أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98934 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2009, 12:56 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي محاولة(الفئة الضالة!) الغَدْرَ بـ(الأمير محمد بن نايف)! ألا فقولوا: (الفكر التكفيري)!

.........


محاولة (الفئة الضالة!) الغَدْرَ بـ(الأمير محمد بن نايف)!
ألا فقولوا: (الفكر التكفيري)!!



....فلا تزالُ تداعياتُ الحادثةِ الأثيمةِ -الأليمة- التي قام بها بعضُ التكفيريِّين للغَدْر بالأمير (محمد بن نايف آل سعود) -سلّمَهُ اللهُ وعافاه- تزدادُ -ِمن جهةٍ-؛ لِتَكْشِفَ حقائقَ أكثرَ -مِن جهةٍ أُخرى-!

وبخاصًّةٍ بعد أن عَرَفَ (الجميعُ) أنَّ القتيلَ الوحيدَ في هذه الحادثةِ هو صاحبُها والقائمُ بها!! وأنَّ سائرَ الباقين قد نجَّاهُم الله -تعالى-، وسلَّمَهُم مِن هذا الغَدْرِ المُبَيَّتِ -والعياذِ بالله-!

وأعجبني-جداً-بعدُ-خبرُ الاتصال الرحيم من الأمير الذي نجّاه الله من الغدر-بوالد الغادر القتيل،وتعزيته إياه-به-...
فأين الثرى من الثريا؟؟!!

والذي يسترعي النظرَ والانتباه-بعد هذا وذاك!-َ: أنَّنا (لا نزالُ) نقرأُ -إلى هذا اليوم!- في الصحف والمجلاّت، ونُطالع في البيانات والتقريرات، ونسمع في الإذاعات والفضائِيَّات -بل على منبر (المسجد الحرام) -بأُذُنَيَّ وناظِرَيَّ! -أمسِ -ذاك (المصطلح الخاصّ) الذي أُطلق على أولئك النَّفَر -ممّن فارقوا جادّة الحقّ، وخرجوا على أهل الحقّ، ونابَذُوا أفاضِلَ الخَلْق؛ فنقضوا الأُمةَ في أمنِها، وناقضوها في إيمانِها!- ألا وهو وصْفُهُم بـ: (الفئة الضالّة)!!أو(الفكر الضال)!!!!!

وليس يخفى على ذي نظر -بلا مَزيد فِكَر!- أنَّ الأصلَ في القاتلِ -أيِّ قاتلٍ- ممَّنْ يُريدُ قتلَ مَن لا يعرفُ، ممَّن لمْ يُخاصِمْ، وليس بينَهُ وبينَهُ ثَأْرٌ، ولا مُحاولةُ سرقةٍ ونَهْبٍ -أو ما أشبه-: أَنَّهُ لا يفعلُ ذلك إلا استحلالاً لِدَمِهِ لغيرِ الخُصومات الشخصية المَحْضَةِ -وما تجرُّ إليهِ!!-، وليس وراءَ ذلك -في الغالب والأساس- إلاَّ أنْ يكونَ مُكَفِّرهُ!

فاستوقفني ذاك (الاصطلاح) -مِن قبلُ ومِن بعدُ- كثيراً -بِتَأنٍّ وازدياد-!!

هل هو وافٍ -حقًّا- بالمقصود والمُراد؟!

وهل هو كافٍ في تحذير العباد، وإنقاذ البلاد؟!

وعُقْدَةُ ذلك -بوضوحٍ-: أن (الضلال) متعدّد الصور، ومتنوّع الأشكال؛ فعلى أيِّ معنىً -منها- ذلك (الضلال):

فمِن الضالِّين مَن يرجعُ ضلالُهُ إلى نفسه -انحرافاً إلى الهوى-!

ومِن الضالِّين مَن يَنْغَمِسُ ضلالُهُ في حَمَأةِ التحزُّب، وهُوَّة التعصُّب!

