أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
47185 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2013, 05:13 PM
انور الدبوبي انور الدبوبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الاردن / عمان
المشاركات: 161
افتراضي الشرك الأصغر تعريفه وضابطه وحكمه وأنواعه المتعلقه بالقلب واللسان والجوارح/..منقول...

الشرك الأصغر تعريفه وضابطه وحكمه وأنواعه المتعلقه بالقلب واللسان والجوارح- الرقى الشركية- الطيرة- التمائم-الاستسقاء بالانواء

--------------------------------------------------------------------------------

الشرك الأصغر هو أحد الوسائل التي قد تؤدي إلى الشرك الأكبر ولخطورته سوف نفرده ببحث مستقل كأحد نواقص التوحيد وذلك في المبحث التالي.

المبحث الثاني :الشرك الأصغر :
المطلب الأول : تعريفه وبيان ضابطه :
الشرك الأصغر: هو كل ما كان فيه نوع شرك لكنه لم يصل إلى درجة الشرك الأكبر، وهو من الوسائل التي قد تؤدي إلى الشرك الأكبر.
ما هو ضابط الشرك الأصغر ؟
فكل ما ثبت بنص أنه شرك ودلت الدلائل على أنه ليس مخرج من الملة فهو شرك أصغر، والشرك الأصغر يكون دون الشرك الأكبر بحيث لا ينقض أصل الدين الذي هو توحيد الله والالتزام بالشريعة إجمالا ولا يكون أيضا من اللمم المعفو عن كما قال تعالى(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)النساء31.
ومن صور الشرك الأصغر ما قد يكون شركا أكبر في بعض الحالات حسب الإعتقاد الذي اعتقده الشخص.
المطلب الثاني :حكم الشرك الأصغر :
1- أنه كبيرة من كبائر الذنوب ، بل هو من أكبر الذنوب بعد نواقض التوحيد.
2- أن هذا الشرك قد يعظم حتى يؤول بصاحبه إلى الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام ، فصاحبه على خطرعظيم من أن يؤدي به الوقوع في الشرك الأصغر إلى الخروج من دين الإسلام ، فالشرك الأصغر من الوسائل التي قد تؤدي إلى الشرك الأكبر.
3- الشرك الأ صغر لا يخرج من الملة.
4- الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار إن دخلها.
5- الشرك الأصغر لا يحبط إلا الأعمال التي خالطها الرياء أو العمل لأجل الدنيا فقط.
6- الشرك الأصغر لا يبيح الدم والمال.
7- المشرك شركا أصغر يعامل معاملة المسلمين فيرثه أهله ويرثهم ويصلى عليه إذا مات ويدفن في مقابر المسلمين وتؤكل ذبيحته.
المطلب الثالث :أنواع الشرك الأصغر:
للشرك الأصغر أنوع كثيرة ، أشهرها ما يلي:
1) النوع الأول: الشرك الأصغر في العبادات القلبية ، ومن أمثلة هذا النوع ما يلي:
1- المثال الأول: الرياء:
تعريفه:
أن يظهر الإنسان العمل الصالح للآخرين أو يحسنه عندهم ، أو يَظهر عندهم بمظهر مندوب إليه ليمدحوه ويعظم في أنفسهم.
فمن أراد وجه الله والرياء معاً فقد أشرك مع الله غيره في هذه العبادة لأن الإخلاص في النية عبادة ولا تكون إلا لله ، أما لو عمل العبادة وليس له مقصد في فعلها أصلاً سوى مدح الناس فهذا صاحبه على خطر عظيم ، وقد قال بعض أهل العلم : إنه قد وقع في النفاق والشرك المخرج من الملة.
صور الرياء :
الرياء له صور عديدة ، منها ما يلي:
1- الرياء بالعمل : كمراءاة المصلي بطول الركوع والسجود ، والانفاق على الفقراء ليقال أنه جواد.
2- المراءاة بالقول : كسَرْدِ الأدلة إظهاراً لغزارة العلم ، ليقال: عالِم ، المراءاة بتحسين الصوت عند قراءة القرآن ليقال أنه قاريء.
وقد وردت أدلة كثيرة تدل على تحريم الرياء وعظم عقوبة فاعله ، وأنه يبطل العمل الذي يصاحبه ، منها مايلي:
× قوله (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)صححه الألباني.
× قوله (ياأيها الناس ! إياكم و شرك السرائر قالوا : يا رسول الله ! و ما شرك السرائر ؟ قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه ، فذلك شرك السرائر)حسنه الألباني.
× قوله (إنّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ)صحيح مسلم.
ولهذا ينبغي للمسلم البعد عن الرياء والحذر من الوقوع فيه ، وهناك أمور تعين على البعد عنه ، أهمها:
1- تقوية الإيمان في القلب ، ليعظم رجاء العبد لربه ، ويعرض عمن سواه ، ولأن قوة الإيمان في القلب من أعظم الأسباب التي يعصم الله بها العبد من وساوس الشيطان ، ومن الإنقياد لشهوات النفس.
