أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
90092 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2009, 01:51 PM
عبدالله الخضيري عبدالله الخضيري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 17
Thumbs up أهمية علم المقاصد

بسم الله الرحمن الرحيم
إن أمر المقاصد الشرعية أمر في غاية الأهمية بالنسبة لحملة العلم الشرعي والمتفقهين في الكتاب والسنة من المبتدئين أو المجتهدين ؛ إذ إنها كالبوصلة التي تحدد للمسافر صحة اتجاهه من عدمه فهي بالإضافة لأمور آخر تساعد الباحث عن أحكام الشريعة في تحديد صحة سيره , وسلامة طريقه في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة وعباراتها واستخراج واستنباط مدلولاتها ومعانيها ومراميها , فهي مختصة بأهل العلم والاستنباط وأرباب الفقه والاجتهاد ,( وليس كل مكلف بحاجة إلى معرفة مقاصد الشريعة ؛ لأن معرفة مقاصد الشريعة نوع من أنواع العلم ... وحق العالم فهم المقاصد والعلماء في ذلك متفاوتون على قدر القرائح والفهوم ) .

وبمقدار رسوخ العالم في فقه الكتاب والسنة , يكون مقدار استيعابه لكليات مقاصد الشريعة , وقدرته في إدراج جزئيات الأحكام تحت تلك الكليات وردها إليها ؛ إذ إن فهم بعض مسائل الفروع متيسر حتى للعامي الأمي ,( أما معرفة المقاصد التي بنيت عليها الأحكام فعلم دقيق لا يخوض فيه إلا من لطف ذهنه واستقام فهمه ) , بل إن المتأمل في أسرار الشريعة يقطع بأن ( خاصة الفقه في الدين ... معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها) .

ولقد خطى القرآن بالعقل البشري خطوات جبارة في سبيل الرقي به , وفتح مداركه على ما في الكون من بديع خلق الله وآثار حكمته , وربط الأمور بأسبابها , وترتب ثمارها ونتائجها عليها , حتى أصبح تفكير المسلم تفكيراً غائياً سبيبياً ,( ولقد تحول الإدراك الإسلامي إلى نوع من اليقين بذلك الترابط الدقيق بين المقاصد والأفعال , فالفعل عبث إن خلا من مقصد وغاية , والفعل لا يتحقق إن لم توفر له أسبابه ومقدماته , فالأمور مرتبطة بغاياتها من حيث الإثمار والإنتاج , ومرتبطة بغاياتها من حيث الإثمار والإنتاج , ومرتبطة بمقدماتها وأسبابها من حيث الوجود والتحقيق ... , إن مدار التكليف والمسؤولية الإنسانية على مباشرة الأسباب , وتسخير النواميس والقوانين الإلهية التي تحكم حركة الوجود , وابتغاء آثارها ونتائجها , لتحقيق مهمة الاستخلاف , وأداء حق الأمانة بإعمار الكون , وتنظيم الحياة وفق المنهج الذي رسمه خالق الإنسان والكون والحياة سبحانه ... فمعرفة مقصد الشارع من الحكم , كمعرفة قصد المكلف من الفعل والأسباب اللازمة لتحقيق الفعل في الوجود , كل هذه العناصر تشكل أجزاء أساسية في منظومة العقل المسلم ).

وبهذا تحول المسلم إلى عامل بناء لا هدم , وعنصر سعادة لا شقاء في تاريخ الإنسانية يتحرك بإيجابية فائقة في الحياة بمختلف صورها , وفي شتى جوانبها ( إن الذي يرفضه الإسلام أن يسعى العبد لنيل حظه من الدنيا بهواه من غير الطريق الذي ارتضاه الشارع ... ليست القضية التي جاء بها الإسلام هي الهروب من الحياة , كي ننال الجنة والنعيم الأخروي , الإسلام يريدنا أن نسخر الحياة باسم الإسلام وبنهجه , يريد الإنسان المسلم ان يكون طاقة قوية , تندفع إلى الحركة والعمل والكفاح في الحياة لبناء الحضارة الإنسانية الخيرة , ويسد الثغرات التي تظهر في العالم المادي , نتيجة للدوافع الحيوانية التي تولد الصراع الحاد في أعماق نفس الإنسان ).

( ولو تتبعنا مقاصد ما في الكتاب والسنة , لعلمنا أن الله أمر بكل خير دقة وجله ) .

ولقد ظن بعض الناس – خطأ- أن أمر الدين لا يستقيم إلا بوأد الغرائز البشرية , وكبت النوازع الفطرية الإنسانية , وتحميل النفس ما لا تطيق , بل ظنوا أن الآخرة لا يصلح شأنها وتتحقق ثمرتها إلا بالإدبار عن الدنيا والتخلي عنها بالكلية واعتزال أمرها كله ,( وقد أدى العمل على هذا النحو الذي يقتضيه هذا الاتجاه إلى حدوث صراع نفسي في نفوس العاملين به , كانت له آثار سيئة , ذلك أنهم يحاولون كبت نوازع الفطرة , ويطلبون محوها وإزالتها ,, وهذا أمر مستحيل ... فإذا وقع الإنسان بين ضغط الغريزة الدائم الملحاح , وبين ما يعتقد أنه سمو وكمال , وهو محاربة هذه الميول وخنقها في أعماق النفوس , فالنتيجة الحتمية أن يدمر الصراع الثائر بين الدوافع والكوابح نفس صاحبه , ويوهن قواه , ويشتت فكره , ويملأ قلبه حيرة وقلقاً ).

