أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4312 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات مشرفي كل السلفيين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-24-2012, 12:03 AM
مشرفو منتدى (كل السلفيين) مشرفو منتدى (كل السلفيين) غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 33
افتراضي (8) ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في (الموازنات!)

(8)
-موثقًا-
ثناءُ الشَّيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات!
وإثبات تناقضه في (منهج الموازنات!)!


كنّا قد ختمنا مقالنا: ([6] الموقف العلميّ مِنْ ثناء العلماء على الشَّيخ ربيع المدخلي -وفْق قواعد الجرح والتَّعديل-)- بالقول:

«وبعد ما تقدَّم تقريرُه حُقَّ لنا أنْ نسأل الشَّيخ ربيعًا المدخلي ومَنْ يغلو فيه التَّالي:

1- هل سَيطبِّق الشَّيخ ربيع المدخلي وأتباعُه قواعدَ علم الجرح والتَّعديل -التي طبَّقها على غيرِه- على نفسِه وعلى مُخالفيه -سواءً بسواءٍ- (وَفق) هذه القواعد! أم أنَّهُ -وهُمْ- (فوق!) هذه القواعد؟!

2- وهل ثناءُ الشَّيخ ربيع المدخلي على أهل البدَع سيكون مُوجبًا للطَّعن في الشَّيخ ربيع المدخلي الذي كثيرًا ما طعن بالسَّلفيِّين بدعوى ثنائِهم على أهل البدع؟...
وأخيرًا:
فإنَّ ما تقدَّم تقريره هو ما تقتضِيه أصولُ الشَّيخ ربيع المدخلي وطُروحاته؛ فهل سيكون هو ومقلِّدُوه أولى النَّاس بتطبيقِها والتزامِ ما تَضمَّنته أو استَلزمَته؟!
إجابةُ هذا التَّساؤل سَوف تتَّضحُ لنا بلسان الحال -قبل المقال- منْ خلال الوقوف على ردود أفعال الشَّيخ ربيع وغلاة التَّجريح على (سلسلةِ المقالات القادمة) والتي نُثبِت مِنْ خلالها -إنْ شاء الله- ما تساءلنا بخصوصِه أعلاه، والله الموفق».

وهذا المقال هو (الحلقةُ الثَّامنة) مِن سلسلة ردُودنا على الشَّيخ ربيع المدخلي -وفَّقه الله-.

وهو (ثاني) المقالات (الإلزامِية) التي تُحاكمُ الشَّيخ ربيعًا المدخلي إلى أصُوله التي يَتبنَّاها ويدافعُ عنْها بكلِّ حرارةٍ! -والتي قدْ نوافقُه على بعْضِها، ونُخالفه في بعضٍ آخرَ-؛ فهي إلزامٌ للشَّيخ ربيع المدخلي بما تَقتضِيه أصُولُه!
ولعلَّ كلمة الشهرستاني في «الملل والنحل» (2\50) -في تأصيلِ هذا النَّوعِ مِن العلمِ-تكون كافية {لمنْ ألْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}-قال-: «فإن الموافقةَ في العبارةِ على طريق الإلزامِ على الخصم من أبلغِ الحجج وأوضح المناهجِ وعن هذا قال : {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر}».

معَ التَّنْبيه -ولا بدَّ -إلى أنَّه ليْسَ بالضَّرورة-ألبتَّة- أنَّنا نَتبنَّى أو نُخالِف فيما تَستلزمُه هذه الإلزامَات -بعضًا أو كلاًّ- مِنْ تبديعٍ وتجريحٍ للذَّوات المَذكُورين في مثَاني المقال؛ وإلاَّ فإنَّ ما نَتبنَّاه في باب (الموقفِ مِنْ أصحابِ البِدعِ الاعتقَادية )- تأصيلاً أو تنزيلاً-: ليْس هذا موطنَ ذكرِه وتفصيلَ القولِ فيه؛ فقد تكرَّر تقريرُه في صفحات المُنْتدى مرَّاتٍ ومرَّاتٍ، إمَّا بمقالات شيخِنا، أو مُشرفيه، أو أعضائِه المُتميِّزين , جريا منهم على طريقةِ العلماء المعتبرين من المتقدمينَ والمتأخرين في مدحِ علماءِ المسلمينَ بما قام فيهم من موافقة السنة والكتاب , دون ما خالفوا فيه ؛ فهو موجبٌ لنقدهم والكلام فيهم , ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيثُ يقولُ في «مجموع الفتاوى» (4/17-19) : «لَا تَجِدُ مَنْ يَمْدَحُ الْأَشْعَرِيَّ بِمِدْحَةِ ؛ إلَّا إذَا وَافَقَ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ وَلَا يَذُمُّهُ مَنْ يَذُمُّهُ إلَّا بِمُخَالَفَةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ , وَهَذَا إجْمَاعٌ مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ عَلَى تَعْظِيمِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَاتِّفَاقِ شَهَادَاتِهِمْ عَلَى أَنَّ الْحَقَّ فِي ذَلِكَ .

وَلِهَذَا تَجِدُ أَعْظَمَهُمْ مُوَافَقَةً لِأَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ أَعْظَمَ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ مِمَّنْ هُوَ دُونَهُ .
فَالْأَشْعَرِيُّ نَفْسُهُ لَمَّا كَانَ أَقْرَبَ إلَى قَوْلِ الْإِمَامِ أَحْمَد وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ كَانَ عِنْدَهُمْ أَعْظَمَ مِنْ أَتْبَاعِهِ .
وَالْقَاضِي "أَبُو بَكْرٍ بْنُ الْبَاقِلَانِي" لَمَّا كَانَ أَقْرَبَهُمْ إلَى ذَلِكَ كَانَ أَعْظَمَ عِنْدَهُمْ مِنْ غَيْرِهِ .
وَأَمَّا مِثْلُ الْأُسْتَاذِ أَبِي الْمَعَالِي ؛ وَأَبِي حَامِدٍ ؛ وَنَحْوِهِمَا مِمَّنْ خَالَفُوا أُصُولَهُ فِي مَوَاضِعَ فَلَا تَجِدُهُمْ يُعَظَّمُونَ إلَّا بِمَا وَافَقُوا فِيهِ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ وَأَكْثَرُ ذَلِكَ تَقَلَّدُوهُ مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ فِي الْفِقْهِ الْمُوَافِقِ لِلسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَمِمَّا ذَكَرُوهُ فِي الْأُصُولِ مِمَّا يُوَافِقُ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ وَمَا رَدُّوهُ مِمَّا يُخَالِفُ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ , وَبِهَذَا الْقَدْرِ يَنْتَحِلُونَ السُّنَّةَ وَيَنْحَلُونَهَا وَإِلَّا لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ... .
وَكَذَلِكَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ الَّذِينَ وَافَقُوهُ : "كَأَبِي الْوَلِيدِ الباجي" وَالْقَاضِي"أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ" وَنَحْوِهِمَا لَا يُعَظَّمُونَ إلَّا بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ , وَأَمَّا الْأَكَابِرُ : مِثْلُ "ابْنِ حَبِيبٍ" و "ابْنِ سحنون" وَنَحْوِهِمَا ؛ فَلَوْنٌ آخَرُ .
وَكَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ "الْقَدَرِ" وَ"الْإِرْجَاءِ" وَنَحْوِ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ .
وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي " بَابِ الصِّفَاتِ " فَإِنَّهُ يُسْتَحْمَدُ فِيهِ بِمُوَافَقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ».

وأمَّا هذا المقال؛ فهو محاكمةٌ(!) للشَّيخ ربيع المدخلي-والمُدافعِين عنْه بالتَّناقضِ المحضِ الصَّريح!- بمُقتَضى تَأصِيلاته وصنِيعه -هو-، لا بمُقتضى ما نَتبنَّاه -نحنُ- مِنْ تأصيلاتٍ!! ؛ فكلامنا في هذه المسألة وفي الأعلام المذكورين أدناه لا يتعدى حدود إلزامنا الشيخَ ربيعَ وفق أصوله , مع علمنا بأن العلماء الأجلاء قد مدحوا كثيرا منهم بما وافقوا في الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة , وعذروا كثيرا منهم فيما خالفوا فيه ؛ فغفر الله لجميع أئمة الإسلام .


ونحن إنما مقصودَنا مِنْ هذه المقالات الإلزاميَّة أمْران اثنَان:


الأوَّل: بيانُ فسادِ تأصيلاتِ الشَّيخ ربيع المدخلي, وبُعدها عنْ تقريراتِ العلماءِ الأكابرِ في المسَائل التي سوفَ نَسْتعرضُها في هذه المقالات؛ وذلك مِنْ خلال بيانِ فسادِ ما تسْتَلزمه، فاللاَّزم وإنْ لم يكن بنفسِه قولاً، لكنَّه علامةٌ لازمةٌ على فساد القول أو صحَّته.

ويَنْكشفُ وجهُ الحقِّ فيه بعدم التَّفريق بيْن المُتمَاثلين، والكيلِ بمِكيَالين:
فإمَّا أنْ يُبْطل أصل منهجِه وطريقتِه!
وإمَّا أنْ يلزمَ جادَّة(!)طريقتِه معَ الجميع!!

الثَّاني: إيصالُ رسالةٍ واضحةٍ إلى الشَّيخ ربيع المدخلي وأعوانِه وأتباعِهم؛ بأنَّ الأصولَ الفاسدَةَ التي يَتبنَّاها الشَّيخ ربيع المدخلي في باب النَّقد؛ لو تَمَّ التزامُها وتَبنِّيها، فإنَّ الشَّيخ ربيعًا المدخلي سيكون أوَّل منْ يُحاكَم على مُقتضى هذه الأصول!

والنَّتيجةُ اللاَّزمة لهذه المحاكمة: (تبديع)=( الشَّيخ ربيع المدخلي) -نفسَه!!-؛ فالعلَّةُ واحدةٌ، وهي مشتركة بيْن الشَّيخ ربيع المدخلي وبيْن مَنْ بدَّعهم الشَّيخ ربيع المدخلي، وصاحبُ المقالةِ أوْلى مَنْ يحُاكَم إليها!

ورأيتُم -أيُّها العقلاء-كيْف اجتَهد(!) الشَّيخ ربيع -ومعاونُوه!-في آخرِ مقالاته التي ردَّ فيها على شيخِنا الحلبي الأثري!- في البحثِ والتَتبُّع -وإيراد المصادر والمراجع و و!- ليكشِف حال ابنِ عادلٍ الحنبلي(!)- لمُجرَّد استدلال الشَّيخ الحلبي بكلامٍ (حقٍّ) له -لكونِه لم يُوافِق ما عنْد الشَّيخ ربيع!-، وكذا حال قائل مقولة: (آفةُ الأخبارِ رُواتها)؛ ليُثبِت أنَّها قاعدةٌ بدعيَّة؛ لكونِ بعضِ قائِليها -فيما اكتشفَ هو!- مُبتدعة!!

وهكذا دوالَيك -بإلحاحٍ عجيبٍ غريبٍ-!!!!

ونحنُ -في هذا المقالِ- سوف نَعرضُ لقائمة ممَّا وقع فيه الشَّيخ ربيع المدخلي مِنْ مدحه لطائفةٍ مِنْ الأَعلام الذين وقعُوا في بدعٍ اعتقاديةٍ كُبرى، بلْ وفيهم مَنْ هو مِنْ رُؤوس البدعةِ والضَّلالة؛ والذين لا يُقارَن حالُ كثيرٍ مِنْهم في معتقدِه الخلَفي، بالمُعتقد السَّلَفي لكثيرٍ مِنَ السَّلفيِّين المُعاصِرين الذين بدَّعهم الشَّيخ ربيع المدخلي، ثمَّ ألحقَ بهم كثيرًا ممَّنْ أثْنى عليهُم ومدَحهُم ودافعَ عنهم، ورفَضَ الأخذَ بأقوالِ الشَّيخ ربيع المدخلي فيهم؛ بحجَّة (مَنْ لم يُبدِّع المُبتدِع؛ فهو مُبتدعٌ)-وهي قاعدةٌ وإنْ أنكرُوها-حينًا- قولاً؛ فهم متلبِّسُون بها فعلاً وحقيقةً -غالبًا-!

وقبل ذلك؛ نبيِّن أمرًا مهمًّا:


إنَّ إشْغال النَّاس بمنْهج المُوازنات –وفقَ مفهومِ الشيخِ ربيعَ الواسع العام-نقدًا، وردًا، وتعقبًا، و و, - هو -مِنْ حيثُ ثمَرته - تطبيقٌ لمقاصدِ أهلِ الأهواء والبدَع مِن الحزبيِّين وأشكالِهم؛ الذين أشغلُونا بهذه المسائل -بلا دلائل!-، وطَفِقوا يَنظُرون إلى تَفرُّقنا وتدابُرنا وتهاجُرنا، و و!!


وإلاَّ:

لو قلنا لهم -مثلاً-:
إنَّ سيدَ قطب مِنْ دعاةِ الإسلام..
وأصحابِ الغيرةِ الدِّينية...
والجُهد والجِهاد في نُصرة الإسلام...
وصاحبُ قلمٍ نصر فيه الله ورسوله...

ولكنَّه:

يسبُّ الصَّحابة!
وطعنَ في العقيدة!
ويكفِّر المسْلمين!
و و و.....

فهل سيكونُ ذاك (منَّا) سببًا في قَبُول هذا (مِنْهم)؟!

أم أنَّهم -لتعصُّبهم وغُلوِّهم-سيُعرضُون عن كلِّ ما يخالفُ مَنْ هم له يتعصَّبون، ولأفكارِه يَتحزَّبون!! ويتركُونَنا (نحنُ) نَتفرَّق ونَتشتَّت ونتحزَّب -وهم إلى ذلك ينظُرون! ويتّمتَّعون-؟!

فـ

تنَّبهوا واحذروا...

فنقول -وبالله التَّوفيق-:


لقدْ أجاد الشَّيخ ربيع المدخلي في الردِّ على القائلين بوجوبِ ذكرِ حسناتِ المنْقود حال الرَّدِّ، وذلك في كتاَبين هما «منْهج أهل السُّنَّة والجماعةِ في نقد الرِّجال والكتب والطَّوائف», والثَّاني هو «المحجَّة البيضَاء في حماية السُّنَّة الغرَّاء».