ومِن الضالِّين مَن يعودُ ضلالُهُ إلى تصوُّفٍ غارِق، وغُلُوٍّ مارق!

وَمِنَ الضالِّين مَن ينطلق ضلالُهُ من جهلٍ، وتعالُم، وتطاول!!

ومِن الضالِّين مَن ينطلقُ ضلالُهُ مِن ليبراليَّة، أو عَلمانيَّة؟!

و{... المغضوب عليهم و.... الضالين} -في القرآن الكريم- هم: اليهود والنصارى-!

... إلى غير ذلك مِن أشكالٍ وألوان!!!

وعليه؛ فإنَّ تعريفَ هذه (الفئة الضالة) بأنّها -فقط- (الفئة الضالّة) -هكذا!!-أو (الفكر الضالّ!)- لا يَفِي بالتحذيرِ منها، ولا يَكْفي في الإبعاد عنها؛ لاشتراك صُوَرٍ عدّةٍ من الضلالِ بهذا الوَصْف من (الضلال)!

والضالُّ -في الواقِعِ المَنْظُورِ!- لا يرى نفسَه ضالاًّ! بل إنّه يحكُمُ على الآخرينَ بذلك -كِبْراً وَصَلَفاً-!!!

فالواجبُ -الذي لا حقّ سواه-: وَصْفُ هذه (الفِئة) -وتسميتُها- بِمَا ينطبق عليها -جزماً-، ويُرشِد إليها -حتماً- ممّا تميّزت به، وعُرف عنها -مِن (التكفير)، و(التفجير)، و(القتل الغادر)، و(الخروج على الحكّام)، و(الطعن بأهل العلم: بالعمالةِ، والإرجاء، والقُعودِ، و... )، و (التحزُّب)، و(السِّرِّيَّة)...

وهكذا!!
والوَصْفُ الجامعُ لهذه السِّمات -كُلِّها- في هؤلاء- بحيث يكاد يكون مُتَّفَقاً عليه -اليومَ- بين أهل العلم الكِبار، وطُلاّبه الأَبْرار، ودُعاة منهج السلف -الحقِّ- الأَخْيار؛ أنّهم: (التكفيريُّون)! أو: (أصحاب الفكرِ التكفيريّ)!! -لانحرافِهِم المَديد! وغُلَوائِهِم الشَّديد-!!

فلماذَا -إذاً- لا (نُعْلِن) بهذا الوصف؛ لِمزيد مِن «التحذير»؟!
ولماذا لا (نُصرِّح) بهذا الوصْم -بالحقِّ- «صيحةَ نذير»؟!

وأقولُ -اليوم- ما كنتُ قلتُهُ منذ أكثر من عشر سنوات:

«إنَّ مسألةَ (التّكفير) مِن أَخطرِ المسائلِ وأَشَدِّها على الفَرْدِ والمجتمعِ والأُمَّةِ، ومِن أفسدِها على الحاكم والمحكوم -سواءً-.
وبسببِ كثرةِ ما وَقَعَ في هذهِ القضِيَّةِ من الأَكاذيبِ المُفْتراةِ، والأغاليطِ المظنونة، والأهواءِ الفاسِدة: كتبتُ، وألْحَحْتُ... لا مُجادلةً عن ضلالِ طاغوت.. أو دِفاعاً عن فَعَائِلِ ذي جَبَروت..
أو تسويغاً لِصَنيعِ مَن حادَّ الله-سبحانه- في الحكمِ والملكوت...
فَلْيَتَّقِ الله -تعالى- كُلُّ ناظرٍ فيه، مِنْ قبلِ أَنْ تَتَبَدَّى لهُ مكنوناتُهُ وخوافيه.. {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون.إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}[الشعراء:89] ، واطْمِئنانٍ يقين...
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِين}.

وأقولُ -على تحرُّزٍ وتَحرُّجٍ- ما قالَهُ النبيُّ الصّالحُ الأَمين: { يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِين}...
إلاّ من رحِمَ ربُّ العالمين»([1]).

