أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
88390 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2017, 12:45 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي لوحة سَالفاتور مُندي = .ا.د.الشيخ احمد بن مسفر العتيبي

لَوحة فنية رسمها فنَّانٌ إيطالي تُصوِّر عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، في هيئة ِمخلِّص العالم ، وهي الجلوس ورفع اليد اليمنى والقبض باليد اليسرى على كُرة زُجاجية يعلوها الصليب .
هذه اللوحة بِيعت مُؤخَّرا بنصف مليار دولار في مزاد في أمريكا ! .
كثيرٌ من الأعمال الفنية التي تَظهر في الإعلام الغربي المقصود منها إرسال رسالة معينة وتثبيت فكرة يؤمن بها الغرب ، وكذلك إشغال الرأي العام بأفكار ومعاني تُضعف عقيدة التوحيد في قلوب المؤمنين والمتردِّدين في قبول الإسلام .

وكثير من المتاحف والمزادات الغربية يُشرف عليها يهود يُسوِّقون أفكاراً معينة في أوقات معينة لأغراض معينة . فليس همُّها جَني الأموال فقط ، بل لمآرب كثيرة .
هذه اللوحة المزيفة رسالة للمسلمين خاصة واليهود والمسيحيين عامة ، الذين يدَّعون حب المسيح عليه الصلاة والسلام ، والتقرب إليه ، وفيها عدة مزاعم ضمنية : أن عيسى مصلوب ، وأن عيسى مات وفَني ، وأن المسيحية هي المهيمنة على الديانات كُّلها .

وقد ذكرتني هذه اللوحة الفنية المزيفة بكتابٍ قيمٍ جداً، أنصح كل المتعطِّشين للعلم بالديانات مطالعته والإفادة منه ، وهو كتاب : ( الأصول الوثنية للمسيحية ) لأندريه نايتون ، وهو عالم في التاريخ والدِّيانات ومُنصف للحق والعدل ، والكتاب فيه تأكيد على تحريف الديانة المسيحية التي يُسوَّق لها الآن في الشرق والغرب ، وأنها وثنية صِّرفة لا خير فيها .

ويجب في هذا المقام أن أنبِّه من يقرأ هذه السطور أن كل مناسبة يُذكر فيها عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، سواء كانت مناسبة حقٍ أو مناسبة باطل ، لا بد من التأكيد فيها على العقيدة الصحيحة بالعقل والنقل على حسب الإمكان .

ولم أقف حسب اطِّلاعي على من نبَّه على هذه الفائدة المهمة في موضوع لوحة سالفاتور مندي ، لا في الفضائيات ولا في مواقع التواصل ، فيجب الإستدراك . وقد تقرَّر عند الأصوليِّين أن كُّل من وجب عليه شيٌء ففات ، لزم قضاؤه استدراكاً لمصلحته .( مختصر ابن خطيب الدهشة ص 616) .

وعقيدة المسلم في النبي عيسى عليه الصلاة والسلام هي عقيدة القرآن الكريم، التي تؤكِّد أنه كان نبياً مرسلاً من الله إلى بني إسرائيل، ولِد من مريم العذراء، ميلاداً معجزاً من غير أب، وتكلَّم في المهد، وبشَّر بآخِر نبي محمداًَ صلى الله عليه وسلم، ودعا قومه إلى التوحيد الخالص، ونفى عنه وعن أمِّه العذراء صفة الألوهية .

ولا يخفى أن عقيدة النصارى على العموم تستند إلى قرارات المجامع الكنسية العالمية ، التي تُعقد بين فينة وأخرى، حسب الظروف والدواعي، للبحث في ما يجب على المؤمنين أن يعتقدوه ، وهذه القرارات كلُّها غالت في النبي عيسى عليه الصلاة والسلام إلى درجة التأليه، فقد قرَّروا أُلوهيتَه أول مرة، وذلك بأن الإله قد تجسَّد فيه، ومع الزمن قرَّروا للناس أنه ابن الإله، يشاركه في الألوهية والربوبية، وهكذا دواليك.