2- التزود من العلم الشرعي ، وبالأخص علم العقيدة الإسلامية ، ليكون ذلك حرزاً له بإذن الله من فتن الشبهات ، وليعرف عظمة ربه جل وعلا ، وضعف المخلوقين وفقرهم ، فيحمله ذلك كله على مقت الرياء واحتقاره والبعد عنه ، وليعرف أيضاً مداخل الشيطان ووساوسه ، فيحذرها.
3- الإكثار من الالتجاء إلى الله تعالى ودعائه أنه يعيذه من شر نفسه ومن شرور الشيطان ووساوسه ، وأن يرزقه الإخلاص فيما يأتي وما يذر، والإكثار من الأذكار الشرعية التي هي حصن من شرور النفس والشيطان.
4- تذكر العقوبات الأخروية العظيمة التي تحصل للمرائي ، ومن أعظمها أنه من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة.
5- التفكُّر في حقارة المرائي وأنه من السفهاء والسَّفَلة ؛ لأنه يضيع ثواب عمله الذي هو سبب لفوزه بالجنة ونجاته من عذاب القبر وشدة القيامة وعذاب النار من أجل مدح الناس والحصول على منزلة عند المخلوقين ، فهو يبحث عن رضا المخلوق بمعصية الخالق ، ولهذا لما سُئل الإمام مالك رحمه الله: مَنِ السَّفَلة؟ قال: "من أكل بدينه".
6- الحرص على كل ما هو سبب في عدم الوقوع في الرياء ، وذلك بالحرص على إخفاء العبادات المستحبة ، وبمدافعة الرياء عندما يخطر بالقلب ، وبالبعد عن مجالسة المدّاحين وأهل الرياء ، ونحو ذلك.
· عدم جواز إتهام المسلم لمسلماً آخر بالرياء:
الرياء من أعمال القلوب ولا يعلمه إلا علاّم الغيوب ، واتهام المسلمين بالرياء هو من أعمال المنافقين ، والأصل في المسلم السلامة ، وأنه إنما أراد وجه الله ، وأيضاً فإن المسلم يندب له في بعض المواضع أن يظهر عمله للناس ، إذا أمن على نفسه من الرياء ، كما إذا أراد أن يُقتدى به في الخير، فليس كل من حرص على إظهار عمله للناس يعتبر مرائياً.
2- المثال الثاني: إرادة الإنسان بعبادته الدنيا:
تعريفه:
أن يعمل الإنسان العبادة المحضة ليحصل على مصلحة دنيوية مباشرة.
فالإرادة أو ما يطلق عليه النية عمل من الأعمال القلبية ويجب أن تصرف لله تعالى أي يبتغي بالعمل وجه الله تعالى .
أنواعه:
1- أن لا يريد بالعبادة إلا الدنيا وحدها:
كمن يحج ليأخذ المال ، وكمن يغزو من أجل الغنيمة وحدها ، وكمن يطلب العلم الشرعي من أجل الشهادة والوظيفة ولا يريد بذلك كله وجه الله البتة ، فلم يخطر بباله احتساب الأجر عند الله تعالى ، وهذا القسم محرم ، وكبيرة من كبائر الذنوب ، وهو من الشرك الأصغر ، ويبطل العمل الذي يصاحبه.
ومن الأدلة على تحريم هذا القسم وأنه يبطل العمل الذي يصاحبه ما يلي:
× قوله تعالى(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)هود: 15، 16 .
× قوله ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه.
× قوله ( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة)أبوداود وبن ماجه وصححه الألباني.
والمقصود بعرف الجنة : ريحها.
× قوله (تَعِس عبدُ الدينارِ ، والدرهمِ ، والقَطيفَةِ ، والخَميصَةِ ، إن أُعطِي رضِي ، وإن لم يُعطَ لم يَرضَ)صحيح البخاري.
والمقصود أن عمل هذا العبد إنما كان للدنيا فقط.
2- أن يريد بالعبادة وجه الله والدنيا معاً:
كمن يحج لوجه الله وللتجارة ، وكمن يقاتل ابتغاء وجه الله وللدنيا ، وكمن يصوم لوجه الله وللعلاج ، وكمن يتوضأ للصلاة وللتبرد ، وكمن يطلب العلم لوجه الله وللوظيفة ، فهذا الأقرب أنه مباح ؛ لأن الوعيد إنما ورد في حق من طلب بالعبادة الدنيا وحدها ، ولأن الله رتب على كثير من العبادات منافع دنيوية عاجلة ، والأدلة على ذلك ما يلي:
× قوله تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)الطلاق: 2، 3 .
× قوله تعالى(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)نوح: 10-12.
فهذه النصوص تدل على جواز إرادة وجه الله وهذه المنافع الدنيوية معاً بالعبادة ؛ لأن هذه المنافع الدنيوية ذكرت على سبيل الترغيب في هذه العبادات.
وهذا القسم لا يبطل العمل الذي يصاحبه ، ولكن أجر هذه العبادة يُنقص منه بقدر ما خالط نيته الصالحة من إرادة الدنيا.
