أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
85299 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-21-2010, 08:51 AM
أبو الحارث السمعاني أبو الحارث السمعاني غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: البلقاء - الأردن
المشاركات: 68
افتراضي خطبة جمعة في مسجد حمزة بن عبد المطلب 15/10/2010م


إن الحَمْدُ لله نَحْمَدُه تعالى ونَسْتَعِينُهُ وَ نَسْتَغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضلَ له ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادي له , وأشهد أن لا اله الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله .
﴿يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقواْ اللهَ حقَّ تُقَاتِهِ وَ لَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُم مُسْلِمُونَ ﴾﴿يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنْهُمَـا رِجَالًا كَثِيرًا وَ نِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾﴿ يَآ أَيُّهَا الَّذِي ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
أما بعـد : فإنَّ خيرَ الحديث كلامُ الله , وخيرَ الهُدى هُدى محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم , وشرَّ الأمور محدثاتُها , وكلَّ محدثة بدعة , وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ , وكلَّ ضلالةٍ في النار.

عباد الله ! يقول ربُّنا في كتابه الكريم : ﴿ يَآ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْـمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ !!
أي بشارة أعظم من هذه البشارة لعبد الله المحتضر !
لعبد من عبيد الله يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يفارق هذه الحياة إلى حياة البرزخ ؟!
عبد أحسن القول والعمل في آخر أيامه ليحظى بخير ما عند الله !
و أغبى الناس – عباد الله - من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل ..

جاء عند البخاري و غيرِه مِنْ حديث أبي سعيد الخدري أن الرسول – عليه الصلاة و السلام – قال : ( إنَّ الرجالَ إذا احتملواْ الجنازةَ و وضعُوها على أعناقهم , إنْ كانتْ صالحةً قالتْ : قدّموني ! قدّموني ( ؟
لماذا تريد التعجيلَ بها ؟ تريد التعجيل بها إلى رضوان اللهِ , لأنَّها قد بُشِّرتْ فاطمأنتْ على مُستقبلها..فهذه النفس المطمئنة قد بشرت وقرت عينها بالبشرى ..وأول منازل البشرى هذا القبر !( الهكم التكاثر حتى زرتم المقابر ).
هذه النفس المطمئنة كيف تكون زيارتها للقبر – عباد الله - !

يقص علينا البراء بن عازب - رضي الله عنه – خبر المعصوم محمد عليه الصلاة والسلام فيقول:
خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من ا لأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل القبلة، وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكث في الأرض، فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثاً، فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ثلاثاً، ثم قال: ( أن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام – ( لا نقول عزرائيل كما يتناقل العوام ! اسمه ملك الموت عندنا معاشر المسلمين !) ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام – حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء.. فيأخذها، وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم !، ( روح مكرمة ! روح محبوبة ! روح يطلب ضيافتها كل أحد من أهل السماء )..قال: فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ..حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط فذلك قوله - تعالى -: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)... ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمون بها في الدنيا،( انتبه عبد الله ! فلان بن فلان وليس ابن فلانة !وبأحسن أسمائه في الدنيا ! فإكرام المؤمن مناداته بأحسن أسمائه التي يحب ويهوى !).
قال: حتى ينتهوا إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى تنتهي به إلى السماء السابعة، فيقول الله - عز وجل - اكتبوا كتاب عبدي في عليين !
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ. كِتَابٌ مَرْقُومٌ. يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)) (المطففين:19_21).
فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى.
قال: فيرد إلى الأرض، وتعاد روحه في جسده، قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه مدبرين..فيأتيه ملكان شديد الانتهار فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولان له: وما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن فذلك حين يقول الله - عز وجل -: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(إبراهيم:27) فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فينادي منادٍ في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا عليه باباً إلى الجنة.
قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه - وفي رواية: - يمثل له رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد.
فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت ؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً.
ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي فيقال له: اسكن.

عباد الله ! هذا حالها عند الموت وفي القبر فكيف ترد هذه النفس على الله يوم القيامة ؟!!..