ولكنَّ هذا النَّقد مِنْ الشَّيخ ربيع لمنهج الموازنات لَم يقف عند حدودِ هذه الصُّورة (اشتراط وإيجَاب ذِكر حسناتِ المنقودِ حال الرَّدِّ عليه) بل تعدَّاها ليشمل كافَّة صُورِ ذكرِ حسناتِ المخالف:

1- ولو كانت في حال التَّرجمة كما قال الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/162): «مع أن الشَّيخين قد اختلفت وجهة نظرهما فابنُ باز لا يرى الموازنات، والألباني صرَّح بأن منهج الموازنات بدعة وكرَّر ذلك، لكنَّه يرى أنه في حال التَّرجمة تُذكر الحسنات والسيئات، والصَّواب مع ابن باز والأدلَّة وكتب الجرح تؤيِّده».


2- بل ولو كانت في معرض (التَّقويم!)؛ فقد رد على من اشترط ذكر الحسنات حال التَّقويم في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (5/164)؛ فقال: «منهج الإسلام وأئمَّته في نقد الأقوال والأشخاص و(تقويمها!)، وبيان أنَّ العدل الحقيقيَّ إنَّما هو في هذا المنهج، القرآن الكريم يَمدح المؤمنين دون ذكر أخطائهم ويذم الكفَّار والمنافقين دون ذكر محاسنهم».


(تنبيه):

قول الشَّيخ ربيع -في آخر كلامه-هنا-: (فالقرآن يمدح المؤمنين ولا يذكر أخطاءَهم ...)..
إطلاقٌ غير صحيح؟!
فماذا يُقال في قوله -تعالى-: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}.
وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}.
وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

3- بل توسّع الشَّيخ المدخلي، فأدخل في منهج الموازنات المذموم مَن جَمع بين المدح والنَّقد في سياق واحد -حتى وإن لم يكن الجامع موجبًا لهذا الجمع-؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (6/83): «قال القرضاويُّ في كتابه «أولويَّات الحركة الإسلاميَّة»: «في هذه المرحلة ظهرت كتب الشَّهيد سيِّد قطب، التي تُمثِّل المرحلة الأخيرة مِن تفكيره، والتي تنضح بتكفيرِ المجتمع، وتأجيل الدَّعوة إلى النِّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد، وتدعو إلى العزلة الشُّعوريَّة عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على النَّاس كافَّة، والإزراء بدُعاة التَّسامُح والمرونة، ورميهم بالسَّذاجة والهزيمة النَّفسيَّة أمام الحضارة الغربية، ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في تفسير «في ظلال القرآن» في طبعته الثانية، وفي «معالم في الطريق»، ومعظمه مقتبس من «الظلال»، وفي «الإسلام ومشكلات الحضارة»، وغيرها، وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابيُّ الكبير؛ كما كان لها تأثيرها السَّلبي».

نقول :
وعلق الشَّيخ ربيع على هذا النقل بالقول: «نأسف لِمثل هذا المنهج؛ أعني: منهج الموازنات بين الحسنات والسَّيئات، الحائد عن منهج الإسلام الذي ضيَّع شباب الأمَّة، وقذف في قلوبِهم حبَّ البدع وأهلها، ولا سيَّما مذهب الخوارج في تكفير الأمة، وهوَّن من شأن الرَّفضِ والتصوُّف الغالي، بما فيه وحدة الوجود، فمتى يستيقظ المؤمنون لمثل هذه الحيل».

4- بل وأدخل في منهج الموازنات المذموم مجرد الإشارة المجملة إلى أنَّ للمخالفين مواقف حسنة في نصرة الإسلام؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (13/272) ناقلا عن الشَّيخ أبي الحسن المأربي: «ص 65 الفقرة ( 159 ) (وأرى أن من المخالفين من عنده مواقف حسنة دقت أو جلت في نصرة الإسلام وأهله، فجزاه الله خيرًا على ذلك، فلا أغمطه حقه، ولا أتبعه على خطئه....).

نقول :
فتعقب الشَّيخ ربيع هذا القول؛ فقال: «وأقول الآن: إن هذا قول منه بمنهج الموازنات فإن قال: لا، قلنا له أنت تلبِّس على الناس أو أنك لا تدري ما هو منهج الموازنات لأنك لم تقارع أهلَه بالحجج والبراهين التي يقارعهم بها غيرك».

5- وهذا الموقف من الشَّيخ ربيع المدخلي مبناه على الأصل الذي يتبنَّاه في هذا الباب؛ من (إهدار حسناتِ كلِّ مَن رُمي ببدعة من أهل الإسلام) أصل أصيل من أصول أهل السُّنَّة والجماعةِ، بل أجمعوا عليه!!!! فقال متعقبًا الشَّيخ عبد الرحمن عبد الخالق في قوله: «إلا أن بعضَ من تكلم في هذا الباب بدَّع من لا يستحقُّ التَّبديع وأخرج من السُّنَّة من لا يبلغ إلى هذا الحد. وأصَّل أصولاً نسبها إلى أهل السُّنَّة والجماعةِ، وما هي من أصول أهل السُّنَّة والجماعةِ بل لو طبقت هذه الأصول فإنه لا يبقى معها مسلم إلا ويُثلَب.

ولا يقام عمل للإسلام إلا وينهار.
ومن هذه الأصول: إهدار حسنات كل من رمي ببدعة من أهل الإسلام، والوقوف عند مثالب كل من له خطأ أو زلة لسان. وجعل الدِّين الذي يدان به ذكر وترديد ما أخطأ فيه أهل الإسلام والإيمان والإحسان، فإنا لله وإنا إليه راجعون».
نقول :
فتعقبه الشَّيخ ربيع في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (10/133) بالقول: «بل الذي ذكرته هو أصل أصيل من أصول أهل السُّنَّة والجماعةِ بل أجمعوا عليه، وقد كان بعض الصوفيَّة يعارضه، ثم أخمد هذا الصَّوت الذي لا سند له إلا الجهل بالدين وتقديس الأشخاص والجهل بمعرفة المصالح العظيمة التي يحققها هذا الأصل والمفاسد العظيمة الخطيرة على الدِّين والأمَّة التي يدفعها».
ولهذا فالشَّيخ ربيع يرى:

أ- أن (مدح أهل البدع من الفضائح والمخازي)، كما قاله في مقال (حرب أبي الحسن لمنهج السَّلف) ولفظه: «تلك الفضائح والمخازي التي مِن جملتها: مدح أهل البدع».


ب- وأن مَن مدح أهل البدع فقد خرق أصلاً أصيلاً من أصول أهل السُّنَّة والجماعةِ؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (10/511): «ما بالكم لا تزالون أنتم وشيخكم عبد الرحمن عبد الخالق تَمدحون أهل البدع وتُقدِّسونهم وتدافعون عنهم، وتُحاربون هذا الأصل الأصيل الذي أجمع عليه أهل السُّنَّة».


6- وأما تلميذه أحمد بازمول فيخلص إلى النَّتيجة المعروفة عند القوم(!) جاعلاً إيَّاها قاعدة من قواعد (جماعة التَّبديع والهجر) وهي: تبديع من مدح أهل البدع وعظمهم وقدَّرهم؛ فقال في محاضرة له بعنوان (نصائح وتوجيهات للمتصدِّرين للدعوة): «قاعدة: من مدح أهل البدع وعظَّمهم وقدَّرهم، وطعن على أهل السُّنَّة؛ فهو مبتدع وإن أظهر السُّنَّة والسَّلفيَّة».

نقول :
ونحن قد تقدم معنا -في مقالنا السَّابق- ضربُ الأمثلة على أهل السُّنَّة الذين طعن فيهم الشَّيخ ربيع المدخلي وكبار أعوانه، وكان فيهم مَن طعَن فيه -فقط- بسبب مدحه (أو مجرد مخالفته!) لِمن تكلَّم فيهم الشَّيخ ربيع المدخلي!
مع لزوم التَّذكير بأن ...
(المدح) هو: (نقيض الهجاء وهو حسن الثَّناء) -كما قاله ابنُ منظور في «لسان العرب» (مادة: مدح).
و(المدح: عبارة عن القول الدَّالِّ على أنه مختص بنوع من أنواع الفضائل باختياره، وبغير اختياره) -قاله أبو الهلال العسكري في «الفروق اللغوية» (ص/202).
وفي نفس المصدر (ص/203) أن «المدح يكون بالفِعل والصِّفة، وذلك مثل أن يمدح الرجل بإحسانه إلى نفسه وإلى غيره وأن يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم».
ونحن في هذا المقال -كما قلنا- سوف نحاكم الشَّيخَ ربيعًا-بطريق الإلزام- إلى تقريراته وتأصيلاته، ونضرب الأمثلة على مدح الشَّيخ ربيع المدخلي للمخالفين لمعتقد أهل السُّنَّة والجماعةِ , وفيهم رؤوس في البدع والضلالات:
-فإما أن يَسلك منهجه (!)مع الجميع!
-وإما أن يتراجع عنه مع الجميع!
أما أن تكونَ طريقتُه على مثال {يُحِلُّونَهُ عامًا ويُحَرِّمونَهُ عامًا}؛ فلا!

ولا بدَّ من تنبيه -ابتداءً-، وهو أن نقول:

سيجتهد (!) الشَّيخ ربيع -ومعاونوه-في تبرير وتسويغ سائر الكلمات والجمل -الآتي بيانُها وكشف ما فيها -والتي تُظهر تناقض الشَّيخ ربيع في قاعدته هذه!-؛ وذلك بحملها على محامل يظنونها مخرجة لهم من مأزق التَّناقض الذي تلبَّسوا به-كما فعلوا ولا يزالون يفعلون-في كثير من المسائل المشابهة!
فكل جواب منهم (!) هو جواب عليهم -شاؤوا أم أبَوا، وافقوا أم استكبروا-!!
وكم نتمنى (!) أن يتجرأ واحدٌ منهم بالتَّخطئة -أو حتى التوقف!-لبعض قول الشَّيخ ربيع فيما يخالفه فيه غيره من أهل العلم -كالشَّيخ العباد والشَّيخ الفوزان-ولا نقول: الشَّيخ الحلبي-!!!
ولكن هذا كله لن يَمنعنا من بيان الحق الذي نعتقده ونَدين الله -تعالى- به - لعل بعض مَن لا يزال عنده بقيَّة إنصاف أن يتفكَّر ويتأمَّل-.
وعليه؛ فلا بُدَّ من تنبيه آخر ذي صلة بهذه النُّقطة -نفسها-:
فإن عددًا من النقاط الآتي ذكرها تتضمن ذكرًا لبعض المخالفين لمنهج أهل السُّنَّة وعقيدهم =بالعلم ،والزهد، والفقه، و و!!
فقد يقال:
هذا ليس مدحًا لهؤلاء!
فنقول:
تقدم كلام العلامة العسكري في اعتبار عين هذا المذكور -هنا-من كلمة (عالم)-ونحوها-: أنه من المدح.
ثم -من باب التنزُّل-:
أين بيان أن هذا (العالِم)، أو (الزاهد): مُبتدع، أو منحرف!؟

وهذا أوان البدء بالبيان والتفصيل- بعد التحقيق والتأصيل- ؛ فنقول -وبالله التَّوفيق- عارضين لأقوال الشيخ ربيع المدخلي في مدحه للمخالفين في معتقد أهل السنة والجماعة :


1- جواز ذكر حسنات المسلم واليهودي والنصراني، بل وحتى الشَّيطان وفرعون حال التَّرجمة:

قال الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (2/518): «إذا كان إنسان يريدُ أن يذكر تاريخ شعب من الشعوب أو أمَّة من الأمم أو شخصيَّة من الشخصيَّات يذكر كل ما ورد عنه وكل ما يتصل بحياته من خير وشر، مسلم يهودي نصراني حتى الشَّيطان لما عرفوا به قال بعضهم: كان من الملائكة ثمَّ مسخه اللهُ تبارك وتعالى فصار شيطانًا - يقولون هكذا - فإذا كنتَ تُؤرِّخ حدِّث عن الناس ولا حرج يذكرون للنَّاس حسنات وسيِّئات وأنت حدِّث عن المسلمين والكفَّار، حتى فرعون إذا ترجمت له وجدت في التَّرجمة خيرًا وشرًّا فيذكرون في ترجمته - أنا أقرأ وأنا صغير - أن قارون أو أحد ولاته خرج يتجوَّل في أنحاء مصر ويجمع منهم العشور والضَّرائب وكذا وكذا فأتى بأموال لا أول لها ولا آخر فقال له فرعون: من أين أتيتَ بهذه الأموال؟! قال: جمعتها من الضرائب وكذا، قال: ما ينبغي لربٍّ أن يأخذ مِن عبيدِه أرجعها إلى أهلها، فنذكر هذا من حسناتِه فإذا كنت مؤرخًا اذكر كلَّ ما هبَّ ودبَّ من خير وشر».
نقول :
والشَّيخ ربيع في تقريره هذا قد نسف ما تقدَّم ذِكره من أن الصواب الذي تؤيِّده كتب الجرح والتَّعديل هو عدم ذكر الحسنات حال التَّرجمة -وكتبُ التَّاريخ كتبُ تراجم-وكثير منها كتب جرح وتعديل-كما لا يخفى-.

وهذا مثال بيِّن ظاهر على تناقض الشَّيخ ربيع المدخلي في التأصيل..

وأما تناقضه بين التَّأصيل والتطبيق فأمثلته كثيرة -كما سترون-:

2- كل الطُّرق البدعيَّة تشتمل على الممدوح والمذموم، وأن عندهم ما يمدحون به وعندهم ما يذمون به:

قال الشَّيخ ربيع في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/489): «كل الطرق تشتمل على الممدوح والمذموم فعند الخوارج ما يُمدح ومع ذلك وصَفَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأنهم شر الخلق والخليقة وأمرَ بِقتلهم وبيَّن أن لمن قتلهم أجرًا عند الله.
والرَّوافض والشِّيعة والجهميَّة والقدرية والمرجئة والصُّوفية على تفاوت بينهم وكلهم عند الأئمة عندهم ما يمدح وما يذم ولم يمنعهم ما عندهم من الحق أن يذموهم ويذموا مذاهبهم ويحذروا منهم وينزلون كل طائفة منزلتها ويبينون الأسوأ فالأسوأ».
نقول :
وهذا الصنيع منه يتناقض مع ما أنكره في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (13/272) -مما نقلناه أعلاه-!
فهو -على أصل الشَّيخ ربيع- قول بالموازنة لمذمومة!!

