الشيخ علي الحلبي ، ومركز الإمام الألباني في (وثائق ويكيليكس)!!

[عصام هادي]

الشيخ علي الحلبي، ومركز الإمام الألباني
في
(وثائق ويكيليكس)!!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد أحدثت (وثائق ويكيليكس)- المسربة!- ضجة ملأت الدنيا، وشغلت الناس!
وكان نزولها على أهل السياسة نزول المطر الذي لا يدع بيتاً أو مكاناً إلا أصابه؛ فكان مطر خير على قوم، ومطر سوء على آخرين.
ولا شك أن الناظر في هاتيك (الوثائق) يقف على نوعين منها- وهذا مما اعترف به أهل السياسة-أنفسُهم -بغضّ النظر عن كون تسريب هذه الوثائق عن قصد من الحكومة الأمريكية- أم غير ذلك!- :
النوع الأول من الوثائق: يتضمن تحليلات واجتهادات وتفسيرات من بعض المسئولين الأمريكيين لوقائع حدثت في بلد -ما- يفضي بها هؤلاء المسؤلون إلى صُناع القرار في بلادهم.
وهذا النوع من الوثائق يحمل في طياته الخطأ والصواب، والصدق والكذب ، والحق والباطل.
•والنوع الثاني: هو عبارة عن محاضر جلسات ،ونقل عبارات أفضى بها مسئولون في بلد –ما- إلى رجالات السفارة الأمريكية، ومن ثم نقلَها هؤلاء إلى صُناع القرار.
وهذا النوع من (الوثائق) يرقى إلى مصداقية عالية (عادة)!
أقول:
ولقد اطلعت على وثيقتين من (وثائق ويكيليكس) -من النوع الأول- الذي يتضمن التحليلات.
الأولى: جاء فيها ذكر فضيلة الشيخ المحدث علي الحلبي –حفظه الله- .
والثانية: جاء فيها ذكر (مركز إمامنا الألباني) –رحمه الله-
فرأيت من الحكمة والصدع بالحق أن أنشر خبر الوثيقتين -وما فيهما -في (منتديات كل السلفيين)-التي يشرف عليها الشيخ الحلبي- نفسه- إيماناً ويقيناً بأن ليس عند مشايخنا-والحمد لله- ما يخفونه، أو يهابونه ويخافون منه؛ فظاهرهم كباطنهم، وسرهم كعلانيتهم-ولا نزكيهم على الله-.
ولن أعلّق على ما ورد في (الوثيقتين) بكثير كلام، أو قول!
فالحق واضح -والحمد لله-..
هذا أولاً.
وأما ثانياً: قطعاً لطريقٍ (!) قد يرجف به المرجفون ، ويخوض فيه المتهوكون -في موقع –ما-؛ فيدلّسون ويلّبسون على الناس!
فها نحن-والموفق الله-وحده- أول المعلنين ، وأول الناشرين.
(الوثيقة الأولى):
حتى لا أثقل على القارئ بنقل النص المترجَم-لها- برمته- والذي ليس للدعوة السلفية الهادية المهدية فيه ناقة ولا جمل!- ألخّص للقارئ الكريم مجملَ ما في الوثيقة، ثم أنقل النص (الحرفي) المترجَم- المتعلق بذكر فضيلة المحدث الشيخ علي الحلبي- بنصيه العربي والإفرنجي-.
ثم أحيل القارئ على الرابط في (موقع ويكيليكس)- الأصلي-.
فأقول:
موضوع الوثيقة ((تباين ردود الفعل المختلفة على ما بثه التلفزيون الأردني حول العملية الإرهابية 28/4/2004م )) [ أي: عملية الجيوسي في تفجير مبنى المخابرات العامة بشاحنات فيها مواد كيماوية].
((SUBJECT: VARIED JORDANIAN REACTION TO TELEVISED TERRORIST
CONFESSIONS
))
ثم أخذت تنقل (الوثيقة )دوافع الحكومة الأردنية من بث هذه الاعترافات.
ثم ذكرت ردود فعل الناس –أولاً- على ما بثه التلفاز من اعترافات المتآمرين:
• فمن مصدوم وكاره لتنظيم القاعدة
• ومن مادح ومتضامن مع الملك والمخابرات مُطلِقاً عبارات المدح والولاء
• ومن مشكك في الاعترافات؛ زاعماً أن الحكومة فبركت العملية لتصرف اهتمام الناس وتلهيهم عن رفعها للضرائب غير المبررة!
• وعلى سبيل المثال: ذكرت الوثيقة رأي الإخوان المسلمين ،فقالت: ((حيث أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً ترفض فيه الإرهاب وتدين محاولة المتآمرين لقتل أردنيين وإثارة عدم الاستقرار.
• وجبهة العمل الإسلامي -والتي في البداية اتهمت الحكومة بتلفيق تقارير المؤامرة لصرف الانتباه عن رفع الأسعار- تغيرت نبرتها فقط قليلاً ، وقال المتحدث باسمها: بأنه كان ينبغي على المتآمرين أن يوجهوا السلاح في وجه العدو المحتل في فلسطين والعراق.
• وأشار التقرير إلى أهمية انتظار العملية القضائية في محاكمة المتآمرين )).
ثم نقل (التقرير) رأي طالب في الجامعة الأردنية؛ حيث علق على الاعترافات بأنها كانت متقنة بشكل مثير للريبة.
ثم تحدث (التقرير) عن امرأة في الثلاثين من عمرها غير مقتنعة –أيضاً- برواية الحكومة للعملية، فجاء في الوثيقة: ((وما زال آخرون غير مقتنعين وأن الأمر كله مناف للعقل وامرأة في الثلاثين من عمرها أمضت وقتاً كبيراً في الولايات المتحدة أخبرت (cao)أن الأردن هو مكان آمن.... ولم يكن لدينا أناس يحبون فعل ذلك هنا )).
ثم جاء في (الوثيقة) -بعد هذا المقطع مباشرة- ذكرُ فضيلة الشيخ علي ، ونصه المترجم :