يقول ربُّنا في كتابه الكريم :﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْـمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾..إنهم وفود الله ! إنهم وفود الله ! إنهم وفود الله !..ولا أكرم على اللهِ من هذا الصنف الذين وَفَدُواْ عليه بعد أن عبدوُه حق العبادة ,.. لذا حق لهذه الوفود المكرمة أن تستقبلهم ملائكة الرحمن خير استقبال ..
وربنا عز وجل يصف لنا حلاوة الاستقبال فيقول لنا في كتابه:﴿لَا يَـحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْـمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْـتُـمْ تُوعَدُونَ﴾..هذا هو اليوم الذي عشتم عمركم من أجله.. هذا هو جزاء ما صبرتم على طاعتي..جزاء ما صبرتم عن معصيتي..جزاء ما صبرتم على قدري .. جزاءا وفاقا..وهل يكون الجزاء إلا من جنس العمل !!..
يظلهم الرحمن بظله في يوم لا يكون هناك ظل إلا ظله !..

جاء عند البخاري و مسلمٍ من حديث أبي هريرة أن الرسول – عليه الصلاة و السلام – قال : "سبعة يظلهم الله بظلّه يوم لاظل إلا ظله !
( لماذا ؟ أين الظل يومها ؟ الأرض تبدل غير الأرض , و السماوات غير السموات) :
(أولهم قال:) إمام عادل ( راع عدل في رعيته ! فماذا لو لم يعدل ؟ ماذا لو ظلم وقهر ؟ "من مات يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرمت عليه رائحة الجنة".).

(قال:)وشاب نشأ في عبادة الله (نشأ وعاش ومات على ذلك.. فالشباب شعبة من الجنون ، وَهُوَ داع للنفس إلى استيفاء الغرض من شهوات الدنيا ولذاتها المحظورة ، فمن سلم مِنْهُ فَقَدْ سلم .. وجاء في الحَدِيْث : (( عجب ربك من شاب ليست لَهُ صبوة )) ..وجاء في بعض الآثار : يَقُول الله : (( أيها الشاب التارك شهوته ، المتبذل شبابه من أجلي ، أنت عندي كبعض ملائكتي )).. فَجُوزِيَ بِظِلِّ الْعَرْشِ يو القيامة ! لِدَوَامِ حِرَاسَةِ نَفْسِهِ عَنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ فليغتبط الآباء بتربيتهم الحسنة للأبناء..
ونقول لمن كانت له صبوة في شبابه !
لمن قارف الذنوب في شبابه ! ..
نقول له:ليست العبرة فيمن سبق،ولكن العبرة في من صدق!
فإن كان التزام الشاب منذ بداية تكليفه ،وكان الغالب على عمله إتيان الطاعات وترك المنكرات مما يُعجب له ،فوالله إنها ممن ذاقت نفسه الشهوات وسلكت مسلكها ،ثم يترك كل ذلك توبة لله ،ورغبة فيما عند الله ! مع ما يجده من صعوبة في مخالفة ما تعوّد عليه،أعجب والله وأصعب !
قال الله تعالى: ﴿إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾. )).

(قال:):ورجل قلبه معلق بالمساجد .
( يصلي الصلاة في المسجد وقلبه مشغول في الصلاة التي تليها ! يشتاق لبيوت الله كما يشتاق الحبيب لحبيبه..( والذين آمنوا أشد حبا لله ) إنه يجد فيها الأنس بمناجاة الله و ذكره و التوجه إليه..إنه رجل أنس بمناجاة الله !.
عبد الله ! هل ذقت حلاوة مناجاة الله ؟ هل ذقت حلاوة الأنس بالله ؟ أهل الدنيا فقدوا لذة الأنس بالله ! فهم لايأنسون إلا بالناس من حولهم فإذا خلو أحسوا بالوحشة ! فإذ استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنس الناس بأحبائهم فأنس أنت بالله، وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله !.

إن أكثرنا علاقته بالله روتينية.. فهو يتعبد لله -فقط -لأنه اعتاد ذلك من الصغر ..لكن هذا الصنف علاقتة مع الله علاقة حب
قال تعالى:(يحبهم ويحبونه )ولاحظ أن الله ابتدأ بقوله )يحبهم ) فالعلاقة بينهم وبين الله علاقة حب وأساسها الحب ( فليس العجب من عبد يتودد إلى سيده ! لكن العجب كل العجب من ملك يتودد إلى عبيده )).

