الرد على من انتقص الشيخ مشهور ((منقول))

[ابو بكر فادي عساكر]

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه اجمعين

وبعد ...

عبرة

فقد كتبت في مقالي "وقفة مع دعاوى التشغيب" كلاما قلت فيه :
وفي ظني - جزما - انه لما يُراد ذمَ شخص وإهداره فإنه يُسعى في حشد أخطاءه وتتبعها ،وهنا يظهر الخلل في تنزيل الكلي على الجزئي،... ومن صور ذلك الخلل قبول الكلام من شخص ورده من آخر اهـــ


أوردت ذلك لما اطلعت على مقال في منتديات البيضاء بعنوان " إعلام المغرور بموقف مشهور من اهل الفتن والشرور"

وجدت الكاتب فيما كتب - غفر الله له - قد كتب ما لا ينبغي أن يكتب ، حيث حمّل الكلام ما لا يحتمل، وهول الامر، بحيث يظن الظان أن الشيخ مشهور يمدح سيدا ويتغنى بآثاره..

والأمر في حقيقته على خلاف ذلك،ابتداءً وانتهاءً، لكن بعض إخواننا - هداهم الله - قد اعتاد لونا معينا من الرد فيه القسوة الشديدة ،والجواب العنيف،فإذا جاء لون آخر من البيان قل فيه التشنج والضغط النفسي، سيء به الظن، وضاقت منه النفوس ذرعا ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ولست - والله - أقصد احدا بذلك، ولكن هي حكاية حال لكثير من الشباب المتسرع ...
حقيقة حال...

والذي يعرف شيخنا مشهور- يحفظه الله - ويعرف أسلوبه العلمي الرفيع، وأدبه العالي البديع، لا يستنكر جوابه أبدا، خاصة وأن الشيخ قد ذم سيدا وأخطاءه في غير ما موضع، وذكر فضل الشيخ ربيع - حفظه الله - في بيان هذه الأخطاء، أيضا في غير ما موضع، إلا أن شيخنا تمنى ممن يتولى طباعة كتب سيد، ويقوم عليها، ان تبين أخطاؤه فيها، بحيث تطبع على هوامش كتبه ومؤلفاته، فهذا انفع بكثير من طباعتها مفردة..

وهذا - بلا ريب - مطلب شرعي صحيح، إذ فيه الحرص على عموم النفع للمسلمين، فكتب الشيخ ربيع - حفظه الله-
نفعها - في الغالب - خاص على طلاب العلم، وليس على عموم الناس،وهذا ظاهر بأدنى تأمل، فإنك لا تكاد ترى بيتا إلا وفيه "الظلال" ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

تأصيل.....

ومقصودي هنا من كل ما سبق ،، ان الذي تقتضيه قواعد العلم والعدل ، ويجري مع طريقة أئمة السنة ، أن لا ينسب الغلط إلى متكلم إلا بعد :

1 - تصور مراده تصورا تاما...
2 - محاكمته بعد ذلك بأصوله ومقصوده ...

فأول مراحل النقد،هي تعيين مراد المتكلم، ولا طريق إلى ذلك إلا بتصحيح الكلام على أصول قائله، وحمله على أفضل الوجوه - إن أمكن - إذ القصد - ابتداء - نقد المقالة وليس القائل ...

يقول شيخ الاسلام - رحمه الله - (31/114)
ومن أعظم التقصير نسبة الغلط إلى المتكلم مع إمكان تصحيح كلامه، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس .اهــ

يقول شيخنا فتحي سلطان "أصول نقد المخالف" ص92 :-
وتصحيح كلام المتكلم ، وحمله على الصواب متوقف على العلم بحال المتكلم، وسيرته، ومقصوده، فإذا علم مقصود المتكلم، آنذاك يحمل عليه ويحاكم به، فإذا قصد معنىً صحيحا قُبل، وإلا فيرد، وهذا يعلمه الناقد بالنظر إلى أصول المتكلم وسيرته، أو بالقرائن التي توجد في مواضع أخرى له اهــ بتصرف

قلت : وأصول شيخنا مشهور صحيحة بإذن الله، وذلك بشهادة دعوته إلى السنة ونشر العلم الصحيح، أولا ، ثم بشهادة أئمة العلم والفضل في هذا الزمان ثانيا ، وذكر مثل هذه الشهادات لها موضع آخر، فمقصودي التنبيه على ان الواجب محاكمة المخطيء على أصوله وقواعده، وإلا لم يسلم لنا عالم...
وأقول : ومن صور التناقض والاضطراب في هذا الباب قبول الكلام نفسه من عالم ورده من آخر ...