وهاتيكَ السِّماتُ تنطلقُ شرارتُها -وقواصمُها- على صورةِ ظواهرَ عدّة؛ أَجملَها بعضُ (أهلِ الخبرةِ) -من الدُّعاةِ وذوي العلمِ-جزاه الله خيراً-في مظاهرَ مُتعدِّدةٍ-أهمُّها-:

1- تصدُّرُ حُدَثاءِ الأسنان، وسُفَهاء الأحلام: لأمور الدعوةِ إلى الله، والأَمرِ بالمعروف، والنّهي عن المنكرِ؛ بلا علمٍ، ولا فقهٍ، ولا رجوعٍ إلى العلماءِ، أو أهلِ الفقه والتجرِبة!

2- هَيْمَنَةُ نَزْعَة الخروج على أذهانِهم، وكثرةُ الثرثرةِ بها، وإطلاقُ الأحكامِ فيها؛ في حين أنَّهم ليسوا من أهلِ الحَلِّ والعَقْد، ولا من الراسخين في العلم الَّذين يَخُصُّهم الأمرُ -شرعاً-!

3- شُيُوعُ ظاهرةِ التكفير؛ بلا ضوابطَ شرعيّة، ولا فقهٍ، ولا تثبُّتٍ ([2]بما في ذلك الأحكامُ على الأشخاصِ والجماعاتِ والهيئاتِ والأنظمةِ -وغيرِها-!

4- التّكفيرُ باللَّوازِم؛ مِمّا يُوقِعُ الأُمَّةَ بِفِتَنٍ لها أوّلٌ، وليس لها آخِرٌ!!

5- التسرُّعُ في إصدار الأحكامِ والمواقِف؛ بمجرَّد الشائعاتِ، والقرائنِ، والظُّنونِ!

6- الخطأُ والجهلُ في منهج الاستدلال، ومنه: الاستدلالُ بالنّصوصِ على غيرِ ما تدلُّ عليه، وبِلا قواعدَ شرعيّة، وإنزال النصوصِ على ما لا تدلُّ عليه، والجهلُ بفهمِ السلفِ وتفسيرِهمِ للأدلّة، وعدم مراعاة قواعد الاستدلال؛ من حيثُ: العمومُ والخصوص، أو الإطلاقُ والتقييد، والنّسخ، ونحوُ ذلك!

7- عَدَمُ اعتبار قواعد المصالحِ والمفاسِد -تصحيحاً وترجيحاً- الّتي ينضبطُ بها أمنُ الأمّةِ وأمانُها وإيمانُها!

8- أخذُ العلمِ عن غيرِ العُلَماء، وتلقِّيهِ عن الصِّغارِ والمُثقّفين والمفكّرين والحركيّين، الذينَ هم في العلمِ الشرعيِّ لا يخرجون من فصيلةِ العوامّ!

9- سوءُ الأدبِ مع العُلَماءِ والمشايخِ وطُلاّبِ العلمِ الشرعيِّ، ويتمثّلُ ذلك: بِلَمزِهِم واستِنقاصِهِم، وبإشاعةِ ما يُسيءُ إليهم، ويَنقُص اعتبارَهم عند الآخرين، ويشحَنُ قلوبَ الناس والشبابِ عليهِم، والجرأةُ على الطّعنِ فيهِم والتشهيرِ بهم!

10- سوءُ الأدبِ، والجفاءُ -تديُّناً!- مع مَن يَجِبُ احترامُهُم وتوقيرُهم؛ كالوالدين، والإخوة، وكبارِ السّنِّ، والمُعلِّمين، والجيرانِ، والزّملاءِ، وأهلِ الاعتبار من الكُبَراءِ وذوي الهيئاتِ!

