التكلف في التلاوة مخالف للكتاب والسنة/ فضيلة الشيخ سعد الحصين

[عبد الله بن مسلم]

جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا المقال المفيد.

[حامد بن حسين بدر]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الشيخ سعد الحصين -حفظه الله- شيخٌ فاضل، ومتميز بالتواضع، نسأل الله أن يمد في عمره ويحسن عمله،،،

وكلام الشيخ بحاجة إلى توضيح:

قوله: أن التكلف ينافي التيسير..
نعم ولكن ما هو ضابط التكلف؟
التوضيح: أن القراءة سنة متبعة ، وهي موروثة عند أهل الأداء المتقنين، والعلماء الذين ذكرهم الشيخ بينهم تفاوت في القراءة -ففرق واضح بين الحذيفي وغيره ممن ذكر- رحم الله الجميع، والتاريخ يشهد بوجود الفوارق بين القراء المتقنين وغيرهم، ومن تبصر بعيوب القراء علم المراد، ولفهم معنى التجويد والكتب التي تكلمت على أخطاء القراء أنظر :
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=1847

والظاهر أن الشيخ -حفظه الله- يقصد أمراً آخراً وهو ما يتعلق بكلامه اللاحق وهو: "وإلى القارئ الكريم (من الأئمة وغيرهم) طرفًا من الابتداع المحدث المتكلف"

التوضيح الثاني لقوله:وصل آية بآية قبلها أو بعدها فصلهما الله في كتابه وفصلها النبي في تلاوته، فلم يرد عنه وصل آية بآية أبدًا، بل ورد عنه أنه كان يقف على رأس كل آية، وإذا لم تكن هذه المخالفة لشرع الله في كتابه وسنة رسوله تكلف وابتداع فماذا يسميه مبتدعوه واجب أو نفل لم يرد به الشرع؟ الله تعالى هو الذي فصل بين الآيات، ورسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عنه والمبين للتنزيل هو الذي سن التلاوة بالفصل بين الآيات واتبعه على هذه السنة الصحابة والتابعون وفقهاء الأمة في كل عصر حتى زين الشيطان استحسان المخالفة.

التوضيح: لا بد من معرفة عد آي القرءان، فمثلاً، قوله تعالى -في سورة الصافات- :
(أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) ، لو وصل قارئٌ (لَيَقُولُونَ) -وهي رأس آية عند الكوفيين- مع (وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) كان مصيباً لأن أبو جعفر -وهو أحد القراء العشرة، على سبيل المثال- لا يعدها - (لَيَقُولُونَ) - رأس أية، فينتبه إلى اختلاف عد الآي ،..

وعندما ذكر ابو عمرو الداني في كتابه المكتفى في الوقف والابتدا الوقف على رأس الأي قال: وقد كان جماعة من السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع عليهن......

وكذلك لو كان استدلال الشيخ الحصين -حفظه الله- صحيحاً ، للزم لجنة مراجع المصحف -مصحف المدينة النبوية- أن يضعوا علامة الوقف اللازم على رأس كل آية، وهذا لم يصنعوه، دل على أن الوقف والابتداء جزء من الاتقان وفيه تفاصيل وتقسيمات مذكورة في كتب المتخصصين: كـ (إيضاح الوقف والابتداء- لابن الأنباري ت328هـ) ، (المكتفى في الوقف والابتداء -لأبي عمرو الداني ت444هـ) ، (علل الوقوف -للسجاوندي ت560هـ) ، (المقصد لتلخيص ما في المرشد -لزكريا الأنصاري ت926هـ) ،(منار الهدى -للأشموني) ، (معالم الاهتادء -للحصري ) ... وغيرها كثير، وللمزيد ينظر كتاب الوقف والابتداء وصلتهما بالمعنى في القرآن الكريم- لمؤلفه أ.د. عبدالكريم إبراهيم ،فقد ذكر سبعة وخمسين مصنفاً في علم الوقف والابتداء)

ومن سلف الشيخ -حفظه الله- في قوله: وإذا لم تكن هذه المخالفة لشرع الله في كتابه وسنة رسوله تكلف وابتداع فماذا يسميه مبتدعوه واجب أو نفل لم يرد به الشرع؟

ولا يسعنا إلا أن نسأل الله أن يجزي عبده (سعد الحصين) خير الجزاء، وأن ينفع به..

والأمر بحاجة إلى تفاصيل أكثر، والحمد لله رب العالمين.
وفقنا الله وإخواننا لمزيد عناية بكتاب ربنا جل وعلا، ونسأله أن نكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، والله المستعان.

بوركتم أخي عمر على هذا النقل الطيب.
وجزاكم الله خيرا أخانا حامد على هذا التوضيح المختصر وإلا فمسألة تحزين الصوت -مثلا- هي -كذلك- ثابثة شرعًا بضوابط...

وحفظ الله الشيخ سعد الحصين وعلماء المسلمين.

[زهار]

جزى الله تعالى شيخنا سعداً على هذه الدرر البهية ، وجزى الله تعالى كل من ذكر الموضوع ونشره