أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79440 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2012, 11:20 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " زينوا القرآن بأصواتكم " .

قال الإمام الألباني رحمه الله في ( الضعيفة ) ( 5326 ) :
( وأما المعنى: فقال الخطابي - في الحديث المحفوظ: "زينوا القرآن بأصواتكم" -:
"معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن! من باب المقلوب كما قالوا: عرضت الناقة على الحوض؛ أي: عرضت الحوض على الناقة. وكقولهم: إذا طلعت الشعرى واستوى العود على الحرباء؛ أي: استوى الحرباء على العود".
ثم روى بإسناده الصحيح عن شعبة قال: نهاني أيوب أن أحدث: "زينوا القرآن بأصواتكم". ثم قال:
"قلت: ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح"، ثم ساق إسناده إلى الدبري بسنده المتقدم. ثم قال:
"والمعنى: اشغلوا أصواتكم بالقرآن، والهجوا بقراءته، واتخذوه شعاراً وزينة".
والجواب من وجوه:
أولاً: أن القلب المدعى خلاف الأصل؛ فالواجب التمسك بالأصل ما دام ممكناً، وهو كذلك هنا عند الجمهور؛ كما سيأتي.
ثانياً: ما رواه عن شعبة أن أيوب نهاه أن يحدث بحديث: "زينوا القرآن ... "؛ ليس لأنه حديث مقلوب كما يدعي الخطابي، وإنما خشية أن يتأوله المبتدعة بما يخالفون به السنة؛ فقد رواه أبو عبيد القاسم بن سلام أيضاً بإسناده الصحيح عن شعبة به، وقال عقبه:
"وإنما كره أيوب - فيما نرى - أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الألحان المبتدعة، فلهذا نهاه أن يحدث به".
ذكره ابن كثير في "فضائل القرآن" (ص 56) ، ثم قال عقبه:
"قلت: ثم إن شعبة رحمه الله روى الحديث متوكلاً على الله كما روي له، ولو ترك كل حديث يتأوله مبطل؛ لترك من السنة شيء كثير، بل قد تطرقوا إلى تأويل آيات كثيرة من القرآن، وحملوها على غير محاملها الشرعية المرادة، وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
ثالثاً: ما عزاه لغير واحد من أئمة الحديث من أن المعنى: "زينوا أصواتكم بالقرآن"! فهو - مع أنه لم يسنده إليهم، ولا سمى واحداً منهم -؛ فهو مردود بما في "غريب ابن الأثير"؛ فإنه ذكر هذا المعنى المقلوب (!) ولم يعزه لأحد، ثم أتبعه بقوله:
"وقيل: أراد بـ (القرآن) : القراءة، فهو مصدر (قرأ يقرأ قراءة وقرآناً) ؛ أي: زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم، ويشهد لصحة هذا - وأن القلب لا وجه له -: حديث أبي موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استمع إلى قراءته فقال: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود"، فقال: لو علمت أنك تستمع؛ لحبرته لك تحبيراً ؛ أي: حسنت قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك - تأييداً لا شبهة فيه - حديث ابن عباس: أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل شيء حلية، وحلية القرآن حسن الصوت". والله أعلم".
قلت: حديث ابن عباس هذا ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة، كما تقدم بيانه برقم (4322) ، فالأولى الاستدلال بالزيادة المتقدمة في بعض طرق حديث البراء المحفوظ بلفظ:
"فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً".
ويشهد أيضاً لصحة ما تقدم حديث: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"؛ فإن المراد به وبأمثاله تحسين الصوت، وبذلك فسره جماعة من السلف؛ منهم ابن أبي مليكة، والراوي عنه بهذا الحديث - وهو عبد الجبار بن الورد -؛ فإنه قال عقب الحديث:
فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد! أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت؟ قال: يحسنه ما استطاع.
أخرجه أبو داود، وهو في "صحيحه" برقم (1322،1323) . قال ابن كثير عقبه:
"فقد فهم من هذا أن السلف رضي الله عنهم إنما فهموا من التغني بالقرآن إنما هو تحسين الصوت به وتحزينه؛ كما قال الأئمة رحمهم الله".
ويشهد له أيضاً حديث أبي هريرة مرفوعاً:
"ما أذن الله بشيء ما أذن (وفي لفظ: كأذنه) لنبي [حسن الصوت (وفي لفظ: حسن الترنم) ] ، يتغنى بالقرآن [يجهر به] ".
