أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
26141 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2016, 03:39 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي من تاريخ الدعوة السلفية - الشيخ عبد الحميد بن باديس -

من تاريخ الدعوة السلفية
الشيخ عبد الحميد بن باديس: قائد الحركة الإصلاحية في الجزائر
بقلم الشيخ محمد شريف الزيبق المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة

لقد حمل ابن باديس لواء الإصلاح والدعوة لإيقاظ الوعي الإسلامي في بلاد الجزائر, في زمن ضرب فيه الجهل بجرانه، وراجت فيه الشعوذات والبدع، بعد أن سقطت البلاد في حضيض الضعف، واستولى الفرنسيون على السلطات وسعوا في زيادة مصائب الجزائريين، فسلطوا عليهم سياط العذاب والهوان والإرهاب من سفك للدماء وتشريد للأحرار وإفقار للعوام، وتركهم فريسة الجوع والبؤس والجهل، واستمر الاستعمار زهاء 130 عاما بكابوسه الفظيع إلى أن أثمرت جهود العاملين المخلصين أمثال الشيخ ابن باديس، وهب الجزائريون عن بكرة أبيهم يذودون عن الحمى ويجاهدون في سبيل الله، وأصلوا المستعمرين حربا ضروسا لا هوادة فيها طيلة ستة أعوام سقط فيها مئات الألوف من الجزائريين صرعى البغي والعدوان وظفرت الجزائر بحريتها رغم انف وزير خارجية فرنسا (1) .
وإذا كان الأجل لم يمهل ابن باديس حتى ينظر بعينيه إلى جهاد أبناء وطنه ويسعد بانتصارهم ـ إذ توفي قبل نشوب الثورة الجزائرية بخمس عشرة سنة ـ فإنه كان واثقا من نصر الله، دائبا في بذل أقصى ما يستطيع من جهد في إرشاد العامة ونشر العلم بين نابتة البلاد، وتنقلا بين حواضر الجزائر وبواديها، لا يهدأ له بال ولا يقرله قرار، يصدر الصحف العلمية الإسلامية وكلما عطل له المستعمرون صحيفة جدد غيرها وكان مع هذا كله يتعبد يتأمل ويحقق واصلا ليله بنهاره غير مشفق على نفسه ولا على جسمه، وقد هم بالخروج إلى جبال أوراس لإعلان الجهاد على الفرنسيين وكان يسعى لجمع الرجال لهذه الغاية. وحين اشتعلت الحرب العالمية الثانية قبيل وفاته اجتمع بأنصاره وقال: "عاهدوني" فلما أعطوه العهد فال: "سأعلن الثورة على فرنسا عندما تشهر إيطاليا عليها الحرب".

وقبل الحديث عن حركة ابن باديس لابد من ذكر نبذة عمن سبقوه من العلماء المصلحين ـ وبعضهم معاصرون له ومنهم أساتذة تلقى عليهم دروسه الأولى ـ وكان هؤلاء العلماء نجوماً يضيئون في ليل الجزائر البهيم حيث يخيم ظلال الجهل والتعصب والجمود الفكري، ويستشري داء البدع والمحدثات، التي كان يتولى نشرها والدفاع عنها جهلة اتباع الطرق الصوفية التي سندها الاستعمار.

حتى شاعت في بلاد المغرب عامة, وبلغ عدد الزوايا الصوفية في الجزائر وحدها 349زاوية يتبعها نحو ثلاثمائة ألف مريد وقد جارى الفقهاء هؤلاء المتصوفين وأصبح أكثرهم طرقيين حين لم يروا جدوى من معارضة هؤلاء المبتدعين.وقد أدى انتشار البدع والاعتقاد بالخرافات والأوهام إلى استسلام الناس للواقع والقعود عن مقاومة المنكر والجبن عن قتال أعداء الإسلام وصار أحدهم إذا سئل عن حاله يقول: "نأكل القوت ونستنى الموت".

وهنا برز جماعة من الفقهاء السلفيين الذين أثارتهم هذه الأحوال فقاموا بنشر العلم وبث الوعي وتنوير الأذهان ومحاربة البدع والمنكرات.
كذلك أثرت حركة السيد محمد بن على السنوسى ـ وهى حركة إصلاحية تعتمد على الجهاد للتخلص من النفوذ الأجنبي، ومع إن الدعوة السنوسية صوفية فقد اتصلت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتأثرت بروحه السلفية، وكان للزوايا والرباطات السنوسية أثرها في إيقاظ الوعي الإسلامي في المغرب، وعلى الأخص في أقاليم برقة وطرابلس والجزائر.


ويعتبر الشيوخ صالح بن مهنا وعبد القادر المجاوى وحمدان الونيسى والمولود بن الموهوب والمولود الزريبي وعبد الحليم بن سماية ومحمد بلخوجة طلائع حركة الإصلاح وهذه نبذة عن كل منهم:

1 ـ الشيخ صالح بن مهنا: كان يتولى التعليم والإرشاد بمدينة قسنطينة وامتاز بأسلوبه العاطفي الذي حرك الضمائر، وبدأ بإيقاظ الغافلين, فعملت السلطات الاستعمارية الفرنسية على إبعاده، وصادرت مكتبته النفيسة، ومؤلفاته الكثيرة (1) وقد توفي رحمه الله عام 1325هـ.