فعيسى عليه السلام حسب زعمهم ( إله إنسان) ذو طبيعتين؛ الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية، تعالى الله عن ذلك وتقدَّس، يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل، من الأمم الوثنية السابقة، التي تُؤلِّه الإنسان، نبياً كان أم صالحاً أم مَلكاً ، فتحيطه بهالة من التقديس والتعظيم ، وتضعه في منزلة الألوهية.
والإنجيل أو العهد الجديد، ينفي تأليه عيسى عليه الصلاة السلام، ويُثبت بشريته، بالرغم من فقدان النص الأصليِّ، وبالرغم من تعرضه للتحريف على َمرِّ التاريخ، من قبل القيِّمين الدينيين، والنُّساخ والمترجمين.

والمعجزات التي أظهرها الله على يدي عيسى عليه السلام، قد جاء في العهد الجديد (الإنجيل) روايات عدة، تروي لنا أن عيسى عليه الصلاة والسلام ينسبها كلَّها إلى الله سبحانه وتعالى، أو إلى (الآب) حسب تعبير العهد الجديد، فهو عليه الصلاة والسلام عبدٌ مأمور فحسب

وقد أثبتت نصوص العهد الجديد، أن عيسى عليه الصلاة والسلام حينما يُقدِم على قيام بمعجزة أو عمل خارق، يتوجَّه إلى الله أولاً ، بالصلاة والدعاء متضرِّعاً بين يديه، وحين ينتهي يتوجه إلى الله بالشُّكر .
وإذا طالعنا أسفار العهد القديم، أو ما يسمى بالتوراة، نجد أن الأنبياء السابقين، اختصوا بالمعجزات والخوارق نفسها التي اختص بها عيسى عليه الصلاة والسلام. فقد روي عن النبي (حزقيال) عليه الصلاة والسلام ، في السفر (الكتاب) المنسوب إليه، أنه قد أحيا جيشاً ، بإرادة الله، بعد أن طال رُقاد الجنود، وتحلَّلت أجسادهم . انظر : (سفر حزقيال 37: 1-10).

والشيء نفسه مع النبي إيليا عليه الصلاة والسلام . انظر : (سفر الملوك الأول: 17: 21-22) والنبي اليشع عليه الصلاة والسلام. انظر : (سفر الملوك الثاني 4: 22-35)، فقد أحيى بإرادة الله بعض الأموات، بعد تضرعهما لله بالصلاة والدعاء، كما كان يفعل عيسى عليه الصلاة والسلام.
فلا يحق للنصارى أن يستدلُّوا بهذه المعجزات على ألوهية عيسى عليه الصلاة والسلام، وإلا لكان هؤلاء الأنبياء وغيرهم أولى بالألوهية من عيسى نفسه، وهذا محال !.

فحتى الإنجيل المتداوَل الآن والمعترف به من قبل الكنائس النصرانية تُفنِّد شُبهاتهم، وتُثبت بشريةَ ونبوةَ عيسى عليه الصلاة والسلام، فهو إنسان ابن إنسان . انظر : (مرقس 2: 28)، ولد وترعرع ونما (لوقا 2: 4-7) (لوقا 2: 52)، ويأكل ويشرب (لوقا 7: 34-35)، كسائر البشر، يُصلِّي وُيكثر من الدعاء متضرعاً ومناجياً جُلَّ الليل والنهار. انظر : (لوقا 6: 12، مرقس: 1: 35و 41)، أُرسل نبياً ورسولاً ومعلماً إلى بني إسرائيل (لوقا 4: 42-43، مرقس 1: 21- 22)، ليخبرهم بأن النجاة تكمن في الالتزام بالناموس الإلهي.

