ماذا أخسر

[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

ماذا أخسر ؟

إذا وسوس لك الشيطان لكي يصرفك عن طلب العلم الشرعي، فقال لك : لماذا تتعب نفسك بطلب العلم ؟ والناس في زماننا لا يأخذون إلا بكلام أصحاب الشهادات الأكاديمية.
فقل له : وماذا أخسر لو تعلمت بعض المسائل في ديني، فنفعت نفسي، ماذا أخسر ؟
ولو قال لك : لماذا تتعب نفسك بطلب العلم ؟ وأنت تستطيع أن تصل إلى ما كل ما تريد معرفته من المسائل والفتاوى عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بكل سهولة ويسر في أي زمان ومكان.
فقل له : وماذا أخسر لو تعلمت بعض المسائل في ديني، فأصبحت أميز الصواب من الخطأ، والراجح من المرجوح، ماذا أخسر؟
ولو قال لك : لماذا تتعب نفسك بطلب العلم ؟ ولو أنك قرأت ما قرأت، وحفظت ما حفظت، وفهمت ما فهمت، فلن تبلغ علم فلان وفلان من العلماء القدامى والمعاصرين، والذين لا يخلو زمان منهم، ليكونوا حجة لله قائمة على خلقه، وليست لك القدرة على الدعوة مثلهم، وفيهم الكفاية.
فقل له : وماذا أخسر لو تعلمت بعض المسائل في ديني، وقد يكون في علمي وسلوكي نفع وأثر على أهلي أو أصحابي أو من أخالطهم، وماذا أخسر ؟
ولو قال لك : لماذا تتعب نفسك بطلب العلم ؟ ومع مشاغل الدنيا الكثيرة وطلبك للرزق لن تجد متسعا من الوقت لتراجع ما تحفظه، ومع مرور الوقت سوف تنسى كل ما حفظته، وتضطر أن ترجع من البداية ؟
فقل له : أرجع من البداية، وماذا أخسر ؟
وهكذا، فمهما وسوس لك الشيطان بأمور تخذلك عن طلب العلم وتحبط همتك، فقل له : وماذا أخسر ؟ فليس هناك ما أخسره، وكما قال بعض الفضلاء : ليس المهم أن تصل، ولكن المهم أن تبقى على الطريق.
فمهما تأخرت وتعثرت ونسيت وانشغلت، عليك أن تثبت على طلب العلم، حتى ولو أنك تعلمت في كل شهر مسألة، أو في كل عام مسألة، ولا يضرك حتى لو أنك عدت من البداية في كل مرة، وتذكر دائما (ماذا تخسر)؟