(البث الحكومي لوجهة نظر رجل الدين الإسلامي علي الحلبي قد حظي بالإشادة ، ويرجع بعض ذلك لكونه [أي: الشيخ الحلبي] معروفا ًبأفكاره المستقلة ، وأنه يعبر عن رأيه بصراحة)
The GOJ's airing of the views of
Islamic cleric Ali al-Halabi won praise, in part because he
is known for his independent thinking and for speaking his
mind.
))
رابط الوثيقة في (موقع ويكيليكس):
http://wikileaks.org/cable/2004/04/04AMMAN3288.html
هذا –فقط- كل ما يتعلق بالشيخ الحلبي ؛ فليس في النص -ولله الحمد- ما قد يغمز بالشيخ أو بمنهجه ؛ فهو لا يزال يكرر هذه المعاني في كل ملأ-منذ سنوات وسنوات-؛ ناصحاً للشباب المسلم في سره وعلانية وفي ليله ونهاره وحلّه وترحاله-كتابة وإفتاءاً ودروساً-: اتقوا الله في دماء المسلمين.
بل هاهو نص (الوثيقة)-نفسه- يصف الشيخ الحلبي بأنه :(يعبر عن رأيه بصراحة) أي: يقول ما يعتقد ، فلا أحد يملي عليه رأياً ولا قولاً، لا بترغيب ولا بترهيب.
وأما( الوثيقة الثانية):
فهي تتحدث عن( المؤسسات الرسمية في الأردن)، والتي تدير توعية المواطنين بالإسلام ،وذكرت وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء ودائرة قاضي القضاة ووزارة التربية والتعليم فيما تضعه من منهاج في كتبها المدرسية.
ثم تكلمت عن هيئات مستقلة ، فذكرت (مركز الإمام الألباني).
فجاء فيها: ((16- المؤسسات الإسلامية في الأردن تمثل الإسلام السني مذهب الحنفية والشافعية.
وهناك –أيضاً- موجود في الأردن:( السلفية)، ومنها فرع متطرف لا يلتزم خط الحكومة في الإسلام، في حين أن معظم السلفيين يتبعون نهج الحكومة في الإسلام.
وهناك دعاة سلفيون موظفون في وزارة الأوقاف.
وهناك –أيضاً- سلفية معروفة مستقلة في أبحاثها ومؤسساتها مثل (مركز الألباني) - نسبة للشيخ محمد الألباني - وفيه : رجل الدين المحافظ الشيخ السلفي الدكتور محمد موسى نصر، والذي هو الإمام والخطيب في مسجد قرب (السفارة الأمريكية) ، فهو يعظ في خطبه بجوهر (رسالة عمان)، ويستخدم كل المراجع الإسلامية لتشويه التطرف والعنف في جميع خطبه، ويدعو للملك بالتوفيق، وللبلد بالأمن والازدهار )).
وهذا هو النص –باللغة الإنجليزية-:
16-(C) While the official Islamic institutions in Jordan are
based on Hanafi and Shafi,i Sunni Islam, there is also a
Salafi presence in Jordan. While there are extremist
branches of Salafism in Jordan that do not adhere to the
government,s line on Islam, most Salafis follow the
government approach. There are Salafi preachers who are
employed by the Awqaf Ministry. There are also independent
Salafi research institutions such as the Albani Center (named
after a famous Albanian-born Salafi Sheikh Muhammad
al-Albani). One particularly well-known Salafi Sheikh/Imam
is Dr. Muhammad Musa Nasr, who is the imam and khateeb of a
mosque near the Embassy. While a conservative cleric, he
nonetheless preaches the essence of the Amman Message, and
uses his Friday sermons to use Islamic references to
discredit violent extremism. All of his Friday sermons
include supplications for good fortune for the King, and for
security and prosperity for the country.

Comment

وهذا رابط (الوثيقة الثانية):
http://wikileaks.org/cable/2008/05/08AMMAN1395.html
أقول:
هذا ما جاء فيما يتعلق بالسلفية في (الوثيقتين) وإنني أستأذن فضيلة الشيخ في إعلان نبأ الوثيقتين في (منتديات كل السلفيين)-والتي يشرف عليها بنفسه- إحقاقاً للحق وبياناً للواقع وقبل أن يستغلها الخصوم –وهم كثيرون- ؛ والذين أذكّرهم بقول الله –تعالى-: {جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: 48] ،وبقوله: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [الأنبياء: 70]

وبقول الشاعر:

وإذا أراد اللهُ نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود

ورحم الله شيخي إمام الدنيا الألباني –رحمه الله- حيث دخل عليه الشيخ أبو ليلى الأثري –حفظه الله- فقال له: بأن بعضهم وصف الشيخ الألباني بأنه يهودي [وذلك في أحداث فتنة فتوى الهجرة من فلسطين] فقال إمامنا وشيخنا: ((يا أبا أحمد ما يهمك كلام الناس ما دمت تعرف نفسك )).

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وكتبه
عصام موسى هادي