11- سرعةُ الاستجابةِ للفتن، والتصرُّفاتُ الغوغائيّةُ، والجمهرةُ، والتَّهيِيجُ، والتداعي عند كلِّ صيحة؛ دون الرّجوع لأهل العِلمِ والحِلْم والفقهِ والرأي؛ إلاّ مَن يوافقُ أَهواءَهم!

12- الولاءُ والبراءُ على الأهواءِ والرَّغباتِ، وما يوافقُ المواقف، لا على الدّليل والسّنّة!

13- الخوضُ في المسائلِ الكُبرى، والقضايا الخطيرة، وشؤون الأمة العظمى؛ التي لا يَبُتُّ فيها إلا العلماء المعتبرون، والرّاسخون، وأهلُ الحَلِّ والعَقْدِ في الأمة؛ مثل تكفيرِ الأعيانِ والهيئات، والخوضِ في البيعةِ والخروج -ونحو ذلك-!

14- غَرْسُ الغِلِّ في نُفوس عامّةِ المُسلمين، وشحنُ قلوبِ الناس على أضْدَادِهم المخالِفين.

ومن ذلك: شحنُ قلوبِ الصِّغارِ والنساء والعوامِّ والغَوْغاء الذين ليس لهُم حَلٌّ ولا عَقْدٌ؛ مِمَّا يُفْسِدُ ذات البَيْن، ويفتحُ بابَ الغوغائيّة والفِتنِ التي تُفسِد الدين، وتُهلِك الحرث والنَّسل!

15- إدمانُ الكلامِ والثرثرةِ فيما لا شأن للعامّةِ فيه؛ من السياسةِ والمظالمِ؛ ونحو ذلك مما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصبرِ عليه؛ ممّا لا يمكن معالجتُهُ إلا مع ذوي الشأنِ وأهلِ الحَلِّ والعَقْدِ في الأمّةِ -من العُلماءِ والولاة، وأهلِ الرأيِ والمشورة-!

16- ضِيقُ العَطَنِ، وقلّة الصبرِ، والتصرُّفات المتشنّجة، واستعجال النتائجِ في أمرِ الدعوة
-وغيرها-، مما يبعثُ رُوحَ اليأسِ والتشاؤم!

17- ضعفُ الحِكمةِ، وقلّة التجارِب، مما يجعل البعضَ يقعونَ في أخطاءٍ وقع فيها السابقونَ مِن أمثالِهِم! فلم يستفيدوا من العِبَرِ والدروس؛ و«السّعيد من وُعِظَ بغيرِه».
ولكنّهم لا يتَّعِظون!

18- المَيْلُ إلى نزعةِ العنفِ واستعمال القوّة، بما في ذلك اللجوءُ إلى الأعمالِ غيرِ المشروعة -في سبيل النّكاية بالمُخالِف-؛ كالوِشاية، والاستعداء، والغَدْر، والبهتان، والمقاطعة!

بل قد يصلُ الأمرُ عِند بعضِهم إلى الضربِ، والإضرار المباشِر، بل أكثرَ مِن ذلك -مِن القتلِ والتَّقتيلِ-!!

19- الإخلالُ بتطبيقِ مفهومِ الأمرِ بالمعروف، والنهيِ عن المنكر، وأساليبه، وكذلك سلوك منهجِ المعتزلة، والخوارِج، وأهلِ الأهواءِ في ذلك ([3]) !

... فكيف إذا أنْتَجَ ذلك -كلُّه- ألواناً مِن التفجيرِ، والغَدْرِ، والتقتيلِ، والتشريدِ؛ لِيكونَ هذا -بَعْدُ- ضِغْثاً على إبَّالةٍ- سُلَّماً تتسلّط -بسببه- أعداءُ الأُمَّةِ عليها؟!!

... وفي الجملة؛ فإن هذه الظواهِر إنما توجَدُ-الآن- عند عدد -وللأسف- ليس بالقليل من أبناءِ الأمّة؛ ليسوا في بلدٍ واحِد، ولا في طائفةٍ أو جماعةٍ دونَ أخرى، لكنّها قد تكثرُ في جماعةٍ، أو طائفةٍ أو بلد، وتقلُّ في آخر!!!