3- مدحه للخوارج .

يثني الشَّيخ ربيع المدخلي على الخوارج ويصفهم بأن عقائدَهم كانت سليمة، وإنما انحرفوا في باب الحاكميَّة؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (14/493) -موازنا-: «وأول مَن حاد عن المنهج هم الخوارج، كانت عقائدهم سليمة، يعني في أبواب صِفات الله ليسوا بالمعطِّلة، وفي توحيد الله ما كان عندهم بدع وشركيَّات وضلالات، وانحرفوا في الحاكميَّة وما يتبعها فصاروا من شر خلق الله تعالى».

4- مدحه لصنف من المبتدعة غير الدُّعاة:

قال الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (15/151): «فمِن أهل البدع دعاة وهؤلاء لا شكَّ أنهم كذابون حقًّا ولهذا تجنَّبَ سلفُنا الصالح الرواية عنهم لأنهم لا يسلمون من الكذب تبريرًا لدعواتِهم وتزيينًا لها.
و آخرون لم يكونوا دعاة ولم تكن عندهم تلك الأهواء الجامحة وربما كانت عندهم شُبَهٌ! لهذا تراهم لا يدعون إليها والمؤمنون والمسلمون وأهل العلم وطلاب العلم في مأمن من شرهم؛ فلما اتصفوا بهده الصِّفات ابتعدوا عن دعوة الناس إلى الضلال وحفظوا أنفسهم من الدعوة إلى الباطل، وثق بهم أهل السُّنَّة والجماعةِ وعذروهم».

5- مدحه لخالد القسري (126هـ):

قال عبد الله بن أحمد: سمعتُ ابنَ معين يقول: (خالد بن عبد الله القسري رجل سوء، يقع في علي).
وقال فضَّل بن الزُّبير: (سمعت القسري يقول في علي ما لا يحل ذِكرُه).
قال الذهبي في ترجمته في السير (5/426): «فيه نصب معروف».
نقول :
وأما الشَّيخ ربيع المدخلي صاحب المواقف المعروفة من مخالفيه الذين خرجت منهم عبارات لا يليق إطلاقُها تجاه الصَّحابة الكرام, نراه يَمدح (الأمير خالدًا القسري) الطَّاعن في رابعِ الخلفاء الراشدين، ويصفه بأن غيرتَه على الدِّين لا تقل عن غيرة كبار العلماء عليه، فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (1/45-46): «قال أمير العراق خالد بن عبد الله القسري لما قتل الجعد بن درهم قال: (أيها النَّاس تقرَّبوا إلى الله بضحاياكم، فإني مُتقرِّب إليه بالجعد بن درهم؛ لأنه أنكر أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلَّم موسى تكليمًا)، كان في ذلك الوقت العلماء والحكام على عقيدة واحدة ومنهجٍ واحد، والحاكم المسلم لا يقل غَيرة على دين الله وعلى توحيد الله من كبار العلماء، كان للتوحيد هذا عندهم منزلة عظيمة لدرجة أن مثل هذا الأمير الذي هو من أقل الأمراء شأنًا، ولعله من أضعفهم تديُّنًا ولكنه يؤمنُ بهذا التوحيد، ولهذا أبرز هذه الغَيرة على دِين الله تبارك وتعالى وأيد ما ذهب إليه العلماء، وغار للهِ عز وجل وأجرى هذا الحكم على هذا الذي تطاول على شيء من صفات الله تبارك وتعالى، وكان هذا مصيره وجزاءه».
نقول :
وموقف (خالد القسري) هذا مما قد مدحه عليه أهل السنة , مع علمهم بنصبه وطعنه في رابع الخلفاء الراشدين , فهذا هو عدل أئمة السنة , يمدحون بموافقة السنة ويذمون على مخالفتها , لكنه على أصل الشيخ ربيع قول بالموازنة المذمومة ؛ فشتان بين الأصلين .

6- مدحه لأبي حنيفة (150 هـ) :

أبو حنيفة –رحمه الله- جمع الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- كتاباً بعنوان «نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة» وفيه ذكر ما انتقد على أبي حنيفة في مسائل : (الإرجاء , وحمل السيف , وردّ صحيح السّنّة , وإظهار الاستهانة بها , وأخبار الآحاد , والقول بالرأي ...إلخ) معززا ذلك بأقوال العشرات من أئمة الجرح والتعديل , في ذمه وجرحه , وصدره بالقول : «فرأيت أن أجمع ما صح لي بالأسانيد الصحيحة من كتب أئمة الحديث ‏في جرح أبي حنيفة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة، ‏وسميته :‏ «نشر الصحيفة في الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة‏‏»‏.
وقد حكى ابن أبي داود كما سيأتي إن شاء الله في ترجمته : (أن المحدثين ‏أجمعوا على جرحه) .‏
ولم أعرّج على أقوال المعدّلين إما أن يكونوا ممن لا يعتد بكلامهم مع ‏كبار أئمة الجرح والتعديل، وإما أن يكونوا من الغلاة في أبي حنيفة، ‏وأما أن يكونوا من الأئمة كسفيان الثوري وكعبد الله بن المبارك، ومن ‏جرى مجراهما، ولكنه قد رجع وتبرأ مما حصل منه من الثناء، وحذّر ‏من أبي حنيفة بل طعن فيه، فهذا أبو زكريا يحيى بن معين إمام الجرح ‏والتعديل صح عنه توثيقه وصح عنه الطعن فيه، والذي يظهر لي أنه ‏يفسر كلامه بكلامه، فقد سئل عنه فقال: هو أنبل من أن يكذب، ‏وقد جرحه كما سيأتي في ترجمته بالسند الصحيح، فجرحه له من أجل ‏رأيه وتخليطه في الحديث، وتوثيقه من أجل أنه لا يكذب .‏
ثم إن الجرح في أبي حنيفة مفسر كما سيأتي إن شاء الله تعالى .‏
والجرح المفسّر الصّادر من عالم بأسباب الجرح لا يعارض به التعديل ‏كما هو معلوم من كتب المصطلح».‏
بل قد قال عنه الشيخ ربيع نفسه في «مجموع الكتب والرسائل» (15\215) حين سُئل : «هل صحيح ما ينسب إلى أبي حنيفة أنّه مرجئ ؟
فأجاب : هذا صحيح لا ينكره أحد ؛ أبو حنيفة -رحمه الله- وقع في الإرجاء ولا ينكره لا أحناف ولا أهل سنة , لا أحد ينكر هذا وأخذ عليه أهل السنة أخذا شديدا ؛ أخذوا عليه الإرجاء وغيره -غفر الله له -» .
نقول :
ومع ذلك فقد بالغ في مدحه والثناء عليه في مواضع عديدة من كتبه :
أ- مدحه في تعليقه على النكت (1\253) بالقول في ترجمته : "هو الإمام العظيم: النعمان بن ثابت التيمي- بالولاء إمام أهل العراق الفقيه المجتهد يقال: أصله من فارس".
ب- ووصفه بالإمام في مواضع عديدة من كتبه ورسائله .


7- مدحه للحارث المحاسبي الصوفي (243هـ):

أ- أثنى الشَّيخ ربيع على الحارث المحاسبي الصُّوفي المتكلِّم واصفًا إيَّاه بأنه (فقيه محدِّث)؛ فقال في تعليقه على «النُّكت» (2/531): «الحارث بن أسد المحاسبي البصري أبو عبد الله صوفي متكلم فقيه مُحدِّث».
ب- وفي «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (15/179) يوازن الشَّيخ ربيع المدخلي في الحارث المحاسبي وكتبه فيقول: «وقد سُئل أبو زرعة عن كتب الحارث المحاسبي -وكان أعلم وأتقى وأزهد من هؤلاء الوعَّاظ، وكان أبعد عن البدع من هؤلاء، وجد في كلامه شيئًا من التَّصوف الذي لا تخلو منه مواعظ هؤلاء- سألوا أبا زُرعة الإمام العظيم الكبير إمام السُّنَّة عن كتب الحارث فقال: (دَعُوها فإنها كتب ضلالة وبدع، قالوا: إن فيها عبرة، قال: مَن لم يعتبر بكتاب الله فليس له عبرة)».

8- مدحه لأبي علي الكرابيسي المبتدع (245هـ):

الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي، وقف منه الإمامُ أحمد موقفَه المعلوم المشهور، فيما رواه الخطيبُ البغدادي (8/66) بإسناده إلى الفضل بن زياد، قال: (وسألت أبا عبد الله عن الكرابيسي وما أظهر، فكلح وجهه، ثم أطرق، ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم).
وقال أبو طالب: سمعت أبا عبد الله، يعنى أحمد بن حنبل يقول: (مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي)
وقال أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان: قال لي عمي: (وسألته، يعني أحمد بن حنبل، عن الكرابيسي. فقال: مبتدع).
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (2/592) بالقول: «فقيه أصولي محدث عارف بالرِّجال عداده في كبار أصحاب الشَّافعي».

9- مدحه لأبي الحسن الكرخي الحنفي أحد رؤوس الاعتزال (340هـ):

أبو الحسن الكرخي الحنفي أحد رؤوس الاعتزال, كما قاله الذهبي في ترجمته في «السِّيَر» (15/ 427): «وكان رأسًا في الاعتزال، الله يسامحه».
نقول :
وقد مدحه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (2/478) بقوله: «هو عبيد الله بن الحسين بن دلال الكرخي الحنفي أبو الحسن، فقيه أديب».

10- مدحه لأبي بكر الجصاص المائل للاعتزال (370هـ):

أبو بكر الجصاص الحنفي المائل للاعتزال، كما قال الذَّهبي في «سِير أعلام النُّبلاء» (16/341): «وقيل كان يَميل إلى الاعتزال، وفي تواليفه ما يدل على ذلك في رؤية الله وغيرها، نسأل اللهَ السلامة».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (2/637) بالقول: «هو إمام أهل الرَّأي في وقته أحمد بن علي الرَّازي الفقيه المعروف بالجصاص، كان مشهورًا بالزُّهد والورع، درس الفقه على أبي الحسن الكرخي، له تصانيف كثيرة مشهورة».

11- مدحه لأبي الفتح البُستي الكرَّامي المعتقد (401هـ):

أبو الفتح البُستي كرَّامي المعتَقَد, كما قاله الذَّهبي في «سِير أعلام النُّبلاء» (17/484): «واتصل بخدمته أبو الفتح البُستي الكاتب وقرب منه، وكان كرَّاميًّا».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (2/776) بقوله: «هو علي بن محمد بن الحسين بن يوسف الشافعي الأديب الكاتب الشَّاعر الفقيه».

12- مدحه للباقلاني الأشعري (403هـ):

وكذلك وازن (!) الشَّيخ ربيع في الباقلاني واصفًا إياه بـ(الإمام)، حيث قال في تعليقه على «النُّكت» (1/349): «هو الإمام محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر القاسم البصري، ثم البغدادي، المعروف بالباقلاني أبو بكر متكلم على مذهب الأشعري».

13- مدحه لابن فورك الأشعري (406هـ):

ابن فورك أشعري المعتقد كما قاله الذَّهبي في «تاريخ الإسلام» (9/110) في ترجمته: «أخذ طريقة الأشعريِّ عَنْ أَبِي الحَسَن الباهليِّ، وغيره».
نقول :
وازن (!) الشَّيخ ربيع المدخلي في ترجمته لابن فورك, قائلا في تعليقه على «النُّكت» (1/349): «محمد بن الحسن بن فورك، أصولي مُتكلِّم أديب نحوي واعظ، يقال إنه قتله محمود بن سُبُكتُكين سنة 406 لقوله أنَّ نبيَّنا -صلى الله عليه وسلم- ليس هو رسول الله اليوم لكنه كان رسول الله. «الأعلام» 6/313 نقلاً عن «النجوم الزاهرة» 4/240، في «النجوم الزاهرة»: قتله محمود بن سبكتكين بالسُّم لكونه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسولاً في حياته فقط، وأن روحه قد بطل وتلاشى وليس هو في الجنة عند الله (يعني روحه -صلى الله عليه وسلم-)».

14- مدحه للقاضي عبد الجبار -أحد رؤوس المعتزلة- (415هـ):

مدح الشَّيخ ربيعٌ القاضيَ عبد الجبار المعتزلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (6/152) حيث قال: «وألَّف في ذلك القاضي عبد الجبار -أحد رؤوس المعتزلة- كتابًا سماه: «تثبيت دلائل النُّبوة» أتى فيه بالعجب العجاب، في تقرير نبوة رسول الله حتى إن كثيرًا منه، لا يُدْرَك أنه من دلائل النبوة؛ إلا بعد تقريره وبيانه».

15- مدحه لأبي إسحاق الإسفراييني الأشعري (418هـ):

أبو إسحاق الإسفراييني الأشعري المعتَقَد، كان شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ يعده من أئمَّة أتباع الأشعري كما قال في «درء تعارض العقل والنقل» (3/306): «وهذه طريقة الأشعري وأئمَّة أتباعه كالقاضي أبي بكر وأبي إسحاق الإسفراييني».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (1/352) قائلاً: «هو العلامة إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفقيه الأصولي الملقب بـ: رُكن الدِّين، له كتاب «الجامع في أصول الدِّين» في خمسة مجلدات».

16- مدحه لعبد القاهر البغدادي الأشعري (429هـ):

عبد القاهر بن طاهر البغدادي أحد رؤوس الأشاعرة في عصره صاحب كتاب «تأويل متشابه الأخبار»، و«الفَرقُ بين الفِرَق».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (1/236) بالقول: «عالم متفنن من أئمة الأصول له مؤلفات منها:الفرق بين الفرق، نفي خلق القرآن، ومعيار النظر».

