لماذا شيخ الأزهر ؟!

[أَبُو صَفِيّ أَحمَد رَاغِب البَرمَشتِي]

بسم الله الرحمن الرحيم

" وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " ، " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "

(أهل مكة أدرى بشعابها )

فضيلة الإمام ( محمد سيد طنطاوي ) شيخ الأزهر -حفظه الله ووفوفقه إلى ما يحب ويرضى - أحد أكبر المراجع الدينية في العالم أجمع وفي مصرنا خاصة - سدد الله خطاه - ولى أمر له جلالته وله مرتبته ومكانته لا يجحدها وينكرها إلا مكابر؛ وهذا أمر لا يختلف في اثنان - عقلاء - ولا ينتطح فيه عنزان .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنزلوا الناس منازلهم "
وقال طاوس : " من السنة أن توقر العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد .. " ( جامع بيان العلم وفضله ) ، والشيخ اجتمعت فيه الأربعة .
فما بال أقوام يستلمون فضيلة الشيخ بألسنة حداد ؟! ، لم يراقبوا في فضيلته إلا ولا ذمه (!!) َأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ .
أعداء الاسلام ينتظرون مثل تلكم المواقف نتساقط دون أهدافنا ! ونحارب رموزنا !! ونهدم ولاة أمورنا !!! ثم يتهافتون علينا ويتداعون كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .

وللأسف !!
وللأسف (!) من يظن فيهم الخير ، ويفترض أنهم يدعون إلى البر ، ويزلفون عن الشر إلى ما يسر ، يتسابقون في نقيض ما مر (!!) فلا يقدرون الضرر ، وغاب عنهم ما به الرسول أمر وما عنه حذر وزجر !

طلب أم أمر ؟!!

تنبهوا ، وارجعوا إلى ما استخلفتم فيه ، وإياكم وسنيين التيه ، أيام يتكلم السفيه (!) وخلفه يسير النبيه (!!) لا يدري ما يضره مما ينجيه !
أيامٌ الفتن فيها كقطع الليل المظلم ، على الجاهل و الظالم لنفسه أظلم ، وعلى العالم المستبصرنهار

كلمة حق وموازنة مشروعة

قال الإمام الذهبى في السير (20/46 ) (( نسأل الله المغفرة لاهل التوحيد ، ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع ، ونحب السنة وأهلها ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة ، ولا نحب ما ابتدع - فيه - بتأوييل سائغ ؛ وإنما العبرة بكثرة المحاسن )) ( نقلا عن منهج السلف الصالح لفضيلة الشيخ علي الحلبي / 144)
وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله - ( مجموع فتاويه ) في بيان صفة الرد والنقد : " فيكون ذلك بأحسن عبارة ، وألطف لإشارة ؛ دون تهجم أو تجريح ، أو شطط في القول يدعوا إلى رد الحق ، أو الإعراض عنه .
ودون تعرض للأ شخاص ، أو اتهامٍ للنيات ، أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها " . ( منهج السلف الصالح / الشيخ على الحلبي/62 )
فشيخ الأزهرالدكتور / محمد سيد طنطاوي - وفقه الله - ممن علمنا عنه ما يسر في مكانه هذا وعلى سبيل المثال لا الحصر
*حزفه لباب الصفات - التي يثبتها الأشاعرة - في كتابه لمادة العقيدة الذى يدرس بالمرحلة الثانوية ، وتصريحات في كتبه يظهر منها أن الرجل على فهم طيب في عقيدة السلف - مع بعض المؤاخذات -
*وتلقيه لبحث الدكتور الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني - حفظه الله تعالى - بالقبول والإقرار بما فيه ، وشكره على مجهوده الكبير في فذا البحث- بحث الأسماء الحسنى الصحيحه الثابتة في الكتاب والسنة - ؛ في وقت رده فيه من كان المفترض فيهم أن يساندوه ويشكروه بدلا من أن يردوه ويجحدوه ، بل ويحذروا منه .
*ومدحه في فضيلة الشيخ ابن باز- رحمه الله - وثنائه عليه في القنوات .
وغير ذلك مما لا يتسع ذكره .
وهذا بجانب مكانته العلمية ، ومنزلته التي قدمنا لها ، وما يجب علينا نحوه - سدده الله - .
" فمراعاة المصالح والمفاسد - المترتبة على المقالات المكتوبة ، والفتاوى المسموعة والمرئية - من أهم قواعد الإسلام وأصوله ،وكم يجلب الله بذلك من الخير ويدفع به من الشر ! وعدم مراعاة ذلك فيه شر عظيم " ( منهج السلف الصالح /ص27) .
فتوى صائبة وقول سليم

- من سمع فتوى فضيلة الإمام علم أنه ما أخطأ فيها ؛ كان قوله صريح ، لا يستغربه فصيح ؛ قال : ( لا تلبس الفتاة النقاب في الفصل الذي يقوم على التدريس فيه مدرسة ومع كون الفصل مغلق ، وسوى ذلك -سواء كان في ساحة المدرسة أو خارج الفصل ، أو خارج المدرسة - فلا بأس بارتدائه فلا أمنعها من ذلك )" بمعناه " . وما منع شيخ الأزهر لبس النقاب لا داخل ولا خارج المدارس والمعاهد والكليات الأزهرية ؛ وهذا على ماجاء التصريح به في وسائل الإعلان التى نقلت الخبر مرئياً من موقع مشيخة الأزهر بالقاهرة يوم السبت الموافق 10/10/2009 .

