أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
51345 | 88813 |
#1
|
|||
|
|||
حكم قولهم: (أوصيك ياربّي بفلان)
السؤال:
تجري على ألسن بعض النّاس دعاء هذا نصّه: "أوصيك يا ربي بفلان، أحسن إليه" وما أشبه ذلك؟ فما مدى صحة هذا الدعاء بهذه الوصية؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمدُ لله، وصلّى الله وسلّم على رسول الله، أمّا بعد: فهذا دعاء مبتدع؛ فلم يرد في الكتاب ولا في السّنّة ولا عن أحد مِن السّلف الوصية مِن العبد لربّه أن يفعل كذا، أو لا يفعل، وإنّما الذي ورد هو الوصيّة مِن الله لعباده بما يحبّ منهم أن يفعلوه، ووصيته تعالى هي أمرٌ منه، وقد ورد لفظ الوصيّة مسندًا إلى الله في تسع أو عشر آيات ومِن ذلك قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ﴾[النساء:11] وقوله: ﴿وَصِيَّةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٞ﴾[النساء:12] وقوله: ﴿ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام:153] وقوله: ﴿ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾[الأنعام:152] ﴿ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام:153] ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ﴾[العنكبوت:8]، إلى غير ذلك من الآيات. والمفهوم مِن لفظ "الوصية": أنّ الموصي أبرُّ وأرحمُ بالموصَى به، وأكملُ عناية به مِن الموصَى، وهذا المعنى لا يليق بالعبد مع ربّه؛ فإنّ الله تعالى أرحمُ بعبده مِن والديه به ولهذا قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ﴾[النساء:11]، وإنّما الذي يليق بالعبد أن يسأل رّبه المغفرة والرحمة وغير ذلك مِن المطالب لِمَن يحبّ مِن الناس؛ ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾[الحشر:10]، ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ﴾[إبراهيم:41]، ﴿رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾[الإسراء:24]، ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾[إبراهيم:40] إلى غير ذلك مِن الآيات والله أعلم. حرر في: 6-9-1437هـ أملاه: عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 https://twitter.com/mourad_22_ قناتي على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg |
|
|