ظ…ظژظ† ظ…ط*ظ…ظˆط¯ ط§ظ„ط*ط¯ط§ط¯طں

[أبو عثمان السلفي]

مَن محمود الحداد؟

تُنسب إليه الفرقة الحدادية، والتي مِن مبادئها التَّبديع المنفلت! بدون فهمٍ لتطبيقات أهل العلم المتقدمين والمستأخرين...

وفي إجابةٍ للإمام الألباني –رحمه الله- لقَّبهم بـ(الخوارج)؛ عندما قرأ عليه بعض طلبة العلم جزءًا يسير مِن ضلال هذا الرَّجل، وسمع عن بعض تصرفات أتباعه!



«السائل: يقول [أي: محمود الحداد]: إنَّ عامَّة المسلمين منذ زمن: على الإرجاء، وكذا عامة أهل الرأي، ومِن هذا المنطلق لا يُثبتون لأحد مِن النَّاس كما قلنا أنَّه على السُّنَّة إلا بعد أنْ يتبينوا مِن حاله، وإلا فالأصل عندهم أنَّهم مرجئة.

الإمام الألباني: لا حول ولا قوة إلا بالله! هنا يظهر لكم (أهمية التَّمسك بمنهج السَّلف)، هذا رجل -الآن- طلَّقَ هذا، وتمسَّك بفهمه للكتاب والسُّنَّة، فضلَّ ضلالاً بعيدًا، وأمثاله كُثر في كل عصر وفي كل مكان.

السائل: لا سيما أنَّ كثيرًا -يا شيخ- مِن الشَّباب -الآن- ولا نقول الكثير، أغلب الشَّباب يتوزَّعون ويوجدون في بعض المناطق في المملكة ينهجون هذا المنهج! حتى أعرفهم لا يسلمون علينا!! ونحن نتحلَّق في دروس العلم عند المشايخ: لا يسلمون!

الإمام الألباني: الله أكبر! الله أكبر!! (هؤلاء خوارج)، يعني يسيرون في طريق الخروج.

الله المستعان!».

[«سلسلة الهدى والنُّور» رقم: (782) - باختصار]

وقبل نشر هذا الكلام قرأت كلمة لأحد الإخوة الأفاضل يسألني فيها سؤالًا مستنكرًا عليَّ -تلميحًا لا تصريحًا- وهو:

(ما هو الفرق بين الدُّعاة الحركيين، وبين سلمان، وسفر، والعمر، الذين سألتَ عنهم، وقال يومها لك الشيخ الألباني: أنَّهم خارجية عصرية!!) اهـ.



والجواب سهل –إنْ شاء الله-:

أولًا: النَّاظر في بعض أسماء الرِّجال الذين انتقدهم أهل الجرح والتَّجريح ليسوا دعاة حركيين؛ كسفر الحوالي وسلمان العودة، فعلى سبيل مثال، مثل الشيخ محمد حسَّان، والشيخ محمد حسين يعقوب وغيرهما يغلب عليهم الوَّعظ -مع الاحترام والتَّقدير لشخصيهما-، وغالب الوعاظ لا يعوَّل عليهم في العقيدة والمنهج؛ لهذا نراهم غير منضبطين في مواقفهم في وقت الفتن وغيرها، وكذلك في حكمهم على الأشخاص، فيمدحون الشَّخص تارة، ويذمونه تارة، يحرِّمون المظاهرات في وقت، ويخرجون مع المتظاهرين في وقت آخر!! يمدحون منهج السلف، ويطبِّقون منهج الخلف...

وهكذا...

فالحريص يربط النَّاس بالعلماء الرَّبانيين الذين يعرفون الفتنة قبل وقوعها.....

وينصح هؤلاء الدُّعاة (غير الحركيين)....

وما على الرَّسول إلا البلاغ...

ولا يجعلهم في مصاف الجهم بن صفوان! أو: واصل بن عطاء!!

يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- منبِّهًا على أمر مهم جدًّا في تنزيل الأحكام على الأشخاص، وأنَّها قد تختلف حسب الزَّمان والمكان، فقال:



«كان المؤمنون يطيعون الله ورسولَه، والمنافقون يتخلفون عن الجماعة، فأمَّا اليومَ فقد قلَّ (العلمُ) و(الإيمان)، وكثير مِن العلماء يخفَى عليه بعضُ السُّنَّة فضلاً عن غيرهم، فلهذا صارَ يَتْرُكُها مَن ليس بمنافق معلومِ النِّفاق». [«جامع المسائل» (4/ 130)]



قلت: إذا كان هذا الكلام على بعض العلماء في زمن شيخ الإسلام، فكيف بوعاظ زماننا؟!



