أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82684 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2010, 10:21 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ۞ الجامع في التقــاط الفوائــد والدرر من خطب ودروس العلامة المحدث الحويني حفظه الله ۞








۞ الجامع في التقــاط الفوائــد والدرر من خطب ودروس العلامة المحدث الحويني حفظه الله ۞

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ألهاً أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، ما أعظمه عبداً وسيدا ،وأكرمه أصلاً ومحتداً ، وأبهره مضجعاً ومورداً ، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه غيوث الندى وليوث العدى صلاة وسلاما ً من اليوم إلى أن يبعث الناس غداً
أما بعد:
الشيخ أبو إسحاق الحوينى لا أعتقد أن أحد لا يعرفه من طلبة العلم أما وسط العامة فالغالبية العظمى تعرفه.
حجازى محمد شريف المشهور بأبى إسحاق الحوينى العالم الثقة هو علامة فى علم الحديث وعلم من أعلام الدعوة فى مصر والعالم الإسلامى.
قل أن تجده مثله فى هذا الزمان جمع بين التمكن فى علمه ودعوته إلى الله بإسلوب سلس وسهل إلى جانب دفاعه المستميت عن السنة والصحابة وعن الدين عموما أمام العلمانيين وغيرهم من أعداء الدين ،
وأشهد الله أنى أحبه فى الله وأتقرب إلى الله بحبه وحب العلماء الربانيين أمثاله.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (محبة العلماء دين يدان به).
وسبحان الله كلام الشيخ أبى إسحاق كما يقولون لا يشبع منه وكلامه درر وسبائك ذهب(كما يصف فضيلته كلام السلف بسبائك الذهب).
لله دره من عالم لا يخاف فى الله لومة لائم ،يتمتع بحكمة شديدة فى كلامه ويستطيع أن يزن الأمور بطريقة تراعى المصالح والمفاسد
وقد جاءت هذه الخبرة التى ترجع لثلاثين عام دعوة، جاءت من مخالطته الناس وفهمه للواقع فهو لا يتكلم من فوق برج عاجى بل من فهم للنص مع فهم لواقعه فتخرج أرائه بتوفيق الله صائبة.
نحسبه على خيرا ولا نزكى على الله أحدا.

أسأل أن يحفظه من كل سوء وأن يبارك الله فى علمه وعمره
....
المقدمة منقولة عن أهل الحديث بتصرف يسير
بإذن الله نجمع كل ما على الشبكة من فوائد ودرر من خطب العلامة المحدث أبو إسحاق الحويني حفظه الله ونضيف عليها إن شاء الله تعالى

__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-04-2010, 03:39 PM
أبو حمزة البيضاوي أبو حمزة البيضاوي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 17
افتراضي

قال الشيخ في اتصال تليفوني مع قناة الحكمة في حلقة عن أحد قنوات المبتدعة:
"نحن لنا مع هذه القناة ومع غيرها من قنوات أهل البدع جولات نردهم فيها إلى الحق الذي حادوا عنه بالحجج النيرات وواضح الدلالات، فإن أبوا إلا المهارشة والمناقشة، والمواحشة والمفاحشة، فليصبروا على حد الغلاصم وقطع الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم، والبلاء المتراكم المتلاطم، ومتون الصوارم. فوالله ما بارز أهل الحق ِقَرنٌ إلا كسروا قرنه فقرع من ندمٍ سنه، ولا ناجزهم خصمٌ إلا بشروه بسوء منقلبه، وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا صافحهم أحد ولو كان مثل خطباء إياس إلا صفحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل ولو كان من بقية قوم عاد إلا كبوه على وجهه وبطحوه، هذا فعلهم مع الكماة الذين وردوا المنايا تبرعاً، وشربوا كؤوسها تطوعاً، والكفاة الذين استحقروا الأقران فلم يَهُلهُم أمر َمُخُوف، وأنا أعلم أن الحق مرٌ تحملاً وأداءً ولكن الله -عز وجل- أوجب على أهل العلم {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [سورة آل عمران: 187]، وأمرهم كما قلت أن يصرحوا به ولا يجمجموا، وجعل عاقبة ذلك رضاه".
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-04-2010, 03:47 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

جوزيت خيرا اخي ابا حمزة على هذه الدرة الحوينية
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-04-2010, 03:56 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow













