبيح دمه.
الثالثة : تفجر المساجد ودور العلم.
الرابعة : تقتل العلماء وتهجرهم.
الخامسة : تسعى لفرض فكرها بالقوة، ومن ذلك تغيير نظام الحكم وفرض المناهج التعليمية وفقاً لفكرها.
السادسة : خطف وحبس من لم يقوموا بقتله من المخالفين.
هذه أهم الصفات التي نشاهدها ونعايشها اليوم مع الحوثة، وكلها أفعال موازية لأفعال الدواعش بيد أن الحوثة لا يفجرون الأسواق، لكنهم يفجرون منازل مخالفيهم بعد طرد من فيها من الأطفال والنساء إلى العراء، فهل يا تُرى يفعل الاصلاحيون والسلفيون فعلة الدواعش؟!! أم أن الطيور على أشكالها تقعُ؟!!!!!
إذن :
هل الاصلاحيون والسلفيون دواعش أم الحوثيون الدواعش؟!!
يجب على الشعب اليمني أن يعي الخطر المحدق في أوساطه ولا يصدق ترهات وكذبات الحوثة التي لا تتوقف، فقد كثرت اليوم المخططات العدوانية للنيل من أهل الاسلام وخاصة النيل من الطبقة المحافظة كالعلماء والدعاة والشخصيات الحريصة على هداية الناس، والحريصة على ابعاد الشعب من التغريب والتشيع الصفوي الذي يسعى لتنفيذ مشاريعه التي تفسد الأفكار والأخلاق والمجتمعات، وهذا مخطط خبيث يعملون له ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، ولذا يجب على أبناء الأمة - وخاصة الشعب اليمني - أن ينتبهوا لهذه المخططات الدنيئة.
إن أعداء الدين وعلى رأسهم الرافضة لا يفرقون في عداوتهم بين عالم وداعية وبين جماعة وأفراد، بل يعتبرون الجميع قالباً واحداً مهما اختلفوا، فبالأمس تغدى العدو قتلاً وتهجيراً بدار دماج الذي فيه خيرة طلاب العلم باليمن، وبعدها تعشى اعتقالاً وقتلاً وتهجيراً بالمشايخ والأعيان الآخرين والاخوان، وهذه لفتة مهمة يجب أن تعيها الجماعات الاسلامية كلها، وأن يعيها بعض المشايخ والدعاة الذين ينقصهم الوعي الثقافي لما يدور حولهم من أخطار وفقاً لمخططات مدروسة يتم تنفيذها على المدى القريب والبعيد.
إن الحوثة يسعون منذ أكثر من سنة لأجل فرض المناهج الصفوية في المدارس والجامعات اليمنية، وقد وجدوا مواجهة من بعض أفراد المؤتمر لتوقيف هذا المخطط، ونخشى مع الزمن أن يخضع المؤتمر بكل فصائله للضغوطات المتكررة والصفقات المعروضة لأجل تشييع طلبة المدارس والجامعات، فإذا تم لهم ذلك ساد الرافضة على المجتمع اليمني كله بقوة القانون والسلاح.
كما يسعى الارهاب الحوثي الداعشي منذ عدة أشهر لإصدار قانون "الطابور الخامس" الذي ينص على أن من لم يكن مع أنصار الله " الحوثة" فهو ضدهم، وبالتالي يلزم الشعب أن يقاتل مع الحوثة، ما لم فينفذ في المخالف قانون هذا الطابور الدموي اعتقالاً أو اغتيالاً لكن هذا القانون لا يزال يغربل حتى الآن بين الحوثة والمؤتمر قبولا او رفضا او تعديلا.
فعوا يا شعب اليمن ويا بقية الشعوب الإسلامية ما يدور حولكم من مخططات الرافضة فـ" لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-17-2018, 03:28 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي العلماء مع الأمراء

العلماء مع الأمراء
(ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح)
الحلقة (6)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني

العلماء في هذا الباب على ثلاثة أقسام :

القسم الأول : عالم نصوح للسلطان بحكمة ولين من غير فتنة، لا يخاف إلا رب العالمين، يتنزه عن أبواب السلاطين إلا للنصيحة، فهذا عالم عامل تقي، جمع بين العلم والعمل، وهو ممن قال الله فيه وفي أمثاله : " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ، وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا".

