أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
87667 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-22-2009, 01:24 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مـــا هكــــذا يُحَـــضّ على برّ الوالدين، فاحذروا !!.

ما هكذا يُحَـــضّ على برّ الوالدين، فاحذروا !!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

قال الله - تعالى -: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [سورة الإسراء: 23 - 24].

إن حق الوالدين عظيم، والأدب معهما واجب أوصى به الله - تبارك وتعالى - في كتابه العزيز، وأوصى به رسول الله ﷺ في عــــدة أحاديث صحيحة تحضّ على بر الوالدين، وحسن صحبتهما، حتى وإن كانا كافرين، على أن لا يطيعهما إلا بالمعروف، وأن لا يطيعهما فيما فيه معصية لله - تبارك وتعالى -.

هذه الأدلة من كتاب الله - تبارك وتعالى -، وهدي رسوله ﷺ، تغـني عن كثير من القصص المكذوبــــة الباطلـــة، والأحاديث المنكرة، والروايات الواهية، التي لم تثبت عند أئمة الحديث؛ تُروى ترغيبًا وترهيبًا للحث على بر الوالدين والتحذير من عقوقهما؛ وخاصــَّـــة فيما يسمونه بيوم الأم وعيدالأسرة.

ومن هذه القصص ما أورده فضيلة الشيخ مشهور حسن سلمان حفظه الله تعالى ونفع بعلمه؛ في كتابه القيّم «قصص لا تثبت»: [القصة الحادية والعشرون 3/ 19]:

قصة علقمه وعقوقه لأمه، وتعسّر نطقه بالشهادتين عند الإحتضار:

ذِكْرُ القصة:
حُكِيَ أنه في زمن رسول الله ﷺ شابٌ يسمى علقمة، وكان كثير الإجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة، فمرض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله ﷺ: إن زوجي علقمة في النزاع، فأردتُ أعلمك يا رسول الله بحاله.

فأرسل النبي ﷺ عمّارًا وصُهيبًا وبلالا، وقال: (امضوا إليه ولقنوه الشهادة) فمضوا إليه ودخلوا عليه، فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه «لا إله إلا الله» ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله ﷺ يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة، فقال النبي ﷺ: (هل من أبويه أحد حيّ ؟) قيل يا رسول الله ! أمٌ كبيرة السن. فأرسل إليها رسول الله ﷺ وقال للرسول: (قل لها: إن قدرتِ على المسير إلى رسول الله ﷺ وإلاّ فقرّي في المنزل حتى يأتيك. قال فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله ﷺ فقالت نفسي لنفسه فداء أنا أحقّ بإتيانه. فتوكأت وقامت على عصا، وأتت رسول الله ﷺ فسلمت فرد عليها السلام وقال: (يا أم علقمة ! اصدقيني وإن كذبتني جاء الوحي من الله – تعالى -: كيف كان حال ولدك علقمة ؟). قالت: يا رسول الله ! كثير الصلاة، كثير الصيام، كثير الصدقة. قال رسول الله ﷺ: فما حالك ؟). قالت: يا رسول الله ! أنا عليه ساخطة. قال (ولمَ ؟) . قالت: يا رسول الله ! كان يؤثر عليّ زوجته ويعصيني. فقال رسول الله ﷺ: (إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة). ثم قال: يا بلال !انطلق واجمع لي حطباً كثيرا) قالت: يا رسول الله ! وما تصنع ؟، قال (أحرقه بالنار بين يديك). قالت: يا رسول الله ! ولدي، لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يديّ. قال: (يا أم علقمة ! عذاب الله أشد وأبقى، فإن سَرّكِ أن يغفر الله له فارضي عنه، فوالذي نفسي بيده، لا ينتفع علقمة بصلاته، ولا بصيامه، ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة). قالت: يا رسول الله ! إني أشهد الله - تعالى - وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة. فقال رسول الله ﷺ: (انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول: «لا إله إلا الله» أم لا ؟، فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني). فانطلق بلال، فسمع علقمة من داخل الدار يقول: «لا إله إلا الله»، فدخل بلال فقال: يا هؤلاء ! إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة، وإن رضاها أطلق لسانه. ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله ﷺ فأمر بغسله وكفنه، ثم صلى عليه وحضر دفنه. ثم قام على شفير القبر وقال: يا معشر المهاجرين والأنصار ! مَن فضّل زوجته على أمّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، إلا أن يتوب إلى الله - عز وجلّ - وَيُحسِنَ إليها ويطلب رضاها، فرضى الله في رضاها، وسخط الله في سخطها).