قال الحافظ في "الفتح" بعد أن ذكر الخلاف في تفسير التغني لغة (9/ 63) :
"ظواهر الأخبار ترجح أن المراد: تحسين الصوت، ويؤيده قوله: "يجهر به"؛ فإنها إن كات مرفوعة قامت الحجة به، وإن كانت غير مرفوعة؛ فالراوي أعرف بمعنى الخبر من غيره؛ لا سيما إذا كان فقيهاً. ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب، وإجراء الدمع، وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان، أما تحسين لصوت، وتقديم حسن الصوت على غيره؛ فلا نزاع في ذلك ... ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغير؛ قال النووي في "التبيان": أجمعوا على تحريمه. ولفظه: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن؛ ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن خرج حتى زاد حرفاً أو أخفاه؛ حرم".
ثم ذكر (9/ 80) أن ابن أبي داود أخرج من طريق ابن أبي مشجعة قال: كان عمر يقدم الشاب الحسن الصوت؛ لحسن صوته بين يدي القوم.
ومن طريق أبي عثمان النهدي قال: دخلت دار أبي موسى الأشعري، فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوته. وقال الحافظ:
"سنده صحيح؛ وهو في "الحلية" لأبي نعيم [1/ 258] .
و (الصنج) - بفتح المهملة وسكون النون بعدها جيم -: هو آلة تتخذ من نحاس، كالطبقين، يضرب أحدهما بالآخر.
و (البربط) - بالموحدتين بينهما راء ساكنة ثم طاء مهملة، بوزن جعفر -: هو آلة تشبه العود، فارسي معرب.
و (الناي) - بنون بغير همز -: هو المزمار".
وجملة القول: أن الخطابي أخطأ خطأ فاحشاً في تصحيحه لحديث الترجمة، وترجيحه إياه على اللفظ الصحيح المخالف له، مع كثرة طرقه وشواهده، وتفرد أحد الرواة برواية معارضه، كما أخطأ في ادعائه أن معنى الحديث على القلب، والكمال لله تعالى وحده.
فإن قيل: فإن لحديث الترجمة شاهداً من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ:
"زينوا أصواتكم بالقرآن ... "؛ مثل حديث الترجمة. وفي رواية:
"أحسنوا الأصوات بالقرآن".
أوردهما الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 170) ، وقال:
"رواه الطبراني بإسنادين، وفي إحدهما عبد الله بن خراش، وثقه ابن حبان وقال: "ربما أخطأ"، ووثقه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال (الصحيح) "!
فأقول: كلا الإسنادين ضعيف جداً؛ فلا يفرح بهما ولا يستشهد بهما مطلقاً؛ لشدة ضعف رواتهما؛ فكيف مع المخالفة لأحاديث الثقات، كما هو الشأن هنا؟! وإليك البيان:
أما الأول: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 110/ 1) من طريق عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس ... باللفظ الأول.
وهذا إسناد ضعيف؛ آفته ابن خراش هذا؛ فإنه مجمع على تضعيفه. ولا ينافي ذلك أن ابن حبان أورده في "الثقات"، وذلك لأمرين:
الأول: ما عرف عند المحققين في هذا الفن أن ابن حبان متساهل في التوثيق، ولا سيما وقد قال فيه هو نفسه:
"ربما أخطأ".
والآخر: أنه معارض لكل من تكلم فيه، وكلهم جرحوه، والجرح مقدم على التعديل، لا سيما إذا كان من الأئمة المشهورين بالنقد والمعرفة بهذا العلم، كالإمام البخاري وغيره كما يأتي؛ بخاصة إذا كان المعدل متساهلاً كابن حبان، وإليك ما قالوا فيه: ..... ) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-21-2012, 10:29 PM
محمد مداح الجزائري محمد مداح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,028
Thumbs up

جزاك الله خيرا أخي ورحم الله الإمام الألباني رحمة واسعة..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-22-2012, 05:38 PM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر نجم الدين المحسي مشاهدة المشاركة
ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغير؛ قال النووي في "التبيان": أجمعوا على تحريمه. ولفظه: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن؛ ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن خرج حتى زاد حرفاً أو أخفاه؛ حرم".
.
وللأسف لم أر أحداً يقرأ بالمقامات إلا لحنَ ، إما بزيادة في المد أو تمطيط في الغنة أو .......... وكثير من الأخطاء التي نبه عليها العلماء ابتداء في رسائل مستقلة مثل: بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء - لابن البناء البغدادي ( ت 471هـ )، تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطإ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين، تأليف: أبي الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي وغيرها ..
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.