أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82054 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-22-2012, 02:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وقفات بعد رمضان

وقفات بعد رمضان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداه إلى يوم الدين، أما بعد:

أحمد الله - تعالى - أن بلغنــا رمضــان، شهر التقوى والقرآن، والرحمة والغفران، والعتق من النيران.

هنيئــًا لمن أدرك صيامــه وقيامــه، وجعلــه الله تعالى من عتقــائه؛ هنيئــًا لمن قــام ليلة القدر وأدرك أجرهـا، أسأل الله - جلَّ في علاه - أن يتقبّل منـا ومنـكم.
نُعِدُّ لِرمضان وننتظر قدومه، يأتي ويذهب سريعــا، وإذا بأقوام نالوا شرف الهداية، وتذوّقوا لذة الطاعة فيه، وحلاوة الأمن في الإيمان؛ امتنَّ الله عليهم بهممٍ عالية، فسابقوا بالخيرات بلا كلل ولا ملل؛ قال المتنبي:

إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجساد.

أقــوامٌ جعلوا من شهر رمضان ميدان سباق للتزود الإيماني والتغيير والتنافس والانطلاقٍ وشحذ الهمم، تابوا إلى الله - تعالى - وأنابوا، وشمّروا عن ساعد الجدّ في رمضان وفيما بعده؛ فكان بحق مدرسة إيمانية وفرصة ثمينة لمراجعة النفس ومجاهدتها في زيادة القربات، والتحوّل والتغيير في أسلوب الحياة، والتخلص من قيود المألوف من العبادات والعادات والمعاملات المخالفة للشرع.
علموا أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن المؤمنين مفتقرون لعبادة الله - جل في علاه - بما شرع أشد من افتقارهم إلى الطعام والشراب في كل وقت وحين، وأن العبادة ليست في رمضان فقط، وأن التكاليف لا تنقضي بانقضاء مواسم الخيرات، وأن المؤمن في عمل دائبٍ دائمٍ لا ينقضي إلا بحلول الأجل «الموت» كما قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ[سورة الحجر 99].

﴿حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُأي: حتى يأتيك الموت.

وأقوامٌ فترت همتهم بعد انتهائه، وعادوا إلى ما كانوا عليه من بُعْدٍ عن الله - تعالى -، وانحراف عن سبيله، دون أن يؤثر رحيل هذا الشهر المبارك في أنفسهم - نسأل الله العافية -؛ وغابت عنهم المعاني الحقيقية لفضيلة الصوم، وما في شهر الصوم من طاعاتٍ وقربات، اجتهدوا في أدائِها أثناءه، ولم تترك أثرَها في قلوبهم، لأنهم جعلوا منها أداء عادة، فلم يتذوّقوا فيها لذة العبادة والصلة بالشارع الحكيم.
في رمضان عُمرت المساجد وضاقت بالمصلين رجالًا ونساءً، وبعد رمضان ... إلى الله المشتكى.

عــاد كثيرون إلى سَهْوِهِم ولَهْوِهِم، فذهب بهم الزمن هَدْرا، والعمر بِدَدا، وعنه سيسألون غدا.
فكيف بمن لم يُراعِ حُرْمَةَ هذا الشهر المبارك، ولا حُرْمَة غيره ؟؟.
كيف بمن لم يُراعِ حُرْمَةَ المسلمين فعاث في الأرض فسادًا وتنكيلًا وتقتيلا، وانتهاكًا للحرمات، فبــاء بالإثم بمــا قدمت يداه ؟؟.

قال الله - تعالى: ﴿أَنْ تَقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرينْ ۞ أَوْ تَقولَ لَوْ أنَّ اللهَ هَداني لَكُنْتُ مِنَ المُتَّقين ۞ أَوْ تَقولَ حينَ تَرى العَذابَ لَوْ أَنَّ لي كَرَّةً فَأَكونَ مِنَ المُحْسِنين [سورة الزمر: 56 - 58].