17- مدحه لأبي ذر الهروي الأشعري (434هـ):

أ- يمدح الشَّيخ ربيع المدخلي (أبا ذر الهروي الأشعري) أحد أوائل من أدخل العقيدة الأشعرية إلى المغرب؛ ويصفه الشَّيخ ربيع بـ (الإمام، العلامة، الحافظ)، كما في تعليقه على «النُّكت» (2/609)؛ فقال في ترجمته: «هو الإمام العلامة الحافظ عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري المالكي، له مصنفات».
ب- وفي موضع آخر يوازن الشَّيخ ربيع المدخلي في حال (أبي ذر الهروي) حيث يصفه بأنه (من أعلام الحديث) في معرض نقده لبعض أحواله؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (4/341): «وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصَّحيح بروايات-( وهو من أعلام الحديث)-، انخدع بكلمة قالَها الدَّارقطني في مدح الباقلاني؛ فجرته هذه الكلمة في مدح الباقلاني، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاة الأشعريَّة؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي، فأهل المغرب يأنسون إليه، ويأتونه ويزورونه، ويبثُّ فيهم منهج الأشعري، وهم قبله لا يعرفون إلا المنهج السَّلفي؛ فسن لهم سُنَّة سيِّئة».

18- مدحه لابن بطال الأشعري (449هـ):

ابن بطال قال عنه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (9/741): «وكان ينتحل الكلام على طريقة الأشعري وقد أبان عن جهل حين شرح كتاب «الرد على الجهمية» في «الصحيح» والجهميَّة أشهر من أن يُنبَّه على بدعتهم وعِلَّتهم، ومقصود البخاري بتلك الأبواب من أوضح الأشياء فإنَّهم قائلون خلافها، فظن ابن بطال أن الجهميَّة هم المجسمة وأن مقصود البخاري الرَّد على المجسمة فقال: تضمنت ترجمة هذا الباب أن الله واحد وأنه ليس بجسم فانظر إلى سوالفهم، وما علمنا أحدًا من الجهمية قال بأنَّ الله جسم بل هم يكفرون من جسم، وبالجملة فلا خير في الطَّائفتين».
نقول :
وأما الشَّيخ ربيع المدخلي فقد أثنى عليه ومدحه في تعليقه على «النُّكت» على مقدمة ابن الصلاح (1/335) بالقول: «علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال أبو الحسن عالم بالحديث من أهل قرطبة، له شرح البخاري».

19- مدحه للماوردي الأشعري المتَّهم بالاعتزال (450هـ):

الماوردي أشعري متهم بالاعتزال ,كما قال فيه الشَّيخ صالح آل الشَّيخ -في (الفرق بين كتب الحديث وكتب الفقه)-: «الماوردي أشعري، واتهم بالاعتزال، وهو صاحب تفسير «النكت والعيون»، طبع في الكويت ثم طبع في غيرها، واتُّهم بالاعتزال في مسائل وفي الجملة هو أشعري المذهب. وكتابه «الأحكام السُّلطانيَّة» من جهة الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير دقيق، غير موافق لتفاصيل مذاهب السَّلف».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في ترجمته له في تعليقه على «النُّكت» (2/554) بالقول: «هو علي بن محمد بن حبيب البصري أبو الحسن، فقيه أصولي مفسر أديب سياسي».


20- مدحه لابن حزم الظاهري (456هـ):

ابن حزم -كما هو معروف- على خلاف الطريقة السَّلفيَّة في بعض مسائل الاعتقاد، وفيه يقول شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ في «درء تعارض العقل والنَّقل» (7/263): «ابن حزم وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصِّفات».
ويقول فيه ابن عبد الهادي في «مختصر طبقات علماء الحديث» ( ص 401 ): «ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد، لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق، والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلاً، كالرَّحيم والعليم والقدير، ونحوها، بل العلم عنده هو القُدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على شيء زائد على الذات المجردة أصلاً وهذا عين السفسطة والمكابرة. وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة، وأمعن في ذلك، فتقرر في ذهنه لهذا السَّبب معاني باطلة».
وقال ابن عقيل الظاهري في كتابه «ابن حزم خلال ألف عام» (4/ 254): «وزعم الكوثري بإن ابن حزم أصلح حالاً من ابن تيميَّةَ في أمور العقيدة مجازفة. إنَّما ابن تيميَّةَ في العقائد هو مذهب إمام أهل السُّنَّة والجماعةِ بإطلاق منذ عصره. أعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على أن مذهب الأشعري في الأسماء والصِّفات خير من مذهب ابن حزم. أما مذهب أحمد في الأسماء والصِّفات فهو المتمحص للحق إن شاء الله ـ ولكن مذهب ابن حزم في جميع العقائد لو كان كمذهب أحمد لكان ابن حزم مفخرة الشرق والغرب وإنما ضلَّ أبو محمد في العقائد لأنه لم يحسن تطبيق أصول الأخذ بالظاهر».
وينظر أطروحة دكتوراه بعنوان «ابن حزم وموقفه من الإلهيات» للدكتور أحمد بن ناصر الحمد.
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (1/251) بالقول: «هو عالم الأندلس في عصره كانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة فزهد فيها وانصرف إلى العلم والتأليف، بلغت مؤلفاته نحو 400 مجلد، منها: المحلى في الفقه، والفصل في الممل والنحل».

21- مدحه لأبي يعلى الفراء (458هـ):

أبو يعلى الفراء معطل لبعض صفات الله تعالى بتفويض معناها تارة، وتأويلها تارة أخرى، قال فيه شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ في درء تعارض العقل والنقل (3/19): «وفي كلامِه من التَّناقض من جنس ما يوجد في كلام الأشعريِّ والقاضي أبي بكر الباقلاَّني وأبي المعالي وأمثالهم مِمَّن يوافق النُّفاة على نفيِهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه! يقول الجمهور: إنَّه جمع بين النَّقيضَين...».
نقول :
مدحه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (1/351) بالقول: «هو العلامة محمد بن الحسن بن محمد بن خلف الفراء أبو يعلى؛ عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون، له تصانيف كثيرة».

22- مدحه للبيهقي الموافق لأهل البدع في بعض معتقداتهم (458هـ):

وافق البيهقي أهلَ البدع في كثير من مسائل الاعتقاد -كما في مواضع من كتابه «لاعتقاد»- وبينها الشَّيخ عبد الرزاق عفيفي بحسب ما طلبه منه الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمهما الله- كما جاء في «فتاوى العلامة عبد الرزاق عفيفي»: «قرأت الكتاب فوجدته موافقًا للسلف في مواضع كثيرة، ومخالفًا لهم في مواضع أخرى، وسأجمل فيما يلي ما يؤخذ عليه مما خالف فيه السَّلف في العقيدة... ».
نقول :
وقد أثنى الشَّيخ ربيع المدخلي على البيهقي من غير إشارة إلى بِدعه-كما هو الحال في أكثر من ذُكر آنفًا-؛ فقال في تعليقه على «النُّكت» (1/360): «الإمام الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين بن على بن موسى البيهقي صاحب التصانيف منها «الأسماء والصِّفات»، و«السُّنن الكبرى»».

23- مدحه لأبي الوليد الباجي الأشعري (474هـ):

أبو الوليد الباجي من أوائل من أدخل معتقد الأشاعرة إلى بلاد المغرب، كما قاله شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ في «مجموعة الرَّسائل والمسائل» (3/131): «وكان أبو ذر الهروي قد أخذ طريقة الباقلاني وأدخلها إلى الحرم، ويقال أنه أول من أدخلها إلى الحرم، وعنه أخذ ذلك من أخذه من أهل المغرب، فإنهم كانوا يسمعون عليه البخاري ويأخذون ذلك عنه كما أخذه أبو الوليد الباجي، ثم رحل الباجي إلى العراق فأخذ طريقة الباقلاني عن أبي جعفر السمناني الحنفي قاضي الموصل صاحب الباقلاني».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (2/505) بالقول: «هو الحافظ ذو الفنون أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد القرطبي الباجي، صاحب التَّصانيف».

24- مدحه لأبي إسحاق الشيرازي الأشعري (476هـ):

أثنى الشَّيخ ربيع المدخلي على أبي إسحاق الشيرازي الأشعري في تعليقه على «النُّكت» (1/351) بالقول: «هو العلامة إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي، كان مناظرًا ومفتي الأمة في عصره، اشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة، له تصانيف كثيرة».

25- مدحه لإمام الحرمين الجويني الأشعري (478هـ):

إمام الحرمين الجويني الذي يعدُّه البعضُ (المؤسس الحقيقيَّ لعقيدة الأشاعرة) ؛ أثنى عليه الشَّيخ ربيع ووصفه بـ(العلامة الكبير، ركن الدين، أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي، كان يحضر دروسه أكابر العلماء، كان أعجوبة زمانه)؛ فقال في تعليقه على «النُّكت» (1/348) -مترجما-: «هو العلامة الكبير عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني أبو المعالي، ركن الدين، أعلم المتأخرين من أصحاب الشَّافعي كان يحضر دروسه أكابر العلماء، له مؤلفات منها «البرهان في أصول الفقه» و«الرِّسالة النظاميَّة في الأركان الإسلاميَّة» وكان أعجوبة زمانه، مات سنة 478».

26- مدحه لأبي إسماعيل الهروي المتصوف القائل بالجبر (481هـ):

أ- أثنى الشَّيخ ربيع المدخلي على أبي إسماعيل في تعليقه على «النُّكت» (2/608) قائلاً: «هو عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري الحنبلي أصولي مُحدِّث حافظ مُفسِّر مؤرِّخ مُتكلِّم، كان شديدًا على أهل البدع».
ب- وفي موضع آخر من «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (13/109-110) يقول: «أن الإمامين ابن تيميَّةَ وابن القَيِّم لم ينتقدا أبا إسماعيل الهروي، وإنما دافعا عنه فقط وهذا ليس بجيد فإنهما -رحمهما الله- انتقداه نقدًا مُرًّا بل شنَّعا عليه كما شنع عليه العلماء الذين ذكر أبو الحسن أنهم شنعوا على الهروي.
ولم يحملا المجمل على المفصل المعروف عند الأصوليين، وإنما أحسنا به الظنَّ لقرائن عظيمة وكثيرة وقويَّة وهي جهاده العظيم في نصرة السُّنَّة فقد كان سيفًا مسلولاً على أهل البدع وله مؤلَّفات كثيرة تدعو إلى السُّنَّة وتنافح عنها وتسحق أهل البدع ومن مؤلفاته ما نقله أبو الحسن عن الإمام ابن القَيِّم بالنِّسبة لقوله الموهم للاتحاد الصوفي.
أما بالنِّسبة لعقيدة الفناء والجبر فقد أدانه شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ بهما، ولم يحمل المجمل على المفصل الذي يزعمه أبو الحسن، ولشيخ الإسلام في موضع آخر من المنهاج اعتذار عن كلامه الموهم للاتحاد، فهو تارة يصرِّح بإدانته وتارةً يعتذر له».

27- مدحه لابن عقيلٍ الحنبليِّ الموافق للمعتزلة في بعض معتقداته (513هـ):

ابن عقيل الحنبلي، قال ابنُ رجب في «ذيل طبقاتِ الحنابلة» (1/322) عند ترجمته له: «وذلك أن أصحابَنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردُّدَه إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السِّر علمَ الكلام ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السُّنَّة وتأول لبعض الصِّفات، ولَم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات -رحمه الله-».
نقول :
ومع ذلك فقد أثنى الشَّيخ ربيع على مؤلَّفاته في تعليقه على «النُّكت» (1/352) على ابن عقيل فقال: «هو شيخ الحنابلة في وقته ببغداد علي بن عقيل بن محمد أبو الوفاء صاحب «الفُنون» وغيرها من التصانيف المفيدة».

28- مدحه لأبي نصر القشيري الأشعري الصوفي (514هـ):

ابن القشيري الصُّوفي الأشعري المتعصِّب رأس الفِتنة بين الأشاعرة والحنابلة، كما قال الذَّهبي في «السِّير» (19/224-225): «لازَم إمام الحرمين، وحصل طريقة المذهب والخلاف، وساد، وعظم قدره، واشتهر ذكره، وحج، فوعظ ببغداد، وبالغ في التعصب للأشاعرة والغض من الحنابلة، فقامت الفتنةُ على ساق، واشتدَّ الخطب».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (2/481) بالقول: «هو أبو نصر عبد الرَّحيم بن الأستاذ عبد الكريم القشيري أصولي مُفسِّر له المقامات والآداب».

29- مدحه لأبي عبد الله المازري الأشعري (537هـ):

أبو عبد الله المازري -كما يقول الدُّكتور عبد الله الرميان في أطروحاته لنيل شهادة الدكتوراه والمعنونة «آراء القُرطبي والمازري الاعتقادية» (ص/847): «كان المازري خالصًا في أشعريَّته لا يخرج عن مذهب الأشاعرة في جميع مسائل العقيدة، ويصرِّح بالانتساب إليه ويدافع عنه بحماسٍ شديد، ويسمِّي الأشاعرة أهل السُّنَّةِ والجماعةِ وأهل الحق، ويضلِّل مَن خالفهم».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (1/325) بالقول: «هو محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي، ويُعرف بالإمام أبو عبد الله محدِّث فقيه أصولي مُتكلِّم أديب من مؤلفاته «المعلم بفوائد مسلم»».

30- مدحه للزَّمخشري كبير المعتزلة (538هـ):

الزمخشري (كبير المعتزلة) كما وصفه الذَّهبي في ترجمته في «سِير أعلام النُّبلاء» (20/151).
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (2/862-863) بالقول: «محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي (أبو القاسم جار الله) مُفسِّر مُحدِّث مُتكلِّم نحوي بياني أديب من مؤلفاته: «الكشَّاف» في التَّفسير، و«الفائق في غريب الحديث»».

31- مدحه لأبي بكر بن العربي الأشعري المتعصِّب (543هـ):

أبو بكر بن العربي وكان أشعريًّا شديدَ التَّحامُل على الحنابلة بسبب عقيدتِهم السَّلفية في إثبات الصِّفات وكان ينبزهم بالتَّجسيم والتَّشبيه، وشنَّع عليهم تشنيعًا شديدًا في الجزء الثاني من كتابه «العواصِم مِن القواصم» (ص/208-230).
نقول :
مدحه الشَّيخ ربيع المدخلي وأثنى عليه في تعليقه على «النُّكت» (1/286) بالقول: «وهو العلاَّمة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي من حفَّاظ الحديث، وبرع في الأدب والبلاغة وبلغ رتبة الاجتهاد. له مؤلفات منها «شرح الترمذي» و«أحكام القرآن»».