3- المثال الثالث: الاعتماد على الأسباب:
تعريف الأسباب:
الأسباب هي الأمور التي يفعلها الإنسان ليحصل له ما يريده من مطلوب ، أو يدفع عنه ما يخشاه من مرهوب في الدنيا أو في الآخرة.
فمن الأسباب في أمور الدنيا:
البيع والشراء أو العمل في وظيفة ليحصل على المال ، ومنها أن يستشفع بذي جاه عند السلطان ليسلم من عقوبة دنيوية ، أو ليدفع عنه ظلماً ، أو لتحصل له منفعة دنيوية كوظيفة أو مال أو غيرهما ، ومنها أن يذهب إلى طبيب ليعالجه من مرض ، ونحو ذلك.
ومن الأسباب في أمور الآخرة:
فعل العبادات رجاء ثواب الله تعالى والنجاة من عذابه ، ومنها أن يطلب من غيره أن يدعو الله له بالفوز بالجنة والنجاة من النار، ونحو ذلك.
والذي ينبغي للمسلم في هذا الباب هو أن يستعمل الأسباب المشروعة التي ثبت نفعها بالشرع أو بالتجربة الصحيحة ، مع توكله على الله تعالى ، واعتقاد أن هذا الأمر إنما هومجرد سبب ، وأنه لا أثر له إلا بمشيئة الله تعالى ، إن شاء نفع بهذا السبب ، وإن شاء أبطل أثره.
ما هو حكم الإعتماد على الأسباب؟
إن اعتمد الإنسان على السبب اعتماداً كلياً ، مع اعتقاد أنه ينفعه من دون الله فقد وقع في الشرك الأكبر، وإن اعتمد على السبب مع اعتقاده أن الله هو النافع الضار فقد وقع في الشرك الأصغر، فالمؤمن مأمور بفعل السبب مع التوكل على مسبّب الأسباب جل وعلا.
ما هو حكم نسبة النعم لغير الله؟
إذا اقر العبد أن النعم من الله واعتمد على الاسباب الصحيحة مع تناسي الله فهذا شرك أصغر وكفر نعمة لأنه أضاف النعمة الى السبب ونسي المسبب ، فنسبة النعم إلى غير الله شركا أصغر إن نسي الله وأضاف النعمة إلى غيره ، وتكون شركا أكبر إذا انكر نسبة النعم إلى الله بقلبه ولسانه.
4- المثال الرابع: التَّطَيُّر:
تعريفه:
التطير :هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو غيرهما.
ومعنى ذلك أن يكون الإنسان قد عزم على أمر ما ، فيرى أو يسمع أمراً لا يعجبه فيحمله ذلك على ترك ما يريد فعله.
ويلحق بالتطيُّر في الحكم: عكسه : بأن يرى أو يسمع أمراً يسر به ، فيحمله على فعل أمر لم يكن عازماً على فعله.


ومن أمثلة التطيُّر ما يلي:
· ما كان يفعله أهل الجاهلية من أن أحدهم إذا أراد سفراً أثار طيراً ، فإن اتجه ذات اليمين تفاءل ، فعزم على السفر ، وإن اتجه ذات الشمال تشاءم ، وترك هذا السفر ، وقد كثر استعمال أهل الجاهلية للطيور في هذا الأمر حتى قيل لكل من تشاءم "تطيَّر".
· التشاؤم بسماع كلمة لا تعجبه كـ "يا هالك".
· التشاؤم بملاقاة عجوز شمطاء ، أو برؤية الغراب ، أو البوم ، أو صاحب عاهة في أول سفره ، أو في أول نهاره فيترك هذا السفر، أو يترك البيع والشراء في هذا اليوم.
· التشاؤم ببعض الأشهر كصفر.
· والتشاؤم ببعض الأرقام كثلاثة عشر، كما يفعله كثير من أصحاب الفنادق والعمارات وغيرهم في هذا العصر، فتجد بعضهم لا يضع هذا الرقم في أدوار العمارة أو في المصعد أو في مقاعد الطائرات ، ونحو ذلك تشاؤماً.
· من يقول (أنا اصطبحت بوش مين) أو يقول (وشه يقطع الخميره من البيت)يقصد التشأوم.
والمقصود بالوش: الوجه وهي كلمة دارجه في اللهجة المصرية.
حكم التطير:
والتطيّر محرم ، وشرك أصغر، ومثله: الفعل الذي يقدم عليه العبد أو يعزم عليه لرؤيته أو سماعه ما يسر به.
ويستثنى منه الفأل الحسن وهو: أن يكون الإنسان قد عزم على أمر معين فيرى أو يسمع أمراً حسناً من غير قصد له ، فيسر به ويستبشر به ، ويزيده ذلك اطمئناناً بأن ما كان قد عزم على فعله سيكون فيه خير وبركة بمشيئة الله تعالى ، ويعظم رجاؤه في الله تعالى في تحقيق هذا الأمر ، من غير اعتماد على هذا الفأل ، فهذا حسن ، فالفأل حسن ظن بالله تعالى ، ورجاء له ، وباعث على الاستعانة به ، والتوكل عليه ، وعلى سرور النفس ، وانشراح الصدر ، وهو مسكن للخوف ، باعث للآمال ، والطيرة على النقيض من ذلك: فهي سوء ظن بالله ، وتوكل على غيره ، وقطع للرجاء ، وتوقع للبلاء ، وقنوط للنفس من الخير ، وهو مذموم وباطل شرعاً وعقلاً.