شتــان شتّــان ... شتــان بينهم وبين مَن جعل مِن هذا الشهر المبارك شهر صيــامٍ وقيــام، شهر ذكرٍ وبرٍ وإحسان، شهر طاعــةٍ وصلــة أرحــام، شهر مغنمٍ وأرباح وثبت على ذلك.

وهنيئــًا لكل من شعر بشؤم المعصية وظلمتها، فعَّضَّ أصابع الندم على الغفلة والتقصير في لحظات محاسبة للنفس، وجدّد العزم في هذا الشهر المبارك وشحذ الهمـّـــة، وتزوَّد بزادٍ إيمانيٍ جديد، فسالت دموعُ الندم والتوبة والإستغفار، خوفــًا من أن يكون ممن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم: (رَغِمُ أنفُ رجلٍ ذُكِرْتُ عندَهُ فلم يُصَلِّ عَلَيّْ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة) [صحيح الجامع 3510]. أو أن يكون مِمَن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم: (رب قائم حظه من قيامه السهر، ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) [صحيح الجامع 3490]، نسأل الله العافيــة


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.


وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-22-2012, 05:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وقفات بعد رمضان

وقفات بعد رمضان

فهنيئًا لمن اتعظ بما في هذه الحياة الدنيا من حِكَمٍ بالغةٍ وأسرار، فسارع إلى صالح الأعمال وسابق إلى الخيرات، وبادر إلى التوبة وأقلع عن المعاصي وانتهاك الحرمات، قبل حلول الأجل وفوات الأوان، وليحمد الله – تعالى – على نعمة الهداية، وليسأل الله الثبات.

وأما من وجد فتورَ هِمــــّـــةٍ أو تقصيرٍ في طاعةٍ فعليه بالمثبتات. وأولها:

1. الإخلاص لله - تعالى - إذ أنه الشرط الأول لقبول العمل، فلا رياء ولا سمعة في قول أو عمل، قال الله – تعالى -: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [سورة البينة: 5].

فمن صام وقام لله - تعالى حقا، وتلا خالصًا لله - تعالى -، واجتهد في مجاهدة نفسه صدقا، فليحمد الله - تعالى - على توفيقه، وليسأله - سبحانه - القبول والثبات على ذلك، وإن من علاماته أن ترى العبد أحسن حالا وأكثر إقبالا مما مضى. فبالشكر تدوم النعم، ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [سورة إبراهيم 7].

وقد كان هَمُّ سلفنا الصالح - رحمهم الله تعالى - قبول العمل أكثر من العمل نفسه، فشمّروا عن ساعد الجدِّ في رمضان، وسارعوا في الخيرات، وتقلبوا ما بين صيام وقيام، وصلة أرحام، وبكاء وخشوع وخضوع، وصدقات وأذكار واستغفار، ومَضَوْا على ذلك بعده؛ ومع ذلك كانت قلوبهم وجله، قلوبهم خائفة ... !! لا يدرون هل قُبِل صيامهم وقيامهم، هل قُبلت أعمالهم أم لم تقُبل ؟ وهل كانت خالصة لوجه الله - تعالى - أم شابها شائبة من رياء أو عُجب أو غرور فيما قدموه من عبادات وقربات ! ويخشون أن ترد عليهم. ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [سورة المؤمنون 60].

فعن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت :سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟. قال: (لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات) (صحيح) انظر : [جامع الترمذي 5/ 327 رقم 3175].

سبحان الله !! يسارعون في الخيرات وقلوبهم وجلة أن لا تقبل منهم؛ فأين نحن منهم ؟؟ ألحقنا الله - تعالى - وإياكم بهم وجعلنا على إثرهم.