32- مدحه للقاضي عياض (544هـ):

القاضي عياض خالف معتقد السَّلف في بعض مباحث توحيد الألوهية، وخالف في حقيقة الاسم والمسمى؛ فنَحا فيه منحى الأشاعرة كابن فورك، ونحا مَنحى الأشاعرة في تقسيم الصِّفات، واضطرب موقفه في إثبات الصِّفات لله تعالى، ووافق المتكلمين في استعمال بعض المصطلحات البدعية، كما جاء في رسالة الدكتور غسان بن أحمد عبد الرحمن، والمعنونة «القاضي عياض اليحصبي ومنهجه في العقيدة» وبإشراف: أ.د محمد بن ربيع المدخلي-وهو نجل الشَّيخ ربيع-!!
نقول :
أ- إلا أن الشَّيخ ربيعًا أثنى عليه بالقول في تعليقه على «النُّكت» (1/270): «هو الحافظ العلامة عياض بن موسى بن عياض أبو الفضل اليحصبي السبتي عالم المغرب».
ب- وفي موضع آخر أثنى على (القاضي عياض) معتبرًا إياه (إمام أهل الحديث في وقته) فقال في تعليقه على كتاب «النُّكت» (1/346) في معرض ترجمة القاضي عياض: «هو عالم المغرب، وإمام أهل الحديث في وقته عياض بن موسى اليحصبي السبتي أبو الفضل».

33- مدحه لعبد القادر الجيلاني المتصوف (561هـ):

في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/508) يوازن الشَّيخ ربيع المدخلي في كلامه في الشَّيخ عبد القادر الجيلاني؛ فقال: «سبق كلام الذَّهبي في كتاب «الغنية» للشَّيخ عبد القادر، وليت الشَّيخ عبد القادر حذر من الدخول في ظلمات التَّصوُّف، ومن يقرأ له في كتاب «الغنية» يندهش من حاله فهو في باب الأسماء والصِّفات وفي القدر مع أهل السُّنَّةِ؛ فإذا دخل في ظلمات التَّصوُّف وجده رجلاً آخر».

34- مدحه لابن عساكر الأشعري (571هـ):

ابن عساكر أشعريٌّ جلد، وهو صاحب «العقيدة المرشدة»، و«تبيين كذب المفتري» والذي يترجم فيه لطبقات الأشاعرة الناشرين للعقيدة الأشعريَّة .
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (1/446) بالقول: «هو الحافظ الكبير محدث الشام، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الدمشقي الشافعي، صاحب التصانيف والتاريخ الكبير».

35- مدحه لصلاح الدِّين الأيوبي المُلْزِم بنشر عقيدة الأشاعرة (589هـ):

صلاح الدِّين الأيوبي أمير أشعري، كان يأمر بنشر العقيدة الأشعريَّة على المآذن كلَّ ليلة، كما قاله السُّيوطي في «الوسائل إلى مُسامرة الأوائل» (ص/ 15): «فلما ولي صلاح الدِّين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يُعلنوا العقيدة الأشعريَّة، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة إلى وقتنا هذا».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (8/636) قائلا: «صلاح الدِّين الأيوبي البطل المجاهد الذي شهد له التَّاريخ والمسلمون بأنه مسلم صادق مجاهد».

36- مدحه لابن الجوزي المحرِّف لنُصوص الصِّفات (597هـ):

ابن الجوزي صاحب كتاب «دفع شُبه التَّشبيه» الذي شنَّع فيه على أهل السُّنَّةِ والجماعةِ إثباتهم لصفات الله تعالى، يصف الذَّهبي معتقده بالقول: «وكلامه في السُّنَّة مضطرب تراه في وقت سُنِّيًا، وفي وقت متجهِّمًا مُحرِّفًا للنصوص، والله يرحمه ويغفر له». -نقلا عن «الوافي بالوفيات» (18/113)-.
نقول :
مدَحه الشَّيخ ربيع المدخلي وأثنى عليه من غير أن يشير إلى بدعته؛ فقال في تعليقه على «النُّكت» (1/555): «هو العلامة الحافظ، حافظ العراق جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله بن عبد الله التيمي القرشي البكري -نسبة إلى أبي بكر الصديق-، واعظ محدِّث مُفسِّر، له تصانيف في سائر الفنون».

37- مدحه للفخر الرَّازي الأشعري (606هـ):

الفخر الرَّازي الأشعري ألَّف شيخُ الإسلام في الرَّد عليه كتاب «بيان تلبيس الجهميَّة» .
نقول :
ترجم له الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت» (1/377) بالقول: «محمد بن عمر بن الحسين التيمي البكري الشَّافعي المعروف بالفخر الرازي: مفسِّر متكلِّم فقيه أصولي حكيم أديب».

38- مدحه للآمدي السيئ المعتَقَد (631هـ):

الآمدي قال فيه شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ فيما نقله عنه الذَّهبي في «سِير أعلام النُّبلاء» (22/366): «يغلب على الآمدي الحيرةُ والوقف، حتى إنه أورد على نفسه سؤالاً في تسلسل العلل، وزعم أنه لا يعرف عنه جوابًا، وبنَى إثبات الصَّانع على ذلك، فلا يقرر في كتبه إثبات الصانع، ولا حدوث العالم، ولا وحدانية الله، ولا النبوات، ولا شيئًا من الأصول الكبار».
وقال عنه الذَّهبي في «ميزان الاعتدال» (2/163-164): «قد نُفي من دمشق لسوء اعتقادِه، وصحَّ عنه أنه كان يترك الصَّلاة، نسأل الله العافية».
نقول :
وأما الشَّيخ ربيع المدخلي فقد وصفه مادحًا بأنه (فقيه أصولي حكيم)، كما في تعليقه على «النُّكت» (1/353): «هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الحنبلي ثم الشافعي؛ فقيه أصولي مُتكلِّم منطقي حكيم».

39- مدحه لابن الحاجب الصُّوفي الأشعري (646هـ):

ابن الحاجب صوفي أشعري كما هو ظاهر في عقيدته المصنفة المنتشرة بين الأشاعرة باسم «عقيدة ابن الحاجب» .
نقول :
ومع ذلك فقد مدحه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (1/353)-بقوله-: «هو العلامة عثمان بن عمر بن أبي بكر أبو عمر جمال الدين بن الحاجب؛ فقيه مالكي من كبار العلماء بالعربيَّة، كُردي الأصل».

40- مدحه للعز بن عبد السلام الأشعري المتعصِّب (660هـ):

العز بن عبد السلام من أعلام العقيدة الأشعريَّة ومن المتعصِّبين لها وقد أبان عن معتقدِه في رسالته المسماة «ملحة الاعتقاد»، وقد أبانت الباحثة ليلى الثبيتي عن الآراء العقدية للعزِّ في أطروحة ماجستير بعنوان «آراء العزِّ بن عبد السَّلام العقدية عرض ونقد».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في «النُّكت» (1/347) بقوله: «هو العلامة عبد العزيز بن عبد السَّلام بن أبي القاسم المغربي الأصل الدمشقي الشَّافعي المعروف بابن عبد السَّلام عز الدِّين أبو محمَّد: فقيه مُشارك في الأصول والعربيَّة والتفسير من شيوخه الآمدي، ومن تلاميذه ابن دقيق العيد».

41- مدحه لابن المرحِّل الأشعري (716هـ):

ابن المرحِّل الأشعري صاحب المناظرة الشَّهيرة مع شيخ الإسلام في (الحمدِ والشُّكر) في «مجموع الفتاوى» (11/135) وما بعدها، وهو أحد القضاة الذين ناقشوا شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ في «العقيدة الواسطية»، وهو الذي قال فيه شيخ الإسلام -حاكيا ما جرى له في المناظرة في الواسطية- في مجموع الفتاوى (3/ 172): «وقلتُ في ضمن الكلام لصدر الدِّين ابن الوكيل لبيان كثرة تناقضه وأنه لا يستقر على مقالة واحدة وإنما يسعى في الفتن والتفريق بين المسلمين».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على «النُّكت» (2/777): «هو محمد بن عمر بن مكي بن عبد الصمد المصر الأصل الشافعي العثماني المعروف بابن المرحِّل -بكسر الحاء المشدَّدة- وبابن الوكيل (صدر الدِّين أبو عبد الله) فقيه أصولي محدِّث متكلِّم أديب شاعر، من تصانيفه «الأشباه والنظائر»».

42- مدحه للعلائي الأشعري (761هـ):

العلائي أشعري المعتَقَد، كما قاله السُّبكي الذي ترجم له في «طبقات الشَّافعيَّة» (6/105) ولفظه: «وكان حافظًا ثبتًا ثقة عارفًا بأسماء الرجال والعلل والمتون فقيها متكلمًا أديبًا شاعرًا ناظمًا ناثرًا متفننًا أشعريًّا».
نقول :
أ- أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي في تعليقه على كتاب «النُّكت» (1/255) بالقول: «هو خليل بن كيكلدي بن عبد الله الدمشقي أبو سعيد العلائي محدث فاضل بحاث».
ب- وفي «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (3/264) توسَّع في نقل ترجمته فقال: «ترجم له السُّيوطي في «طبقات الحفَّاظ» ( ص528-529) فقال: (الشَّيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه ذو الفنون صلاح الدِّين أبو سعيد خليل بن كيكلدي الشافعي، عالم بيت المقدس..، وكان إمامًا، محدثًا، حافظًا، متقنًا، جليلًا، فقيهًا، أصوليًا، نحويًا)».

43- مدحه لأبي عبد الله الأُبِّيِّ المالكي الأشعري (828هـ):

لأبو عبد الله الأبي أشعري معروف ظاهرة عقيدته في شرحه المعروف على «صحيح مسلم» «إكمال إكمال المعلم» حيث يقول فيه –على سبيل التمثيل- (2/385) عند شرحه لحديث النزول: «والمجسِّمة القائلون بالجهة يُمرُّون ذلك على ظاهره، ويحتجون به لمذهبهم، ويثبتون لله تعالى جهة فوق، وهو فوق العرش، ويجعلون النزول حقيقة، حتى أنَّ بعض غلاتِهم نزل من إدراج كرسيه وقال: هكذا تمشى للنزول المذكور في الحديث، تعالى الله عن ذلك لاستحالة الحركة في النقلة عليه سبحانه وتعالى، ثم الأظهر من قول أهل الحقِّ التَّأويل، وهو اختيار الإمام» [يعني: أبا الحسن الأشعري] ثم استشهد بكلام إمام الحرمين الجويني في «الإرشاد».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع المدخلي ووصفه بـ(العلامة)، واستشهد ببعض كلامه؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405): «وقال العلامة أبو عبد الله محمد بن خليفة الوشناني الأبي المالكي....».

44- مدحه لبدر الدِّين العيني الأشعري (855هـ):

بدر الدِّين العيني الأشعري المعتقَد الظاهر معتقده في شرحه على «صحيح البخاري» المسمى «عمدة القاري» والذي يقول -مثلا- في أحاديث الصِّفات -مرارًا وتكرارًا-: (22/139) «والحديث من المتشابهات فحكمه التفويض أو التأويل بما يليق به».
ويقول (25/137): «قوله [حتى يضع فيها قدمه] هذا لفظ من المتشابهات والحكم فيه إما التَّفويض وإما التَّأويل».
ويقول في حديث النزول (25/159): «وهذا من باب المتشابهات والأمر فيها قد علم أنه إما التفويض وإما التَّأويل بنزول ملك الرحمة».
ويقول في حديث [إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والماء]: (25/168) «وقد قلنا إن الحديث من المتشابهات والأمر فيه إما التَّفويض وإما التَّأويل».
نقول :
أثنى عليه الشَّيخ ربيع ووصفه بـ(العلامة) واستشهد بكلامه، كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) قائلا: «وقال العلامة بدر الدِّين العيني في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري»... ».

45- مدحه للسُّيوطي الأشعري المتصوِّف (911هـ):

جلال الدين السيوطي أشعري متصوِّف، يقول فيه الشَّيخ ربيع -نفسه- في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/560): «إن السُّيوطي -رحمه الله- مضطرب مُتناقض في مواقفه من أهل وحدة الوجود فهو يدين طائفة منها بالحلول ووحدة الوجود ويتأوَّل وينقل التَّأويلات لطائفة أخرى لا تقل عنها في الضَّلال والوقوع في وحدة الوجود، وما مرجع ذلك إلا إلى ما وقع فيه هو من التَّصوُّف فقد خُدِع بالطَّريقة الشاذليَّة فأحسن بها الظنَّ ومدحها ومدح أهلها، وهو يؤمن بخرافات الصُّوفيَّة في الأبدال والأقطاب والأوتاد والنجباء وتصرفاتهم وأحوالهم وينقل في ذلك حكايات لا يقرها شرع ولا عقل».
ويُنظر في بيان انحراف السُّيوطي عن معتقد أهل السُّنَّةِ والجماعةِ أطروحة دكتوراه بعنوان «جلال الدين السيوطي وآراؤه الاعتقادية» لسعيد إبراهيم خليفة.
نقول :
ومع ذلك فقد أثنى عليه وعلى عموم مصنفاته؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (3/283) في ترجمته: «هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال السيوطي الحافظ الكبير صاحب التصانيف...، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعُد صِيتُه، وصنف التَّصانيف المفيدة، كالجامِعَين في الحديث، و«الدُّر المنثور في التفسير»، و«الإتقان في علوم القرآن»، وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، وقد سارت في الأقطار مسير النهار».

46- مدحه لعمر التلمساني -مرشد عام الإخوان المسلمين السابق- (1408هـ):

مدحه الشَّيخ ربيع المدخلي عمر التلمساني وصفه بـ(الأستاذ) في مواضع عدة من «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» ومن ذلك: (1/366)، (1/367)، ونقل عنه شطرًا من كلامه !!

47- مدحه لبعض الإخوان المسلمين:

في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (10/333) يصف الشَّيخ ربيع المدخلي بعض الإخوان المسلمين بأنهم (سلفيون) -وهو من الأوصاف الموجِبة للمدح-؛ فقال: «وكان الذين عرضوا عليَّ الدخول [في الإخوان المسلمين] وقبِلوا شرطي ممن أعتقد فيهم أنهم سلفيُّون وسيكونون عونًا لي في تنفيذ ما اشترطت».