أدلة بطلان التطير، وتحريمه:
1- قوله صلى الله عليه وسلم( الطيرة شرك)أبو داود وصححه الألباني.
2- ومما يدل على تحريم الطيرة أيضاً وإباحة الفأل ما رواه عروة بن عامر، قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال(أحسنها الفأل ، ولا ترد مسلماً ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتِ بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك)صححه النووي.
3- وقوله صلى الله عليه وسلم (لا طِيَرةَ ، وخيرُهاالفألُقالوا : وماالفألُ؟ قالَ : الكلِمَةُ الصَّالِحةُ يسمَعُها أحدُكُمْ)صحيح البخاري.
4- وقوله صلى الله عليه وسلم(لا عدوى ولا طيرة . ويعجبني الفأل . قال قيل : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة) صحيح مسلم.
ومعنى لا عدوى: أن العَدوى إذا انتقَلتْ كان ذلك بِقَدَرِ الله ، لا بتأثير المرض ذاتِه.
5- المثال الخامس :العجب والكبر:
فالعجب والكبر من الشرك الأصغر وهو مفسد للعمل .
ومعنى العجب : إستعظام العبد لما يعمل من العمل الصالح ونسيان منة الله به ، ووجه كونه من الشرك الأصغر أن صاحبه لديه نوع من الاستعلاء بما فعل من البر وتناسى أن كامل الفضل قائم بالغني وهو نوع من التشبه بالخالق في صفاته وينافي الكمال في معاني الإفتقار إلى الله .
وكذلك الكبر معناه : تعاظم الإنسان في نفسه وتحقيره لغيره وفيه الا ستعلاء وتشبهه بالخالق.

2) النوع الثاني من أنواع الشرك الأصغر: الشرك في الأفعال ، ومن أمثلة هذا النوع ما يلي:
1- المثال الأول: الرقى الشركية:
الرُّقى: هي الأمور التي يعوَّذ بها لرفع البلاء أو دفعه ، والرقى التي يفعلها الناس تنقسم إلى نوعين هما :
النوع الأول :الرقية الشرعية:
هي الأذكار من القرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة أو الأدعية الأخرى المشروعة التي يقرؤها الإنسان على نفسه أو يقرؤها عليه غيره ليعيذه الله من الشرور بأنواعها ، من الأمراض وشرور جميع مخلوقات الله الأخرى من السباع والهوام والجن والإنس وغيرها ، فيعيذه منها بدفعها قبل وقوعها ، بأن لا تصيبه ، أو يعيذه منها بعد وقوعها بأن يرفعها ويزيلها عنه ، وغالباً يصحب قراءة هذه الأذكار نفث من الراقي ، وقد تكون الرقية بالقراءة والنفث على بدن المرقي أو في يديه ويمسح بهما جسده ومواضع الألم إن وجدت ، وقد تكون بالقراءة في ماء ثم يشربه المرقي أو يُصبُّ على بدنه ، وبعضهم يقوم بكتابة الأذكار بزعفران أو غيره على ورق أو في إناء ، ثم يغسله بماء ، ثم يسقيه المريض.
ما هو حكم الرقية الشرعية؟
وقد أجمع أهل العلم على جوازها في الجملة ، وأنها مستحبه بشروط منها ما يلي:
1- أن تكون بكلام الله وبأسمائه وصفاته أو بالأدعية والأذكار المشروعة .
2- أن تكون باللسان العربي وبما يعرف معناه .
3- أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها ، وأن لا يعتمد عليها المرقي بقلبه ، وأن يعتقد أن النفع إنما هو من الله تعالى ، وأن هذه الرقية إنما هي سبب من الأسباب المشروعة.
4- ويشترط أن لا تكون هذه الرقية من ساحر أو متهم بالسحر.
* أدلة استحباب الرقية في حق المرقي:
1- عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فى بيتها جارية فى وجهها سفعة فقال (استرقوا لها فإن بها النظرة) صحيح البخاري.
والمقصود بالسفعه : سواد بالوجه.
2- عن عائشة رضي الله عنها قالت( أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أوى إلى فراشِهِ ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ووبالمُعَوِّذَتَينِ جَميعًا ، ثم يَمسَحُ بهِما وجْهَهُ ، وما بَلَغَتْ يَداهُ من جَسَدِهِ ، قالت عائشَةُ : فلمَّا اشتَكَى كان يأمُرُني أنْ أفعَلَ ذلكَ بِهِ) صحيح البخاري.
* والدليل على استحبابها في حق الراقي ما يلي:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان لي خال يرقي من العقرب ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى . قال فأتاه فقال : يا رسول الله ! إنك نهيت عن الرقى ، وأنا أرقي من العقرب . فقال ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)صحيح مسلم.