يعلم المؤمنون أنهم مهما قدموا من عمل فهم في شكر ما امتن الله - تبارك وتعالى - به عليهم من نعمٍ وفي حقه عليهم مقصرون، وأن الرزق مقسوم؛ والأجل معلوم؛ وأن الاشتِغال بهذه الحياة الدُّنيا الفانيةِ يُفرِّق الشَّمل ويُورِثُ الهُموم؛ ولا يزيد من الرِّزق شيئًا؛ فزهدوا بها وأعراضوا عنها؛ وعملوا لدار القرار والنعيم المقيم؛ الدار الآخِرة؛ فكانت قصدهم وأهمّ ما يشغلهم؛ واستغنوْا بالله جلَّ شأنه - عن الناس وقنعوا بما في يده؛ فأغناهم بفضله ومنــِّــهِ وكرمه؛ وأتتهم الدنيا راغمــــة؛ همّهُم الأول كان رضا الله - جلّ في علاه -؛ وكيف يلقوْنَه وهو عنهم راضٍ؛ ليفوزوا بسعادة الدارين الدنيا والآخرة.
فعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كانت همه الآخرة، جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت همه الدنيا فرق الله عليه أمره،وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له) (صحيح) رواه (ابن ماجه). انظر: [صحيح الجامع 6516].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-23-2012, 02:21 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وقفات بعد رمضان

وقفات بعد رمضان

2.
التواضع للحق الله - تبارك وتعالى - وما جاءنا من عنده: وذلك بمراقبته في السر والعلن، والتزام شرعه وهدي نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وأداء العبادات كما أمر - سبحانه -، فقد سعد المسلمون بشهرٍ عظيمٍ له في نفوسهم مكانة رفيعـــة، مرّ سريعًا بعد طول انتظار؛ اعتاد المؤمن فيه على النظام، والتقيد بأحكام الصيام، ومراعاة أوقات معيّنة في الإمساك والإفطار، والصلوات والصدقات والأذكار، فما أجمل أن يترك هذا أثره على نفس المؤمن، فيذعن للحق ويدور معه كيفما دار.
كما اعتادعلى حبس النفس فيه عن الشهوات المباحات، وفطامها عن المألوفات، ولجامها بلجام التقوى والورع في نهار رمضان، مُستشعرًا مراقبة الله - سبحانه - له في جميع أحواله، فهو - جلّ في علاه - يعلم السرّ وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، ففطامها عن المحرّمات في رمضان وفي غيره من باب أولى على الدوام.
وفي العمل بالعبادات على بصيرة، والمسابقة إلى الخيرات؛ وامتثال الأوامر واجتناب النواهي والمنكرات، ومراعاةُ الحجاب الشرعي، وغضّ البصر، وحفظ الفرج، وصوْنُ اللسان وسائر الأركان، والبعد عن كل ما يشين، حِفظٌ للقلوب وصلاحها؛ وتزكيةًٌ للنفوس وثباتها؛ وكان ذلك له عند الله ذخرًا وأعظم أجرًا، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا [سورة النساء: 66].

3. والتواضع للخلق: وذلك بتفقد أحوالهم وإعانتهم، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة. فإن كان للصدقة مزيةٌ حرِصَ عليها نبي الأمة - صلوات ربي وسلامه عليه في رمضان، فما أجمل أن نحرص عليها وأن نبادر إليها بأنواعها فيه وفيما بعده.

-والتواضع لهم بعدم التفاخر والتعالي عليهم، وحسن الخلق معهم، وحسن الظن بهم، وبسط الوجه، وكف الأذى، وكظم الغيظ، وحفظ اللسان، بالحلم والأناة، بالصبر والإحتساب، ابتغاء وجه الله - تعالى - ومرضاته، ورجاءً لما عنده؛ فعن معاذ بن أنس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كتم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء) [صحيح الجامع 6518].
وفي رواية أخرى له: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء) (حديث حسن) [صحيح الجامع 6522].. ‌
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كل عمل ابن آدم له، إلاّ الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يجهل، فإن شاتَمَهُ أحدٌ أو قاتله، فليقل إني صائم مرتين، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصوم) (متفق عليه).