والتاريخ يروي لنا أن الاعتقاد بألوهية الإنسان، كان مُستفيضاً في العالم الوثني القديم، فكان عامة الناس يُضيفون صفة الألوهية على المصلحين والقادة والمحاربين الأبطال، وعلى الأشخاص المميَّزين.
وقد كان الملوك يستغلُّون هذه الثغرة، فيحيطون أنفسهم بهالة من التقديس، ويضعون أنفسهم في إطار من الألوهية، تمويهاً للعامة حتى يأمنوا غائلة الثورات الهائجة ، من الذين يطمعون في الإستيلاء على المُلك .

والدراسات والأبحاث التي قام بها الباحثون الغربيون أكَّدت الأصل الوثني لعقيدة التأليه ، وأن “بولس” هو المؤسِّس للنصرانية الحالية، وهو أول من حرَّف وأدخل هذه العقائد الوثنية إلى الديانة التي جاء بها عيسى عليه الصلاة والسلام، وأن للسلطة الحاكمة كذلك دور فعليٌ في تقرير هذه العقيدة، وإلزام الناس بها قهراً لا اختياراً.

ولقد اتفق هؤلاء الباحثون والعلماء على أن (بولس )هو أول من دعا إلى تأليه عيسى عليه الصلاة والسلام، وذلك بعد أن ادَّعى أن عيسى عليه الصلاة والسلام قد ترآءى له في الطريق أثناء سفره إلى دمشق، وأمره بكفِّ أذيته، والإيمان به واتِّباعه، ومن ثَم بدأ يُبشِّر بعقيدته بين الأمم، من اليهود اليونانيين والوثنيين، كما أنه خَصص لها رسائل بعث بها إلى النصارى الذين آمنوا بدعوته في مختلف المدن التي بشَّر فيها .

وهذه بعض الأحاديث الصحيحة عن عقيدة المسلمين في عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وفي بعضها تنبيهات عقدية وتربوية مهمة ، لا تخفى على المتأمِّل :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حَكماً مُقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويقيض المال، حتى لا يقبله أحد” .متفق عليه .

2-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيضُ المال، حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدةُ الواحدةُ خيراً من الدنيا وما فيها ” .أخرجه البخاري .

3- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، وإمامكم منكم”أخرجه أحمد في مسنده بإسناد صحيح .

4- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم، فأمَّكم منكم)، فقيل لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة: (وإمامكم منكم)، قال ابن أبي ذئب تدري: ما أمَّكم منكم؟ قلت: تُخبرني، قال: فأمَّكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم.أخرجه أحمد في مسنده بإسناد صحيح .

5- عن جابر بن عبدالله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فيقول أميرهم: تعالَ صلِّ بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أُمراء؛ تَكرمةَ الله هذه الأمة”. أخرجه أحمد في مسنده بإسناد صحيح .

6- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحُمرة والبياض، عليه ثوبان ممصَّران، كأنه رأسه يقطر، وإن لم يُصبه طلُّ، فيدقُّ الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، فيُهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، وتقع الأَمَنَةُ على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنِّمار مع البقر، والذِّئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرُّهم، فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى، ويُصلي عليه المسلمون” . أخرجه أحمد في مسنده بإسناد صحيح.

وختاماً فإن المقصود التنبُّه لدسائس الغرب في العقائد والأعمال ، وكيف يُسوِّقون أفكارهم بين البُسطاء ، من الذين لا يعلمون حَبائلهم وكيف يُفكِّرون ويُدبِّرون ، والله غالبٌ على أمره وهو ولينا ، نعم المولى ونعم النصير .

آمل من القراء الذين لهم اطِّلاع وبحث في المواقع الغربية ، نقل هذه المقالة المهمة لتلك المواقع ، عسى الله أن ينفع بها من يشاء من خلقه .
هذا ما تيسر تحريره ،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
1439/3/21
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2017, 08:19 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

اشتراها أمير مسلم بنصف مليار دولار..
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.