النوع الثاني: الرُّقى المحرمة:
ومنها الرقى الشركية ، وهي الرقى التي يعتمد فيها الراقي أو المرقي على الرقية ، فإن اعتمد عليها مع اعتقاده أنها سبب من الأسباب ، وأنها لا تستقل بالتأثير فهذا شرك أصغر، وإن اعتمد عليها اعتماداً كلياً حتى اعتقد أنها تنفع من دون الله ، أو تضمنت صرف شيء من العبادة لغير الله ، كالدعاء ، أو الاستعاذة بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو من الشرك الأكبر المخرج من الملة.
* والأدلة على تحريم جميع الرقى الشركية:
1- قوله صلى الله عليه وسلم( إن الرقى والتمائم والتولة شرك)أبو داود وصححه الألباني.
التولة: نوع من السحر يسمى سحر العطف والصرف أي المحبة و التفريق .
2- عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال كنا نرقي في الجاهلية . فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال ( اعرضوا على رقاكم . لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك )رواه مسلم.
* أمثلة الرقى المحرمة:
أن تكون الرقية فيها طلاسم ، أو ألفاظ غير مفهومة ، والغالب أنها رقى شركية ، وبالأخص إذا كانت من شخص غير معروف بالصلاح والاستقامة على دين الله تعالى ، أو كانت من كافر كتابي أو غيره.
2- المثال الثاني :التمائم الشركية:
تعريف التمائم في اللغة:
التمائم جمع تميمة ، وهي في الأصل خرزة كانت تُعلّق على الأطفال ، يتقون بها من العين ونحوها ، وكأنّ العرب سموها بهذا الاسم لأنهم يريدون أنها تمام الدواء والشفاء المطلوب.
وفي الإصطلاح:
هي كل ما يعلق على المرضى أو الأطفال أو البهائم أو غيرها من تعاويذ لدفع البلاء أو رفعه.
* ومن أنواع التمائم ما يلي:
× الحجب والرقى التي يكتبها بعض المشعوذين ويكتبون فيها طلاسم وكتابات لا يفهم معناها ، وغالبها شرك ، واستغاثات بالشياطين ، وتعلق على الأطفال أو على البهائم ، أو على بعض السلع أو أبواب البيوت يزعمون أنها سبب لدفع العين أو أنها سبب لشفاء المرضى من بني الإنسان أو من الحيوان.
× ومنها الخلاخيل التي يجعلها بعض الجهّال على أولادهم يعتقدون أنها سبب لحفظهم من الموت.
× ومنها لبس حلقة الفضة للبركة أو أو لبس حلقه بلاستكيه أو غير ذلك لجلب الحظ والتي تسمى بالحظاظه.
× ولبس خواتم لها فصوص معينة يعتقدون أنها تحفظ من الجن.
× ولبس أو تعليق خيوط عقد فيها شخص له اسم معين كـ"محمد" عقداً للعلاج من بعض الأمراض.
× ومنها الحروز وجلود الحيوانات والخيوط وغيرها مما يعلق في رقاب الأطفال أو على أبواب البيوت ونحو ذلك ، والتي يزعمون أنها تدفع العين أو المرض أو الجن أو أنها سبب للشفاء من الأمراض.
* حكم هذه التمائم:
هذه التمائم كلها محرمة ، وهي من الشرك ، لأنهم ظنوا أن لغير الله تأثيراً في الشفاء ، وطلبوا دفع الأذى من غيره تعالى مع أنه لا يدفعه أحد سواه جل وعلا.
لكن إن اعتقد متخذ هذه التمائم أنها تنفع بذاتها من دون الله فهو شرك أكبر ، وإن اعتقد أن الله هو النافع وحده ، لكن تعلّق قلبه بها في دفع الضر، فهو شرك أصغر، لاعتماده على الأسباب ، ولأنه جعل ما ليس بسبب سبباً ، فهذه التمائم السابق ذكرها كلها ليس فيها نفع بوجه من الوجوه ، وهي من خرافات الجاهلية التي ينشرها السحرة والمشعوذون ، ويدجلون بها على السذج والجهلة من الناس.
* أدلة تحريمها:
1- قوله صلى الله عليه وسلم( إن الرقى والتمائم والتولة شرك)أبو داود وصححه الألباني.
2- قوله صلى الله عليه وسلم(من علق تميمة فقد أشرك) صححه الألباني .

* حكم التمائم التي تكتب بآيات من القرآن أو بعض الأذكار الشرعية :
قد تكتب بعض الآيات من القرآن أو بعض الأذكار الشرعية في ورقة ثم توضع في جلد أو غيره ثم تعلق على الأطفال أو على بعض المرضى ، وقد اختلف في جواز تعليقها ، والأحوط المنع من هذه التمائم ، لعدة أمور، أهمها ما يلي:
1- أن الأحاديث جاءت عامة في النهي عن التمائم ، ولم يأتِ حديث واحد في استثناء شيء منها.
