أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
11870 102069

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الموسوعات و الكتب و المخطوطات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-31-2014, 10:02 AM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي مقدمة الطبعة الجديدة للأجوبة الألبانية

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الجديدة للأجوبة الألبانية
لمسعود مسعودي الجزائري
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-31-2014, 08:36 PM
محمد جمعه الراسبي الأثري محمد جمعه الراسبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 545
افتراضي

هل ممكن تنزل الطبعة الجديدة pdf ?
__________________
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-01-2014, 12:11 AM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي محمد على اهتمامك، وأبشرك أن الرسالة بطبعتها الجديدة ستكون في السوق هي ورسالة [ الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي] وكذلك سأقوم بتنزيلها في منتدى السلفيين وفق الله القائمين عليه لكل خير
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-01-2014, 12:14 AM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-01-2014, 11:27 AM
عبد الرحيم ماهر عبد الرحيم ماهر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: المغرب الأقصى
المشاركات: 416
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسعودالجزائري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي محمد على اهتمامك، وأبشرك أن الرسالة بطبعتها الجديدة ستكون في السوق هي ورسالة [ الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي] وكذلك سأقوم بتنزيلها في منتدى السلفيين وفق الله القائمين عليه لكل خير
هل الرسالتان ستكونان متوفرتان في المغرب؟
وبارك الله فيك.
__________________
.




To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-01-2014, 11:45 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

أرجو من الله التيسير أخي عبد الرحيم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-03-2014, 04:40 PM
أيمن القسنطيني أيمن القسنطيني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 80
افتراضي

الأخ الكريم مسعود الجزائري هل أنت هو مسعود مسعودي الجزائري صاحب
(الأجوبة الألبانية على التوجّهات المدخلية)
ونريد منك بارك الله فيك إن أمكن تنزيل رسالة الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-03-2014, 06:14 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي بارك الله فيكم أخي مسعود ونفع بجهودكم وأعظم أجركم ورفع قدركم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسعودالجزائري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي محمد على اهتمامك، وأبشرك أن الرسالة بطبعتها الجديدة ستكون في السوق هي ورسالة [ الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي] وكذلك سأقوم بتنزيلها في منتدى السلفيين وفق الله القائمين عليه لكل خير
ونشكركم أخي أبا عبدالله على ما تبذلونه من جهود .

ونحن في انتظار ما ستذكرونه من فوائد وفرائد .

والغلاة قد أفلسوا الآن فعملكم هو مع كونه بيانُ للناس هو لآخرين عرفوا الحق من باب { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله } تثبيتاً .
ولآخرين من باب : {لئن أشركت ليحبطن عملك } تحذيراً .

ونسال الله الهداية وحسن الختام .
__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-25-2014, 05:37 PM
محمد جمعه الراسبي الأثري محمد جمعه الراسبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 545
افتراضي

نريدك تتحفنا بالكتاب بصيغة pdf
جزاك الله خيرا
__________________
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-13-2015, 07:49 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي


الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية
مقدمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم

بين يدي الكتاب


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فلا يخفى على المشتغلين بأمر الدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح ما تمر به من مشاكل، وعواصف، وأنها توقفت، وهذا باعتراف الشيخ ربيع حيث قال: « فإن الدعوة السلفية توقفت وضُربت يا إخوان »( ).
والناظر في مسيرة الدعوة السلفية خاصة في الجزائر يجد أن السبب الرئيسي الذي أعاقها هو الحزبية الضيّقة بكلِّ أنواعها، وقد ذكر الشيخ عبد المالك رمضاني أن الدعوة السلفية قبل ظهور الفيس كانت في انتشار، فلماّ ظهر هذا الحزب توقفت بل تقهقرت، ولا يخفى على الجزائريين النكبة التي مرّت على البلد حتى لُقِّبت بالعشرية السوداء، ومع تضافر جهود المخلصين من أبناء هذه الدعوة المباركة سواء في الداخل أو في الخارج استطاع أهل السنة أن يقضوا على الفتنة، وسرعان ما استعاد أهل السنة الأنفاس وبدأت الدعوة في مسيرة أخرى لا تقِلّ عن سابقتها قبل ظهور الفيس، لكنها ابتليت هذه المرة بحزبية من نوع جديد، هذه الحزبية الجديدة قال عنها المشايخ ومنهم الشيخ عبد المحسن العبيكان هي أقبح من الحزبية السياسية، إنّها التحزب على الشيوخ.
التحزّب على الشيوخ هو الموالاة والمعاداة على شيخ معين كالشيخ ربيع مثلا، هذا التحزّب تفرّقت بسببه جموعُ أهل السنة، وأصبحوا موضع سخرية من الحزبيين السياسيين، بل وأضحوكة لدى المبتدعة كلّهم، حتى قيل فيهم: إن النار إذا لم تجد ما تأكل أكلت بعضها البعض. والعجيب في النكبة الثانية -حتى ليكاد المرء يضحك من ركبته كما قال الشيخ مقبل رحمه الله العجب هو في ادعاء أصحاب الولاء الضيِّق موافقة العلماء لهم، بل ومباركة أعمالهم.
إن الحزبية الثانية لم يكن لها الأثر البارز في زمن الأئمة الأربعة: الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل رحمهم الله، ففي أواخر التسعينات بعد أن استعادت الدعوة السلفية أنفاسها انتشرت كالنور في الظلام إلى سنة 2002م وبدأت بعدها الفتن.
وكانت أول الفتن فتنة الشيخ ربيع مع أبي الحسن المأربي -وهذا بالنسبة للجزائر-( ) فاندفع طلبة الجامعة أو معظمهم في نصرة الشيخ ربيع، وتبديع كلِّ من لم يستجب للنصح، عملا بأحكام الشيخ ربيع، وبقي الأمر مدة من الزمن أفرحَ كل متربص، وأحزن كل مخلص.
ثم جاءت مدة أحسّ المنصفون من أهلها أن مثل هذا المنهج لا ينفع الدعوة بل يضرها، فما كان من بعضهم إلا أن قال إن السبب هم الطلبة، وإنهم لم يُحسنوا السؤال لذلك جاء الجواب على واقع غير الواقع.