سواء كان هذا العالم يعمل في الحكومة السلطانية أو لا يعمل، فليس كل من عمل مع السلطان افتتن، فقد تولى نبي الله يوسف منصب عزيز مصر، وقال لمليكها – وهو كافر على الراجح-:(اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأرْض إنِّي حِفِيظٌ عَلِيم)، وقد عمل بعض العلماء الربانيين لدى بعض سلاطين عصرهم كالعلامة الشوكاني والعز بن عبد السلام واسماعيل بن علية وغيرهم.

بل لو خالط الوظيفة الحكومية أثناء عمله شيء من المخالفات الشرعية فله أن يبقى في عمله متى ترجحت المصلحة على المفسدة، وقد نصت القاعدة الفقهية على أنه لو اجتمعت مفسدتان روعي أعظمهما بارتكاب أخفهما، وأيضا أن الأخذ بأعظم المصلحتين جائز عند دفع أعظم المفسدتين، وكذلك قاعدة " ارتكاب أخف الضررين للتخلص من أشدهما"، مع أني لا أحبذ لنفسي أن أكون موظفاً لدى السلطان حتى ولو كان صالحاً عادلاً.

القسم الثاني : عالم مفتون يجاري السلطان لأجل عرضٍ من الدنيا قليل، ويبحث له عن مخارج في كل زلة يرتكبها، ويفتي بما يوافق هوى السلطان، فهذا عالم لا يخاف الله رب العالمين، وليس بعالم عامل ولا تقي، ولا يُعد ممن جمع بين العلم والعمل، لأنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، وهو ممن قال الله فيه وفي أمثاله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ".

وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يُجاء بالرَّجُل يوم القيامة، فيُلقى في النار، فتندلق أَقْتَابُه، فيدور بها كما يدور الحمار برَحاه، فيجتمع أهل النار عليه؛ فيقولون: أي فلان، ما شأنُك؟ أليس كنتَ تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟! فيقول: كنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".

القسم الثالث : داعية واشي، يتقرب إلى السلطان ويقوم بدور الاستخبارات في أوساط إخوانه الدعاة وطلاب العلم، فينقل للسلطان أو من ينوبه أخباراً لأجل يضر من يختلف معهم في الرأي، فهذا لا يوصف بعالم، ولكنه داعية ضعيف الايمان، عميل نمام، يظلم اخوانه المسلمين بغير حق، حيث وثق به السلطان فاستغل هذه الثقة لأجل أن ينتقم من غيره أو لأجل أن يظهر اخلاصه للسلطان على حساب اخوانه، وهذا الصنف ينطبق في حقه الأدلة السالفة الذكر في القسم الثاني " المتقدم".

أخرج مسلم في صحيحه مسلم عن همام بن الحارث قال: " كنا جلوسا مع حذيفة في المسجد، فجاء رجل حتى جلس إلينا، فقيل لحذيفة : إن هذا يرفع إلى السلطان أشياء، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قتات"، والقتات هو النمام.

وقد رأينا بعض هؤلاء لدى بعض السلاطين وهم يقولون له : فلان وفلان – تحريضاً للسلطان على المخالف-، وبعضهم ربما حرض السلطان من خلال مذياع أو صحافة أو قناة، أو تقرير جائر يرسله لبعض الجهات الأمنية أو الاستخباراتية، وهذه من طوام بعض فضلاء العصر التي غفل عنها بعضهم، وقد كان سلفنا يحذرون من إتيان أبواب السلاطين إلا في مواطن لا بد منها: كالإنكار عليه بالحكمة، أو توجيهه أو نصحه، أو مشاورته في قضايا مصيرية، ونحوها من الأمور التي تهم البلاد والعباد، يقوم بذلك العلماء والدعاة الورعون وغيرهم من الأعيان ونحوهم من أهل الحل والعقد، والذين منهم صنف القسم الأول المذكور أعلاه.

وقد ذكرت هذه الأقسام الثلاثة في مواضع متفرقة من كتابي " الوثيقة المهمة لإصلاح ما بين فضلاء الأمة" طبعة دار اللؤلؤة ببيروت، عام 1436هـ - 2015م، وكذلك ضمن سلسلة : " دراسات منهجية في ظل الانحرافات الفكرية".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-18-2018, 04:06 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي هل الخميني مسلم؟!

هل الخميني مسلم؟!
(ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح)
الحلقة (7)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني

يقول الرئيس صدام حسين يرحمه الله في خطاب له : " الخميني كان كافراً وغير مسلم"، وفي خطاب آخر متلفز : " الخميني دجال وشرير ولا يعرف الاسلام"([1]).