(1)درس الغلو


قال الشيخ أبو إسحاق الحوينى _ حفظه الله_


-كل ما يشرعه الله هو لمصلحة العباد




1-((فمن القواعد المتفق عليها عند جميع أهل الملل: أن الله تبارك وتعالى إنما يشرع الشيء لمصلحة العباد؛ ولذلك جاءت الشرائع كلها لتحصيل المصالح وتكثيرها، وتقليل المفاسد وإعدامها ما أمكن، ولا تتأتى مصالح العباد إلا بأن يكون التشريع مشتملاً لأضعفهم، لا تتم المصلحة إلا بمراعاة الأضعف))




2-قاعدة في الأوامر والنواهي


((كل ما نهاك الله عنه ففي إمكانك أن تنتهي عنه، وكل ما أمرك به ليس في إمكان الكل أن يأتمر به...فجميع المناهي بإمكان العبد أن يتركها، أما الأوامر فهي كثيرة ومتنوعة))




3-((شريعتنا كلها سمحة، أما التعقيد الذي يعانيه بعض الناس فإنما هو بسبب انحرافهم، وإلا فاليسر كل اليسر في اتباع أمر النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو اليسر، إذا أردت اليسر فاتبعوالزم.


-قصة توضح نتيجة الغلو




4- رجل مستعجل، يريد أن يدرك أقرانه، هو راكب دابة، فمن شدة استعجاله ظل يضرب في الدابة حتى قتلها، فوقف مكانه، لا أرضاً قطع -لا هو مشى- ولا أبقى الظهر الذي كان يركبه، فلما قتلت الراحلة وقف ! هكذا الغالي، يظل يغلو حتى يخرج من الهدي الصالح، وهو هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.




5-رأى النبى(صلى الله عليه وسلم) عائشة رضي الله عنها تضرب جملها -وهي وصفته- قالت: كان جملاً صعباً بليداً لا يكاد يمشي، فلما رآها تضربه وتسبه قال: ( يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمركله ) حتى مع هذه الدابة ! فإذا كان هذا الدين العظيم يلاحظ الدواب ومعامتلها، فكيف بك أيها المسلم لا تلاحظ معاملة أخيك المسلم؟! دين عظيم يلاحظ معاملة الدابة! دين شفاف، دين متين! لكن المسلمين هم الذين حادوا عن الهدي الصالح.قصة توضح نتيجة الغلو


-حديث القابض على دينه.


6-يعلق الشيخ أبو إسحاق على حديث القابض على دينه كالقابض على الجمر ( أرأيت إلى رجل يمسك بجمرة وتحرقه، وهو مُصِر على أن يقبض عليها؟! ما معنى هذا الكلام؟ معناه: أن حياته في هذه الجمرة، معناه: أنه لو تركها لتلف، فهو يرتكب أخف الضررين، يحرق ويكابد، لكنه لو ترك لخرج من دينه، فيصبر على هذا، رجل يرى أن حياته في القبض على هذه الجمرة بالرغم أنها تحرقه، لكنه يصبر، يريد العقبى)




-بين الورع والغلو


7-عندنا داءان من أعظم الأدواء كلها: داء الغلو، وداء الجهل.


لا تتصور أن غلوك ورع


ناك فرق بين الورع والغلو، لكنه فرق طفيف جداً لا يدركه ولا يراه إلا أهل البصيرة والفقه، أرأيت إلى رجل يتوضأ فيغسل العضو عشرين مرة هل هذا ورع أم وسواس؟ وسواس، وليس هو بسبيل إلى الورع، الورع له ضوابط، إذا اختلت هذه الضوابط انتقل العمل من باب الورع إلى باب الوسواس.




8-كما أن هناك فروقاً طفيفةً جداً، مثلاً بين الغيبة والنميمة وبين قول الحق، هناك فرق بين أن تغتاب الشخص وبين أن تذكره بما فيه تبصيراً للمسلمين، لكن لا يدرك هذا إلا أهل العلم.




آفات الغلو


9-أكبر آفات الغلو: أن ينظر الغالي إلى الناس من مكان عالٍ، فيراهم أقل منه، فيحتقرهم ويزدريهم، لذلك لا يغلو عبد إلا خرج من الهدي الصالح في آخر الأمر.