منهج الشيخ ربيع الحالي يُخالف منهج العلماء الكبار
وجاءت فترة من الزمن كنتُ ألتمس فيها العذر للشيخ ربيع، وأقول بمثل ما قال به أولئك، إلا أنني كنتُ في كثير من المناسبات أصطدم بتناقضات لا يمكن الجمع بينها، حتى منّ الله عليّ بمكتبة مصورة حوت كتب السلف والخلف، ومكاتب مسموعة للأئمة الأربعة، أي الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل رحمهم الله، فكنتُ أسمع وأقرأ فأجد اختلافا بين كلامهم وكلام الشيخ ربيع، حتى تقرّر عندي أن الخلل ليس في إخواننا وإنما هو في المنهج الحادث بعد الأئمة رحمهم الله.
ومِن بين من ذكر الاختلاف: الشيخ عبد المحسن العباد، حيث قال -حفظه الله تعالى-: « ولكن من المؤسف ـــ بعد وفاة الشيخين ـــ [ أي ابن باز والعثيمين ] اتّجه بعض هذه الفئة إلى النيل من بعض إخوانهم من أهل السنة، الدّاعين إلى التمسك بما كان عليه سلف الأمة من داخل البلاد وخارجها.
وكان من حقهم عليهم أن يقبلوا إحسانهم ويشدوا أُزرهم عليه، ويسدِّدوهم فيما حصل منهم من خطأ ـــ إذا ثبت أنه خطأ! ــ ثم لا يَشغلون أنفسهم بعمارة مجالسهم بذكرهم! والتحذير منهم! بل يشتغلون بالعلم ـــ اطِّلاعا وتعليما ودعوة ـــ وهذا هو المنهج القويم للصلاح والإصلاح الذي كان عليه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ــــ إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر رحمه الله »( ).
وقال -حفظه الله تعالى- أيضا: « إنَّ منهج الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يختلف عن منهج التلميذ الجارح ومَن يشبهه؛ لأنَّ منهج الشيخ يتَّسم بالرِّفق واللِّين والحرص على استفادة المنصوح والأخذ بيده إلى طريق السلامة، وأمَّا الجارحُ ومَن يشبهه فيتَّسمُ بالشدَّة والتنفير والتحذير، وكثيرون مِن الذين جرحهم في أشرطته كان يُثني عليهم الشيخ عبد العزيز ويدعو لهم ويحثُّهم على الدعوة وتعليم الناس، ويَحثُّ على الاستفادة منهم والأخذ عنهم »( ).
وقال أيضا متعقِّبا قول بعضهم: « وأنا في الحقيقة قد قرأتُ الرسالةَ [ أي رفقا أهل السنة بأهل السنة للشيخ العباد ]، وعرفتُ موقفَ أهل السنَّة منها، ولعلَّكم رأيتم الردودَ من بعض العلماء والمشايخ، وما أظنُّ الردودَ تقف عند ذلك، إنَّما هناك مَن سَيَرُدُّ أيضاً »
فقال الشيخ عبد المحسن: « فالجواب: أنَّ أهل السنَّة الذين عناهم هم الذين يختلف منهجهم عن منهج الشيخ عبد العزيز رحمه الله الذي أشرتُ إليه قريباً، وهو بهذا الكلام يستنهض هِمَمَ مَن لم يعرفهم للنيل من الرسالة بعد أن استنهض هِمَم مَن يعرفهم، وأنا في الحقيقة لَم أعرض رمحاً، وإنَّما عرضتُ نصحاً لم يقبله الجارحُ ومَن يشبهه؛ لأنَّ النصحَ للمنصوح يشبه الدواءَ للمريض، ومن المرضى مَن يستعمل الدواء وإن كان مُرًّا؛ لِمَا يُؤَمِّله من فائدة، ومن المنصوحين من يصدُّه الهوى عن النصح لا يقبله، بل ويُحذِّر منه، وأسأل الله للجميع التوفيق والهدايةَ والسلامةَ من كيد الشيطان ومكره »( ).
ورسالة الشيخ عبد المحسن العباد (رفقا أهل السنة بأهل السنة) قد نصح بها العلماء، وأثنوا عليها، ومنهم سماحة المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وكذلك معالي الشيخ صالح الفوزان، والشيخ صالح السحيمي، والشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله( ) ، فكلّ هؤلاء المشايخ وغيرهم يُقرِّون الشيخ العباد على نصيحته، وحكمه.
بل إنّ الخلل بدأ ظهوره في زمن العلماء الكبار، ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله، وقد حكم الشيخ إبراهيم شقرة على منهج الشيخ ربيع بالخلل أمام الشيخ الألباني رحمه الله وأقرّه على ذلك( ).
الباعث على جمع الرسالة
إن التدليس الذي مارسه الشيخ ربيع وحزبه على أهل السنة، جعل الكثير يقول: إن المشايخ كانوا على نفس المنهج الذي يقول به الشيخ ربيع، وأن من خالفه فهو مخالف لهم ومغير وهذه علامة من علامات الفتنة، مستدلين بما قاله بعض السلف: « الفتنة أن تنكر ما كنت تعرف ».
وقد صرّح الشيخ ربيع بأن المشايخ يسيرون على المنهج الذي هو عليه، بل إنّ الأموات لو كانوا أحياءا لأيّدوه، فقال: « لو وقف المعلمي على مؤلفاتي في نصر السنة لأيدها؛ كما أيدها إخوانه من أئمة السنة ولا سيما صديقه الألباني »( ).
وقال: « وكتبي قد حكم فيها العلماء وأيدوها »( ). ويقول: « الذين يتتبعون أقوالي لم يقفوا فيها على كذب وخيانة، وإنما وجدوا الصدق والأمانة، وحتى الخصوم يعرفون هذا »( ).
وقال: « إن الأئمة الثلاثة الكبار لم يعارضوا الشيخ ربيعاً في أحد بل أيدوه، وأيدوه إلى أن مضوا إلى رحمة الله( )، لأن طريقتي ليست أحكامًا على فلان أو فلان وإنما هي نقد لأقوال وأفكار، أُبيِّن باطلها بالحجج والبراهين، وعلماء المنهج السلفي كلهم يؤيدون ما أكتب، ولم يعارضوه، ولا أحد منهم، لأنه الحق الأبلج »( ).
ومعنى ذلك أنهم كانوا معه إلى أن مضوا إلى رحمة الله، بل قال إن أحكامه على الرجال ليست مبنية على الاجتهاد، وهذا في ردّه على من قال: « تسوغ مخالفة الشيخ ربيع في أحكامه في الرجال لأن مبنى الحكم على الرجال مرده إلى الاجتهاد, ولا ينبغي مخالفة ربيع إلا بقول إمام معتبر وبقرينة ».