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن سلمان - حفظه الله تعالى -: [وما نقلته آنفًا بنصّه وفصّه من كتاب «الكبائر للسمرقندي»؛ ومن كتاب «تنبيه الغافلين» (45 ــ 46) في باب: (حق الوالدين) ... وكتاب «الكبائر» المتداول، طبعه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله - تعالى - منسوباً للذهبي، وهو منه برئ كما بيّنته بإسهاب وتفصيل في آخر المجموعة الأولى من كتابي «كتب حذر منها العلماء».
وكذا في مقدمتي لكتاب «الكبائر» الحقيقي للإمام الذهبي ، وهو عنها خال، ومنها سالم، فإن مثل هذه (الكذبة) لا تنطلي على ذاك «الإمام الجليل النقّاد». الإستدراك رقم (1) ص (265)].

وقال أيضا: [هذه القصة بهذا السياق وبهذا التفصيل شائعة عند كثير من الناس ويتداولونها فيما بينهم عند حديثهم عن (عقوق الوالدين) تارة، أو عند حديثهم عن (حسن الخاتمة) تارة أخرى وهي بالسياق المذكور لا أصل لها في دواوين السنة المسندة، وإنما لها ذكر ووجود باختصار كما سيأتي، ولكن لا يفرح الحريص على دينه بهذه الأسانيد، فالمتمسك بها كالقابض بيديه على الماء !!..

من هذه النصوص: حديثٌ رُوِيَ عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه قال: «بينما نحن قعود عند رسول الله ﷺ إذ أتاه آت، فقال يا رسول الله ! إن ها هنا شابا يجود بنفسه يقال له: قل: لا إله إلا الله، فلا يستطيع، قال: فنهض ونهض من معه، حتى دخلنا عليه، فقال له: (يا شاب ! قل لا إله إلا الله) قال: لا أستطيع، قال: (لمَ) ؟ قال: أقفل على قلبي، كلما أردت أن أقولها عَمى القفل «قلبي»، قال: (لمّ) ؟، قال: بعقوقي والدتي، قال: (أحية والدتك) ؟ قال: نعم، قال: (أرأيتِ إن أججت ناراً ضخمة، فقيل لكِ: استغفري له أم تلقينه فيها ؟) قالت يا رسول الله ! إذاً اشفع له، فقال: (فاشهدي الله وأشهديني برضاك عنه) قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك برضاي عنه، فقال: رسول الله ﷺ يا شاب ! قل: لا إله إلا الله)، قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. فقال: (الحمد لله الذي أنقذك (بي) من النار – ثلاث مرات -). [خبر باطل، وإسناده ضعيف جدا]. ا هـ.

هذا الخبر الباطل يًروى للأسف على الفضائيات بمناسبة عيد الأم - زعموا - !!، وعلى منابر المساجد وفي حلق الذكر، لأخذ الحكمة والعبرة من قصته، دون التحقق من مدى صحته، ولكثرة تكراره صار بين العوامّ مشتهرًا وهو موضوع؛ فالله ... الله؛ ما هكذا يُحَـــضّ على برّ الوالدين، فاحذروا !!.

لطفا: انظـر إلى أقوال جهابذة وعلماء الحديث بهذه الأدلة:

1. أخرجه الإمام أحمد (4/ 382) وقال: فيه أبو الورقاء فائد بن عبد الرحمن العطار متروك الحديث، انظر: العلل (4149).

2. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات: (3/ 87)، وقال - رحمه الله تعالى -: هذا لا يصحّ عن رسول الله ﷺ، وفي طريقه «فائد»، قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى -: «فائد»، متروك الحديث.

3. وقال عنه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى -: في التاريخ الكبير: (596) 7/ 123 «منكر الحديث». وفي التاريخ الصغير له: 2/ 76 و 2/ 124. «عنده مناكير».

4. أخرجه الإمام البيهقي - رحمه الله تعالى - في دلائل النبوّة (6/ 205 – 206)، وكذلك في شعب الإيمان له (6/ 179 – 198) رقم (7892). وقال: تفرّد به «فائد أبو الورقاء»، وليس بالقويّ، والله أعلم.

5. وقال ابن حبـّـان رحمه الله - تعالى - (2/ 302): هو من أهل الكوفة، يروي عن ابن أبي أوفى، روى عنه الكوفيّون، كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن أبي أوفى بالمعضلات، لا يجوز الإحتجاج به.

6. وقال يحيى بن معين - رحمه الله تعالى - (315): روى عنه الكوفيـّـون، ليس بثقة، وقال كذلك : ضعيف ليس هو بشيء.

7. وقال ابن أبي حاتم - رحمهما الله تعالى – في الجرح والتعديل (7/ 84) (475): سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: «فائد، ذاهب الحديث لا يكتب حديثه، وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلا، كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث».

8. وقال عنه الحاكم - رحمه الله تعالى -، في المدخل إلى الصحيح (155): يروي عن أبي أوفى أحاديث موضوعة.

9. وقال ابن حجر - رحمه الله تعالى – في التهذيب (8/ 250): ضعيف وغير ثقة، متروك بالإجماع.