2- أن تعليق التمائم من القرآن والأدعية والأذكار المشروعة نوع من الاستعاذة والدعاء ، فهي على هذا عبادة ، وهي بهذه الصفة لم ترد في القرآن ولا في السنة ، والأصل في العبادات التوقيف ، فلا يجوز إحداث عبادة لا دليل عليها ومن ثم فإن ذلك بدعة.
3- أن في تعليقها تعريضاً للقرآن وكلام الله تعالى وعموم الأذكار الشرعية للإهانة ، إذ قد يدخل بالتميمة أماكن الخلاء ، وقد ينام عليها الأطفال أو غيرهم ، وقد تصيبها بعض النجاسات ، وفي منع تعليقها صيانة للقرآن ولذكر الله تعالى عن الإهانة.
4- سد الذريعة ، لأن تعليق هذه التمائم يؤدي إلى تعلُّق القلوب بها من دون الله ، ويؤدي إلى تعليق التمائم الأخرى المقطوع بتحريمها من التمائم الشركية وغير الشركية ، كما هو الواقع عند كثير من المسلمين.
5- أنه إذا علقت هذه التمائم واعتقد العبد أن تنفع من دون الله فهذا شركا أكبر والأولى تركها فإنها لا تنفع بهذه الصفة لكن القرآن والذكر والأدعية إنما ينفع إذا أتى به صاحبه بقلب خاشع وهذا هو السنة أن يرقى بالقرآن ويتعوذ بالأذكار المشروعة ويدعى الله بالأدعية المشروعة ولم يرد أن الرسول أو أحد من الصحابة علق القرآن أو الأذكار لهذا الغرض.
3- المثال الثالث :التبرك البدعي:
وهو التبرك بما لم يرد دليل شرعي يدل على جواز التبرك به ، معتقداً أن الله جعل فيه بركة ، أو التبرك بالشيء الذي ورد التبرك به في غير ما ورد في الشرع التبرك به.
وهذا بلا شك محرم ؛ لأن فيه إحداث عبادة لا دليل عليها من كتاب أو سنة ، ولأنه جعل ما ليس بسبب سبباً ، فهو من الشرك الأصغر؛ ولأنه يؤدي إلى الوقوع في الشرك الأكبر.
و التبرك البدعي ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: التبرك الممنوع بالأولياء والصالحين ، ومن ذلك:
1- التمسح بهم ولبس ثيابهم أو الشرب بعد شربهم طلباً للبركة.
2- تقبيل قبورهم ، والتمسح بها ، وأخذ ترابها طلباً للبركة.
النوع الثاني: التبرك بالأزمان والأماكن والأشياء التي لم يرد في الشرع ما يدل على مشروعية التبرك بها، ومن أمثلة هذه الأشياء ما يلي:
× جبل ثور.
× غار حراء.
× جبل عرفات.
× الأماكن التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره.
× المساجد السبعة التي قرب الخندق.
× المكان الذي يزعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه مع أنه مختلف في مكان ولادته عليه الصلاة والسلام اختلافاً كثيراً.
× الأماكن التي قيل إنه ولد فيها نبي أو ولي أو عاشوا فيها ونحو ذلك .
× التبرك ببعض الأشجار وبعض الأحجار وبعض الأعمدة وبعض الآبار والعيون التي يظن بعض العامة أن لها فضلاً.
النوع الثالث: التبرك بالأماكن والأشياء الفاضلة بغير ماورد في الشرع:
كمن يتبرك بجدران الكعبة بتقبيلها أو مسحها ، أو يتمسح بمقام إبراهيم أو بالحجر المسمى حجر إسماعيل ، أو بأستار الكعبة ، أو بجدران المسجد الحرام ، أو المسجد النبوي وأعمدتهما ونحو ذلك.

3) النوع الثالث: الشرك الأصغر في الأقوال، ومن أمثلة هذا النوع :
1- المثال الأول: الحلف بغير الله:
تعريف الحلف بالله:
هو توكيد الشيء بذكر اسم أو صفة لله تعالى مصدراً بحرف من حروف القسم.
وقد أجمع أهل العلم على أن اليمين المشروعة هي قول الرجل: والله ، أو بالله ، أو تا لله ، واختلفوا فيما عدا ذلك.
ما هو حكم الحلف بغير الله ؟
اليمين عبادة من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله ، فيحرم الحلف بغيره تعالى ، لقوله ( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفاً فليحلف بالله ، وإلا فليصمت) متفق عليه.
فمن حلف بغير الله سواء أكان نبياً أم ولياً أم الكعبة أم غيرها فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، ووقع في الشرك ، لقوله ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)الترمذي وصححه الألباني.
ولأن الحلف فيه تعظيم للمحلوف به ، فمن حلف بغير الله كائناً من كان ، فقد جعله شريكاً لله عز وجل في هذا التعظيم الذي لا يليق إلا به سبحانه وتعالى.
× الحلف بغير الله قد يكون من الشرك الأصغر:
إن كان الحالف أشرك في لفظ القسم لا غير.