بل ربّما يكون شيءٌ منها -فوا أسفي- في طوائفَ تندسّ تحت شعار السلفيّة!

وأخرى تدّعي الانتماء إلى عُموم أهل السنّة والجماعة!

وثالثةٍ تنتمي إلى فرقٍ منحرفة -على تعدُد درجات انحرافِها!-؛ كالرافضة، والخوارِج، والمعتزلة، والصوفيّة، وأهلِ الكلام!
ورابعةٍ تنتمي إلى جماعاتٍ مُحدَثَةٍ، وشعارات حادثـــة!
... وَبَعْدَ ذا -كُلِّه- نستطيع أن نقول كلاماً بيِّناً-بصراحةٍ ووضوح-تامَّيْن-:

إنَّ هذه المعالِمَ، وهاتيك السِّمات: لم تجتمع -على مَدَار التاريخِ الإسلاميِّ-كُلِّه- إلا في فرقة (الخوارج) التي تلتقي أصولُها ظواهرَ ومظاهرَ هذه (الفئة الضالّة) -هَداها الله سواء السبيل-.
والفِرارُ مِن هذا الوَصْفِ -مَعَ الغَرَقِ بمعانيهِ ومعالِمِه!- مكابرةٌ للمحسوس، وإنكارٌ للملموس!

فالخوارج -كما ذَكَرَ (د. سفر الحوالي) -هداه الله- في لحظةِ اعتراف وإنصاف!- في كتابه الظاهرة(!) «ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي» (1/289) -حيث قال- واصفاً لها -مَعَ كونهِ مِن (أكبر) عوامِلِها!-([4]): «فرقةٌ تميّزت عن سائرِ الفرق بالغُلُوِّ والإفراطِ، والشطَطِ والتنطُّع، كما تميّزت في منهجها الحركيِّ بالاندفاعِ والتهوّر، والثوريّة العمياءِ، والقابليّة السريعةِ للتمزّق والاشتعال.
فالجلافةُ طبعُهم، وضِيقُ الأُفُقِ سَمْتُهم، ما خُيِّروا بين أمرينِ إلا اختاروا أعسَرَهُما! وما رأوا طريقَين إلا سلكوا أشقَّهما! وما صادفوا احتمالينِ إلا انحازوا لأبعدهما»!!!

أقول:
قد صدق -والله- (في هذه!!) -بيقين-!

ولكنّنا نرجو -مُخلصين- أن يُوافِقَ (مِنه) الخُبْرُ الخَبَر... ولو بعد حين!!

ثُمَّ:
انظر -أخي المسلِم- أينما كنتَ، وكيفما أنتَ- أينَ أَنْتَ مِن هذه السّمات والنَّزَعات!!

وانظر موقِعَك بَيْنها!!

وانظر مِقدارَ تأثُّرِكَ -سلباً أو إيجاباً- بها!!

اصْدُقْ مَعَ نفسِك، وأخلِص لِرَبِّك...


ثُمَّ:

إيّاك -وإيّايَ- من الحَملِ العاطِل، والتأويلِ الباطِــل..
وإيّاك -وإيّايَ- والمُكابرةَ للذّات، والمخادعةَ للنفــس..
وإيّاك -وإيّايَ- من الوساوس الشيطانيّة، و(الوشاوش) الحزبيّة والفكريّة..

وعليكَ -أخي- أن تكونَ الحَكَمَ على نفسك، قبل أن تُثوى بِرَمْسِك..
عليك -أخي- أن تسعدَ بمن يصدُقُ مَعَك ويُناصِحُك، وأن تسخَطَ على مَن يُوافِقُك ويُمالِئُــك..
عليك -أخي- بالعلمِ وأهلِه، ودُعاتِهِ وَحَمَلتِهِ..