وأذكر مثالا واحدا على ذلك :

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال في فتاوى "نور على الدرب"
---------
أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بابداء رأيكم حول مؤلفات أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي وسيد قطب ؟

كلها كتب مفيدة ، كتب هؤلاء الثلاث (غير واضح) كلها كتب مفيدة فيها خير كثير ولا تخلو من بعض الأغلاط كل يؤخذ (غير واضح) من قوله ويترك ، ليسوا معصومين ، وطالب العلم إذا تأملها عرف مافيها من الأخطاء ومافيها من الحق (غير واضح) وهم رحمهم الله قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة في ذلك وهم يحرصون (غير واضح) كتبهم خير كثير ولكن ليس معصومون ولاغيرهم من العلماء ، بالنسبة للرسل عليهم الصلاة والسلام يبلغون عن الله والرسل عصمهم الله (غير واضح) ، أما العلماء ، كل عالم (غير واضح) ، لكن بحمدالله صوابهم أكثر (غير واضح) نفعوا الناس ، يقول مالك -رحمه الله- ابن أنس (غير واضح) مامنا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وهو الرسول عليه الصلاة والسلام ، والمؤمن يطلب العلم هكذا المؤمنة تطلب العلم ، وكل واحد يتفقه في الدين ويتبصر (غير واضح) يقرأ القرآن يقرأ السنة يعتني حتى يعرف الحق بأدلته وحتى يعرف الغلط إن غلط العالم ، ولا يجوز أن يقال هذا فلان العالم الجليل يؤخذ قوله كله دون نظر ، بل لابد من النظر (غيرواضح) يتم عرضها على الأدلة الشرعية .اهــــ

قلت: وليس لمثلي - والله -
أن يعلق على كلام الإمام ابن باز - رحمه الله - ولكن الذي ينبغي أن يعلم أن الشيخ ابن باز- رحمه الله - معروف بأدبه العالي، وخلقه الرفيع، وحسن ظنه بالمسلمين، مع سلوكه مسلك الرفق والحلم في رده على المخالف..

تنبيه.....

ولا يقال هنا : ان الشيخ لم يطلع على كتب هؤلاء، أو لم يقف على أخطائهم، فهذا بعيد كبعد المشرق عن المغرب بدلالة تصريح الشيخ - نفسه- بأنه اطلع عليها،ولكن يقال : هذه طريقة الشيخ ، وهذا أسلوبه،فطريقته التنبيه على الخطأ بأدب ورفق، مع صراحة في الحق وجرئة فيه، وهذا يعرفه من خبر الشيخ،، فإنه وإن كان في كتب هؤلاء ظلمات وطامات، إلا أننا نحسن الظن بالشيخ ابن باز، فهو الإمام الجبل- رحمة الله عليه - فلا نهدره لزلة، أو هفوة، أو لأمر اجتهد فيه، نعتقد يقينا أنه يتقلب فيه بين أجر أو أجرين،،

فلو أن كل عالم أخطأ لزلة أو هفوة أهدرناه وبدعنا لم يسلم لنا أحد ،،

وليس الشيخ مشهور - حفظه الله - بالمعصوم، فالواجب حمل كلام أهل العلم على أحسن محمل ، وتلمس الاعذار لهم....

http://www.sunna.p2h.info/showthread.php?t=210

[فتح الرحمن احمد]

بارك الله فيك وحفظ الله شيوخنا واقول فليدع هؤلاع سياسة الكيل بمكيالين واسال الله ان يهديهم للحق