فتعقبه بالقول: « إن أحكام الشيخ ربيع على الرجال ليست مبنية على الاجتهاد, وإنما هي قائمة على دراسة واسعة لأقوال من ينتقدهم من المخالفين للمنهج السلفي وأهله في مسائل أصولية بعضها عقدي وبعضها منهجي »( ).
وغير هذا كثير، فقلتُ هل فعلا وقع ذلك؟ وهل أيّده العلماء، ومنهم ابن باز والعثيمين والألباني؟ وهل نُقوله لم يخطئ فيها؟ وهل من لم يُوافق الشيخ ربيعا فقد أنكر ما كان يعرف؟
فاستعنت بالله عز وجل في جمع ما تيسّر مما قاله الشيخ الألباني من قواعد، وأحكام، تُخالف ما قاله الشيخ ربيع، على أن تكون هذه هي الرسالة الأولى من سلسلة تصحيحات في المنهج، وسمّيتها: (الأجوبة الألبانية على التوجّهات المدخلية).
وهذا لبيان الحق والنصيحة في الدين أولا، ولأجل أن لا يُظلم الشيخ الألباني رحمه الله ثانيا، وأن لا يُنسب طلابه والمتأثرون بمنهجه إلى العقوق ثالثا.
الشيخ الألباني لم يقرأ كلّ كتب الشيخ ربيع
إن الشيخ ربيعا قد صرّح –كما تقدم- بنصرة الشيخ الألباني لمؤلفاته، في حين نجد الشيخ الألباني رحمه الله ينطق بعبارة لا خفاء فيها ولا غموض، بأنّ وقته في تصفية السنة مما التصق بها لا يسمح له بمطالعة كتب صاحبه القديم !
يقول الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور (ش/915): « أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بَضيّع وقتي حتى أُعطي إشارة أن هذه فيها شدة...
أنت بتحرك رأسك! لكن كأني أنا (سارد حيطان) حسب التعبير السوري!
اسمح لي الله يهديك! أنت ولاّ أخونا؛ أنتو بتظنوا أن الشيخ الألباني ما فيه عنده ما يشغله إلا أن يقرأ كتب (أصدقائه) وإخوانه في المنهج، وكتب خصومه أيضًا ويَقعُد ويصفي!
لا؛ نحن يكفينا تصفية السنة، وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين، ولذلك لا تتحمس أنت أيضًا مع صاحبنا القديم أنت تقول: ليش ما تبيِّن!..».
الشيخ الألباني يقول لسنا مع الشيخ ربيع أسلوبا وفيه بحث حول ثنائه عليه
إن إظهار التزكيات في مقابل الأدلة والبراهين التي تُدين صاحبها ليس من سبيل أهل الإصلاح والاستقامة، بل إن هذا الأسلوب تميّزت به جماعة التبيلغ وغيرها من الجماعات التي انحرفت في قليل أو كثير عن السنة، أما أهل السنة فيجتنبون الخطأ ولو صدر من إمام من أئمة المسلمين فكيف بمن دونه!
فأتباع الشيخ ربيع للأسف اقتدوا بأهل الانحراف، فكلّما قيل لهم شيخكم مخطئ، قاموا وصرخوا إن الشيخ الألباني معه، إن الشيخ الألباني أثنى عليه، وليت الثناء كان كما يَنقلون لهان الخطب، ولكنه للأسف الشديد مبتور وعلى خلاف مراد الشيخ رحمه الله، وسأنقل لمتبع الحق ما ينقله بعض أتباعه، وأبيِّن البتر الذي وقع فيه لكونه ضدّه، يقول مثلا أسامة العتيبي( ) في رسالته (إرواء الغليل في الدفاع عن الشيخ العلامة ربيع المدخلي) (ص107): « قال الشيخ الألباني رحمه الله : © نحن بلا شك نحمد الله عز وجل أن سخّر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالغرض الكافي الذي قلّ من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط من هذين الشيخين، (الشيخ ربيع والشيخ مقبل) الداعيين إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح، هو –كما لا يخفى على الجميع- إنما يصدر من أحد رجلين: إما من جاهل أو صاحب هوى. إما جاهل فيعلم، وإما صاحب هوى فيستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه، وإما أن يقصم ظهره ® ».
هذا ما نقله العتيبي، وأسقط من كلام الشيخ مالا يَروق له، زيادة في التدليس والتعمية، وإليك -أخي طالب الحق- البيان:
إن الكلام السابق قاله الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور (ش/851) جوابا على سؤالٍ للشيخ أبي الحسن المأربي جاء فيه: « مسألة شيخنا موقف الشيخ مقبل –حفظه الله- وكذلك الشيخ ربيع –حفظه الله تعالى- في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، وبعض الشباب يُشكك في قَدر هذين الشيخين ولو باختصار شديد ينفع الله سبحانه وتعالى بها، ويدفع الله عن هذين الشيخين ألسنة كثيرين ممن يريدون عيب الطريق الذي هم عليه ؟ ».
هذا هو السؤال، ولا يخفى أن السؤال له دور هام في بيان مقصد المجيب ومراده، والناقل للجواب يَجب عليه استصحاب ما ذُكر في السؤال وإلا كان محرِّفا ومغيِّرا. فالسؤال اشتمل على النقاط التالية:
- الشيخ ربيع يُجاهد البدع والأقوال المنحرفة.
- الشباب هم من يُشكِّك في قدره.
- يريدون بعيبهم عيب الطريق الذي هم عليه وهو الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
فإذا أسقط أتباع الشيخ ربيع مثل هذا الواقع على غيره فهم إذًا مبدِّلون ومغيِّرون، وقد فعلوا فغمزوا في غيرهم ممن هم على منهج أهل السنة بالجهل تارة وبالهوى أخرى، مع أن المخالِف لهم من أهل السنة:
- رَدّ بدعا وانحرافات وقعت من الشيخ ربيع، ومنها إخراج أهل السنة بالخطأ من السنة بعد نصحه، ومنها تجويزه التنازل عن الأصول للمصلحة وغيرها مما تراه في هذه الرسالة، وفي رسالة (الهادي إلى أقوال العلماء).
- المخالف أيضا ليس من الشباب، بل هو من كبار العلماء، ومن العلماء والمشايخ المعروفين، وعلى رأسهم الشيخ الألباني رحمه الله كما تراه، وكذلك الشيخ الفوزان، والشيخ العباد، وغيرهم كثير.
- المخالف لم يَعِب الطريق التي عليها الشيخ ربيع التي هي الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، بل يَنصح بها وجوبا، ويُحارب من خالفها ويؤلِّف الكتب في نصرتها.