وقال الملك المغربي الملك الحسن الثاني : " لقد قلت بعد مرور ثلاثة أسابيع على تصريحات الخميني عندما عاد إلى طهران إذا كان الخميني مسلماً فأنا لا أدين بالإسلام" [في رد على سؤال الصحفي ميشيل دورا من لوفيغارو ماكازين سنة 1980].
وقال في مقطع تلفزيوني له نسخة على اليوتيوب عن الخميني: " كفرناه رسمياً].

فلماذا يا معاشر القراء تم تكفير الخميني على مستوى الرؤساء والملوك فضلاً عن فتاوى أهل العلم التي نصت على تكفيره؟!!
الجواب : ستعرف ذلك من خلال ما قاله الخميني من الكلمات الكفرية التي أنكرها عليه العلماء ورؤساء وملوك البلدان الاسلامية، وبسببها تم تكفيره، وإليكم كلماته مع ذكر مصادرها:

1- لقد اتهم الخميني رسولنا عليه الصلاة والسلام وجميع الانبياء بالعجز وعدم القيام بالواجب الشرعي، وجعل مهدي الشيعة هو الأفضل والأنجح للبشرية فقال : " لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم ، لكنهم لم ينجحوا ، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية ، وتنفيذ العدالة ، وتربية البشر لم ينجح في ذلك، و إن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر"اهـ [خطاب الخميني بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي في 15 \ 8 \ 1400هـ].

2- اتهامه للنبي عليه الصلاة والسلام بالخيانة وعدم تبليغ الدين كما أمره رب العالمين وأنه سبب الخلافات بين الأمة حيث قال : " واضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه" [كتاب كشف الأسرار ص 55، تأليف الخميني].

3- جعل الخميني الرب هو الإمام حيث فسر قوله تعالى : " يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون " فقال الخميني : أي ربكم الذي هو الإمام" [كتاب مصباح الهداية ص 145، تأليف الخميني].

4- زعم الخميني أن الله قل حلَّ في الشيعة وهذا دين وحدة الوجود فقال : " إن لنا مع الله حالات هو نحن، ونحن هو، وهو هو، ونحن نحن" [كتاب شرح دعاء السحر ص103، تأليف الخميني].

5- يعتبر الخميني أنّ الفُرس اليوم هم أعظم مكانة وفضلاً من جيل الصحابة رضي الله عنهم حيث قال : " وأنا أزعم بجرأة، أنّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضلُ من أهل الحجاز في عصر رسول الله" [الوصية السياسية الشهيرة للوليّ الفقيه مرشد الثورة الإيرانية الخميني صفحة23].

6- وأختم المقال حتى لا أطيل، بقول الخميني، حيث يقول : " سنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلةً للناس في الصلاة "اهـ [كتاب كشف الأسرار ص85-86 للشيعي حسين موسوي نقلاً عن أستاذه الخميني].

وبسبب هذه الأقوال وهناك أقوال غيرها كثير – لا يسع المقام بسطها - : كفَّر كبار علماء العالم الاسلامي وبعض الملوك والرؤساء " الخميني "، وألَّف شيخنا العلامة المحدث مقبل الوادعي كتابه الشهير : " الالحاد الخميني في أرض الحرمين"، ولذا قال المحققون والمؤرخون العقلاء في العصر الحديث : " إن الثورة الايرانية قامت على الكفر ومحاربة الاسلام والمسلمين ومحاربة نبي هذه الأمة وغيره من الأنبياء والصحابة والعرب باسم الاسلام والعداء لليهود وباسم الدفاع عن شيعة آل البيت كي يعيدوا دولة الفرس المجوسية ولو بالكفر والالحاد"، وتأملوا ما قاله الشامي أحد أفراد آل البيت الشيعة باليمن :
قل لفهد وللقصور العوانسْ * إننا سادةٌ أباةٌ أشاوسْ
سنعيدُ الحكمَ للإمامةِ إمَّا * بثوبِ النبيْ أو بأثوابِ ماركسْ
وإذا خابتِ الحجازٌ ونجدٌ * فلنا إخوةٌ كرامٌ بفارسْ

فيا تُرى هل تخفى مثل هذه الحقائق على العقلاء أم أن من العقلاء من لا يفقه ما يدور حوله ليكون يوماً من الدهر صيداً للرافضة؟َ!!
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
_____
[1] جريدة الرياض، عبد الله الناصر، فيديو على اليوتيوب بصوت صدام.
**
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.