48- مدحه لحركة طالبان الماتريدية الدِّيوبندية الصُّوفيَّة:

قال الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (1/117) معرِّضا بمدح حركة طالبان: «ولقد بلَغَنا أنَّ في بعض البلدان مُزِّقَ القرآن وقُطِّعَ المصحف لماذا؟ لأنَّ الأوثان في بعض البلدان قد هُدِّمَت! وهذه خطوة طيِّبة من ذلك البلد الذي قام بهذا الأمر العظيم؛ فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يبعث السَّرايا والجيوش لهدم الأوثان والأصنام والقبور، وإنَّنا لنأمل من ذلك الشعب الذي خطا هذه الخطوة التي زلزلت أقدام الكفار والوثنيين أن يخطوا خطوة أخرى؛ لهدم القبور التي اتُّخِذَت مع الله أندادًا».

49- مدحه لحسن الهضيبي ولأبي الحسن الندوي:

قال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (6/83) مادحًا من قاوم الطروحات التَّكفيرية لسيد قطب: «وقد قاوم هذا الفكر الأستاذ الهضيبي وآخرون في أبحاث أشرف عليها الهضيبي في كتاب «دعاة لا قضاة»، وقاومه الأستاذ أبوالحسن الندوي في كتابه «التفسير السياسي»».

50- مدحه لرجل صوفي واستشهاده بكلامه:

في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (15/339) يمدح الشَّيخ ربيع رجلاً صوفيًّا ويستشهد بكلامه؛ فيقول: «لهذا يقول رجل صوفي لكنه صادق -ما شاء الله- في كتاب له في الحديث اسمه «الحوت» أو كذا، أعجبني كلامه، قال: (إن معظم قبور الصَّحابة أو قبور الصَّحابة لا تعرف في البقيع) ».

وأخيرا:

نختم ما تقدم بإيراد أمثلة -لا على جهة الحصر- دالة على وقوع الشَّيخ ربيع المدخلي فيما أنكره على غيره، وشنع به عليهم، ألا وهو الموازنة حال الرد بذكر حسنات المردود عليهم، ومن أمثلة ذلك:

أ- موازنته حال نقده للخوارج:

ثناء الشَّيخ ربيع المدخلي على الخوارج موازنًا في حالهم ويصفهم بأن عندهم الخير الكثير؛ كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (13/376) قائلا: «وماذا فعل علي والصحابة رضوان الله عليهم بالخوارج وعندهم الخير الكثير كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يخرج في هذه الأمة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم (أو حناجرهم) يمرقون من الدِّين مروق السَّهم من الرَّمية]».

ب- موازنته حال نقده لابن حزم الأندلسي :

قال الشيخ ربيع في كتابه «عون الباري» (2\676) حول ابن حزم –رحمه الله- : «شيخ الإسلام ابن تيمية يشهد له أنه في مسائل الإيمان على طريقة أهل السنة والجماعة , وفي أبواب الصفات هو مشى على طريقة الجهمية , حتى أن ابن عبد الهادي قال فيه : (جهمي جلد) , لكن هذا من المعذورين ؛ لأنه كان ينص على منهج أحمد , وكان محبا للسنة ويوالي ويعادي عليها , ورفع لواءها ونصرها ؛ فهو وقع في شيء من التجهم لا عن خبث , حتى أنه متناقض في جهميته أحيانا , يعني يفوق المشبهة في الإثبات –نستغفر الله- يقول : لله يد وأيد , وعينان وأعين , وهكذا , يعني على مذهبه الظاهري ؛ فهو يتخبط , مسكين , لأن الرجل بدأ حياته في الترف , ووزارة , وكذا وكذا , وطلب العلم على نفسه تقريبا , ما طلب على علماء , فوقع في متاهات , ودخل في علم الكلام والمنطق , وكذا وكذا , وتأثر كثيرا بهذه الأشياء , لكن كان محبا للسنة مناصرا لها , ويجهد جهده في اتباع أحمد بن حنبل واقتفاء أثره ويرى نفسه على طريقته , وهذه مزاعم باطلة يكذبها واقعه .
الشاهد : أنه في مسائل الإيمان , كما يشهد له شيخ الإسلام ابن تيمية قال : (فإنه على طريقة أهل السنة والجماعة) وأنا ما درست هذا الجانب من حياة ابن حزم , لكني وقفت على شيء من ضلالاته الجهمية , لكنه –كما يعتذر له ابن تيمية- كان يرى نفسه على طريقة أحمد , يعني الجهمية حاربوا أحمد , وعادوه , فهو يحب أحمد ويحب أهل الحديث , ويحترمهم ؛ فعنده شبه –كما قلنا- , إن الأشعرية المتأخرين وإن كان عندهم كفريات الجهمية , وابن حزم عنده المذهب الجهمي الكافر , لكن لا نكفره لأنه ما قامت عليه الحجة».

ج- موازنته حال نقده لإمام الحرمين الجويني وأتباعه من الأشاعرة:

يوازن في حال (إمام الحرمين) وأتباعه من الأشاعرة ويصفهم بـ(الدِّين والورع وسَعة العلم) في معرض نقله لنقد شيخ الإسلامِ لكلام الجويني؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (5/216) -بعد أن نقل كلام شيخ الإسلام في نقد كلام الجويني-: «فهذا كلامه في صاحب «الإرشاد» وأتباعه من الأشاعرة؛ فأي مواجهة للباطل أقوى من هذه المواجهة الصَّادعة بالحق، البعيدة كل البعد عن المجاملات والتَّمويهات والتملُّق لأهل البدع والضلال الذين لا نسبة بينهم وبين الجويني وأتباعه في سعة العلم وفي الدِّين والورع؟!».

د- موازنته حال نقده للهروي القائل بالجبر:

1- وفي «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (7/113) يوازن الشَّيخ ربيع في الهروي قائلاً: «فأبو إسماعيل كان سيفًا مسلولاً على المخالفين وجذعًا في أعين المتكلمين، وطودًا في السُّنَّة لا يتزلزل وقد امتحن مرات».
ثم نقل -بعد ذلك- عبارات لابن القيِّم في انتقاده -رحمه الله-.

2- وفي موضع آخر من «مجموعِ الكُتب والرَّسائل» (15/186-187) يوازن الشَّيخ ربيع -مرة أخرى- في أبي إسماعيل الهروي؛ فيقول جوابًا على السؤال الآتي: «ما رأيكم في كتاب «مدارج السَّالكين» للإمام ابن قيم الجوزية، وهل عليه مؤاخذات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الجواب: أنا لا أذكر الآن أن عليه مؤاخذات، يعني ناقش الهروي -رحمه الله- وشدد عليه، وقال له: فتحت بابًا للزندقة، قول الزنادقة، ثم اعتذر له، ووجه كلامه توجيها جيدًا، لماذا؟ لأن حياته كلها جهاد لأهل البدع، ولأقرب أهل البدع لأهل السُّنَّةِ وهم الأشاعرة، كم حاربهم وحاربوه، وألف كتاب الفاروق، وألف كتاب «ذم الكلام»، وألف..، وألف..، فإذا كان يكفر من ينكرون الاستواء كيف يتصور أنه يؤمن بوحدة الوجود.
هذا الذي حمل ابن تيميَّةَ وابن القيِّم على إبعاد هذه التهمة عنه، وإذا كان كلامه فيه ما يفتح باب الزندقة، لكن هذا في «منازل السَّائرين» ليس في «مدارج السَّالكين» فيه -أي: المنازل- شيء من الجبر، في كلام الهروي -رحمه الله- شيء مِن الجبر على الطَّريقة الجبريَّة، وأتي من التَّصوُّف -رحمه الله-....، هو بدأ يتخبَّط بسبب صحبته للصُّوفية وتعاونه معهم...، وهذا فيه عِبرة والله، فيه عبرة، مخالطة أهل البدع ومعاشرتهم تؤدي إلى نتائج وخيمة جدًّا».

هـ - موازنته في نقدِه لابن حجر العسقلاني:

قوله في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/671) موازنًا في حال الحافظ ابن حجر العسقلاني: «وكلام الحافظ - مع علمِه وخدمته الكبيرة للسُّنَّة - غير صحيح لأنه في باب العقيدة عنده أخطاء ومخالفات خالف فيها عقيدة السَّلف في إثبات صفاتِ الله وفي التوسل غير الشَّرعي وفي التوسُّع في التَّبرُّك بالصالحين، جرى فيها على طريقة شيوخ الأشاعرة وعلى طريقة البيئة التي عاش فيها».

و- موازنته في نقدِه لبعض الأعلام:

وفي «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (15/220-221) يوازن الشَّيخ ربيع المدخلي في بعض الأعلام الذين وقعوا في مخالفة عقيدة أهل السُّنَّةِ والجماعةِ؛ فيقول: «فأنا أقول الآن: إن ابن حجر فيما ظهر لي من تتبعه أنه درس المنهج السلفي وعرفه ولم يستطيع أن يصدع به، ولا شك أنَّ عليه مسئوليَّة فيما سجَّله في كتابه «فتح الباري» من أمور وعقائد الأشاعرة، فالله يتولاه، لكنه رجل ثقة، رجل خدم السُّنَّة عن علم واسع، لا يستغني طلاب السُّنَّة عن كتبه الكثيرة، مكتبة كلها في خدمة سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هفواته فقط ما كانت إلا في بعض مواضع من «فتح الباري»، وقد انتقدها السَّلفيُّون، ومنهم الشَّيخ ابن باز، ومنهم الشَّيخ العبَّاد وغيرهما، حذَّروا وبيَّنوا.
ونحن ندرس في «فتح المجيد» وفي غيره نقدًا للنَّووي -أيضًا-، وبيان ما عنده من تأويلات، فنحن نقول: إن النَّووي عنده أشعريَّة، ولكنه خدم «صحيح مسلم»، وخدم السُّنَّة وعلوم الحديث، وألف فيها أشياء ما يستغني عنها أهل السُّنَّةِ.
فهُم ثقات عندنا، مثلما أخذ سلفنا عن بعض من وقعوا في البدع، مثل قتادة وقع في القَدَر، ومثل سعيد بن أبي عروبة كذلك، ومثل غيرهم ممن وقع في بدعة القدر أو بدعة الإرجاء أخذوا عنهم، لأنهم حملوا العلم وفيهم الثقة متوفِّرة، والصِّدق والعدالة موجودة فيهم، فأخذوا عنهم».

ز- موازنته في نقده للكوثري المبتدِع الزَّائغ (1371هـ):

في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (9/196) يوازن الشَّيخ ربيع المدخلي في كلامه بخصوص الكوثري حيث قال: «فالكوثري قد شهد له المعلمي والألباني بالعلم، وشهدا عليه بالتَّحريف ولكنه لم يبلغ مبلغ فالِح في الكذب والتَّهوُّر فيه».

ح- موازنته في نقده لأبي الأعلى المودودي الذي جمع ألوانًا من البدع (1399هـ):

1- مدحه الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (1/337) في معرض ردِّه عليه قائلاً: «هكذا في نظر هذا المفكِّر الكبير! وأشهد الله لو أنني سمعتها من إنسان صادق لظننته واهِمًا على هذا المفكِّر ولكن ماذا أقول؟».
2- ووصفه بـ(الأستاذ) -وهو من أوصاف المدح ومعناه: الماهر بالشيء- في مواضع عدة من نفس المصدر (1/335)، (1/337)، (1/346)، (1/363).

ط- موازنته في نقده لمحمد الغزالي أحد أكبر رموز الإخوان المسلمين (1416هـ):

في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/268-269) يوازن الشَّيخ ربيع المدخلي في نقده لمحمد الغزالي، حيث يقول: «ويؤسفنا أن الشَّيخ محمد الغزالي قد حشر نفسه - في هذه الظُّروف العصيبة التي تمر بها السُّنَّة وأهلها - في خصوم السُّنَّة بل صار حامل لواء الحرب عليها وأصبحت كتبه وأقواله تمثل مدرسة ينهل منها كل حاقد على الإسلام والسُّنَّة النبوية المطهرة، إن الغزالي في كثير من كتبه وتصريحاته يتململ من السُّنَّة ولا سيما أخبار آلاحاد على حد زعمه تململ السليم.
ولقد ضمن مؤلفاته الأخيرة حملات شعواء وقذائف خطيرة على كثيرٍ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّحيحة، وحملات شديدة على مَن يريد التمسك بها.
ولا ينكر أن له كتاباتٍ يَنصر بها الإسلام ويدافع عنه لكنه يهدم ما بناه بهذه الحملات على السُّنَّة إذ لا إسلام بلا سُنَّة فإذا زلزل بنيان السُّنَّة وطُورد سُكانه بمثل قذائف الغزالي تحوَّل بنيانها إلى خراب وإلى بلاقع ويباب».

ي- موازنته حال نقده لعبد الفتاح أبو غدة الأشعري الصوفي (1417هـ):

مدحه الشَّيخ ربيع في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (5/463) ووصفه بـ(الأستاذ) في معرض نقده -موازنا-؛ فقال: «والآن يحمل لواء المعركة ضد شَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ الشَّيخ الأستاذ أبو غدة فقد حسر عن ساعدَيه وكشَّر عن أنيابه وشَمَّر عن ساعد الجد وخاض المعركة بجزم وعزم وقوة، فلننتظر كيف تنتهي هذه المعركة الحامية الوطيس».

ك- موازنته في نقده لحركة طالبان:

قال الشَّيخ ربيع في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (15/201): «طالبان خرافيون، لكن ما أخذوا يحاربون الإسلام، ونجد فيهم الصدق».


=============================


تلخيصٌ وتنصيصٌ:



أولاً: الشَّيخ ربيع المدخلي أثنى على المتلبسين بالبدع الاعتقادية عن علم بحالهم !