فمَن جعل ما ورد في السؤال هو نفسه ما نعيشه الآن من حرب الشيخ ربيع على أهل السنة فسلفُه في ذلك اليهود وأهل الباطل في كل عصر، وإلا فأهل الحق يضعون الأمور مواضعها، ويُعمِلون السّبر والتقسيم في التمييز بين ما له علاقة بالحكم وما لا علاقة له به.
وبهذا تُدرك أخي القارئ الأساليب الشيطانية التي يُمارسها هؤلاء في سبيل نشر باطلهم، عملا بالقاعدة الماسونية: الغاية تبرر الوسيلة.
وأما البتر في جواب الشيخ الألباني رحمه الله فدليله ما يلي: الموضع الأول: يقول الشيخ بعد قوله ( إنما يصدر من أحد رجلين: إما من جاهل أو صاحب هوى): « الجاهل كما سبق في كلمة لك( ) يُمكن هدايته بيسر لأنّه يظن أنّه على شيء من العلم، فإذا تبيّن له العلم الصحيح اهتدى، ولذلك أنا أقول في كثير من المناسبات أنّ في بعض الجماعات القائمة اليوم وهم منحرفون عن دعوتنا نرى أنّ فيهم إخلاصًا، فأقول هؤلاء أحب إليّ من الذين معنا في دعوتنا لكنْ يتبين أنهم ليسوا معنا في الإخلاص الذي هو شرط في قبول كلِّ عمل صالح، أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل إلاّ أن يهديه الله تبارك وتعالى ».
فهذا النص الذي فيه العدل والرحمة لم ينقله العتيبي، لكونه يردّ على أسلوبهم في الدعوة، ولكونه بحسب فهومهم القاصرة فيه اعتراف بحسنات المخالف. ثم إنّ الشيخ الألباني يرى الجاهل الذي مع الإخوان وغيرهم إذا كان مخلصا هو أحبّ إليه من الذين يُثنون على الشيخ ربيع، بل وأحبُّ إليه من الذين يسيرون على المنهج الصحيح إلا أن الإخلاص مفقود.
فانظر -يا رعاك الله- حال هؤلاء الذين كما قال بعض السلف في أمثالهم: أهل البدع ينقلون مالهم دون ما عليهم، خلافا لأهل السنة الذين ينقلون ما لهم وما عليهم، فقطع العتيبي النص المخالف له لأنه يهدم علالي لطالما اجتهد في بنائها وتشيِّيدها.
ثم إن الشيخ الألباني رحمه الله بالنسبة للجاهل قال يُعلَّم فإذا تبيّن له العلم الصحيح اهتدى، العلم الصحيح هو قال الله قال رسوله قال الصحابة، أما حزب الشيخ ربيع فلم يقوموا بهذا الواجب، بل ما عندهم إلا قولهم أنت تخالف حامل راية الجرح والتعديل، والشيخ يقول بعلم، والشيخ مجاهد وقد أثنى عليه العلماء، أمّا النقاش العلمي فهم من أبعد الناس عنه، وقد وصف الشيخ العباد شيخهم بأنه عند النقاش يغضب ويثور مما قد يؤثر أيضا على صحته، فأين هؤلاء وأين ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله ؟!
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان ما بين مشرق ومغرب.
وأما صاحب الهوى فالشيخ الألباني رحمه الله يقول فليس لنا إليه سبيل إلا الدعاء، وأما حزب الشيخ ربيع فيقولون بل لنا عليه سبيل، وهذا السبيل يتمثل في الهجر وإلحاق من يجالسه به، بل وعلى الحاكم المسلم سجنه وله أن يقتله كما سيأتي فأين نصيحة الشيخ الألباني رحمه الله وأين ما يفعله هؤلاء ؟!
الموضع الثاني: في هذه الكلمة على قِصرها وقع العتيبي في بترٍ آخر، وسأشير إليه بوضع اللفظ المحذوف بين قوسين حتى يكون القارئ على بينة من أمره.
يقول: « ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله: © فأريد أن أقول: أن الذي رأيته في كتابات الشيخ (أو) الدكتور ربيع (مع) أنها مفيدة، ولا أذكر أنّي رأيت له خطأ وخروجا عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه، (لكنِّي قلت له في أكثر من مرّة في مهاتفة جرت بيني وبينه لو أنّه يعني يتلّطف في استعمال العبارات، وبخاصة أنّ الذي يردّ عليه قد يكون ممن انتقل إلى حساب الله وفضله ورحمته، ومغفرته، ثم هو من زاوية أخرى قد يكون له شوكة، وقد يكون له عصبة ينتمون إليه بالحماس الجاهلي مُش العِلمي، فمِن أجل هؤلاء، ليس من أجل ذاك الذي انتقل إلى رحمة الله عز وجل ، أرى التلطّف في الرد على أولئك الذين خالفوا منهجنا السلفي، أما من الناحية العلمية فهي فيه قوية والحمد لله قويّة جدّا) ® ».
فهذا الكلام من هذا الإمام يُبيّن أن الشيخ ربيعا لا يستعمل الرفق في دعوته، الرفق الذي أمر به الله عز وجل في القرآن، وحثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم في عدّة أحاديث، وقد حاول بعضهم التشويش على هذا النص بقوله: إن الشيخ الألباني رحمه الله قد رجع عن قوله هذا واعتذر للشيخ ربيع، وهذا من الباطل الذي له قرون كما يقولون.
إن كلام الشيخ الألباني رحمه الله السابق كان في سنة 1416هـ الموافق لـ1995م، ثم كرّره الشيخ الألباني رحمه الله في (ش/915) من سلسلة الهدى والنور الذي سُجل في سنة 1996م، وقال مبيّنا أكثر مخالفات الشيخ ربيع لأسلوب الدعوة الحق: « ولذلك في الواقع نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العِلمي لكننا ننصحه أن يستعمل الرّفق مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا عِلم عنده ».
وقال أيضا للسائل وهو الشيخ جميل زينو: « إنّك تتبنى أسلوب الدكتور في ردّه على سيد قطب وعلى الإخوان المسلمين وعلى كل المنحرفين عن السنة، صحيح هذا الذي أقول ؟
الشيخ جميل زينو: نعم.
الشيخ الألباني: طيب. الآن هل يصح أن تقول عن إنسان إنّه قال هذا عن هوى، ونحن ما شققنا عن قلبه هذا أولاً، ألا يكفينا في أسلوب الدعوة أن نقول: إن هذا خطأ أو هذا ضلال وبلاش نتعمّق إلى ما في القلوب وأن نقول إنه قال ذلك عن هوى، وبخاصة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، إلى رحمة الله وفضله.
