: فتوى مسجلة للشيخ صادق بن محمد البيضاني فيما يجري في اليمن من أحداث

[ابوخزيمة الفضلي]

إخواني الكرام:هذه فتوى فقيه لواقع ما يجري في البلاد اليمنية من كيد الكائدين ,نسأل الله أن يحفظها
وجميع بلاد المسلمين.(ابوخزيمة)

سؤال الفتوى: الشيخ صادق حفظه الله، إن الحوثيين يسعون هذه الأيام للسيطرة على اليمن لإعلان مملكتهم حتى عجزت الحكومة اليمنية في محاربتهم، فما هو الموقف تجاه هذه القضية ؟



< جواب الفتوى >


تم تسجيلها بتاريخ 26 ذي القعدة لعام 1435هـ



الجواب : لا ليس الأمر كما تتصور أنت وإخوانك بل الأمر أكبر من ذلك بكثير وأنا ممن يتابع الأحداث في اليمن وغيرها أحياناً وليس دائما ، والخطب جلل وعظيم، ومن باب المصلحة الشرعية لا بد من بيان لواقع الأزمة في اليمن من باب تعريف الناس بواقعهم لا لغرض الفوضى ومحاربة الدولة وكما يقال إذا كان غريمك القاضي فمن تقاضي، ويبدو لي والله أعلم أن الأمر أكبر من كونه بوابة لإعلان مملكة الحوثيين في اليمن لأمور :

أولاً : هذه الأحداث في الساحة اليمنية تم الإعداد لها منذ ظهور ما يسمى بثورة الربيع العربي باليمن وليس ربيعاً بل هو خريف سفكت بسببه الدماء وضاعت اليمن وقد تمت هذه الثورة التي مذكرها ثور بتحالف الإخوان المسلمين مع الحوثيين وبيت آل الأحمر وكثير من الأحزاب السياسة مع بعض السلفيين المتعجلين ضد حكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي انتهى أمره بتسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور، فاجتمعت قوى سياسية داخلية وخارجية تحت رئاسة الغرب اليهود والنصارى الذين قال الله عنهم " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " واتفقت هذه القوى على تصفية الحسابات وتأديب من قام بالثورة التي باركها الأمريكان نفاقاً وكانت التصفية تحت سيناريو معين يتولى بطولته الحوثيون بتواطئ من الداخل كحكومة وفاقية صاحبة قرار حاسم وهي غير حكومة رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوه، وطبعا تشمل هذه التصفية بيت آل الأحمر والإخوان المسلمين وجميع مراكزهم وقيادتهم وكذلك القضاء على السلفيين الذين بدأوا بهم في أول الأمر ففجروا مراكزهم كمركز دماج وكتاف ونحوها ليصوروا للعالم في بداية التصفية أن القضية طائفية بين السنة والشيعة والصحيح أن القضية لعبة سياسية تحت حماية وتأييد أمريكا ودول التحالف الأوربي وإيران.

ثانيا : ما تشهدونه اليوم على الساحة اليمنية من اجتياح صنعاء ومن ذلك سيطرة الحوثي على التلفزيون اليمني قناة اليمن وقناة سبأ والإيمان مجرد مسرحية كجزء من اللعبة السياسية، حيث إن المحطة اليمنية توجد في أعلى الجبل ولديها جيش ودبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة والحوثي يضرب عليها بأسلحة متوسطة من خلال بعض الشباب الحوثيين ثم فجأة خلال ساعات ينزل الجيش من أعلى الجبل ويترك دباباته ومدرعاته وأسلحته الثقيلة ليحل محله الحوثي البطل الوديع وطبعا الحوثي ليس عنده طائرات وطيران الجيش اليمني ليس من مهمته في هذه اللعبة حسم الموقف بقصف الحوثيين وقبل هذه المشاهد ما حصل لمعسكرات صعدة وعمران وبعض مناطق حجة والجوف وغيرها

ثالثا : الحوثي لم يدخل في هذه المعركة من غير خارطة طريق دولية وداخلية بل هو جهة منفذة لهذه الخارطة وقد استطاع جمع الناس حوله بعدة أساليب مرة بالخطاب الديني الشيعي الذي يكسب به شيعة اليمن وهم ندرة ومرة بالمال ليشتري به ذمم مشايخ القبائل ومرة بالسحر ومرة بالإنكار على الفساد الإداري في الدولة ومرة بزيادة اسعار الوقود والمواد الضرورية.