10-يعلق الشيخ أبو إسحاق على حديث ( بشروا ولا تنفروا، يسروا ولا تعسروا، وعليكم بشيء من الدلجة ) مقصود النبي عليه الصلاة والسلام، -أو من مقصوده- في هذا الحديث: ( عليكم بالدلجة ) أي: عليكم بقيام الليل، يعني: صلِّ والناس نيام تَصِلْ، كما أنك إذا أردت السفر تسافر ليلاً فتطوى الأرض لك، فإذا قمت بالليل طويت العبادة لك، وطويت المشقة، فتشعر بهذه اللذة؛ لأن في الليل الإخلاص، إذ لا يتصور أن يقوم مراءٍ منافق من سريره ولا يراه أحد، فيتجشم الوقوف أمام الله رب العالمين ليرائي؛ فلا يقوم بالليل إلا مخلص.




-غلو الخوارج و الجهمية


11-الخوارج يكفرون بالكبيرة ما معنى أن يكفر غيره بالكبيرة؟ معناه: أنه لا يفعل الكبيرة، فرجل يبرئ نفسه من الإثم ويرمي به غيره ظالم معتد.




12-الجهمية الذين نفوا عن الله تبارك وتعالى صفاته فعلوا ذلك بسبب الغلو، فكل داء خرج من تحت عباءة الغلو.




-الصحابة كانوا يتحاشون الخلاف


13-أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لماذا سادوا ووصلوا؟ كانوا لا يتعبدون بالخلاف، بل كانوا يتحاشون الخلاف ما أمكن، فإذا اختلفوا فكان الله تبارك وتعالى يقي شر هذا الاختلاف بإخلاصهم في طلب الحق، فإن التعبد بالخلاف جريمة




14-قواعد في فهم القرآن والسنة


أ-الخاص مقدم على العام:إذا كانت لدينا مسألة خاصة نريد تحرير الكلام فيها: لا نأتي بالأدلة العامة فنحتج بها على ذلك الخاص، بل لا بد من دليل خاص.




-كل عالم يخطأ ويصيب العصمة للنبى صلى الله عليه وسلم وحده.


15-علماء المسلمين جميعاً يأمروننا بالرد إلى الله ورسوله، لا يحجزك عن الله ورسوله حاجز، لا عالم ولا غيره، لأن الرد إنما يكون إلى المعصوم عليه الصلاة والسلام، إنما العالم مهما جل قد يخطئ، قد لا يعرف وجه الحق في المسألة رغم جلالته.




16- أي عالم مهما كان فحلاً كبيراً تفوت عليه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.




17-يقول الراجز:


وقول أعلام الهدى لا يعمل بقولنا بدون نص يقبل


فيه دليل الأخذ بالحديث وذاك في القديم والحديث


قال أبو حنيفة الإمام لا ينبغي لمن له إسلام


أخذاً بأقوالي حتى تعرضا على الكتاب والحديث المرتضى ومالك إمام دار الهجرة قال وقد أشار نحو الحجرة


كل كلام منه ذو قبول ومنه مردود سوى الرسول


والشافعي قال إن رأيتمو قولي مخالفاً لما رويتمو


من الحديث فاضربوا الجدارا بقولي المخالف الأخبارا


و أحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته بل أصل ذاك فاطلبوا


فانظر لما قال الهداة الأربعة واعمل بها فإن فيها منفعة


لقمها لكل ذي تعصب والمنصفون يكتفون بالنبي.




-كل جناية عن الشريعة بسبب صرف اللفظ عن ظاهره.


18-الأصل في الألفاظ الحقيقة،فيبقى الأصل في كلام الله ورسوله أن ينزل على الحقيقة، لا يصرف عن غير الحقيقة إلا بدليل؛ ولذلك أصابنا شر عظيم بسبب الحيدة عن هذا الأصل الكبير.




19-ومن أشد الناس ضلالاً في هذا الصوفية أصحاب التفسير الإشاري ك ابن عربي ، و ابن الفارض ، و ابن سبعين ؛ فهؤلاء خرجوا عن ظاهر الشريعة وأصل الكلام فأحدثوا من الفساد ما لا يعلمه إلا الله! الروافض غلاة الشيعة 0




20-الروافض غلاة الشيعة، فالشيعي قديماً كان يقدم أبا بكر و عمر ويعظمهما لكن يقول: أنا أرى أن علياً أولى بالخلافة من عثمان لكن هؤلاء روافض يسبون أبا بكر و عمر ، ويزدرون الصحابة ويقولون: إن الصحابة جميعاً ماتوا على النفاق ما عدا ستة




21-معنى كفر الشيخ سميت كفراً لأن أصل الكفر: البيوت الكثيرة التي التفت حولها الأشجار فغطتها عن العيون، فلذلك كان اسمها كفراً، وسمي الليل كافراً لأنه يغطي نور النهار، وسمي الكفر كفراً لأنه يغطي الإيمان.