إن معظم من أثنى عليهم الشَّيخ ربيع المدخلي من المذكورين أعلاه من المبتدِعة أو المواقعين للبدعة؛ قد خرج ثناء الشَّيخ عليهم وهو عالم بحالهم، وهذا ما صرَّح به قائلاً في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (10/511): «إن ما حصل مني من تراجم لمن تلبسوا ببدعة -إن كان فيه شيء من الثَّناء عليهم بما قاله غيري-؛ فهذا صدر مني قبل سبعة عشر عامًا، أيام الطلب قبل أن يظهر لي هذا الأصل الأصيل المجمع عليه عند أهل السُّنَّةِ والجماعةِ فأنا معذور -إن شاء الله-...
وكل من ترجمتُ لهم أعرف أنه متلبس ببدعة إلا الحميدي فقط، وأمره يحتاج إلى تثبت».
فالشَّيخ ربيع أثنى على الواقعين في البدع، وهو عالم بحالهم !!
أم أن تعليقه على كتاب «النُّكت» -وهو أطروحته للدكتوراه!-والذي تضمَّن أكثر هذا الثناء!-كان -أيضًا-أيام الطلب!؟
فأين هذا الصَّنيع من الشَّيخ ربيع، من صنيع مخالفيه من السَّلفيين الذين يثنون على (إخوانهم السَّلفيين) ممن لا يعلمون عنهم مواقعتهم للبدعة ولا تلبسهم بها؛ فأي الفريقين أحق بأن يشنَّع عليه:
آالشَّيخ ربيع الذي أثنى على المواقعين للبدعة عن علم؟!
أم السَّلفي الذي أثنى على من لا يُسلم بِمواقعته للبدعة ولا تلبسه بها؟!

ثانيًا: إصرار الشَّيخ ربيع المدخلي على الثناء على المتلبسين بالبدع الاعتقاديَّة!!

إن الشَّيخ ربيعًا المدخلي قد نبَّه إلى تناقضه بين التَّأصيل والتَّمثيل قبل نحو (خمسة عشر عاما) عندما ردَّ على مدحه لبعض أهل البدع صاحب كتاب «المعيار لعِلمِ الشَّيخ ربيع»، وقد وقف الشَّيخ ربيع على هذا الكتاب ورد عليه بكتاب «بيان فساد المعيار»، ولكنه لم يغير شيئا يذكر من ثنائه على المتلبسين بالبدع ممن أثنى عليهم، بل بقي الشَّيخ ربيع المدخلي مصرًّا على إثباته لمدحه وثنائه على المخالفين لمعتقد أهل السُّنَّةِ والجماعةِ طيلة السنوات اللاحقة، ولم يغير شيئا يذكر إلا ما جاء في ترجمة الجوزجاني، حيث قال الشَّيخ ربيع في ترجمة الجوزجاني في الطبعات السابقة: «الجوزجاني - بضم الجيم الأولى وزاي وجيم - نزيل دمشق ثقة حافظ رمي بالنَّصب من الحادية عشرة مات 259/د ت س. تقريب (1/47)، الكاشف 1/97».
لكنه في الطبعة الأخيرة قال في ترجمته (2/525): «الجوزجاني - بضم الجيم الأولى وزاي وجيم - نزيل دمشق ثقة حافظ رمي بالنَّصب من الحادية عشرة مات 259/د ت س. تقريب (1/47)، الكاشف 1/97؛ وقد برأه من النَّصب بعضُ الباحثين، وأثبت ذلك بالأدلة».
فزاد «وقد برأه من النَّصب بعضُ الباحثين، وأثبت ذلك بالأدلة».
وكان صاحب «المعيار» قد شنَّع على الشَّيخ ربيع استشهاده بكلامه مع أنه (ناصبي)؛ فرد عليه الشَّيخ ربيع منتصرًا للقول ببراءة الجوزجاني من تُهمة النصب.
وأما باقي التراجم فلم يغير فيها الشَّيخ ربيع شيئًا، ولو كان قد غيَّر؛ فنحن إنَّما نقلنا عن كلام الشَّيخ ربيع المدخلي من آخر طبعات كتبه، بل من (الطبعات الشرعية الوحيدة) وهي:
1- «مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشَّيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي»، طبعة دار الإمام أحمد - الطبعة الأولى - 1431هـ / 2010.
مكتوب على طرتها: (الطبعة الشَّرعيَّة الوحيدة بإذن المؤلف).

2- كتاب «النُّكت على كتابِ ابن الصَّلاح»، طبعة دار الإمام أحمد -الطبعة الأولى -1430هـ / 2009.

مكتوب على طرتها (طبعة جديدة ومزيدة ومنقحة، الطبعة الشرعية الوحيدة).
وانتبه لعبارة (طبعة جديدة ومزيدة ومنقحة)؛ فالشَّيخ قد أعاد النظر فيما قاله في تعليقه على «النُّكت»، ونقح وزاد، وما أثبته فيه مما نقلناه عنه، قد أقر إثباته مؤخرا، بعد الزيادة والتنقيح ! ولم يصدر من الشَّيخ ربيع أي تحفُّظ على ما جاء في الطبعة الأخيرة للكتابين ! لا بل كان الشَّيخ ربيع يوزع نسخًا من هذين الكتابين على بعض زواره، بما يؤكد رضا الشَّيخ ربيع المدخلي عن كل ما فيهما.
ويؤكده قول الشَّيخ ربيع المدخلي عن نفسه -بعد طباعة الكتابين-: (أنه لا يعرف لنفسه خطأ في المنهج) !

ثالثًا: ثناء الشَّيخ ربيع على بعض أهل البدع الاعتقاديَّة أشنع من منهج الموازنات المذموم.

إن منهج الموازنات الذي أنكره أهل العلم هو القول (بوجوب ذكر حسنات المردود عليهم حال الرد)؛ وتوسع فيه الشَّيخ ربيع فأدخل كل جمع بين الحسنات والسيِّئات، والممادح والقوادح حال الترجمة أو التقويم أو الرد، ولو على غير جهة الإيجاب والاشتراط، وعد الشَّيخ ربيع «منهج الموازنات، منهج خطير يدمر الإسلام أصوله وفروعه» - كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (2/398)-.
وكذلك قال في نفس المصدر (6/83): «منهج الموازنات بين الحسنات والسيِّئات، الحائد عن منهج الإسلام الذي ضيَّع شباب الأمة، وقذف في قلوبهم حبَّ البدع وأهلها، ولا سيما مذهب الخوارج في تكفير الأمة، وهون من شأن الرفض والتَّصوُّف الغالي، بما فيه وحدة الوجود، فمتى يستيقظ المؤمنون لمثل هذه الحيل».
نقول :
بينما الشَّيخ ربيع المدخلي في صنيعه المتقدِّم؛ حكى ممادح كثير من أهل البدع الاعتقاديَّة، وأثنى عليهم ثناء عامًّا مطلقًا, ولم يتطرَّق -لا من قريب ولا من بعيد- لبيان بدعهم، ولا حتى إلى الإشارة إلى هذه البدع؛ بل كان مادحًا لهم مدحًا مطلقًا.
فصنيعُه أشنع مِن صنيع من يذكر الممادح والقوادح؛ فإن كان منهج ذكر الحسنات والسيئات منهجًا خطيرًا يدمِّر الإسلام أصوله وفروعه؛ فكيف بِذكر حسناتِ أهل البدع فقط -طبعًا على ميزان الشَّيخ ربيع-؟!!

رابعًا: الشَّيخ ربيع المدخلي يعذر نفسه بالجهل بموقف أهل السُّنَّةِ والجماعةِ من مدح أهل الأهواء والبدع؛ فما عذره اليوم؟!

لما أن انتقد صاحب «المعيار لعِلمِ الشَّيخ ربيع» صنيع الشَّيخ ربيع في تعليقه على «النُّكت»، بقوله (ص/82): «قال ربيع معقبًا عليه [على عبد الرحمن عبد الخالق] في كتابه «جماعة واحدة» (ص 157): (بل الذي ذكرته هو أصل أصيل من أصول أهل السُّنَّةِ والجماعةِ بل أجمعوا عليه)!
كذا قال! فهل معنى ذلك أن الشَّيخ ربيعًا في ترجمته لأولئك العلماء قد خرق إجماع الأمة حين ذكر حسناتهم وتغاضى عن بيان بدعهم؟
نترك الإجابة للربيع نفسه , حيث :
تعقبه الشَّيخ ربيع في «بيان فساد المعيار» ضمن «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (10/511) قائلا: «إن ما حصل مني من تراجم لمن تلبسوا ببدعة إن كان فيه شيء من الثناء عليهم بما قاله غيري؛ فهذا صدر مني قبل سبعة عشر عامًا، أيَّام الطلب قبل أن يظهر لي هذا الأصل الأصيل المجمع عليه عند أهل السُّنَّةِ والجماعةِ؛ فأنا معذور -إن شاء الله-».

نقول:

إن كان الشَّيخ ربيع المدخلي يرى جهله بما عدَّه إجماعًا لأهل السُّنَّةِ والجماعةِ عذرًا مقبولاً؛ فما عذره اليوم في إصراره على إبقاء نفس المدح والثناء على المتلبِّسين بالبدع الاعتقاديَّة في كتبه، بل وفي الطَّبعات الأخيرة منها !!
ثم إن كان الجهل بإجماع أهل السُّنَّةِ والجماعةِ عذرًا معتبرًا عند الشَّيخ ربيع؛ أفلا يكون الجهل بأقوال الشَّيخ ربيع في الرِّجال عذرًا عند أتباعه الذين يمتحنون مخالفيهم بأقوال شيخهم-وهو أولى وأولى-؟!

خامسًا: الشَّيخ ربيع يشنِّع على من خرق (إجماعه)؛ فهو أولى بأن يشنَّع عليه!

يقول الشَّيخ ربيع المدخلي في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (10/511): «ما بالكم لا تزالون أنتم وشيخكم عبد الرحمن عبد الخالق تمدحون أهل البدع وتقدِّسونهم وتدافعون عنهم وتحاربون هذا الأصل الأصيل الذي أجمع عليه أهل السُّنَّةِ فمن خرق الإجماع وحاربه؟!».
نقول:
قد ثبت بعشرات الأمثلة أن الشَّيخ ربيعًا المدخلي لا زال يمدح أهل البدع، ويرفع من شأنهم، ويضفي عليهم الألقاب الرنَّانة (علامة، إمام، مفسر، فقيه، محدث، عالم مصره،... إلخ ).
فيصح -بناء على تقريره- أن يُقال: أن الشَّيخ ربيعًا المدخلي خرق إجماعه وحاربه من خلال ثنائه على العشرات من المنحرفين عن معتقد السَّلف.

سادسًا: العبرة هي بالثَّناء العام الغالب على أهل البدع لا بالثَّناء القليل النَّادر!

يرى الشَّيخ ربيع المدخلي أن الرَّجل يمكن أن يقال فيه: إنه يثني على أهل البدع؛ إن كان ثناؤه كثيرًا غالبًا، أما الحالات القليلة النَّادرة فلا حكم لها في مقابل العام الغالب؛ فقال رادًّا على من استشهد بمدح الإمام أحمد وشَيخ الإسلامِ ابن تيميَّةَ وابن القيِّم ومحمد بن عبد الوهاب لبعض أعيان المتصوفة في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/591-592): «أما من ذكرت من الأئمة فلا تتمسح بهم.
وأنصحك أن تدرس عقائدهم ومناهجهم ومواقفهم من البدع ومن بدع الصُّوفيَّة بالذات وجهادهم ضدها فإذا فعلت ذلك فسِر على مناهجهم وعقائدهم، ثم انقل عنهم وأنا واثق بأنك إن فعلت هذا وقمت به على الوجه المطلوب فستُدرك أنك على خطأ جسيم في هذا النقل وهذه الدعاوى التي تصور فيها هؤلاء الأئمة المجاهدين ضد الصُّوفيَّة وقبوريتهم بأنهم من جنود الصُّوفيَّة يمدحونهم ويدافعون عنهم ويعدونهم من صميم أهل السُّنَّةِ والجماعةِ أيصح نقلك عنهم بهذا التعميم في مدح الصُّوفيَّة والتَّصوُّف؟.
أئذا ذَكر ابن تيميَّةَ بعض أفراد الصُّوفيَّة الذين لا يمثلون قطرة في بحر الصُّوفيَّة في فترة معينة انتهت وانقضت، قبل أن يولد بقرون تنسب إليه أنه يمدح الصُّوفيَّة والتَّصوُّف بهذا العموم؟!
ألا تعلم أن الأحكام في شريعة الله إنما تُبنى على الغالب لا على الأمور النَّادرة؟!
بأي عقل وبأي لغة تخاطب النَّاس؟ وبأي عقل وعلى أي أساس تلصق بأئمة السلفية هذه الدعاوى العريضة التي ينكرها كل من عرف هؤلاء الأئمة وعرف مناهجهم ومواقفهم من الصُّوفيَّة وهدمهم لأباطيلهم وضلالاتهم ؟.».
ونقول:
- أليس في هذا التقرير من الشَّيخ ربيع حَمل للمُجمل من الأقوال على المفصلِ من الأحوال؟!
- أليس في تقرير الشَّيخ ربيع (أن الأحكام في شريعة الله إنما تبنى على الغالب لا على الأمور النادرة) ردٌّ صارخ على الشَّيخ ربيع الذي نسب أفاضل أهل السُّنَّةِ المعروفين بحربهم للبدع المغلظة، بل والمقالات الكفرية -كـ(وحدة الأديان)،و(وحدة الوجود)- إلى تأييد هذه البدع والمقالات بمجرد عبارة واحدة أو اثنتين خرجت منهم، ولها في الحق محامل عديدة؟!
-أليس إعذار الشَّيخ ربيع المدخلي للعلماء السلفيين المتقدِّمين الذين أثنوا على بعض المبتدعة المعروفين بقاعدة (أن الأحكام في شريعة الله إنما تبنى على الغالب لا على الأمور النادرة)؛ ما يصلح لأن يعذر غيرهم من السلفيين المتأخرين ممن خرجت منهم بعض العبارات في مدح من هم أسلم معتَقَدًا ومنهجًا؟!
فإن كانت هذه القاعدة لا تنطبق عليهم فهي لا تنطبق على الشَّيخ ربيع من باب أولى، كيف وهو قد أثنى -عن علم وإصرار- على العشرات من المتلبسين بالبدع الاعتقادية !!!

سابعًا: تناقض الشَّيخ ربيع المدخلي في باب (الثَّناء على المتلبِّسين بالبدعة) !