وإلا:
وجدتَ نفسَك -بلا وعيٍ، ولا شعورٍ- تائهاً، خاوياً، ضائعاً...
أو بين أحضانِ (!) هذه (الفئة الضالّة) واقعـــاً...
ورحم الله الإمامَ ابنَ حزمٍ الأندلسيَّ -القائلَ في كتابه «الفِصَل» (5/98)-:

«فاعلموا -رحمكمُ الله- أنَّ جميعَ فِرقِ الضلالة لم يُجْرِ الله -تعالى-قط- على أيديهم خيراً، ولا فَتَح من بلاد الكفرِ قريةً، ولا رَفَع للإسلام رايةً!

وما زالوا يَسْعَوْنَ في قلبِ نظامِ المسلمين، ويُفَرِّقون كلمةَ المؤمنين، وَيَسُلُّون السيفَ على أهلِ الدِّينِ، ويسعونَ في الأرضِ مفسدين»...

سواءٌ أَشَعَرُوا بذلك؛ أم كانوا جاهِلين؟!

وإنَّنا «نقولُ الّذي قُلناه -هُنا- ردًّا لِغُلُوِّ الغالين، وتَكْفيرِ المُكفِّرين؛ الّذينَ فَتَحُوا البابَ مُشْرَعاً -بِأفعالِهِم وأَقْوالِهِم- لكلِّ أعداءِ الدّينِ ومُناوئيه؛ لِيَصِفُوا الإسلامَ بالتطرُّف، والمسلمين بالإرهاب.. مِن غيرِ تمييزٍ، وبلا تفصيل..

فكانوا -بِسُوءِ صنيعِهِم- سدًّا منيعاً في وَجْهِ الدّعوةِ الحقَّةِ للإِسلامِ الحقِّ، وسبباً كبيراً

للضّغطِ على المُسلمين، واستِنْزافِ مُقَدَّراتِهم، وَشَلِّ قُواهم...

فالله يُصْلِحُهم، ويُسدِّدُ دَرْبَهم...» ([5]).

... وربُّنا -سبحانهُ- يقول: {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة.وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}..
سواءٌ في الدنيا، أم {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِر}..
وهو -عزّ وجلّ- الهادِي والناصِر.


* ************************************************** ******************************
([1]) كتابي «صيحة نذير بِخَطَر التّكفير» (ص107-طبعة سنة 1407هـ).

([2]) ومِن أجل ذا نُطلِق عليهم لَقَبَ: «التكفيريِّين»!
وإلاّ؛ فـ (التكفير) -بضوابِطِه، وتَأصيلاتِهِ- مِن قواعد العقيدة، وثوابِتِها السَّديدة.

([3]) انظر هذه الوجوهَ -وغيرَها- في كتابي «صيحة نذير بِخَطَر التّكفير» (ص17-23/الطّبعة الأولى -1417هـ)، فصل: (الخوارج).

([4]) والعَجَبُ (!) أنَّ (سَفَراً) -هذا- لا يزال مُصرًّا على مواقفِهِ!! مَعَ أن دلائِلَ الشّرع، وشواهِدَ الواقِع: قد كَشَفَتْ فسادَ آرائه، وما ترتَّب عليها مِن شديد بلائه!!
والعَجَبُ أكبرُ وأكبرُ (!!) مِمّن يُوافِقُهُ على كِتابِه، ويُقِرُّهُ على عَدَمِ صوابِه -مَعَ زعمِهِ الحكمةَ والتأنِّي-!
لكنّها (العودة!) إلى الوراء! والانجِذاب إلى أساس البلاء!!

([5]) كتابي «التحذير مِن فتنةِ التّكفير» (ص27-28-/ الطّبعة الأولى-سنة 1417هـ).
والواقعُ شَهِدَ بِما قلتُ وذكرتُ!
والتاريخُ سَطَّر ما منه حذّرتُ وتخوَّفْتُ!!