22-كل جناية عن الشريعة بسبب صرف اللفظ عن ظاهره أو حقيقته،لذلك الجهمية الذين نفوا صفات الله تبارك وتعالى بدعوى التنزيه.




23-إن المشبه يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً.


لمعطل: كلما تأتي له بصفة من صفات الله يعطلها مباشرة حتى لا يشبه الله بخلقه، يقول لك: لا، هو لا له يد، ولا له سمع، ولا له بصر، ولا له إصبع، ولا له قدم، ولا له أي صفة من هذه الصفات.


أليس هو إلهاً؟! ما هي صفاته؟! يقول: لا سميع ولا بصير ولا قدير ولا شيء من هذا.


إذاً يعبداً عدماً! لما عطل صفات الله تبارك وتعالى عبد العدم.


والمشبه -الذي رد على المعطل لكنه تطرف في الناحية الثانية- يعبد صنماً؛ لأنه جعل من إلهه شبيهاً بخلقه.




-النجاة فى إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم


24-أسعد الناس هم المتبعون للرسول عليه الصلاة والسلام،فهم لايجدون مشقة على الإطلاق.






نقلا عن الأخ أبو مالك المصري حفظه الله .


يتبع ،،،









__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-04-2010, 04:54 PM
أبو حمزة البيضاوي أبو حمزة البيضاوي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 17
افتراضي

قال الشيخ حفظه الله: "إننا منصورون، وإننا لن نُغلب، حتى وإن كانت إمكاناتنا ضعيفة، ما دام معنا إيمان راسخ. نحن ضعاف نعم، وليس في أيدينا ما في أيد أعدائنا أو خصومنا، لكننا إذا رجعنا إلى الشرب الأول زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وزمن الصحابة واستمسكنا بما كانوا عليه فأحلف بالله إننا لمنصورون. أشرف الأعمال قاطبة أن تموت خادماً لهذا الدين، وهذا هو مكمن العز كلّه. صدقوني إذا قلت لكم إنني كنت أشعر أن الرجل الذي يمسك بمكنسة في الشارع كنت أشعر أنه أفضل مني، إنه يقوم بواجبه وأنا عاجز مكبّل وأسأل الله عز وجل أن لا يحرمني من شرف الدعوة إليه والدلالة عليه، فإنني نظرت إلى المناصب كلها لم أجد أشرف من هذا المنصب، أن تكون خادما لدين الله عز وجل لا سيما في الغربة الثانية"
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-04-2010, 05:23 PM
ابو الفداء السلفى المصرى ابو الفداء السلفى المصرى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 361
افتراضي


بارك الله فيك أخى الحبيب و زادك من فضله
__________________
أبو الفداء عاطف بن محمدعدس بن محمد عبدالله البحراوي
المصري المولد و الجنسية - السلفي عقيدة و منهجا
الغارق فى خطاياه - الفقير الى عفو ربه
غفر الله له و لوالديه

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلامَ ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ ". صححه الالباني
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-09-2010, 10:12 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow

من شريط الابتلاء سبب في تقوية القلوب

إن الله تعالى كتب الابتلاء على كل فرد، فلا ينجو منه أحد، لكن يبتلى كل إنسان ببلاء يخالف بلاء الرجل الآخر، لكن لا يمضي رجل أبداً -سواء من المؤمنين أو الكافرين- إلا وقد ابتلي في الدنيا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رسم لأصحابه خطاً مربعاً، ثم مد خطاً من داخل المربع فتجاوز المربع، ثم رسم خطوطاً قصاراً في داخل المربع، وحول هذا الخط الطويل، ثم أشار إلى المربع وقال عليه الصلاة والسلام : (هذا أجل ابن آدم محيط به، ثم أشار إلى الخط الطويل وقال: هذا أمله -أي: أن أمله يحتاج إلى أضعاف عمره- ثم أشار إلى الخطوط القصار حول هذا الخط الطويل وقال: هذه الأعراض إذا نجا من عرض نهشه الآخر). يعني: أن الإنسان في الدنيا لا ينفك أبداً عن عرض يعرض له وعن فتنة تلابسه. إن أعظم منافع التعرض للبلاء هو أنه يجعل القلب قوياً؛لأن القلب إنما يستمد مادة حياته من البلاء؛ولذلك اختار الله عز وجل البلاء لأوليائه وأنبيائه، ترى هل يترك الله عز وجل أولياءه يتخبطون في الأرض؟! لماذا يخرج موسى خائفاً يترقب؟ لماذا يخرج نبينا صلى الله عليه وسلم ويختبئ في الغار؟ لماذا يدال على دولة المؤمنين كثيراً وهم أولياء الله عز وجل؟! لأن القلب يستمد حياته من المحن، ولذلك تجد أضعف الناس قلوباً هم أهل الترف، إما أهل الابتلاء فهم أقوى الناس قلوباً، والعبد يوم القيامة يوزن عند الله عز وجل بقلبه لا بجسمه، قال إبراهيم عليه السلام: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:87-89]. وصعد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يوماً إلى شجرة، فنظر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه وتضاحكوا، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما يضحككم؟ قالوا: يا رسول الله! نضحك من دقة ساقيه -وكان ابن مسعود ضعيفاً شديد الضعف، بحيث أن الرياح إذا هبت كانت تكفؤه، فلما صعد إلى الشجرة رأوا دقة ساقيه فتضاحكوا- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد) ؛ ذلك لأن الله عز وجل يزن العباد يوم القيامة بقلوبهم.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-09-2010, 10:16 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow

من شريط الدفاع عن السنة

الشيخ محمد شاكر يدفع عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم

هنالك قصة حكاها آخر أعيان المحدثين في مصر، الإمام العلَم أبو الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، حكى حكاية حدثت أيام الملك فؤاد ، الحكاية تتلخص في إن الملك فؤاد كان يحب أن يصلي خلف أحد الخطباء أصحاب اللسان العالي، كلما يحب أن يصلي في مكان يأتوا بهذا الخطيب كي يخطب، فصادف أن طه حسين رجع من باريس بالدكتوراه، وأرادوا أن يكرموا طه حسين ، فالملك فؤاد وحاشيته استدعوا هذا الخطيب على اعتبار أنهم سيكرمون الدكتور طه حسين ، صعد الخطيب يخطب، فأراد أن يمدح الملك فؤاد فقال: ما عبس ولا تولى لما جاءه الأعمى. فيكون الملك فؤاد رجل كريم ورسول الله يكون ماذا؟ لأنه عبس وتولى، لكن الملك فؤاد لا عبس ولا تولى. الشيخ محمد شاكر رحمه الله وكيل الجامع الأزهر، كان يصلي: فلما سمع الكلمة، وأنهى الرجل الخطبة.. صلوا الجمعة، قام الشيخ محمد شاكر ، وقال: أيها الناس! أعيدوا الصلاة ظهراً، فإن الخطيب كفر، مع قطع النظر في البحث هل هو كافر أم غير كافر، لكن الشيخ محمد شاكر رحمه الله قال هذه الكلمة وانطلق إلى قصر عابدين، وذهب إلى الملك فؤاد ورفع له مذكرة يقول له: صل الظهر بدلاً عن جمعتك بسبب أن الخطيب كفر. الرجل خطيب والملك يأتي به حتى يخطب أمامه، يكون رجلاً معروفاً لكل المحامين في البلد، ومستشاري المحاكم، فجماعة المحامين المستشارين أغروه، قالوا له: كيف يحرجك أمام الجماهير بهذا الكلام؟ ارفع عليه قضية ونحن وراءك. الشيخ محمد شاكر قبل هذا التحدي ورفع قضية هو الآخر وقال: ليس بيني وبين هذا الخطيب شيء؛ لكنني أريد الإجابة عن سؤال واحد، أهذا الذي قاله الخطيب تعريض بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وأنا لن أحتكم إلى علماء الأزهر، برغم أن البلاغة والبيان والنحو والإعراب والصرف والكلام، هذا كله اختصاصهم، لكن أنا لن أستعين بواحد من هؤلاء حتى لا تقولوا حابوه وجاملوه، أنا أريد مستشرقين يكفرون بالله العظيم، ودرسوا اللغة العربية لأسألهم هذا السؤال: هذا الذي قاله الخطيب تعريض بالجلال النبوي أم لا؟ الشيخ محمد شاكر رحمه الله واصل رفع القضية، فلما علم هذا الخطيب ومعاونوه أن القضية خاسرة تنازلوا عنها، الشيخ أحمد شاكر رحمه الله يقول: فدخلت بعض المساجد لأصلي فرأيت ذلك الخطيب فراشاً يتلقى نعال المصلين في هذا المسجد. إن الله عز وجل يغار لنبيه، ولا يقع في النبي صلى الله عليه وسلم أحدٌ إلا خُذِل، لكن ما هو رد فعل الجماهير على هذه الإهانات المتلاحقة؟! سأذكر لكم مثلاً.. نحن نعامل النبي عليه الصلاة والسلام، ونعامل دين الله عز وجل بالجملة كمعاملة الناس بالشارع والبيوت تصعد العمارة تدخل الشقق.. تجدها آية في الزخرفة والنظافة والرائحة الجيدة، وأنت خارج ترى الرجل يفتح النافذة.. يرمي القمامة ثم يغلق النافذة، لماذا؟ الشارع ليس لي؟ أنا لا أعامل الشارع معاملة منزلي.!! فيرمي القمامة ويغلق النافذة خشية الذباب، كل واحد يظن أن هذا الدين إنما هو دين الدعاة إلى الله عز وجل، الدفاع عن الإسلام هو دفاع الدعاة فقط، ويظن أنه رجل عامي لا يناط به شيء، وهذا أحد أسباب الوهن التي دبت إلى جسد الأمة.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-09-2010, 10:20 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow

من شريط اصحاب الاخدود


بيان أن كل ابتلاء بعده نصر

لو أن الملك ترك الغلام يدعو إلى الله.. والراهب يدعو إلى الله.. والجليس يدعو إلى الله.. هل يمكن أن يجعلوا هذه الجماهير كلها تؤمن..؟ أبداً، لكن انظر إلى الله عز وجل كيف يستدرج! ولو تركهم لعلهم لا يصلون أبداً إلى هذا العدد؛ لذلك لحسن ظنك بالله قل: من المحن تأتي المنح، إذا ابتليت فاعلم أن وراء الابتلاء نصر. عندما قامت الحرب بين البوسنة والكروات والصرب؛ قلت في خطبة من الخطب: إن هذا الذي يحصل على أرض البوسنة من فضل الله ورحمته رغم هذا المنظر المؤلم المفجع، وهذا القتل الذريع الجماعي إلا أنه منة من الله. فجاء جماعة وقالوا: كيف تقول مثل هذا؟ أنت تفرح بقتل المسلمين..! قلنا: لا يا جماعة، المسألة ليست كذلك، لكن تعالوا ندرسها دراسة بسيطة: البوسنة هذه جزء من يوغسلافيا السابقة، والتي ظل أهلها سبعين عاماً تحت الحكم الشيوعي، أي: أن الرجل الذي عمره سبعون سنة فيهم رضع الشيوعية تماماً، لم ير الإسلام ولا دعاة الإسلام؛ لأنهم قتلوهم. إذاً تصور أن البوسنة أخذت استقلالها، وأصبحت دولة إسلامية، ونحن أحببنا أن نرسل دعاة إلى البوسنة لكي يدعوهم إلى الله، وذهبت كتائب من الدعاة إلى البوسنيين هل كانوا سيعودون بنتيجة؟ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، يقولون له: ما هذا يا أخي؟! أنت جئت لتزرع التفرقة العنصرية؟! بعضهم تزوجوا من بعض فالولاء والبراء بين النصرانية والإسلام انمحى تماماً، لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، ولا يعرفون شيئاً عن النصرانية، حصل لهم مسخ على مدى التاريخ. ولهذا أنت تحتاج إلى جماعة من الدعاة يسمعونهم أن هؤلاء طالما ليسوا على ملتكم فهم أعداءٌ لكم، ومع ذلك لن يقتنعوا، فالله سبحانه وتعالى اختصر لنا الطريق لكي يغزو الإسلام أوروبا. هم صنعوا هذه المجزرة العظيمة خشية أن يغزو الإسلام أوروبا من البوسنة، وقتل في هذه المجازر معظم الذين رضعوا الشيوعية. فمن الذي بقي؟ الأولاد الذين استيقظوا على هول المحنة، فهي التي أنقذتهم وعندما يقرأ القرآن: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كما كفروا [النساء:89] صدق الله! رآها بعينيه. دمعت عيني عندما قرأت قصة المرأة المسلمة التي نقلتها وكالات الأنباء، ومفادها وغداً نصرانياً ابن ثلاث وعشرين سنة زنى بها، وعمرها ستون سنة فهي تبكي وتقول: أنا التي أرضعته! أنا التي أرضعته..! فهذا الذي جرى على أرض البوسنة نعمة، وإن كان ظاهرها المحنة، فالجيل الموجود صار عنده ولاء وبراء، بدأ يأخذ الإسلام من منابعه. وعندما ذهب العرب ليجاهدوا في البوسنة كانوا إذا رأوهم يقولون: هؤلاء أولاد الصحابة. كانوا يعظمونهم غاية التعظيم، لأنهم يعتقدون أن هؤلاء هم أولاد الصحابة. لو أن العرب ذهبوا إلى البوسنة ولم تحصل هذه المجزرة هل سيقولون: أنتم أولاد الصحابة؟! أنت إذا نظرت إلى الظاهر لا تأخذ به، واعلم أن الله تبارك وتعالى يخرج الحي من الميت، فعندما قال الجماهير: آمنا بالله رب الغلام، صدم الملك! مفاجأة ما توقعها! وقيل له: وقع والله ما كنت تحذر! حسناً: ماذا أفعل؟ حفر الأخاديد على أفواه السكك -والأخاديد: هي الحفر العظيمة- وأضرم فيها النيران، وبدأ يعرض الناس على هذه الأخاديد، فمن آمن برب الغلام قذفه فيها، نسأل الله العافية! حتى جاء دور الأم مع رضيعها، فكلما همت أن تقذف نفسها في النار ذكرت ولدها الصغير فرحمته وتقاعست فأنطقه الله فقال: يا أماه! اصبري فإنك على الحق. وفي الرواية الأخرى ولكن سندها ضعيف: قال لها: قعي ولا تقاعسي. (قعي): يعني احبسي نفسك ولا تتأخري،كجنة إبراهيم عليه السلام: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69]. خلاصة هذه القصة: أنك إذا بذلت نفسك لله لا يضيعك حتى في الدنيا فلم الفرار؟! وهذه من القصص الصحيحة التي قصها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسورة البروج كلها إنما نزلت في أصحاب الأخدود: قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ [البروج:4-5]، وفي قراءة أخرى ذكرها المفسرون: (النار ذاتِ الوُقُودِ)، الوُقُود: شدة الاتقاد والاشتعال: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:8] سبحان الله! تلك شكاة ظاهرٌ عنك عارها إنسان يقول لآخر: يا ابن الأصول. وهل هذه الكلمة تغضب؟ قديماً -ومازال حتى الآن- إذا أراد شخص أن يسخر من شخص ملتح، يقول له: يا سني! فيغضب، لماذا تغضب؟! هو ينسبك إلى السنة! وكشخص يقول لآخر: يا ابن الأصول! فعندما يقول لك: يا سني. هذا شرف لك، من أنه نسبك إلى السنة. وهذا الحجاج بن يوسف الثقفي لما حصلت الحرب بينه وبين عبد الله بن الزبير ، وأنتم تعلمون أن أم عبد الله بن الزبير هي أسماء بنت أبي بكر الصديق ، وكانت قد عميت، وكانت تلقب بـذات النطاقين ، فـالحجاج بن يوسف كان يقول له: يا ابن ذات النطاقين يعيرها فقال: عبد الله بن الزبير : تلك شكاة ظاهرٌ عنك عارها لو أنك تعلم لماذا سميت ذات النطاقين لعرفت عظم هذه التسمية، إنما لقبت بذلك؛ لأنها قطعت نطاقها من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت حاملاً، وكانت تصعد الجبل لتحمل الطعام والشراب إلى رسول الله وأبيها في الغار. فلماذا تعير بها..؟! فأنت إذا ابتليت في الله تبارك وتعالى فاصبر، وهذا هو أعظم الدروس المستفادة، بل هو محور الارتكاز للثبات على السنة: أن من ابتلي في الله فصبر رفعه الله عز وجل في الدنيا والآخرة. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-09-2010, 10:24 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

من شريط ( الأمثال في الكتاب والسنة[2] ) للشيخ : ( أبو إسحاق الحويني )
( الصراط المستقيم والطرق الأخرى )