رابعا : هناك خطاب حكومي رسمي باليمن ذو اتجاهات كثيرة وكلها تصب في نجاح اللعبة، هذا الخطاب يتكون من عدة محاور :

المحور الأول : تحميل الرئيس السابق أخطاء الحكومة الحالية ليرضوا بذلك الإخوان المسلمين حتى يشعروهم أنهم ضد الرئيس السابق الذي انقلبوا عليه، ومما لا يخفى أن الرئيس السابق والرئيس الحالي وأمريكا أعضاء رئيسيين في اللعبة السياسية.

المحور الثاني : طلعات جوية متكررة للجيش اليمني لقصف مواقع الحوثيين مجرد طلعات وهمية لاشعار المغفلين بالدور الفعال المسرحي للجيش اليمني وهو ما يسميه بعض الأحباب جيش الثورة وهو جيش صامت لأن هذه وظيفته الحقيقية في ظل هذه اللعبة السياسية، فليس له دور فعال لأن قيادته خاضعة للعبة السياسية.

المحور الثالث : ردود أفعال متقطعة مبرمجة بالريموت بين المؤتمر والرئيس هادي الذي يعد نائبا فيه حتى يشعروا أن الرئيس الحالي مع ثورة الساحات.

المحور الرابع : اشعار اليمنيين أن الرئيس هادي رجل وحدوي وأن الجيش لم يقم بهماته وبالتالي قد يحتاج الرئيس عبدربه منصور لقوة خارجية لحسم الموقف، وهو مجرد نوع من التباكي حتى لا يتهمه احد بالعمالة أو بإعلان من حوله باستقلالية جنوب اليمن الذي هو من ضمن المحتملات والله أعلم.

وقد يقول قائل وما هي نهاية هذه اللعبة فأقول والله أعلم إذا نجحت اللعبة في القضاء على الدعوة السلفية والإخوان وبيت آل الأحمر وتم تمزيق اليمن فأمام أمريكا ودول التحالف والقوى الأخرى شيئان إما أن يسلموا الحوثي بعض الوزارات أو رئاسة الوزراء مقابل انجاحه هذه اللعبة السياسية وإما أن يتنصل الحوثي وينقلب عليهم ليعلن مملكته وقد يعلن مملكته على اليمن بموجب اتفاقيات جديدة مع هذه القوى بتنازلات إيرانية لها، وإعلان مملكته احتمال ضعيف والله أعلم.

المهم عليكم يا إخواني بالدعاء لليمن وأهل اليمن ولا تشغلوا أنفسكم بالسياسة فهي بحر لا ينتهي وأكثرها كذب وخداع وضحك على المسالمين وحرب على الاسلام والمسلمين وما يجري في اليمن مجرد لعبة وزوبعة مثل زوبعة داعش التي أسسها النظام السوري العراقي الايراني بتواطئ غربي ليدخلوا من خلالها على المسلمين العرب مدخل ضغط وتضعيف للقوة العسكرية والمالية العربية باسم محاربة داعش الدولة الخارجية الفاجرة، فاشغلوا انفسكم بارك الله فيكم بالعلم والخير وانصحوا الآخرين بالحكمة وعدم الخوض فيما لا تحسنون وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وأنصح المسؤولين باليمن أن يتقوا الله في هذا الوطن اليمني الجريح مهد العروبة وأن يتقوا الله في هذا الشعب الكريم المسالم النزيه فإنكم أيها المسؤولون في الحكومة اليمنية ستقفون غدا بين يدي الله فما انتم قائلون، وبالله التوفيق.

وهذه المادة الصوتية على موقعه:
http://albidhani.com/play.php?catsmktba=1294

[عمر الزهيري]

جزاك الله خيراً أبا خزيمة الحبيب
كلامه حفظه الله مشابه لكلام الشيخين النجيمي وخالد الوصابي

[ابوخزيمة الفضلي]

ولك مثله أخي عمر :حبذا لو تنقل لنا الرابطان للشيخين النجيمي والوصابي