قد كان ما خَشِيتُ أن يكونا ****** إنّـــا إلـى الله لَــراجِعونـــا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-05-2009, 01:37 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب ونفع بك

هذا والأمر كما ذكرت , فكيف اذا صحت الأخبار من أن المفجر نفسه كان قد زرعت القنبلة في دبره ليقوم بعمل بطولي ...زعموا؟؟؟؟

والغاية عندهم تبرر الوسيلة

فيكفيه وقومه عارا وشنارا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-05-2009, 01:57 PM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل..
أتيتم على البلاء من جذره وأساسه, وقد استمعت البارحة لشيء من مكالمة المجرم الذي فجر نفسه مع الأمير محمد بن نايف فكان كلامه مليئا بالكذب والخداع لهذا الأمير بحث أنه قال له: إني أحبك في الله, وكرر له الدعاء ببياض الوجه مرات ومرات, ومع هذا غدر به!, ألا ما أقذرها من صفات وأشنعها من بينات تدل على ضلال هذه الفئة المارقة!
وأخيرا:
ورحم الله الإمامَ ابنَ حزمٍ الأندلسيَّ -القائلَ في كتابه «الفِصَل» (5/98)-:
«فاعلموا -رحمكمُ الله- أنَّ جميعَ فِرقِ الضلالة لم يُجْرِ الله -تعالى-قط- على أيديهم خيراً، ولا فَتَح من بلاد الكفرِ قريةً، ولا رَفَع للإسلام رايةً!
وما زالوا يَسْعَوْنَ في قلبِ نظامِ المسلمين، ويُفَرِّقون كلمةَ المؤمنين، وَيَسُلُّون السيفَ على أهلِ الدِّينِ، ويسعونَ في الأرضِ مفسدين
»...
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-05-2009, 02:25 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

لا أدري لم الإصرار من أولئك على مصطلح الفئة الضالة؟؟!!

وترك المصطلح المصطلح الشرعي الذي هو :الخوارج

قال عليه الصلاة والسلام

الخوارج كلاب النار

أو فليسموهم بما تعارف عليه أهل العلم :التكفيرييون
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-05-2009, 03:17 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

تسمية الأشياء بمسمياتها .. منهج نبوي ..سار عليه العلماء ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-05-2009, 06:06 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا البيان و نسأل الله أن يطيل في عمرك و لا يحرمنا من نصائحك و توجيهاتك.
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-05-2009, 06:18 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي الأثري مشاهدة المشاركة
.........



فمِن الضالِّين مَن يرجعُ ضلالُهُ إلى نفسه -انحرافاً إلى الهوى-!

ومِن الضالِّين مَن يَنْغَمِسُ ضلالُهُ في حَمَأةِ التحزُّب، وهُوَّة التعصُّب!

ومِن الضالِّين مَن يعودُ ضلالُهُ إلى تصوُّفٍ غارِق، وغُلُوٍّ مارق!

وَمِنَ الضالِّين مَن ينطلق ضلالُهُ من جهلٍ، وتعالُم، وتطاول!!

ومِن الضالِّين مَن ينطلقُ ضلالُهُ مِن ليبراليَّة، أو عَلمانيَّة؟!

و{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} -في القرآن الكريم- هم: اليهود والنصارى-!








فلماذَا -إذاً- لا (نُعْلِن) بهذا الوصف؛ لِمزيد مِن «التحذير»؟!
ولماذا لا (نُصرِّح) بهذا الوصْم -بالحقِّ- «صيحةَ نذير»؟!