إن الشَّيخ ربيعًا المدخلي في باب (الموقف من مدح المخالِفين لمعتقد أهل السُّنَّةِ والجماعةِ) مُتناقض تناقضًا صارخًا في التَّأصيل -من جهة-، وبين التَّأصيل والتَّمثيل -من جهة أخرى-.
فهو -في باب التَّأصيل- قرَّر عدم الثَّناء على المبتدعة لا في باب النَّقد، ولا التَّقويم، بل ولا الترجمة، بل عدَّ (مدح أهل البدع من الفضائح والمخازي)، ثم قرر في مواطن أخرى:

1- في معرض الترجمة يذكر ما للرجل من خير وشر، كما تقدم نقل قوله في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (2/518): «إذا كان إنسان يريد أن يذكر تاريخَ شعب من الشُّعوب أو أمَّة من الأمم أو شخصية من الشَّخصيَّات يذكر كل ما ورد عنه وكل ما يتَّصل بحياته من خير وشر، مسلم يهودي نصراني حتى الشَّيطان لما عرفوا به قال بعضهم: كان من الملائكة ثمَّ مسخه اللهُ تبارك وتعالى فصار شيطانًا - يقولون هكذا - فإذا كنت تؤرِّخ حدِّث عن النَّاس ولا حرج يذكرون للناس حسنات وسيئات وأنت حدِّث عن المسلمين والكفَّار حتى فرعون إذا ترجمت له وجدت في الترجمة خيرًا وشرًا».


2- في معرض تقويم الرجال فلا يكتفى بذِكر أقوال المجرِّحين، بل ينبغي أن يقرن معها أقوال المعدِّلين، حيث أنكر الشَّيخ ربيع المدخلي على المليباري عدم ذِكره لتعديل بعض الرُّواة المجروحين؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (8/8): «هضمه لبعض الرُّواة بذكر الجرح فيهم والإهمال أو التَّقصير في ذكر ما قاله الأئمة فيهم من تعديل».

ولا ريب أن ذكرَ التَّعديل للرجل هو مِن قبيل ذكر ما يمدح به المجروح، فهذه موازنة يطالب بها الشَّيخ ربيع لتقويم الرجال .

وأما التَّناقض بين التأصيل والتمثيل؛ فهو بيِّن ظاهر في عشرات الأمثلة التي ضربناها أعلاه؛ من ثنائه على المتلبِّسين بالبدع الاعتقادية سواء في معرض الترجمة أو النقد أو الاستطراد.


بل والتَّناقض الأشنع بين التَّأصيل والتطبيق هو: أن الذين أثنى عليهم الشَّيخ ربيع المدخلي من المخالفين لمعتقد أهل السُّنَّةِ والجماعةِ: (أكثر عددًا)، (وأفسد معتقدًا)، و(أسوأ منهجًا)، (وأبعد عن السَّلفية) من كثير ممن عدَّ الشَّيخُ ربيع المدخلي الثَّناءَ عليهم موجبًا للتَّبديع، كالثناء على المشايخ (عرعور، والمغرواي، والمأربي، والحربي، وأحمد سلام، والحويني، والعيد شريفي، والحلبي ) وغيرهم من المذكورين في مقالنا السَّابق.

فإن كان الثناء على هؤلاء موجبًا للقدح في المادح؛ فكيف بثناء الشَّيخ ربيع على (المذكورين أعلاه) من المخالفين لمعتقد أهل السُّنَّةِ والجماعةِ -أصلًا-، بل (رؤوس المبتدعة) منهم !!
فإن كان الشَّيخ ربيع معذورًا؛ فهؤلاء معذورون من باب أولى، لا العكس!!
وإن ألحق هؤلاء السَّلفيين بأهل البدع بسبب مدحهم (لإخوانهم السلفيين المبدَّعين من قِبل الشَّيخ ربيع) فلئن يُلحَق الشَّيخ ربيع بأهل البدع من باب أولى، لا العكس!!
فأي تناقض بعد أشد من هذا !!!

وختامًا:

فوالله -الذي لا يُحلف إلا بجلاله-لو أن أحدًا من مخالفي الشَّيخ ربيع -وأعوانه-صدر منه عُشرُ هذا الكمِّ من (المدح والثناء) للأشاعرة والصُّوفيَّة وسائر أصناف الخلفيِّين ومَن تأثّربهم -دون تنبيه منه على بدعهم وانحرافاتهم؛ فضلًا عن الموازنات(!) عند تقويمهم أو ترجمتهم-: لبُدِّع وهُجِر وحُذِّر منه و و و !!!
ولكنْ!!!!
وهنا حق لنا أن نتساءل:

- ما هو ضابط الشَّيخ ربيع في تبديع مَن يُثني على أهل البدع؟


- وما هو توقيت الشَّيخ ربيع في إعمال هذا الضَّابط؟!


- وما سبب إعمال هذا الضَّابط في بعض الأعيان، وتجاهله في أعيان آخرين؟!


- ولِم تعمل هذه القاعدة مع المخالفين للشيخ ربيع، وتعطل عند الشَّيخ ربيع المدخلي مع نفسه، أو يعطلها أتباعه وأعوانه في تعاملهم معه؟!


- وهل سوف نقف قريبًا على عاقل شجاع من القوم يرفع عقيرته بالقول: إن الشَّيخ ربيعًا قد وقع فيما يوجب تبديعه بناءً على أصوله وصنيعه؟


أم -كالعادة- دفن للرؤوس في التُّراب!!!


هذا ما سوف نرقبه في رُدود أفعال (غلاة التَّجريح)!!

__________________
المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) -هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)-.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-24-2012, 12:39 AM
أبو عبد العزيز الأثري أبو عبد العزيز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 2,568
افتراضي

إلزامات قوية
جزاكم الله خير
__________________
قال الله سبحانه تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :
( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج )

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-24-2012, 07:06 AM
رأفت صالح رأفت صالح غير متواجد حالياً
توفي-رحمه الله-.
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,378
افتراضي

اقتباس:
فوالله -الذي لا يُحلف إلا بجلاله-لو أن أحدًا من مخالفي الشَّيخ ربيع -وأعوانه-صدر منه عُشرُ هذا الكمِّ من (المدح والثناء) للأشاعرة والصُّوفيَّة وسائر أصناف الخلفيِّين ومَن تأثّربهم -دون تنبيه منه على بدعهم وانحرافاتهم؛ فضلًا عن الموازنات(!) عند تقويمهم أو ترجمتهم-: لبُدِّع وهُجِر وحُذِّر منه و و و !!!
ولكنْ!!!
!
ولكنّه الهوى وقلّة الدين وظلم الآخرين وخاصة المخالفين
__________________
قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بَليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه ,أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-24-2012, 09:57 AM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

بورك فيكم أساتذتنا الأجلاء فقد أجدتم وأفدتم ونقول للشيخ -الذي يثني ويمدح أهل البدع ويذم ويقدح أهل السنة والإعتقاد الصحيح ‏- ‏:‏ يداك أوكتا وفوك نفخ ‏.‏ ‏
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-24-2012, 02:45 PM
ابو صالح الفلسطيني ابو صالح الفلسطيني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,403
افتراضي


بارك الله فيكم أيها الإخوة الأفاضل على هذا الجهد الكبير .
ولنا عودة بإذنه تعالى للإطلاع والمراجعة والإستفادة مما طرح .

فقط ، عندي اقتراح وملاحظة صغيرة .
فلو تم تقسيم هذا المقال على عدة صفحات أو صفحتين تسهيلا على القارئ .
والملاحظة هي في أنه لو تم تقييد كلمة "العلامة " العسكري بالعلامة في اللغة يكون أولى من تتبع المشاغين.

والله أعلم .

وأشكركم جزيل الشكر .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-24-2012, 05:46 PM
ابو عبد الله102 ابو عبد الله102 غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 61
افتراضي

بارك الله في جهودكم
إلزامات قاتلة

اقتباس:
- وهل سوف نقف قريبًا على عاقل شجاع من القوم يرفع عقيرته بالقول: إن الشَّيخ ربيعًا قد وقع فيما يوجب تبديعه بناءً على أصوله وصنيعه؟

أما هذه فبعيدة بعيدة!! لأن الأمر فيه نوع عصمة عند اخواننا
وقد تحار فيها عقولهم كما قال بعض أهل العلم :{والشرع لا يأتي بما تحيله العقول , ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول}

تساؤل:- وهل سوف نقف قريبًا على عاقل شجاع من القوم يرفع عقيرته بالقول: إن الشَّيخ ربيعًا قد وقع في خطئ يوجب تخطئته بناءً على أصول أهل العلم وصنيعهم؟

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-25-2012, 10:34 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

الإلزام سلاحٌ ذو حدّين ..
وقد وُفّق طلبة العلم في هذا المقال توصيفا وتحريرا لمواقف الشيخ ربيع المتناقضة الصارخة !!!
فهل من نائحة مستأجرة ـ من أذناب التجريح ـ ينوح على هذه الأطلال الغارقة في التناقُض..

__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-25-2012, 11:25 PM
عزمي الجوابرة عزمي الجوابرة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 186
افتراضي

اقتباس
ولكنّه الهوى وقلّة الدين وظلم الآخرين
والعجب والغرور والحسد
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-26-2012, 09:38 AM
أبو تركي أبو تركي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 660
افتراضي كيف تم بناء [ مقال ] (مشرفو منتدى كل السلفيين! )..

كيف تم بناء [ مقال ] (مشرفو منتدى كل السلفيين! )..

هل على التلبيس والتدليس ؟
هل على التهويش والتشويش ؟
هل على إرضاء شيخهم علي الحلبي ؟
هل لهوى في نفوسهم وهوس في عقولهم ؟
هل تم إختلاق ما ذُكر في حججهم وعرض بيناتهم ؟
هل تم التحريف والبتر فيما تم نقله ؟
من أين أتت هذه الحجج الدامغات المسطورات ؟

ما لكم كيف تحكمون ؟!

أليست هذه أصول الشيخ ربيع التي يتبناها ويُدافع عنها ؟
أليست هذه إلزام للمعصوم والمتبوعين بما تقتضيه أصوله ؟
أليس في المقال ما هو تقريرات لعلماء معتبرين في ذم ونقض فساد الرأي والتعصب له ؟
أليس في هذه الإلزامات للمعصوم بأن لو طُبقت بحذافيرها سيبدع المعصوم نفسه ؟!!
ما لكم كيف تحكمون ؟!

ولنا عودة إن شاء الله ....
__________________
[RIGHT][RIGHT][B][COLOR=black][FONT=pt bold heading][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/RIGHT]
[/RIGHT]
[LEFT][FONT=PT Bold Heading][SIZE=6][COLOR=darkslategray]حمد سعود الغانم[/COLOR][/SIZE][/FONT][/LEFT]
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-26-2012, 07:35 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

أحسنت أبا تركي !
وهؤلاء المفاليس الجهلة لمَّا أُفحِموا ولم يستطيعوا أنْ يَردُّوا هم أو شيخُهم على المقال , ولم يستطعوا أنْ يُجيبوا إجابةً علميةً
على النُّقول المُتكاثِرة التي جاوزت الخمسين نقلاً والتي فيها المُوازنة مع أهل البدع وذِكرِ حسناتِهم ؛ بل اليهود والنصارى ,
والتي فيها مدحٌ لمَنْ وقَع في بدعٍ كبيرةٍ , وهم قد بَدَّعوا الأفاضِل بأقلَّ مِنْ هذا !
فلما لم يستطعوا مجابهة الحجة بالحجة , والعلم بالعلم ذهبوا يكذبون ويفترون :
لقد بتروا وحرَّفوا النَّقل عن الإمام المعصوم !!
ووالله لقد كذبوا وافتروا وهم يعلمون !
لم يذكروا نقلاً واحداً حرّفنا فيه الَّنقل عن معصومهم المُتناقض !
فلِماذا ذكروا هذه اللَّفظة ولم يُدلِّلوا عليها إلا ليُوهموا مَنْ يقرأ العناوين فقط أو مَنْ يُرِيد أنْ يُقنِع نَفسَه ولو بأيِّ شيءٍ:
إنَّ معصومنا لم يقع في مثل ما ينكره على غيره ؛ بل فيما هو أشد وأقبح !
أمَّا البتر فمِنْ عشرات الأمثلة ـ جاوزت الخمسين مثالاً ـ ضربوا ثلاثةَ أمثلةٍ ؛ فنقول :
فما هو جوابكم عن نحو60 مثالاً عن موازنة الحسنات والسيئات , وعن مدح أهل البدع المغلظة ؟!

ثم حتى الأمثلة التي ذكروا أننا بترنا فيها كلام الإمام المعصوم كاذبون فيها أفَّاكون , وإلا ما أضافوه مِنْ كلام إمامهم
هل أخرج الكلام عن كونِه موازنةً أو عن كونِه مدحاً لأهل البدع ؟!
أبداً والله !
وما أضافوه إلا ليشغبوا على مقال المشرفين , وحسبكم أنهم لم يبينوا الخلل في اقتباس المشرفين , وإنما نقلوا
الكلام بطوله بعد دعواهم البتر , تدليسا منهم على القراء أنهم أقاموا الحجة على دعواهم بوجود البتر المخل !!!
وهم -عند العقلاء- ما زادوا إلا توثيقاً لكلامنا !
فنحن نقلنا موضع الشَّاهد دون زيادةٍ أو نَقصٍ أمَّا هم فزادوا كلامه الذي لا ينقضُ ما نقلناه ولا يخرجه عن واقعه :
أنَّه وازن في هؤلاء بيْن حسناتهم وسيِّئاتهم , وأنَّه مدح أهلَ البدع !


وهذا كما قلتُ : في ثلاثة أمثلةٍ فقط وتجاهلوا نحو ستين نقلاً تدكُّ منهجهم الظَّالم دكاًّ !!
فالمقال أمامكم مُحكَم النُّقول مُوثَّق البيِّنات ردُّوا عليه بعلم , واطلبوا مِنْ إمامكم أنْ يُقارعه بالحجَّة لا بالسَّب والشَّتم
إنْ كنتم فاعلين !
ولا داعي أنْ يأتي بمقدِّمة طويلة عريضة خارجة عن محلِّ النِّزاع يذكر فيها تاريخه مع عبد الرحمن عبد الخالق والعرعور والمغراوي وأبي الحسن
فقد مللنا مِنْ دحرجته لهذا الكلام مِنْ مقالٍ إلى آخر منذ عشرة أعوام أو يزيد !
تأمّل فهم يريدون أنْ يقولوا رددنا على مقال المشرفين ولو بمثل ذاك الهُزال والهُراء والإفك والافتراء !
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.