× والحلف بغير الله قد يكون شركا أكبر:
إن قصد الحالف بحلفه تعظيم المخلوق الذي حلف به كتعظيم الله تعالى ، كما يفعله كثير من المتصوفة الذين يحلفون بالأولياء والمشايخ أحياء وأمواتاً ، حتى ربما بلغ تعظيمهم في قلوبهم أنهم لا يحلفون بهم كاذبين مع أنهم يحلفون بالله وهم كاذبون ، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة ؛ لأن هذا المحلوف به أجل وأعظم وأخوف عندهم من الله تعالى.
أمثلة على الحلف بغير الله:
هذه أمثلة على الحلف بغير الله كمن يقول :
والنبي – والكعبة - ورأس أبي – والعشرة – والخضرة - والختمة الشريفة – وحياتك - وشرفي – وشرف أبي – والنعمة - والشرف - والوالدين - والامانة - والذمة - والعيش والملح ، وغير ذلك.
2- المثال الثاني : قول بعض الألفاظ التي تسوي بين الله و أحد خلقه(شرك الألفاظ):
× كأن يقال: "ما شاء الله وشئت".
× أو يقال: "هذا من بركات الله وبركاتك".
× أو يقال: "ما لي إلا الله وأنت".
× أو يقال: "أرجو الله وأرجوك"
× وقول الرجل: لولا الله وفلان.
× أو يقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص.
× ولولا البط في الدار لأتى اللصوص.
* حكم التلفظ بهذه الألفاظ :
من تلفظ بتلك الألفاظ فقد وقع في الشرك.
* والدليل على ذلك ما يلي :
× قوله تعالى(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)البقرة: 22.
× و روي أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( إنكم تنددون ، وإنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ! فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة . ويقولون ما شاء الله ، ثم شئت)النسائي وصححه الألباني.
فأقر النبي هذا اليهودي على تسمية هذا العطف شركاً.
* ويكون التلفظ بهذه الألفاظ شركا أصغر :
إذا كان هذا القائل يعتقد أن ما نسبه إلى المخلوق الذي عطفه على اسم الله تعالى بـ "الواو" ليس على سبيل الاستقلال ، ولكن نسبه إلى هذا المخلوق لأنه هو المباشر لهذا الأمر لا غير، مع اعتقاده أن الله هو الخالق المقدِّر.
* ويكون التلفظ بهذه الألفاظ شركا أكبر:
إذا كان يعتقد أن هذا المخلوق مشارك لله تعالى على سبيل الاستقلال ، وأن تصرفه في ذلك بدون مشيئة الله تعالى.
3- المثال الثالث : شرك المبالغة في تسمية الأشخاص:
كالمبالغة في تسمية الملوك والأمراء والحكام كجلالة الملك وأصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي والفخامة أو ما شابه ذلك مما يخرج المسلم عن أوصاف العبودية التي شرفه الله بها ويوقعه في شيء من أوصاف الربوبية ، وهذا من الشرك الأصغر.
وقد يكون ذلك من الشرك الأكبر:
إذا رضيه المرء ودعا إليه وأحب فيه وأبغض ووالى وعادى عليه .
فعن أبي هريرة أن رسول الله قال (أغْيَظُ رجلٍ على اللهِ يومَ القيامةِ ، وأخبثُه وأغيظُه عليه ، رجلٌ كان يسمَّى ملِكَ الأملاكِ . لا ملِك إلا اللهُ)صحيح مسلم.

* وهناك ألفاظا أخرى تنقص التوحيد و تخالف العقيدة وتخل بها منها ما يلي:
1- مسبة الدهر:
ومن الأشياء التي يرتكبها بعض الناس بحكم العادة ، وهي مما ينقص التوحيد أيضا ويسيء إلى العقيدة‏ :‏ مسبة الدهر ومسبة الريح وما أشبه ذلك من إسناد الذم إلى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف ، فيكون هذا الذم في الحقيقة موجها إلى الله سبحانه ؛ لأنه الخالق المتصرف‏.‏
وفي ‏"‏الصحيحين‏"‏وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله ‏:‏ ‏(‏قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار‏)‏ ‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر‏)‏ ‏.‏
فدل الحديث على أن من سب الدهر؛ فقد آذى الله سبحانه ؛ لأن السب يتجه إلى مدبر الحوادث والوقائع وخالقها ، والدهر إنما هو ظرف ومحل وخلق مدبر ليس له شيء من التدبير، ولهذا قال الله‏:‏ ‏"‏وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار‏"‏‏.‏
قال بعض السلف‏:‏ كانت العرب في جاهليتها من شأنها ذم الدهر؛ أي سبه عند النوازل ، فكانوا إذا أصابتهم شدة أو بلاء ؛ قالوا‏:‏ أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، وقالوا‏:‏ يا خيبة الدهر‏!‏ فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه ، وإنما فاعل ذلك هو الله ؛ فإذا أضافوا ما نالهم من الشدائد إلى الدهر؛ فإنما سبوا الله عز وجل ؛ لأن الله هو الفاعل لذلك حقيقة‏.‏