وأقولُ -اليوم- ما كنتُ قلتُهُ منذ نحو عشر سنوات:

«إنَّ مسألةَ (التّكفير) مِن أَخطرِ المسائلِ وأَشَدِّها على الفَرْدِ والمجتمعِ والأُمَّةِ، ومِن أفسدِها على الحاكم والمحكوم -سواءً-.
وبسببِ كثرةِ ما وَقَعَ في هذهِ القضِيَّةِ من الأَكاذيبِ المُفْتراةِ، والأغاليطِ المظنونة، والأهواءِ الفاسِدة: كتبتُ، وألْحَحْتُ... لا مُجادلةً عن ضلالِ طاغوت.. أو دِفاعاً عن فَعَائِلِ ذي جَبَروت..
أو تسويغاً لِصَنيعِ مَن حادَّ الله-سبحانه- في الحكمِ والملكوت...
فَلْيَتَّقِ الله -تعالى- كُلُّ ناظرٍ فيه، مِنْ قبلِ أَنْ تَتَبَدَّى لهُ مكنوناتُهُ وخوافيه.. {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون.إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}[الشعراء:89] ، واطْمِئنانٍ يقين...
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِين}.


وأقولُ -على تحرُّزٍ وتَحرُّجٍ- ما قالَهُ النبيُّ الصّالحُ الأَمين: { يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِين}...



قد كان ما خَشِيتُ أن يكونا ****** إنّـــا إلـى الله لَــراجِعونـــا

جُزيتم خيرا
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-05-2009, 06:20 PM
ياسين نزال
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي الأثري
والواقعُ شَهِدَ بِما قلتُ وذكرتُ!
والتاريخُ سَطَّر ما منه حذّرتُ وتخوَّفْتُ!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي الأثري
ومِن أجل ذا نُطلِق عليهم لَقَبَ: «التكفيريِّين»!




بارك الله فيكم شيخنا وسلّمكم من كل سوء...
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-06-2009, 07:48 PM
الجزائري الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 152
افتراضي الشيخ علي الحلبي أيده الله تعالى من المشارقة لكن كأنه جزائري !!!

كلما قرأت لك فضيلة الشيخ حفظك الله تعالى و أيدك إزددت حبا لك ، كل ما قلته رأيناه في الجزائر و ما زلنا نعاني من بعضه و لكن لا يكاد عجبي ينقضي من بعض إخواننا في المشرق ممن يعتقد أن ما يجري في الجزائر جهاد و بعضهم يرمي أهل العلم الغيورين على الأمة بالإرجاء و الذي يظهر لي أنها لعبة من بعض منظري التكفيريين خططوا لها لصرف المسلمين عن التنبه لخطرهم و باطلهم و مما يؤسف له أيضا تمكنهم من خداع و استدراج بعض كبار العلماءو طلبة العلم الذين أصبحوا يردون على الإرجاء و المرجئة وعدم الدفاع عن من رمي بهذه التهمة من الأبرياء من أهل السنة و الحديث ولكن للأسف لا نجد لهؤلاء العلماء ردودا على رؤوس الفتنة أمثال أبي بصيرالطرطوسي الذي له موقع في الشبكة و الظواهري و بن لادن و أبي قتادة وعلي بلحاج و عباسي مدني و غيرهم فلا حول و لا قوة إلا بالله تعالى و الله المستعان ، فضيلة الشيخ علي الحلبي إني أحبك في الله تعالى و أدعو لك فلا تنسني من دعائك .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-07-2009, 04:07 AM
الجزائري الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 152
افتراضي أحسن الله تعالى إليك أخي بيباني العاصمي .

جزاك الله تعالى خيرا أخي عبدالله بيباني على هذا التعقيب الطيب و إنني أندهش من هؤلاء الذين لم يفهموا بعد الشرع والواقع فتراهم باسم الإسلام يرمون أخاهم الكبير المشفق الناصح الشيخ العالم علي الحلبي حفظه الله تعالى بالعظائم ، إنهم لفي غفلة عظيمة ، و في اعتقادي أنهم لن ينتبهوا إلا إذا داهمهم الخطر عند أعتاب بيوتهم و مع ذلك فإني و الله لا أقصد الشماتة بهم و لا أتمانها لهول الأمر و خطورته و لكن حسبنا أن نسأل الله تعالى لنا و لهم الهداية و أن يبصرهم قبل فوات الأوان ، أمين .
رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.