وأما كون الفتيات المنتقبات يمنعن من دخول المدن الجامعية فهذا ما لا يرضاه مسلم منصف ! فإذا منع المسؤلون المنتقبات خشية أن يندس رجل بينهن أو امرأة ليست صاحبة شخصية ؛ فياليتهم يمنعوا من أظهرت سوئتها ؛ هذه هى الكارثه هذه هى التي تمنع .
ولكن (!) ما هو الواجب عند مثل تلك المواقف ؟ هل الإنتقاص ، وتشويه صورة الشيخ ؟! أم اسقاطه ، وقبول سكين العدو في ذبح الرحم بيننا وبين ولاة الأمور ؟! بدلا من الإلتفاف حولهم والإصلاح من شأنهم ! تركنا بطانة سوء تلعب في الأفكار ونحن نهتف خلف الدار ! ، لن يسمع لنا صوت ، ولن ندخل لأننا واقفين خلف الدار !
- الأمر جد خطير ، ونذير خطر .
- الأمر يحتاج إلى حكمه .
- الأمر يحتاج إلى إعمال جميع النصوص .
- التمكين في إقبال والهزيمة في إدبار ما دام العلم موجود ، فبين الجهل والفساد رحم ؛ علينا قطعها ، ولا تقطع إلا بالعلم .

(( بشرى ))

قال شيخنا فضيلة الشيخ / أحمد حسن عواد - حفظه الله - : " لكن أبشروا ياإخوان انتبهوا وستقولون [ يوم يأتى تأويله ] هذا كلام صحيح ؛ ألم يحارب النقاب الآن ؟
فإنه سيزيد ، والله سيزيد ، والله سيزيد عدد المنتقبات ؛ وغدا سترون .
فلإن شاء الله النقاب فريضه ، والأمر بخير ، والفتنة زائلة ، والنقاب سيزيد ، وغدا تقولون قال أحمد - يقصد الشيخ نفسه -( فإن مع العسر يسرا )
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج " . فتوى الشيخ يوم الإثنين 12/10/2009 .
وهذا رابط بفتوى الشيخ أحمد حسن عواد بمصر (حفظه الله ) - فإن أهل مصر أدرى بشعابها - من هنا
أو من هنا http://www.salafishare.com/arabic/33...Z3/N1ES0SP.WAV


والله ما مر اليوم إلا وسمعت خبرا بمن ينتقبن بسبب ما حدث .
فإن مع العسر يسر ، وكلما ضاقت اتسعت ، وكلما طال قصر ، وكلما بعد اقترب ، وما بعد الظلام إلا الضياء والنور ، فالأمر بشارة ، لأن لواء الحمد منارة ، في أحلك ظلام أشد إناره .
ألم ترَ أن الصحابة كانوا يستفتحوا بسب الكفار لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن ربه سينصره ويهزمهم بسبهم ؛ فالقدح فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندهم فتح .

ومن أراد أن يعلم مدى الخطر فليتطلع إلى تلك الأخبار المنقولة من عدة مواقع :


*أزمة النقاب التى فجرها قرار شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية والجامعات، وفيما قالت CNN إن طنطاوى تحول لـ"دمية" تتبع الحكومة "الاستبدادية"، واعتبرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية قرار حظر النقاب بمثابة رد فعل لصعود الفكر السلفى فى مصر. وقالت الـCNN إن كثيراً من المصريين يرون فى قرار شيخ الأزهر محاولة لمواجهة الاتجاهات المتشددة من الإسلام والتتنامى بشكل كبير، بعد أن اتجهت العديد من الفتيات الصغيرات فى مصر إلى ارتداء النقاب .

أظن أن كل عاقل نظر إلى الكلام فهم الخطر الذى أقصده

*وكأنّ شيخ الأزهر يريد أن يثبت لأوباما أنه نجح في استهداف الأزهر والمثقفين والمتعلمين .

*اهتم موقع ميدل إيست أون لاين البريطانى بتسليط الضوء على قيام شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى بإجبار طالبة على نزع "النقاب"

[ ومنها من يسب ، ومنها من يدعوا عليه .....الخ ]

والآن أظن أن الأمر اتضح ، وإجابة السؤال ظاهرة ؛ لماذا شيخ الأزهر ؟!
علامة أهل السنة الدعاء لولاة الأمور ، وعلامة أهل البدع التشنيع عليهم ، والتشهير بهم ، والجهر بنصحهم ، وإن شئت فقل فضحهم !!
والكلام في الباب لا ينتهى ؛ ولكن هنا موضع تنبيه لأمر مهم وهو :
أن الكتابة على هذا المنتدى أمر طيب فى نشر الكلام ، ولكن نشر المقالات على بقية المواقع أمر مهم ؛ وخصوصاً مواقع الجرائد والأخبار والمنتديات الفاسدة التي يجتمع فيها عدد كبير من الناس - عسى الله أن يكتب لها القبول - ودل في مقالك لهذا الموقع الطيب .

هذا وما توفيقى إلا بالله ،عليه توكلت وإليه أنيب إنه سميع مجيب ؛ سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب اليك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أبو مالك أحمد الأزهري
[email protected]
رجاء من الإخوة رفع الموضوع .