قال الله عز وجل: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7]. سورة الفاتحة هي أم القرآن، (أم القرآن) بمعنى أن: كل المعاني التي وردت في القرآن هي في هذه السورة.. وإذا قلت: القرآن من أول البقرة إلى سورة الناس كلام كثير، وسورة الفاتحة سبع آيات؛ فكيف تشتمل على كل المعاني؟! فإن أئمة العلم يجيبون ويقولون: إن أم القرآن، ذكرت المعاني مجملة، والقرآن فصل معانيها. لكن ذكر الصراط وضحهُ الله وبينه مباشرة في هذه السورة (الفاتحة)، بينه مباشرةً في سياق السورة، نحن للتو في بداية المصحف: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، فربنا سبحانه وتعالى عرفك أن الناس جميعاً لا يسلكون إلا ثلاث طرق لا رابع لها : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]. (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم) هو الطريق الأول. (صراط الذين غضب الله عليهم).. هو الطريق الثاني. (صراط الضالين) هو الطريق الثالث. والناس أمام الحق قسمان: عالم به، وجاهل. والعالمون بالحق قسمان: عالمٌ عامل، وعالم جاحد، علم فعمل، أو علم فجحد: علم فعمل: هم هؤلاء الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ . علم فجحد هم هؤلاء الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ . والقسم الثاني: الجاهلون، وهم الضالون. إذاً الطرق ثلاث. لكن أول طريق -وهو الصراط المستقيم- ميزه الله عز وجل بميزة لم تذكر في الطريقين الآخرين، وهي ميزة الإضافة إلى نفسه تبارك وتعالى، وأنت تعلم أن المضاف إلى عظيم يكون عظيماً؛ ولذلك نقول: الكعبة بيت الله، وشرع الله لنا أن نقول: ورب البيت، فأخذ البيت عظمة بإضافته إلى الرب، وأخذت النار عظمة وشدة بإضافتها إلى الرب: (نار الله). وأنت ترى في الدنيا: أي أرض فضاء، أحدهم يقول: أنا أريد أن أضع يدي على هذه الأرض وأبني بيتاً.. تقول له: إياك! لأن هذه أرض العمدة! فتأخذ الأرض قيمة ومهابة بإضافتها إلى العمدة، الذي هو رجل معه الشوكة والسلطان. لكن لو كانت أرض إنسان صعلوك وجاء هذا ليبني.. تقول له: لا تبن، يقول لك: يا أخي هذه أرض فلان! فأخذت الأرض حقارة بإضافتها إلى هذا الإنسان الذي لا يملك حولاً ولا طولاً، وأخذت الأرض قيمة ومهابة وعظمة حين أضيفت إلى رجلٍ له شوكةٌ وسلطان. فإضافة الطريق إلى الله فيه شرف، وإهمال الإضافة في الطريق الثاني والثالث فيه تحقير وإهانة.. هذا أولاً. ثانياً: أن النعمة من باب الإحسان، والانتقام والغضب من باب العدل، فنسب الله عز وجل نفسه إلى الأكمل والأحسن: (إن رحمتي تغلب غضبي). ولذلك أنت تجد هذا واضحاً في قوله تعالى على لسان الجن: وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [الجن:10] مع أن كل شيء في الأرض بقدر الله، فالشر مقدور له تبارك وتعالى وإن كان ليس إليه، أي: لا ينسب إليه. وقد قال إبراهيمالَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء:78-80]، ولم يقل: (والذي أمرضني) مع أن المرض من الله، لكنه -تأدباً مع الله- نسب المرض إلى نفسه كأنه هو الذي أمرض نفسه، فهو حين ذكر النعم والإحسان نسبه إلى الله، وحين ذكر العيب نسبه لنفسه. والعبد الصالح (الخضر) حين أقام الجدار قال: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ [الكهف:82]، ولما خرق السفينة قال: فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا [الكهف:79]، مع أنه قال بعد هذا وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي يعني: هو الذي قال لي: اخرق السفينة، ومع ذلك قال: أنا الذي أردت أن أعيبها، فنسب الفضل والخير إلى الله عز وجل، ونسب العيب إلى نفسه. يقول الله: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] لأن هذا داخل في باب الإحسان، والإحسان من كمال أفعال الله عز وجل، والغضب والانتقام من العدل، فنسب نفسه إلى أكمل الأمرين: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7].

__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.