وإنما أتي أرباب هذا الاتجاه من أهل الزهد والسلوك والتصوف من قلة فقههم في الدين وبخاصة باب المقاصد الشرعية (وإنما يعرف ذلك من كان خبيراً بأسرار الشرع ومقاصده , وما اشتملت عليه شريعة الإسلام من المحاسن التي تفوق التعداد , وما تضمنه من مصالح العباد في المعاش والمعاد , وما فيها من الحكمة البالغة والرحمة السابغة ).

وبهذا الفهم الصحيح والفقه المستنير لدين الله تعمر الدنيا بالسعادة الوارفة , ويعيش الإنسان في تواؤم تام مع ذاته , وانسجام كامل مع فطرته , معبداً ذاته والحياة من حوله لربه , وجاعلاً الدنيا طريقاً للآخرة , بالغاً بطاقاته وإمكاناته أقصى مدى لها يمكن أن تصل إليه في سبيل البناء الحضاري والرقي المدني , غير متشوف ولا محاول أن يتصدى لما لم يخلق له ولم يؤهل للقيام به من إيجاد وابتداع دين وتشريع , لتسيير الحياة , وتحديد مفاهيم الغيب ؛ لأن حق التشريع وبيان الدين لله وحده ؛ ولأن ( لفظ التشريع في اصطلاح الشرعيين له معنيان , أحدهما : وضع شريعة مبتدأة , وهذا لا يملكه في الإسلام إلا الله وحده .

وثانيهما : استمداد حكم من شريعة قائمة , سواء أكان استمداده من نص من نصوصها , أم من دليل من دلائلها , أم من مبادئها وروحها ... وإنشاء التشريع في الإسلام بالمعنى الأول لا يملكه حقيقة إلا الله سبحانه وتعالى , وأما بالمعنى الثاني فهو مجاز لا حقيقة لأن المستنبط يكشف عن حكم موضوع لا ينشىء حكماً جديداً ).

وبهذا سلم المسلم فرداً أو أمة نظاماً أو حضارة من مأزق الصراع بين الروح والمادة , والمثال والواقع , الذي وقعت فيه الأديان المحرفة والحضارات المادية المعاصرة , وإن الالتفات إلى فقه المقاصد , ليساهم بإذن الله في تجاوز كثير من المزالق التي قد يقع فيها بعض الدعاة أو طلبة العلم , حين يقصرون نظرهم على دليل جزئي شرعي , غير ملتفين إلى موقعه في سياقه العام من كليات الشريعة ومقاصدها العامة وما يترتب على تنزيله في الواقع بالكيفية التي ارتأها , غير عائبين بالموازنة بين المصالح والمفاسد , الذي هو ثمرة لفقه المقاصد , والذي هو في الحقيقة لب وروح وحقيقة السياسة الشرعية في التعامل مع الأحداث والوقائع والمستجدات الشرعية في التعامل مع الأحداث والوقائع والمستجدات في الحياة ببصيرة وهدى وفقه وعقل وما أقل من جمع ذلك في زماننا.

وما مثل من يتصدى لأمر الإفتاء والدعوة والتوجيه من غير إلمام بمقاصد الشرع ولا معرفة حقيقة بالواقع إلا كمثل من يبحث عن الثمرة في غير شجرتها , أو يحاول استنبات البذرة في غير بيئتها ومكانها المناسب الذي لا تنمو وتنتج إلا فيه , وأنى لهذا أو لذاك أن يبلغ المراد أو يصل للغاية والهدف , وإن بذل الجهد وأتعب النفس , قال تعالى : )وليس البر بأن تأتو البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتو البيوت من أبوابها (.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2009, 04:28 PM
عبيد المهيمن الهلالي عبيد المهيمن الهلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 112
افتراضي

بارك الله فيك أخي على هذه المشاركة العلمية النافعة الطيبة ومما يؤسف له عدم اهتمام الكثير من السلفيين بهذا العلم .حتى كادت تنفرد به الفرق المخالفة كالاخوان -هداهم الله-فملؤه شبها وباطلا ونحن مشتغلون بالكلام في بعضنا البعض بلا حجة ولا روية بل بظنون وحدثنا الثقات حاملين لكلام غيرنا ممن أخطأ من مشايخنا على الاحتمالات السيئة فلا نحن حسنا الظن بمشايخنا ولا نحن اشتغلنا بما يرفع الجهل عنا والى الله المشتكى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.