2ـ الشيخ عبد القادر المجاوي: كان عالما مفكرا عاملا بعلمه، يقوم بتطبيق ما يراه من مناهج الإصلاح وأساليب التربية والتعليم، ابتدأ التدريس في مدينة قسنطينة سنة 1286مدرسا متطوعا، ثم عين مدرسا بجامع الكتاني سنة1290. وتولى التدريس بالمدرسة الكتانية سنة 1295، ثم أبعدته الحكومة الفرنسية من قسنطينة إلى مدينة إلى الجزائر سنة 1316 فدرس في المدرسة الثعالبية التي تم بناؤها سنة 1322، ونالت دروسه إقبال الناس، وأحبوا فيه صدق اللهجة وصفاء السريرة، وظل يخاطب القلوب ويربي النفوس إلى إن أدركته الوفاةسنة1332،وله مؤلفات كثيرة منها: إرشاد المتعلمين، والمرصاد في مسائل الاقتصاد, وشرح منظومة في إنكار البدع والمفاسد الاجتماعية، والمنظومة للشيخ المولود بن الموهوب مطلعها:
صعود الأسفلين به دهينا
لأنا للمعارف ما هدينا.
وله رسالة في التربية، ورسالة في علم الكلام سماها القواعد الكلامية.

3ـ وقد ترك الشيخ المجاوي من بعده تلميذه الشيخ حمدان الونيسي الذي خلفه في التدريس بقسنطينة. والونيسي هو أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ المولود بن الموهوب مفتي قسنطينة والشيخ أحمد الحبيباتي, وقد هاجر الشيخ الونيسي إلى المدينة المنورة وتوفي فيها.
4ـ الشيخ المولود الزريبي المتوفى سنة 1343وهو من بلدة زريبة الوادي بناحية بسكرة تلقى العلم في الجامع الأزهر ثم عاد إلى الجزائر وقام بالتدريس في منطقة الأوراس، وكان من العلماء المشهود لهم بالصلاح، ومما يذكر عنه أنه لجأ إلى حيلة طريفة فعمد إلى كتاب (المرشد المعين) وهو كتاب معروف لدى الخاصة والعامة فشرحه وبث فيه آراءه الإصلاحية ودعوته السلفية لمقاومة البدع، وكانت تجري بينه وبين أنداده مناظرات في (المحدثات في الدين) .
5 ـ الشيخ عبد الحليم بن سماية المتوفى سنة1351 وكان على صلة بالسلفيين في مصر، وخاصة الشيخ رشيد رضا، وقد درس رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده وأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز للجرجاني وألفية ابن مالك وشروحها والعقد الفريد لابن عبد ربه وحماسة أبي تمام ومفصل الزمخشري، وله تآليف نفيسة منها كتاب (فلسفة الإسلام) الذي ألقى الفصل الأول منه في مؤتمر المستشرقين الرابع عشر المنعقد في الجزائر سنة1323 وحين زار ملك المغرب الأقصى عبد العزيز الجزائر عام 1319 دعا الشيخ عبد الحليم للغداء فاعتذر (1) بقصيدة منها:
أمولاي شمس الفضل والعلم والنهى
وأجدر من يجري اللبيب ثناءه
سلام عليكم عاطر متضوع
كمسك ذكا بل لا يكون بواءه
وأفضل تكريم وأزكى تحية
يقيمان للقدر العظيم وفاءه
ويرأب كل منهما نأي عبدكم
بغيبته عما إليه دعاءه
علمت بأن المشي بالجفن واجب
إليكم ولكن لي اعتذار وراءه
6 ـ الشيخ محمد بلخوجة المتوفى سنة1333،وكان شاعرا مشهورا بتقدمه بالآداب والعلوم العربية، وهو أعلم علماء عصره بتراجم علماء الجزائر، وكان واسع الاطلاع ولوعا بالكتب العصرية، وقد قام بنشر تفسير عبد الرحمن الثعالبي من رجال القرن التاسع بعد تحقيقه على سبع نسخ، ونشر كتاب السيوطي: "الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض".
وقد عزلته السلطات الفرنسية من عمله، فأخذ يلقي دروسه في جامع حي بلكلور بمدينة الجزائر.
(1) كان وزير خارجية فرنسا صرح عند نشوب الثورة الجزائرية بأنه لن يفاوض الجزائريين ولن يدع الهلال ينتصر على الصليب
(2) شروط النهضة ومشكلات الحضارة لمالك بن بني ترجمة عبد الصبور شاهين وعمر مسقاوي.
(3) الظاهر أن سبب اعتذاره نفته نن الحضور في مأدبة يشهدها الحكام الفرنسيون.

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
العدد 11
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.