أسألك أنا الآن هل هذا من أسلوب الدعوة اللينة التي مهّدنا لها آنفا في بعض الآيات والآحاديث..كلامي أنه نَدع اتهام الناس بالهوى..
الشيخ زينو: يعني هو رجل-إن شاء الله نحسبه على الخير- فالناس يقولوا خَلَص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدّة، فنحن نريد أن نرى الشّدة أين هي ؟
الشيخ الألباني: في كلِّ كتبه الشّدة موجودة..ولذلك نحن لا نريد أن نتعصّب لأشخاص ولا على أشخاص، يعني لا نريد أن نتعصّب لزيد ولا على زيد، لا نريد أن نتعصّب لأخونا الربيع لأنّ الحق معه، ولا نريد أن نتعصّب على سيد قطب لأنّ البُطل والخطأ معه، نريد أن نكون بين ذلك سدّدوا وقاربوا.. فإذا أنت قرأتها ستجد أشياء كثيرة وكثيرة جدّا، نحن معه عِلما باختصار لسنا معه أسلوبا ».
إذًا الخلاف هو: في اتهام النيات، الخلاف هو في الحكم على الغير بالضلال والبدعة والهوى عن طريق الظنون والتحامل، الخلاف هو في جعل قضية التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية من الأصول خلافا للشيخ الألباني الذي يراها من قبيل الأسلوب كما تسمعه في (ش/607)، الخلاف هو في جعله من انتهج السياسة مبتدعا بينما يرى الشيخ الألباني التفصيل وأنّ هذا اختلاف في الأسلوب كما تراه في الرسالة، الخلاف في جعل هجر المخالف من مسائل الأصول بينما يرى الشيخ الألباني رحمه الله أن هذا من قبيل الأسلوب.
يقول الشيخ الألباني رحمه الله في (ش/915) السابق: « أنا بالأمس القريب كان عندي هنا ناس، جرى حديث حول أسلوب الدعوة، ومما دار الحديث حوله الهجر الشرعي، ومقاطعة المسلم للكافر، بل وللمسلم المبتدع..».
إن الخلاف بين أهل السنة والجماعة وبين الشيخ ربيع يعود إلى الأسلوب وإلى الطريقة في معالجة خطأ المخطئ، وقد صرّح الشيخ الألباني بأنه ليس معه فيه.
إذًا فهؤلاء الذين يُسقطون تزكية الشيخ الألباني رحمه الله على أسلوب الشيخ ربيع في المعاملة مع المخالف، قد قوّلوا الشيخ الألباني ما لم يقل، وجعلوا ما حذّر منه، ونصح بتركه، هو عين الثناء، وهذا من البهتان الذي لا يُقبل، فشبهة تراجع الشيخ الألباني رحمه الله عن وصف الشيخ ربيع بالشدّة، كذِب عليه، أولا: لأن ما سبق نقله هو من آواخر مجالس الشيخ الألباني، وثانيا: لأن هذه المقولة لم تظهر إلا بعد وفاته رحمه الله وليست هي لا في كتاب من كتبه، ولا في شريط مسموع بصوته، بل أشرطته تُقرِّر خلاف ذلك.
وأما دعوى استغلال الناس لهذه الكلمة، وأن يتركوا الشيخ ربيعا بسبب ذلك، فالشيخ الألباني رحمه الله لا يُخالف في تركه، أي في ترك أسلوبه، وقد صرّح بهذا كما أنّه لم يتعقّب ما قاله الناس عنه لأنه الحق الذي ينبغي العمل به، يقول الشيخ زينو: « فالناس يقولوا خَلَص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدّة »، فدلّل الشيخ الألباني لهذا القول، وأقرّه بقوله: « في كلِّ كتبه الشّدة موجودة »، وبقوله في آخر الكلمة: « نحن معه عِلما باختصار لسنا معه أسلوبا »، يعني اتركوا أسلوبه.
فمثل هذا البتر والتدليس الذي قام به العتيبي يجعله في عِداد من لا يُوثق بنقله، ولا بفهمه، فإن كان عن عمد وسوء قصد فتلك مصيبة أخرى تجعلنا نقول ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله في صاحب الهوى: اللهم اهده أو اقصم ظهره.
بقيتْ المسائل العلمية , وأنّ العلم معه فيها، والجواب هو: إن الشيخ الألباني رحمه الله تكلّم عن كيفية تقرير المسائل، وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، فهذا الإطار العام الذي هو معه فيه، والذين يردُّون عليه من الإخوان المسلمين لا يردُّون عليه بالعلم، لأنهم لا يذكرون الحجج النقلية على ذلك، فالعلم قال الله قال رسوله قال الصحابة، بل يكتفون بذكر محاسن دعاتهم وعلمائهم، وهذا الذي وقع فيه أتباع الشيخ ربيع مؤخرا في المسائل التي حدثت بعد وفاة الشيخ الألباني رحمه الله ، فيكتفون بذكر ثناء العلماء عليه ومحاسنه دون مناقشة القضايا بالأدلة والعلم.
وأما في القضايا العلمية المعينة فقد يخالفه الشيخ الألباني رحمه الله، ولذلك انتقده في قضية الخليج، ووصفه بالمتناقض، وكذلك صرّح بأنه لم يقرأ كلّ كتبه، ولذلك لماّ نقل السائل -كما سيأتي - للشيخ الألباني رحمه الله من أنّ الشيخ ربيعا يرى هدم حسنات المخالف، كذّب النقل، مع أنّ الكلام ثابت عنه كما تراه في موضعه، ثم إنّه وقعت قضايا أخرى بعد وفاة الشيخ الألباني رحمه الله حكم العلماء عليه بسببها بالجهل المركب كما تراه في رسالتي (الهادي إلى أقوال العلماء).
وأما قولهم إنّ الشيخ الألباني قال عنه: « حامل لواء الجرح والتعديل »، فللأسف الشديد أتباع الشيخ ربيع كثيرٌ منهم يُحرِّفون كلمة (حامل) إلى كلمة (إمام)، ولا يخفى ما بين الكلمتين من فوارق، بل وعُدول الشيخ الألباني رحمه الله عن كلمة (إمام) إلى كلمة (حامل) ليدلّ على أنه لا يقصد أنه مقتدًى به في هذا الباب، كما تُوحيه كلمة (إمام)، بل يَقصد أن الشيخ ربيعا إنما هو حامل لراية الحرب التي هي بين علماء الجرح والتعديل، علماء السنة، وبين المخالفين لهم.