-ترويض النفس ومجاهدتها على الصبر واحتساب الأجر، في الترفع عن الدنايا، وصون السمع والبصر واللسان وجميع الجوارح في رمضان، ليكون ذلك ديدن المؤمن فيه وفي غيره.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-24-2012, 02:07 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

جُزيت خيرا أستاذتنا المفضالة أم عبدالله -حفظها الله ورعاها- على وقفاتك الموفَّقة بعد فراق رمضان..(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)..
واصلي نفع الله بك وزادك من فضله..
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-25-2012, 05:39 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي

بورك فيك أيتها المعلمة الفاضلة والأم الطيبة العزيزة ما أحوجنا لمثل هذه الوقفات
وبانتظار البقية لا حرمك الله الأجر أمنا العزيزة أم عبدالله نجلاء الصالح ...
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-25-2012, 07:14 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رضوان الأثرية مشاهدة المشاركة
بورك فيك أيتها المعلمة الفاضلة والأم الطيبة العزيزة ما أحوجنا لمثل هذه الوقفات
وبانتظار البقية لا حرمك الله الأجر أمنا العزيزة أم عبدالله نجلاء الصالح ...
وإياكما ... وفيكما بارك الله ابنتيَّ الحبيبتين " أم البراء " و " أم رضوان الأثرية " .

شكر الله لكما مروركما والدعاء وجزاكما الله عني خير الجزاء.

أسأل الله - تعالى - أن يعينني على إتمامه، على الوجه الذي يرضيه عنا. وأن ينفعنا جميعاً بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعل علمنا وعملنا خالصاً ابتغاء مرضاته، وابتغاء وجهه الكريم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-26-2012, 04:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وقفات بعد رمضان

وقفات بعد رمضان

4.
الحرص على طلب العلم الشرعي من مظانه، ومن علمائه الثقاة، وعرضه على ما جاء في كتاب الله - تبارك وتعالى - وما صح من هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه سلفنا الصالح من الصحب الكرام ومن تبعهم بإحسان، دون تقديم قول شيخٍ ولا شيخة، ولا قريبٍ ولا بعيدٍ على أقوالهم ولا أفعالهم، لأن فيها العلم والنور والهداية.

وبذلك يُعبد الله على بصيرة بما شرع من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها، وبمعرفة أركانها وسننها وأحكامها، ومراعاتها يكون ذلك سببًا في قبول العمل، وعدم رده؛ أما الجهل فإنه قد يوقع في الإفراطٍ والتفريط ... في الشرك والبدع والضلال والتقليد الأعمى، والأهواء، والحزبية، والعصبية سواءً في صيام الفريضة أو النافلة، أو غيرها من العبادات فيحبط العمل، أو لا يدرك أجره كاملا.

وقد ذم الله - تعالى اليهود النصارى لاتباعهم أحبارهم ورهبانهم من دون الله، وهذا ما وقع فيه كثير من المسلمين - إلا من رحم -، نسأل الله العافية.
فكم ممن لا يعرف أحكام الصيام انتهك حرمة الشهر المبارك بجماع أو تدخين وغيره بسبب جهله، وهذه مسؤولية تقع على الدعاة وأولياء الأمور.

وكم ممن يقدم السحور ويؤخر الإفطار ظنًا منه أنه أكثر أجرا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (صحيح) رواه: [البخاري ومسلم والترمذي] عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -. [صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 1073].

ثم يتساءلون ما بالنا تكالب علينا شرار الخلق، ولم هذه الابتلاءات والخلافات والفتن والفرق ؟؟ فليراجعوا أنفسهم.

ما بال أخوات يُلازِمْنَ المسجد من قبل صلاة العشاء إلى الفجر، وقد يمتد إلى طلوع الشمس، والصلاة بعدها، خاصة في الأيام العشر الأواخر من رمضان، فأين حق الزوج والأبناء ؟.