ومِن روائع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قوله -رحمه الله-:



«وأهل العلم والدِّين (يَعرفون الحقَّ، ويرحمون الخلق، ويعذرون مَن خالفهم) مع جزمهم بأنَّه أخطأ ولم يفهم، وأهل الأهواء والبدع يخطئون ويذمون مَن خالفهم، ويتكلمون فيه بالباطل؛ فتارة يكفرونه وتارة يفسقونه، كما يفعل الخوارج والروافض وغيرهم مِن أهل البدع». [«الرَّد على السبكي» (2/ 950)]



ويقول -أيضًا-:



«ولكنّ شأنَ أهل البدع أنَّهم يبتدعون بدعةً، ويُوالونَ عليها ويُعادُون، ويَذُمُّون بل يُفسِّقون بل يُكفرون مَن خالفهم، كما يَفعلُ الخوارجُ والرَّافضةُ والجهميةُ وأمثالُهم.



وأما أهل العلم والسُّنَّة فيتبعون الحقَّ الذي جاءَ به الكتابُ والسُّنَّة، ويَعذُرونَ مَن خالفَهم إذا كان مجتهدًا مخطئًا، أو مقلدًا له، فإنَّ الله -سبحانَه وتعالى- تجاوَز لهذه الأُمَّة عن الخطأ والنِّسيان، وقد قال في دعاء المؤمنين: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، وقد ثبتَ في الصَّحيح، أنَّ الله استجابَ هذا الدُّعاء، وقال: قد فَعلتُ». [«جامع المسائل» (5/ 122)]



ثانيًا:

لا يُقارن صاحبُ السُّنَّة -كالشيخ الحويني مثلًا- بالحزبيين والحركيين، ولا يُلحق بهم بسبب زلة، أو زلتين، أو...، أو...، لا يختلف عليها اثنان، يقول شيخ الإسلام:

«وليس مِن شرط الهادي الخِرِّيت أنْ لا يُخطئ -قط-، فإنَّ لكلِّ عالمٍ عثرة وزلَّة، ولكن ذلك لا يمنع الاقتداء به في غير ذلك». [«تنبيه الرَّجل العاقل» (2/ 600)]

وهذا الكلام مِن شيخ الإسلام لا يفهمه إلا العقلاء....



وشطر كلمة شيخ الإسلام الأولى متفق عليها عند جميع الأطراف، ولكن الشطر الثاني وهو قوله: (ولكن ذلك لا يمنع الاقتداء به....)، فهذه عند الحدادية جريمة نكراء، فإذا وقع الرَّجل في بدعة فهو مبتدع ضال!! ثم تبدأ السلسلة الجهنمية عند القوم؛ فيجب هجره، وحرق كتبه، ولا يُسلّم عليه، ويحبس، ويضرب، ولا يترحم عليه...إلى آخر هذيان القوم!!!

نسأل الله الهداية.

ففهموا نصوص العلماء حسب أهوائهم، ولم يقدِّروا الزَّمان والمكان التي قيلت فيه -تلك النُّصوص-، ولهذا تجدهم في تناقضات فاضحات، وبيّن شيخ الإسلام سِرَّ ذلك فقال:

«ولهذا تجد لمن لم يضبط أصل الشَّرع ومقصوده في ذلك أقوالًا متناقضة». [«جامع المسائل» (3/ 412)]



ولا أرى أنَّ مواقع التَّواصل تصلح لمناقشة هذا الأخ الكريم المعترض عليَّ، والسَّرد الطويل لتاريخ القوم المتناقض! ولقد عايشنا فتنة الحداد في المدينة النَّبويَّة من أولها.... لعل الله ييسر لقاءً قريبًا تنكشف به هذه الغمَّة.



وألفتُ الانتباه أنَّ الشيخ الألباني وصف (الحدادية) و(القطبية) بأنهم: خوارج؛ لأنهم خرجوا عن وعلى منهج أهل السُّنَّة والجماعة.

والحمد لله أنْ كتب لنا سهمًا في الجلوس مع الإمام الألباني وكشْف حقيقة القطبية، ونسأل الله أنْ يكتب لنا سهمًا آخر في كشف حقيقة أهل الجرح والتَّجريح.

آمين.



وختامًا: أنقل تغريدة لشيخنا الحلبي -رحمه الله- يفهما اللبيب -فقط-:

قال -رحمه الله-:

« د.ربيع المدخلي له موقع ألكتروني ضمّ جميعَ كتبه ومؤلفاته، و.. و..

ثم طُبع ذلك -كله- في عدة مجلّدات!

ولكنّ المدقّق(!) لا يرى مِن بينها كتاباً -ما-!

وهو كتاب «مجازفات الحداد»: الذي ألّفه د.المدخلي في أوائل التِّسعينيّات الإفرنجية ...!

وهو كتابٌ ردّ د.مدخلي فيه على غلاة التَّجريح -أولَ ظهورهم-!!

فما السرّ -يا ترى- وراء هذا الغياب(!) لهذا الكتاب.. في السِّرداب!؟

فهل تراجع د.مدخلي عن عدّ انتقاداته -تلك- مجازفات! ثم صار يقول -هو- بها؟!

الله أعلم».