10. وقال النسائي - رحمه الله تعالى – متروك الحديث: (الضعفاء والمتروكون 511).

11. وقال الأجري: سألت أبا داود عن «فائد أبي الورقاء»، فقال: ليس بشيئ، (سؤالات الأجري 5/ 42).

12. وقال يعقوب ابن سفيان - رحمه الله تعالى –: منكر الحديث مهجور، (المعرفة والتاريخ 3/ 141)، وقال: ضعيف (2/ 224 )، وقال: باب من يرغب عن الرواية عنهم (3/ 44) وذكره منهم.

13. وذكره الخرائطي - رحمه الله تعالى – في: (مساوئ الأخلاق ومذمومها ص 251).

14. وقال عنه الهيثمي - رحمه الله تعالى – في مجمع الزوائد: متروك، (8/ 148).

15. أورده العقيلي - رحمه الله تعالى - في: (الضعفاء الكبير 3/ 461) وقال - رحمه الله تعالى –: ولا يتابعه إلا من هو نحوه.

16. وابن عرّاق - رحمه الله تعالى – في تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة (2/ 266/ 297 رقم 51).

17. والشوكاني - رحمه الله تعالى - في: (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة 231. وقال: في إسناده متروك، ولها طرق أخرى).

18. وضعف الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - هذه الرواية ، انظر: (ترتيب الموضوعات).

19. وقال الإمام العلاّمة عبد الرحمن المعلمي اليماني، مدارها على المتروك، وهو ابن عبد الرحمن العطار.

وبعـد بيان وهن الحديث، وشدة ضعفة، وأنه لم تثبت نسبته لرسول الله ﷺ، فلا يجوز روايته عنه، ولو من باب الترغيب والترهيب.

وعلى هذا، فليحذر كثير من الوعاظ، والواعظات، أن يُؤتَوْاْ من حيث يظنون أنهم خيرًا فعلوا !! فإن بني إسرائيل لما قصّوا هلكوا، وفيما بين أيدينا مما صَحّ من أدلة وقصص في كتاب الله العزيز، وسنة رسول الله ﷺ بُلغةٌ وكفاية، وأذكرهم ونفسي بما يلي:

1. إن من المتعارف عليه عند أئمة الحديث: أن الحديث إذا تصدّرَ سنده بالمبنيّ للمجهول، دلّ على وهنه وضعفه. كما في هذه القصة فقد بدأت الرواية الأولى بقولهم: «حُكِيَ»، والثانية بقولهم: «رُوِيَ».

2. الحـــذر من الكذب على خير الناس، سيد الأنبياء والمرسلين ﷺ، وعلى من ورد ذكرهم في هذه الرواية، وهم من صحابة رسول الله ﷺ، الغرّ الميامين - رضي الله - عنهم أجمعين.
ففي الحديث المتواتر المتفق عليه، والذي رواه جمع من الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين، قالوا: قال رسول الله ﷺ: (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) [صحيح الجامع 6519] و [مختصر مسلم 1861 و 1862].

3. الحـــذر من أن يكون أحد الكاذبين، فعن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين) [مختصر مسلم 1863] و [صحيح الجامع 6199].

4. الحـــذر من اتهام الصحابي الجليل علقمة - رضي الله عنه - بالعقوق: إذ أنهم يروونها عنه دون التأكد من مدى صحتها؛ بل هي باطلة موضوعة كذبًا وافتراءً عليه؛ وفي ذلك غيبة وبهتان وظلم له، وفي كل مرة تعاد القصة وذِكرها، يبوء قائلها بإثمه، وآثام من قلدوه دون أن ينقص من آثامهم شيئا.

5. الحـــذر من الإستهانة بأمر التوبة من العقوق: والذي حذر الله - تبارك وتعالى - منه، وحذر منه رسول الله ﷺ، ومما يجر من عقوبة دنيوية وأخروية، إذ لم يأمر رسول الله ﷺ الابن في قصتهم الباطلة بالمبادرة إلى الإستغفار والتوبة من العقوق، والتحلل من الأم، وطلب رضاها، إنما كان بتحريك عاطفـــة الأمومة لديها، والخوف عليه؛ وهذا ليس كافِيًا.

6. الحـــذر من الإستهانة بقول الله تعالى: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ۞ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ۞ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى [سورة النجم: 39 – 41]. إذ أن العقوق من الكبائر، وأن العاقّ يذوقُ وبال أمره في الدنيا قبل الآخرة.

7. إن إيرادهم لهذه القصص الباطلة، والأحاديث والموضوعة، بهذ المناسبات المحدثة، يدل على أنهم مقلدون يجهلون الدليل، أو أنهم لا يعلمون مدى أهمية الاتباع، وأهمية الأمانة العلمية في تحرّي النصوص الشرعية الحديثية، وتبليغها كما جاءت.