فالشيخ ربيع حامل لتلك الراية التي يقودها علماء الجرح والتعديل وعلى رأسهم الشيخ الألباني رحمه الله وإخوانه من أهل العلم، فهو تابع لهم، يَعمل بقولهم وتوجيهاتهم، وهذا كان غالب حاله في زمنهم، بل وصرّح الشيخ ربيع بأنه لم يكن يحكم على المخالف وإنما ينتظر حكم العلماء فيه، ولمّا انفرد بالراية بعد وفاتهم ظهر خطؤه، وبُعده عن التحقيق العلمي في المسائل النوازل، والتي وُصف بسببها من بعض العلماء بالجهل.
فالآن للأسف الشديد ليس بحامل لراية الجرح والتعديل، لكونه قد ترك الجيش الذي يقوده علماء الجرح والتعديل، وأما الشيخ الغديان، والشيخ الفوزان وغيرهم فينفون عنه ذلك صراحة، ويرون أنّ ما يقوم به غيبة ونميمة كما تراه في رسالتي (الهادي إلى أقوال العلماء).
ثمّ إن العتيبي في رسالته (إرواء الغليل)(ص107) نقل النص مبتورا أيضا والنص المحذوف سأجعله بن قوسين ليعلم أهل الحق حقيقة هؤلاء، قال الشيخ الألباني رحمه الله : « إن حامل لواء الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر هو بحق أخونا الدكتور الربيع، والذين يردون عليه لا يردّون عليه بعلم أبدا، والعلم معه، (وإن كنتُ قلتُ هذا طبعا له مرّات..أكثر من مرّة، أن يتلطّف أكثر بأسلوبه ليكون أنفع للمؤمنين وللناس سواء كانوا معهم أو عليهم،..، أمّا أنّه لا يُوازن فهذا كلام هزيل جدّا، لا يقوله إلا أحد رجلين إما جاهل فينبغي له أن يتعلّم، وإلا رجل مغرض فهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصِّراط ) ( ) ».
فالشيخ ما من ثناء إلا ويُحذِّر فيه أيضا من أسلوب الشيخ ربيع، الذي هو الهجر، وإلزام الناس بالتبديع، والإلحاق في الهجر، وغيرها من المسائل التي جرح الشيخ ربيع بها غيره من أهل السنة، فالذي حذّر منه الشيخ الألباني أصبح هو عين الثناء، ولا يستحيي أصحابه من نسبته إلى الشيخ الألباني رحمه الله.
ومما نستفيده أيضا من النص السابق هو أن الشيخ الألباني رحمه الله لم يكن على عِلم بجميع أقوال الشيخ ربيع، ولذلك لمّا نُقِل له أنّه لا يُوازن، قال هذا كلام هزيل، والذي لا يُوازن هو أحد رجلين: إما جاهل فيُعلّم، أو رجل مغرض نسأل الله له أن يهديه سواء السبيل.
فالشيخ ربيع قد ثبت عنه عدم القول بالموازنة، وثبت عنه القول بهدم حسنات المخالف كما سيأتي، فإما أن يُعلَّم كما قال الشيخ الألباني رحمه الله وإما أن نسأل الله له الهداية.
وأسلوب الشيخ الألباني رحمه الله مع المخالف المعيَّن الدعوة له بالهداية، فقد ذُكرت له أخطاء الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وسُئل عنه كما في (سلسلة الهدى والنور/ش/363) وكان في المجلس الشيخ ربيع بن هادي، فقال الشيخ الألباني رحمه الله: « ندعو الله له أن يهديه »، ولم يتكلّم الشيخ ربيع حول هذه القضية بشيء في هذا المجلس لكونه أمام محدّث العصر رحمه الله، ولم يَقل لا بد من تبديعه كما هي طريقته.
وكذلك سُئل الشيخ الألباني رحمه الله في (سلسلة الهدى والنور/ش/835) السؤال التالي:
« السائل: يا شيخ صدر في الآونة الأخيرة رسائل لكاتب اسمه عبد الرزاق الشايج، يعني بعدّة عناوين تهدُف إلى ضرب وتشويه السلفية وعلمائها، وكان في هذه الرسائل بعض العبارات أردنا أن نأخذ رأيكم فيها، وفي كتبه قد لمز في شخصكم وصرّح بتلاميذكم( ) (إبراهيم شقرة، وعلي بن حسن الحلبي)..
الشيخ الألباني رحمه الله:..فهذا الرجل إما أن يكون جاهلا، وإما أن يكون مصدورا حاقدا حاسدا، فنسأل الله أن يعلّمه إن كان جاهلا، وأن يُعافيه إن كان مصابا بشيء من تلك الأمراض التي مع الأسف الشديد يظهر أثرها الآن في كثير من الشباب الذين قد يفهمون شيئا من منهج الكتاب والسنة ولكن غاب (عنهم) أشياء كثيرة، ولئن علِموا شيئا كثيرا فهم ما تربّوا التربية الإسلامية الصحيحة..».
ولو قيل في الشيخ ربيع مثل هذا الكلام أمامه، أو أمام أحد أتباعه لوجدته يُبدّع ويُضلّل القائل، ولا يُراقب الله في أقواله وأحكامه، والله المستعان.
المنهج المتبع في الرسالة
أذكر ما قاله الشيخ ربيع سواء كان جوابا عن سؤال، أو ذَكره ضِمن الجواب، ثم أُتبعه بما هو مُناسب من كلام الشيخ الألباني رحمه الله .
وسوف أعتني إن شاء الله بما يلي:
1ــ ما نسبه الشيخ ربيع لغيره من علماء السنة، أذكر كلامهم في موضعه، مع ذكر المصدر، والتعليق إن لزم الأمر، وللقارئ المقارنة بين النقلين !
2ــ عزوت الآيات إلى مواضعها من كتاب الله عز وجل.
3ــ ما ذُكر من الأحاديث والآثار قمتُ بتخريجها، فما كان منها في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيت به، وما كان في غيرهما ذكرته، مع ما يناسبه من الحكم.
4ــ ما يشار إليه من الأحاديث، فإما أن أذكرها، وإما أن أحيل على المصدر، مصدِّرا ذلك بقولي: انظر.
5ــ قمتُ بوضع عناوين حتى يسهل الرجوع إلى الموضوع، مع التعليق أحيانا على بعض المواضع، في صلب الرسالة، بعد كتابة (اهـ) وفي الهامش أيضا.
مادة الرسالة
قمتُ بجمع بعض ما قاله الشيخ ربيع، وذلك بالاعتماد:
أولا: على كتاب (فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي)، ممن نشره: دار المحسن للنشر والتوزيع بالجزائر، الطبعة الأولى (1430هـ-2009م) وأشير إليه بقولي: الفتاوى.