2- مسبة الريح‏:‏
وقد ورد النهي عنها في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني عن أبي رضي الله عنه‏:‏ أن رسول الله صلى قال‏:‏ ‏(‏لا تسبوا الريح؛ فإذا رأيتم ما تكرهون ؛ فقولوا اللهم‏!‏ إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به‏)‏ ‏.‏
وذلك لأن الريح إنما تهب بأمر الله وتدبيره ؛ لأنه هو الذي أوجدها وأمرها ؛ فمسبتها مسبة للفاعل ، وهو الله سبحانه ؛ كما تقدم في سب الدهر؛ لأن سب الريح وسب الدهر يرجعان إلى مسبة الخالق الذي دبر هذه الكائنات‏.‏
3- قول ‏"‏لو‏"‏ في بعض الحالات اعتراضا على القدر وعدم التسليم به:
ومن الألفاظ التي لا ينبغي التلفظ بها لأنها تخل بالعقيدة ، وقد ورد النهي عنها بخصوصها‏:‏ كلمة ‏"‏لو‏"‏ في بعض المقامات‏.‏
وذلك عندما يقع الإنسان في مكروه أو تصيبه مصيبة ؛ فإنه لا يقول‏:‏ لو أني فعلت كذا ؛ ما حصل علي هذا‏!‏ أو‏:‏ لو أني لم أفعل؛ لم يحصل كذا‏!‏ لما في ذلك من الإشعار بعدم الصبر على ما فات مما لا يمكن استدراكه ، ولما يشعر به اللفظ من عدم الإيمان بالقضاء والقدر، ولما في ذلك من إيلام النفس وتسليط الشيطان على الإنسان بالوساوس والهموم‏.‏
والواجب بعد نزول المصائب التسليم للقدر، والصبر على ما أصاب الإنسان ، مع عمل الأسباب الجالبة للخير والواقية من الشر والمكروه بدون تلوم‏.‏
وقد ذم الله الذين قالوا هذه الكلمة عند المصيبة التي حلت بالمسلمين في وقعة أحد ، فقال تعالى(يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا) آل عمران154، هذه مقالة قالها بعض المنافقين يوم أحد لما حصل على المسلمين ما حصل من المصيبة ، قالوها يعارضون القدر، ويعتبون على النبي والمسلمين خروجهم إلى العدو، فرد الله عليهم بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ‏)‏ آل عمران154؛ أي‏:‏ هذا قدر مقدر من الله لابد أن يقع ، ولا يمنع منه التحرز في البيوت والتلهف‏.‏



4- المثال الرابع: الاستسقاء بالأنواء(النجوم):
تعريف الأنواء:
الأنواء جمع نوء ، وهو النجم ، وفي السنة الشمسية ثمانية وعشرون نجماً ، كنجم الثريا ، ونجم الحوت.
الاستسقاء بالأنواء:
هو أن يُطلب من النجم أن ينزل الغيث ، ويدخل فيه أن يُنسب الغيث إلى النجم ، كما كان أهل الجاهلية يزعمون ، فكانوا إذا نزل مطر في وقت نجم معين نسبوا المطر إلى ذلك النجم ، فيقولون: مطرنا بنوء كذا ، أو هذا مطر الوسمي ، أو هذا مطر الثريا ، ويزعمون أن النجم هو الذي أنزل هذا الغيث.
والاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن ينسب المطر إلى النجم معتقداً أنه هو المنزل للغيث بدون مشيئة الله وفعله جلّ وعلا ، فهذا شرك أكبر بالإجماع.
القسم الثاني: أن ينسب المطر إلى النوء معتقداً أن الله جعل هذا النجم سبباً في نزول هذا الغيث ، فهذا من الشرك الأصغر؛ لأنه جعل ما ليس بسبب سبباً ، فالله تعالى لم يجعل شيئاً من النجوم سبباً في نزول الأمطار، ولا صلة للنجوم بنزولها بأي وجه ، وإنما أجرى الله العادة بنزول بعض الأمطار في وقت بعض النجوم.
أدلة تحريم الاستسقاء بالأنواء:
1- عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال( هل تدرون ماذا قال ربكم؟)قالوا: الله ورسوله أعلم. قال( أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مُطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافرٌ بي مؤمن بالكوكب)صحيح البخاري.
وهذا الحديث يشمل على الصحيح النوعين السابقين ، فهذا القول كفر، لكن إن نسب الغيث إلى النجم من دون الله فهو كفر وشرك أكبر، وإن نسبه إليه نسبة تسبب فهو كفر نعمة وشرك أصغر.
2-


عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله قال(أربعٌ في أمَّتي من أمرِ الجاهليَّةِ ، لا يتركونهنَّ : الفخرُ في الأحسابِ ، والطَّعنُ في الأنسابِ ، والاستسقاءُ بالنُّجومِ ، والنِّياحة) صحيح مسلم.


من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807

منقول
__________________
قال الحسن البصري
إن النفس أمارة بالسوء ، فإن عصتْك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.