أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79679 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-19-2009, 07:55 AM
جمال الشيخ جمال الشيخ غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 24
افتراضي سليمان - عليه السلام - والنملة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.

أما بعد: قال الله تعالى في محكم تنزيله:

{وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * حتىإذا أتوا على واد النمل قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمانوجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التيأنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين }[النمل 17 : 19].

وفي هذه الآية أن سليمان أعطي ملكا عظيما، وكان من جنده الجن والإنس والطير كما وصف الله-عز وجل-.

وهذه الآيات تبين لنا من الدروس العظيمة، والذي يقرأ هذه الآيات يتمنى أن يكون بعض البشر كالنملة،في كثير من صفاتها وأخلاقها وحملها هم قومها، والنمل يضرب به المثل في الترتيب والنظام في مشيه وفي بيته.

وفي هذه الآية من الدروس والفوائد التي يحسن للقارئ الوقوف عليها ،وهي:

الأول :إتقان الأسلوب عند النملة،أن كلامها وأسلوبها وأدائها من أروع الاختصارات،الذي يصل إلى تحقيق الهدف,قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:"فتكلمت بعشر أنواع من الخطاب في النصيحة: النداء،والتنبيه،والتسمية،والأمر،والنص،والتحذير،وال تخصيص،والتفهيم، والتعميم،والاعتذار.

فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الأنواع العشرة"(مفتاح دار السعادة)(2/151)،ولذا يتعلم من أسلوبها حتى يكون أسرع في الإبلاغ إلى الآخرين.

الثاني: النملة والاهتمام بقومها،ولذلك قال الله سبحانه:{ يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم }، ومع أن سليمان لم يكن عدوا فكان هذا النذير ، فكيف لو كان عدوا ؟ فكيف يكون النذير؟ لاشك أنه سوف يكون أشد وأقوى، وكثير من الناس اليوم لا يعرف التحذير من الشرك ولا البدع ولا من الأحزاب التي تهدد كثير من عقول الشباب، بل أصبحنا نرى وللأسف الشديد التحذير من طلبة العلم بل العلماء والله المستعان، ولم تقل أنا واحدة ماذا أفعل ؟ ولكنها قامت بما تستطيع.

الثالثة: التماس العذر للآخرين عند النملة, قال الله تعالى:{ وهم لا يشعرون }، اعتذرت عنهم بأنهم لا يشعرون وليس كالبعض لا يعرف الاعتذار ولا الإعذار بل يسوء ظنه بإخوانه، وأيضا لم تقل هو يقصد هذا الفعل كما هو حال البعض، يفتش على النوايا، والله المستعان.

الرابعة: مجتمع النمل صادق لا مجال للكذب فيه، بل الذي يكذب عقابه القتل،كما أخبر ابن القيم-رحمه الله- فقال:"ولقد أخبر بعض الصادقين أنه شاهد منهن-يوما-عجبا،قال:رأيت نملة جاءت إلى شق جراد فزاولته فلم تطق حمله من الأرض فذهبت غير بعيد،ثم جاءت معها بجماعة من النمل،قال:فرفعت ذلك الشق من الأرض فلما وصلت النملة برفقتها إلى مكانه دارت حوله ودرن معها،فلم يجدن شيئا فرجعن،فوضعته،ثم جاءت فصادفته فزاولته فلم تطق رفعه من الأرض فذهبت غير بعيد ثم جاءت بهن فرفعته، فدرن حول مكانه فلم يجدن شيئا، فذهبن،فوضعته فعادت،فجاءت بهن فرفعته، فدرن حول المكان فلما لم يجدن شيئا تحلقن حلقة وجعلن تلك النملة في وسطها ثم تحاملن عليها فقطعنها عضوا عضوا وأنا أنظر"(مفتاح دار السعادة)(2/150-151).

الخامسة:الصبر والجلد عند النمل،وانظر إليها وهي تصعد الجدار ثم تسقط ثم تصعد حتى تصل إلى ما تريد،وكذلك في حمل حبة قد تكون أكبر من حجمها وتحاول وتحاول حتى تصل بها إلى المراد، ويدل هذا على قوة النمل وإرادته.

السادسة: الجدية والمثابرة، فإن النمل لا يعرف العجز فهو يعمل طيلة يومه من غير كلٍّ ولا تعب،"ومن عجيب أمر الفطنة فيها إذا نقلت الحب إلى مساكنها كسرته لئلا ينبت، فإن كان مما ينبت الفلقتان منه كسرته أربعا، فإذا أصابه ندي أو بلل وخافت عليه الفساد أخرجته للشمس ثم ترده إلى بيوتها، ولهذا تري في بعض أحيان حبا كثيرا على أبواب مساكنها مكسرا ثم تعود عن قريب فلا تري منه واحدة" قاله الإمام ابن القيم(مفتاح دار السعادة)(2/151).

السابعة: أن النملة التي تكلمت أنثي وليست بذكر،وهذا فهم من قول الله تبارك وتعالى:{قالت نملة يأيها النمل}، فلفظ (قالت) تدل على أنها أنثي وكذلك قوله {نملة}.

الثامنة: وكأن النمل مخلوق من زجاج، كما فهم هذا من قوله تعالى:{لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون }، فلفظ (لا يحطمنكم) فالتحطيم يكون للشيء الصلب.

التاسعة: التعاون وعدم الأنانية، وانظر هذا في النمل عندما يأت عليهم الماء كيف يتحدون ويترابطون فيمسك كل واحد منهما بالآخر حتى تحصل النجاة، وفي هذا كبير لتعاون والمثالية.

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-"ولا تستبعد هذه الفطنة من أمة من الأمم تسبح بحمد ربها كما في (( الصحيح)) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة،فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج، ثم أحرق قرية النمل، فأوحى الله إليه: من أجل أن لدغتك نملة أحرقة أمة من الأمم تسبح، فهلا نملة واحدة".رواه البخاري (3319) ومسلم (2241) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-،(مفتاح دار السعادة)(2/152).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-19-2009, 05:50 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

بارك الله فيك أخي ابو محمد على هذا النقل المميز واختيارك للمواضيع الهادفة .
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-21-2009, 04:18 PM
عزام عبد المعطي الاشهب عزام عبد المعطي الاشهب غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القــــدس
المشاركات: 953
افتراضي

بــــارك الله فيك ونفع بك

ورحم الله الامام ابن القيم رحمة واسعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.