وثانيا: على (مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي)، طبعة دار الإمام أحمد الطبعة الأولى (1431هـ-2010م).
وثالثا: على (اللُّباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب)، نشر الميراث النبوي بالجزائر، الطبعة الأولى (1433هـ-2012م)، وأشير إليه بقولي: اللّباب.
ورابعا: على تحقيقه لكتاب (النكت على كتاب ابن الصلاح)، طبعة دار الإمام أحمد، الطبعة الأولى (1430هـ-2010م)، وما عدا ذلك فهو مذكور في موضعه.
أما الشيخ الألباني رحمه الله فقد اعتمدتُ على أشرطته، وقمتُ بتفريغ ما كان له صلة بالموضوع، وما عدا الأشرطة ذكرتُ المصدر في موضعه.
نصيحة لمن يقرأ في الرسالة
ومن يقرأ في هذه الرسالة فإمّا أن يكون عالما، فالعالم نحاكمه إلى العلم الذي عنده، وإما أن يكون طالب علم ينشدُ الصواب والحق، فهذا كذلك أدعوه إلى النظر والبحث، وأن يتكلّم بعلم أو يسكت بحلم، وإما أن يكون مقلدا لأحدٍ من العلماء، فإن كان ممن يقلِّد الشيخ ربيعا فأنصحه بما قاله الشيخ ربيع نفسه: « هناك علماء مسلّمٌ لهم بالإمامة والصدق والإخلاص مثل الشيخ ابن باز، ومثل الشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان( )، وغيرهم من العلماء في كل مدينة من المدن – إن شاء الله- فالعالم الذي ترى أنه ملتزم بكتاب الله وسنة رسول الله عليه السلام اقرأ عليه واستشره في قضايا الخلاف »( ).
وسئل أيضا: « بماذا تنصح المبتدئ في طلب العلم إذا واجهته الاختلافات بين المشايخ؟ فأجاب: طالب العلم إذا واجهته الاختلافات بين المشايخ فعليه أن يذهب إلى أوثقهم عنده وأكثرهم التزاما واتباعا للسنة، فيدرس عليه ويستفيد منه ويستعين بالله، ثم به على إدراك حقيقة الخلاف »( ).
فالمقلِّد عليه إذاً باتباع المشايخ الثلاث، لأنهم الأعلم، فإن أبى إلا اتِّباع غيرهم فعليه أن يجتهد في معرفة أحكام التقليد، إذ هو فرض عينٍ عليه، لكونه متلبِّس به، ومن الأحكام المتعلّقة به: عليه أن لا ينكر على من أخذ بقول إمام من أئمة أهل السنة، لأنّ المقلِّد جاهل، ومن شروط الإنكار العلم.
بعض ما قيل في الرسالة
إن أعداء الحق في كل زمان ومكان موجودون، وطُرقهم وأساليبهم في التشويش على الحق كثيرة ومتنوعة، بدءا بالدخول في النيات والتشكيك، ونهاية بالتهديد، لكنه كما قيل:« إن كان للباطل جولة فللحق جولات ».
فمما قيل: « حبّ الظهور » قلت: وهذا منطق يتكرر كلّما التقى الحق والباطل، والصلاح والفساد، وقد قيل عن موسىعليه الصلاة والسلام ذلك من قِبل الناصح فرعون وحزبه! قال الله تعالى عنهم: ( قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس:78].
يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصرالسعدي رحمه الله : « أي: وجئتمونا لتكونوا أنتم الرؤساء، ولتخرجونا من أرضنا. وهذا تمويه منهم، وترويج على جهالهم، وتهييج لعوامهم على معاداة موسى، وعدم الإيمان به. وهذا لا يحتج به، من عرف الحقائق، وميّز بين الأمور، فإن الحجج لا تُدفع إلا بالحجج والبراهين.
وأما من جاء بالحق، فرُد قوله بأمثال هذه الأمور، فإنها تدل على عجز موردها، عن الإتيان بما يرد القول الذي جاء خصمه، لأنه لو كان له حجة لأوردها، ولم يلجأ إلى قوله: قصدك كذا، أو مرادك كذا، سواء كان صادقًا في قوله وإخباره عن قصد خصمه، أم كاذبًا، مع أن موسى عليه الصلاة والسلام كل من عرف حاله، وما يدعو إليه، عرف أنه ليس له قصد في العلو في الأرض، وإنما قصده كقصد إخوانه المرسلين، هداية الخلق، وإرشادهم لما فيه نفعهم.
ولكن حقيقة الأمر، كما نطقوا به بقولهم: (وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) أي: تكبرًا وعنادًا، لا لبطلان ما جاء به موسى وهارون، ولا لاشتباهٍ فيه، ولا لغير ذلك من المعاني، سوى الظلم والعدوان، وإرادة العلو الذي رموا به موسى وهارون »( ).
ومن التشويش الذي أثاره أعداء الحق، قولهم: إنه بتر كلام الألباني رحمه الله ، وقد دعوتهم مرارا وتكرارا إلى بيان ذلك بالحجة والبرهان، فما كان منهم إلا الاختفاء والهروب، ثم حاول بعضهم بالضغط على النصوص لاستخراج ما يمكن معه تأكيد الدعوى، لكنه قد باء بالفشل، وسيأتي بيان تلك التمويهات في مواضعها من الرسالة، وأفردتها ببحث أيضا سميته (رسالة إلى كل عاقل) مع مقدمة حول المداخلة ورؤوسهم وأساليبهم.
من أقوالهم أيضا: من هو حتى يذكر أخطاء الشيخ ربيع؟ ومع أن العلماء قد أجازوا ذلك ومنهم الشيخ صالح الفوزان كما تراه في (الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي) إلا أني لم أنفرد بذلك، فقد تبعتُ العلماء، وقمتُ بإظهار أقوالهم وعلى رأسهم الشيخ الألباني رحمه الله الذي اجتهد المخالفون له في كتمها، وجحدها.
ومما قيل عن الرسالة أيضا: إن الألباني غير معصوم، وقد يكون الألباني هو المخطئ ويكون الصواب مع الشيخ ربيع.
والجواب: أقول للقائل: رويدك، حسبك، فإني لا أدعو إلى التعصب مع أيٍّ كان، إلا للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة. وهذه الرسالة إنما تُعالج دعوى أطلقها الشيخ ربيع خلاصتها: إن الشيخ ربيعا على نفس النهج الذي كان عليه الشيخ الألباني رحمه الله.
