أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28425 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2018, 03:00 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة21 الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

حقيقة الإخوان الجدد (21)
الانتكاسة السادسة: موقفهم من البدعة الإضافية (4)


موقف الصحابة من البدعة الإضافية:
إن النَّاظِر في مواقف الصحابة من البدعة الإضافية يجدُها مُتَّفِقَةً على إنكارها، غَيْرَ مُخْتَلِفَة، وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
[1) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]
1. تَقَدَّمَت قِصَّةُ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مع أصحاب الحِلَقِ الذين وجدهم يذكرون الله بالحصى على هيئة الاجتماع، فقال لهم: "عُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ! هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِوا بَابِ ضَلاَلَةٍ". قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ، قَالَ: "وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ". [رواه الدارمي(211) بإسناد لا بأس به].
ï€ھ قلت: هؤلاء أنكر عليهم ابن مسعود ذكر الله تعالى على هذه الهيئة، مع أنه قد جاءت في استحباب الذكر نصوص عامة، منها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهّ ذِكْرًا كَثِيرًا"، وفي طريقة إنكاره عليهم دليلٌ على عدم تفريق الصحابة بين البدعة الحقيقية والبدعة الإضافية، وأن البدعة مذمومة عندهم على كل حال.
2. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لاَ يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلاَتِهِ، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ، «لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ» [متفق عليه].
ï€ھ قلت: في هذا الأثر يُنكر ابن مسعود رضي الله عنه على من يَتَّقَصَّد إذا سَلَّم من صلاته أن ينصرف عن يمينه، ولهذا بَوَّبَ البخاري عليه بقوله: "بَاب الانفتال والانصراف عَن الْيَمين وَالشمَال"، هذا مع أنه قد جاءت نصوص عامة في استحباب التيامن في كل شيء.
[2) أنس بن مالك رضي الله عنه]:
3. عَن قَتَادَة قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَيَعِيبُ عَلَى مَنْ يَتَوَخَّى ذَاكَ، أَنْ لَا يَنْفَتِلَ إِلا عَنْ يَمِينِهِ، وَيَقُولُ: يَدُورُونَ كَمَا يَدُور الْحِمَارُ [أخرجه مسدد في مسنده الكبير بإسناد صحيح (تغليق التعليق 2/340)].
ï€ھ قلت: هذا في معنى أثر ابن مسعود رضي الله عنه، والتشبيه الذي ضربه أنس يدل على شدة مقت الصحابة للبدع وإن كانت إضافية.
[3) عبد الله بن عمر رضي الله عنه]:
4. عبد الله بن عمر رضي الله عنه : عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَثَوَّبَ رَجُلٌ فِي الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، قَالَ: «اخْرُجْ بِنَا! فَإِنَّ هَذِهِ بِدْعَةٌ» [رواه أبو داود (538)، وحسنه الألباني].
ï€ھ قلت: أنكر ابن عمر رضي الله عنه التثويب (قول: الصلاة خير من النوم) في الظهر أو العصر، مع أن للتثويب أصلا في صلاة الصبح، وفي خروجه من المسجد بعد الأذان مع ورود النهي عنه، دليل على شدة بغض الصحابة للبدع وإن كانت إضافية.
5. عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَأَنَا أَقُولُ: (الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ)، وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ <، عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» [رواه الترمذي (2738) وحسنه الألباني].
ï€ھ قلت: للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل في كتاب الله تعالى، ومع ذلك أنكر ابن عمر رضي الله عنه على الرجل تقييد السَّلام بالعطاس، لعدم وروده في السنة.
[4) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه]
6. عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى الـمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، وَيُوصِيهِمْ، وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ - وَهُوَ أَمِيرُ المَدِينَةِ - فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا المُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَجَبَذَنِي، فَارْتَفَعَ، فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاَةِ»، فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ، فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ! قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ، فَقُلْتُ: «مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لاَ أَعْلَمُ»، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ [البخاري956]
7. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ فِيهِ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ... [رواه أبو داود (1140) وابن ماجه (1275) وصححه الألباني].
ï€ھ قلت: في الأثر الأول: أنكر أبو سعيد الخدري على مروان تغيير السنة بتقديم الخطبة على الصلاة يوم العيد. وفي الأثر الثاني: وافق أبو سعيد رضي الله عنه الرَّجُلَ على إنكاره مخالفة السنة بإخراج المنبر إلى المصلى والبداءة الخطبة، مما يدل على أن الصحابة لم يكونوا يرضون بتغيير شيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، مهما كانت الـمُبَرِّرَاتُ التي يَتَذَرَّعُ بها المبتدعون.
[5) عبد الله بن مغفل]
8. عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال لي: "أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ! إِيَّاكَ وَالحَدَثَ" - وفي لفظ قال: " أَيْ بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ"- قَالَ: وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الحَدَثُ فِي الإِسْلَامِ - يَعْنِي مِنْهُ - قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا، فَلَا تَقُلْهَا، إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَقُلْ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}، [أخرجه ابن ماجه (815) والترمذي (244) وحسنه].
ï€ھ قلت: أنكر هذا الصحابي على ابنه الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية، مما يؤكد حرص الصحابة على لزوم السنة في أدقِّ الأمور، وفي قوله: "لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الحَدَثُ فِي الإِسْلَامِ" دليل على شدة بغض هذا الصحابي للبدعة وإن كانت إضافية.
[6- عُمارة بن رُؤيبة]
9. عنْ حصين بن عبد الرحمن السلمي أن عُمَارَةَ بْنَ رُؤَيْبَةَ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: «قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ» [رواه مسلم (874)]، وعند الترمذي (515) بلفظ: " قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ اليُدَيَّتَيْنِ القُصَيَّرَتَيْنِ".
ï€ھ قلت: لقد دعا هذا الصحابي الجليل على الإمام بسبب رفع يديه على المنبر في الدعاء، مما يدل على شدة بغض ونفور الصحابة من البدع، مع أنه قد دل على رفْع اليدين في الدعاء نصوص عامة، من مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ» [صحيح الجامع 1757].
[7-طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه]
10. عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ بن أَشْيَم، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتِ إِنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ هَاهُنَا بِالْكُوفَةِ، نَحْوًا مِنْ خَمْسِ سِنِينَ، «فَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْفَجْرِ؟» فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ [رواه ابن ماجه (1241)، والترمذي (402)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني].
ï€ھ قلت: في هذا الأثر اعتبر هذا الصحابي المداومة على القنوت في الفجر بدعةً محدثة، مع أنه قد ثبت القنوت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النَّوَازِل خاصة.
فهذه مواقف سبعة من الصحابة رضي الله عنهم من البدعة الإضافية، يضاف إليها ثلاثة مواقف تقدمت في المقال السابق، فتلك عشرة كاملة.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.