8. إن الدعاة المخلصين، والعلماء العاملين، حريصون على صحة الأدلـة، ويَحْذرونَ من البدع، ويُحَذّرونَ من الوقوع في إثمها، ويحثون على بِرِّ الوالدين، واحترامهما وتوقيرهما على الدوام لا مرة في العام يحتفلون به.

9. إن من يحتفلون «بعيد الأم» يذكرون الأم بزيارة، أو هدية يومًا في العام، وقد تكون بعد طول انقطاع، أو عقوق قد يدوم عامًا أو عدة أعوام !!.

هان الأمر عند الكثيرين حتى صار الإحتفال «بعيد الأم» بدعة محدثة يحرصون عليها، ويعدّون لها العُدة كما يعدّون للأعياد، بل وأكثر على مستوى الكبار ... وهم يعلمون.

10. وقد تغضب بعض الأمهات إن لم يَحتفِ بها أبناؤها، ومنهن من تقارن بين هداياهم فتجعلها مقياسًا للمحبة والقرب، والبرّ والإحترام !!.

وأي برّ وأي احترامٍ أبلغُ مما جاء به الإسلام ؟؟ !! وأي تقديرٍ وتوقيرٍ دائمٍ ليس للأم فقط، إنما للأبوين على مدى الزمان، أعظم مما جاء في كتاب الله - تعالى -، وسنة رسوله ﷺ ؟؟ !!.

أيبتغونه عند من يقلدونهم في احتفالاتٍ بأعيادٍ ما أنزل الله بها من سلطان ؟؟ !!.

ناهيك عن أن احتفالهم بهذه المناسبة «عيد الأم» جعلوه في الحادي والعشرين من آذار، ليوافق احتفال الفرس بعيد النيروز، واحتفال البهائيين برأس السنة البهائية، والتي عدَدُها عندهم تسعة عشر شهرا، وكل شهرٍ تسعة عشر يوما، فهم مختلفون عنا تمامًا لأن الله - تعالى - يقول: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [سورة التوبة: 36].

إن من يقلدون الكفار في أعيادهم، لسان حالهم في موافقتهم الظاهرة يدل على الموافقة الباطنة لهم ولهذه المحدثات والأعياد: وما راجت بضاعـــــــــة دورِ المسنين، إلا بعد أن دخلت هذه المناسبات إلى دور المسلمين !!!.

ولقد رأيت بأم عيني مع جمع من الأخوات في زيارة لإحدى دور المسنين، نساء مسلمات، «أمهات وأخوات»، في حال تتفطر منه الأكباد، يقوم على رعايتهن عباد الصليب ... نعم واللهِ عباد الصليب !!.

أهذه مكافاة من حملت، وعلَّمت، وسهرت، وربّت ؟؟ أهذا حق الرحم ؟؟.

هل يحرص هؤلاء الكفرة على راحتها ... على سترها ... هل يلقنونها الشهادة إذا غرغرت الروح بالحلقوم ؟؟.

الله أكبر !! يا حسرة على العباد .... فلتبك يـــــــــــا أمــّــة التوحيــــــــــد على ما صرت إليـــــــــــــــه !!!!.

إخوتــــــــاه !! ما أجمل أن نحزم أمرنا، ونرضى بشرع ربنا الذي ارتضاه لنا، ونحمد الله - تعالى - أن منّ علينا بهويّــةٍ إسلاميـــــة تميّزنا، إن هما إلا كتابٌ وسنةٌ على فهم سلفنا الصالح - رحمهم الله - إنْ هما إلا عيدان اثنان في السنة: «عيد الفطر وعيد الأضحى» لا ثالث لهما إلا يوم الجمعة من كل سبوع.

اللهم أرنا الحقّ حقـّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واغفر اللهم لنا وارحمنــــا وولوالدينا، والمؤمنين والمؤمنات، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة، إنك سبحانك وليُّ ذلك والقادر عليه.

وكتبته: أم عبد الله نجلاء الصالح
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-15-2013, 04:08 PM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي

جزاك الله الحسنى وزيادة

ورزق الله المسلمين بر آبائهم وأمهاتهم أحياء وأمواتا آمين
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-17-2013, 11:57 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السلفية مشاهدة المشاركة
جزاك الله الحسنى وزيادة

ورزق الله المسلمين بر آبائهم وأمهاتهم أحياء وأمواتا آمين
اللهم آمين ... آمين، ابنتي الحبيبــــة " خولـــــة السلفيــــــة "

وجزاكم بمثل وزيادة " رؤية وجه الله الكريم في الفردوس الأعلى من الجنــــــة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-27-2016, 08:26 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

لطفاً : للمزيد من الفائدة انظر إلى موضوع : "أحاديث ضعيفة وموضوعة في بر وعقوق الوالدين".

نفعني الله وإياكم به :


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.