فجاءت هذه الرسالة مفصحة عن حقيقة هذه الدعوى، هذا من جهة، ومن جهة أخرى حتى يعلم أتباع الشيخ ربيع أن هذه المسائل قد خالف فيها من هو أجلّ من الشيخ ربيع ألا وهو الشيخ الألباني رحمه الله .
وأما ذِكر الأدلة ومناقشة أقوال الشيخ ربيع فقد تناولتها في رسائل أخرى منها (قعدات على وقفات ( حوار مع الشيخ ربيع حول المجمل والمفصل)، و(البراهين الصريحة على ما في بيان الشيخ ربيع من المخالفة لأصول النصيحة).
كذلك مما قيل: لماذا لم أذكر بعض ما قاله الشيخ ربيع في مواضع أخر، هذه المواضع التي رأى بعضهم فيها نوعا من الرفق بالمخالف؟
والجواب:
أولا: ليُعلم أن الشيخ ربيعا لا يرى حمل المجمل على المفصل، ويرى فضيلته أن كلامه واضح، وأنه يريد به ظاهره، فمن الظلم له أن نُحمِّل كلامه على غير ما يريده، ومن الظلم له حمل المجمل على المفصّل، فإن كان ولابد من الحمل فليصرِّح أتباع الشيخ ربيع بخطئه في ذلك، وليعاملوا غيرهم بما يحبون أن يُعاملوا به.
وثانيا: قولهم هذا أيضا دعوى عريضة تحتاج إلى برهان، ولم أجد للشيخ ربيع كلاما يخالف ما ذكرته في هذه الرسالة عنه، وما ذُكر عنه من الحثّ على الرفق فقد بيّن مقصده صراحة وأنه يُريد بذلك من كان على منهجه.
ولكون الرسالة قد أصابت الداء، ووصفت الدواء، قام بعضهم بالتحذير منها، واحتج بما أُثر عن بعض السلف: « القلوب ضعيفة والشبه خطافة »، وهي كلمة حق أريد بها باطل، كقول الخوارج لعلي رضي الله عنه : « لا حكم إلا لله » ، فقال علي رضي الله عنه : « كلمة حق أريد بها باطل ».
فإن هذه المقالة « القلوب ضعيفة والشبه خطافة » قالها بعض السلف في المخالف من أهل الأهواء، أما ما بين أهل السنة فكما قال صلى الله عليه وسلم: « ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله عز وجل »( )، وقال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه : « لا تقضينّ بين اثنين حتى تسمع منهما كليهما »، وسيأتي تخريجه في موضعه إن شاء الله.
فهذه الرسالة تنقل -ولله الحمد والمنة- قول أهل السنة، فالمحذِّر منها إنما يُحذر من أهل السنة، وبفعله هذا يريد الحصانة لدعواه، والبقاء على ما هو عليه، أما أهل السنة فينظرون في الخلاف الذي بينهم ويحكمون بالعدل الذي أُمروا به، وما زال أهل السنة في القديم والحديث يؤلفون في الخلاف ويذكرون الأدلة، ولو لم أجد إلا كتاب اختلاف مالك والشافعي، أو اختلاف مالك وأصحابه لابن عبد البر لكفى، فكيف والمكتبة الإسلامية تزخر بذلك.
ولعل البعض قد يتساءل لماذا في هذا الوقت بالذات هذه الرسالة ؟ والجواب يسير على من يسّره الله عليه، وهو: أن المنهج الذي حذّر منه الشيخ الألباني رحمه الله منتشر اليوم، وقد أساء إلى الإسلام وأهل السنة في الداخل والخارج، ولعلّ التحذير والطعن الذي اُستقبِل به بعض الدعاة إلى الله في مدينة الجلفة عند زيارته لها، بسبب مسائل قد حكم فيها كبار علماء أهل السنة بأنها من النوازل، وأن المجتهد المصيب له أجران، وأنّ المخطئ له أجر واحد من أوضح الأدلة على ذلك. فالواجب والحال هكذا البيان وعدم السكوت، وهذا من النصيحة في الدين كما سبق ذكره.
وأختم هذه المقدمة بكلام نفيس للشيخ المعلمي اليماني أرشدني إليه بعض إخواننا -جزاه الله خيرا- عسى أن يجد قلوبا واعية، وآذانا صاغية.
قال رحمه الله في القائد إلى تصحيح العقائد (ص12، 13): « الدين على درجات: كفٌّ عما نُهي عنه، وعمل ما أُمِر به، واعتراف بالحق، واعتقاد له وعلم به. ومخالفة الهوى للحق في الكف واضحة، فإن عامة ما نُهي عنه شهوات ومستلذات، وقد لا يشتهي الإنسان الشيء من ذلك لذاته، ولكنه يشتهيه لعارض، ومخالفة الهوى للحق في العمل واضحة لما فيه من الكلفة والمشقة. ومخالفة الهوى للحق في الاعتراف بالحق من وجوه:
الأول: أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل، فالإنسان ينشأ على دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه ومعلمه على أنه حق فيكون عليه مدة، ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك، و هكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أو متبوعه على شيء، ثم تبين له بطلانه، و ذلك أنه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه، فاعترافه بضلالهم أو خطئهم اعتراف بنقصه.
حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها خلاف بين أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة، لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها، فتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت وأنّ من خالفها من الرجال أخطَؤوا، كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أولئك الرجال، فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقاً، فينالها حظ من ذلك.
وبهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي، والفارسي للفارسي، والتركي للتركي، وغير ذلك. حتى لقد يتعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري!
الوجه الثاني: أن يكون قد صار في الباطل جاه وشهرة ومعيشة، فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
الوجه الثالث: الكبر، يكون الإنسان على جهالة أو باطل، فيجيء آخر فيبين له الحجة، فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص، وأن ذلك الرجل هو الذي هداه.
ولهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه ونظره، ويشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بيّن له.
الوجه الرابع: الحسد وذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبيِّن بالفضل والعلم والإصابة، فيعظم ذاك في عيون الناس، ولعله يتبعه كثير منهم، وإنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره من العلماء ولو بالباطل، حسداً منه لهم، و محاولة لحط منزلتهم عند الناس.. ».
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على نبيّه وعلى آله وصحبه وسلم.
والرسالة مطبوعة ومتداولة ولله الحمد والمنة
بالنسبة للتوزيع في العاصمة ففي شركة عالم الكتب، طريق سيدي يوسف، بوزريعة.
وأما في مدينة الجلفة ففي دار الخيمة للنشر والتوزيع بحي باب الشارف.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.