(قال:):ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
( تعلقت قلوبهما ببعضهما البعض لا لشراكة ولا لمال ولا جاه ولا لسلطان ! أحبه لأنه رجل صالح ،أحبه لدينه ! أحبه لورعه ! أحبه حب القلب للقلب الخالص من أي مصلحة أو رغبة ..
كم هم الذين يغفلون عن أن الحب في الله :عبادة !
أي نعم ! الحب في الله : عبادة !.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله" قالوا: يا رسول الله, تخبرنا من هم؟
قال: "هم قوم تحابوا بروح الله, على غير أرحام بينهم, ولا أموال يتعاطونها, فو الله إن وجوههم لنور, وإنهم على نور, لا يخافون إذا خاف الناس, ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ هذه الآية: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"!..
أرأيت عبد الله : إن التحابب في الله ، والأخوة في دينه من أفضل القربات.. وتكتمل المحبة بين المؤمنين في صورة عجيبة ومحبة صادقة عندما يكونان متباعدين, وكل منهما يدعو للآخر بظهر الغيب في الحياة وبعد الممات, قال صلى الله عليه وسلم: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة, عند رأسه ملك موكل, كلما دعا لأخيه بخير قال الملك المُوكل به: آمين ولك بمثل"..

( قال:) ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين.
(عفة الرجل بقصة سريعة جداً لا تتجاوز السطر! ما أعظم منزلة الخوف من الله ! إنها من أجلّ منازل العبودية و أنفعها ..و هي فرض على كل أحد .قال تعالى ( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان )..
دعته امرأة ! إنهن النساء حبائل الشيطان !دعته هي راغبة فيه عارضة نفسه عليه !..ليست بشعة فتنفر النفس منها !لا بل جميلة ! عنصر الإغراء الشهواني الجسدي و الجمالي متوفر بشكل كبير !..ولا هي وضيعة بل ذات منصب ومنزلة يرغب في مثلها ! و بهذا يتحقق الأمان من الفضيحة و كسب المال و ضمان قضاء المصالح ..ثم تأتيه راغبة عارضة نفسها عليه ومع ذلك يأبى ! .
لا يا أمة الله ! إنه عبد لله ! عبد لله ! ..لا عبد للهوى والشهوات ! إنه عبد يخااف الله ! ..
أن هذا النجاح في هذه التجربة دليل على طيب عنصره و صدق إيمانه و عظيم رجولته.. لسان حاله :

خضعت نفسي للباري فسُدت الكائنات *** أنا عبد الله لا عبد الهوى والشهوات
فيا عبد الله ! أيها الأخ الحبيب:
كن كالصقور على الذرا تصغي لوسوسة القمر ***
لا كالغراب يطارد الجيف الحقيرة في الحفر ).

( قال:)ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه( ذكر من ؟ ذكر الله ! ومتى وأين ؟ ذكره في أي زمان لكنه كان وحيدا بعيدا عن الناس ! لا أحد يراه ولا يسمعه ! قال :ففاضت عيناه ! الدموع انهمرت فيضاً لا دمعات معدودات . لماذا تبكي؟ لماذا تذرف عيناك ؟ لا أحد يراك فترجو مدحه ! ولا أحد يسمعك فترجو ثناءه ؟ لماذا تذرف عيناك ! .. "عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ".." و ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله"..

(قال:) و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (نحن هنا أمام يدٍ ليست كالأيدي , إنها يد تدري و تعرف ,مع رجل موفق ..فقد استطاع إخفاء الصدقة عن تلك اليد ... لقد نفخ هذا الحديث الحياة في هذه اليد فأصبحت شخصاً,لقد كانت هذه الصدقة خفية حقاً,فإذا لم تدر اليد الأخرى عمّا فعلت أختها فكيف يعلم أحد عن هذه الصدقة ؟ّ! ابتغاء ما عند الله من الثواب ..وهل تريد دليلا أعظم على إيمان هذا الصنف من المتصدقين و نبلهم !! .

.. يااااااه .. إنها النفس المطمئة ! لم تكن مطمئنة إلا بالصبر أما المعاصي والشهوات .. والتقرب من الله بالطاعات ..لتحصد يوم القيامة أطيب الثمرات
جاء من حديث عُقبة عند الإمام أحمد و غيره , أن الرسول – عليه الصلاة و السلام - قال : كل امرئٍ في ظل صدقته يوم القيامة !.
و جاء عند مسلم و غيره حديث أبي يسر أن الرسول – عليه الصلاة و السلام – قال:مَنْ أَنْذَرَ مُعْسِرَ أَوْ وَضَعَ عنه أَظَلَّهُ اللهُ في ظلِّه يومَ القيامة".

هؤلاء هم الذين يفوزون بقول الله تعالى::( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ** وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )

أسأل الله العظيم أن يرزقنا من فضله .. وأن يشملنا بعفوه..وأن ينصرنا على القوم الظالمين ..و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
أبو الحـــارث السمعاني يغفر الله له
قال الإمام الذهبي: فأين علم الحديث ؟ وأين أهله؟ كدت ألا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.