لماذا لا يعينني الله على الطاعة ؟

[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

السؤال : أريد الإلتزام، فمثلا : أريد الاستيقاظ لصلاة الفجر، وأنوي في كل ليلة الاستيقاظ للصلاة، ومع هذا لا استطيع، فلماذا لا يعينني الله على هذا مع أنه طاعة؟

إعلم يا أخي أن من صدق الله، صدقه الله، يقول الله عز وجل : (فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى) الليل5-7 ولكنك قد تتأخر وتتعثر بسبب ذنوبك والذنوب لها تبعات وآثار، وهذه التبعات والآثار تبقى حتى وإن غفر الله لك الذنب، إلا إن عفا الله عنك فإنه يذهب الذنب وتبعاته، وهذا هو الفرق بين المغفرة والعفو -كما ذكر بعضهم- ، وقد يمتحن الله صدقك، هل ترجع أم تواظب، لتتجلى حقيقة الابتلاء فيك بظهور الخير أو الشر منك فتستحق الجزاء نتيجة أفعالك.

ولتعلم أن الإعانة من الله على قسمين، إعانة عامة، وإعانة خاصة :

أما الإعانة العامة : فتتحقق في أن الله عز وجل لم يكلف الناس إلا بما هو في وسعهم وقدرتهم، فمتى ما سقطت القدرة والاستطاعة سقط التكليف، وكذلك فمن الإعانة العامة أن الله عز وجل يعين المخلوق على كل أفعاله بمنحه القدرة على فعل الأشياء، فإن المخلوق لا يستطيع أن يحرك ساكنا إلا بإعانة من الله وقدرة يمنحه إياها.

وأما الإعانة الخاصة : فهذه منحة من الله عز وجل، يمنحها ويتفضل بها على من يشاء من عباده، فليست لزاما على الله، حتى وإن كانت على طاعة، وفي هذا حكمة، حيث أن العبد مكلف بالقضاء الشرعي، بالتكاليف الشرعية المنوط بها الثواب والعقاب، والذي يستحقه العبد نتيجة لأفعاله، فلو كانت الإعانة الخاصة لزاما على الله، أن يعين العبد في قيامه بكل طاعة واجتنابه كل معصية، لم تعد هناك حكمة في أن العبد محاسب على كل أفعاله، وكما قلنا فإن الله أعان العبد مسبقا بالإعانة العامة، بأن أعطاه القدرة والإستطاعة للقيام بالتكاليف الشرعية، ومتى سقطت الإستطاعة فلا تكليف، ومع هذا فاعلم أن الله عز وجل عند ظن عبده به، فأحسن الظن بالله، وكن على يقين بأن من صدق الله، صدقه الله.