ومِن الأخوات مَن استمرّت على ما كانت عليه حتى بعد العيد، كل الصلوات لها في المسجد، فإن أبدى الزوج تذمّرًا أو اعتراضًا قالت: يريد أن يحرمني الأجر، أما علِمَتْ أن حقّهُ وطاعته بالمعروف أولى، وأن صلاتها في بيتها أفضل ... ولكن؛ كَمْ من مُريدٍ للخير لنْ يُصيبه.
وأن عليها أن تراعي الأولويات؛ وتوازن بين المصالح والمفاسد؛ ولنا في هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحب الكرام - رضي الله عنهم - أسوة حسنة؛ فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده فقالت: زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي الفجر حتى تطلع الشمس، قال وصفوان عنده، قال فسأله عما قالت، فقال: يا رسول الله ! أما قولها: يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو كانت سورة واحدة لكفت الناس). قال: وأما قولها : يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق تصوم، وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها)، وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال: (فإذا استيقظتَ يا صفوان فصل). (صحيح) رواه أبو داود وابن ماجه انظر: [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 3269]. [1].

ما بال أخوات يحرصْنَ على صيام أيام التشريق، وتصرّ إحداهنّ على ذلك، تظن أن عيد الأضحى يومًا واحدًا كعيد الفطر، مع أن أيام التشريق أيام عيد، أيام أكل وشرب وبعال، لا يجوز الصيام فيها إلا لمن لم يجد الهدي، ومثله من تُتابع الصيام إذا حاضت، ولا تصلي، ظنًا منها بأنها تؤجر على ذلك، وهو محرم.

ما أجمل أن نراعي النصوص في زمن الغربة، وأن نقف على ما وقف عليهِ مَنْ هُم خيرٌ منا، خير الناس، الرعيل الأول سلفنا الصالح، ولو كان فيما اسْتَحْسَنَ الناسُ خيرًا لسبقونا إليه، ما أجمل أن نراعي الأوْلَويّات، ونوازن بين الأمور، حتى نستشعر لذة الطاعة وأثرها، أسأل الله - تعالى - أن يُعيننا وإياكم على ذلك.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

ــــــــــــــــــــ
[1] لطفًا لا أمرًا :

موضوع ذا صلة، نفعني الله تعالى وإياكم به :

لا تصوم المرأة يومًا تطوعًا في غير رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-26-2012, 10:53 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وقفات بعد رمضان

وقفات بعد رمضان

5.
المبادرة إلى أداء الحقوق، والطاعات، والمسابقة إلى الخيرات أولًا بأوّل، فبعد انقضاء شهر مغنمٍ وأرباح، شهر طاعات وقربات، صيام، وقيام، وقراءة قرآن وصلوات، وصدقات وأجواء إيمانية، اعتادها المؤمنون فيه وألِفوها، يرجون تجارة لن تبور، يودّون لو أن تكون دائمًا في نماء وازدياد، وليس في رمضان فقط، فالميدان فسيح لا يزال يتنافس فيه المتنافسون؛ فهم - بفضل مِن الله تعالى – عليهم -، على يقظة دائمة، وتذكّر مُستمر، لئلا يَدَعون لأنفسهم مَجالًا للتراخي والكسل، أو الوقوع في المحرمات؛ ولئن حث الشارع الحكيم على صيام رمضان وقيامه، وتلاوة كتابه وأداء زكاته، فقد رغب بقراءة القرآن الكريم وتدبره، والصدقة وصيام النوافل والقيام على مدار العام.

فعن عائشة – رضي الله عنه - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يملّ حتى تَمَلّوا، وإنَّ أحَبَّ العمل إلى الله - تعالى - أدْوَمُهُ وَإنْ قَلْ) (صحيح). ‌تحقيق الألباني أخرجه [أحمد، وأبو داود النسائي). انظر: [صحيح الجامع رقم: 1228].‌

رغَّبَ في المبادرة بالقضاء لتكمل عدة الشهر، فإنه لا يُدْرى متى يأتي الأجل، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول : (اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء) (أخرجه (البخاري). وبصيام ست من شوال بعد اكتمال عدة الشهر والقضاء، فعن أبي أيوب - رضي الله عنه - مرفوعا : (من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر) (حديث صحيح) رواه أحمد (5/ 417 و 419) ومسلم (3 / 169) وأبو داود (2433). وغيرهم.

وقد ورد الحديث عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا به نحوه وزاد : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). أخرجه ابن ماجه (1715) والدارمى والطحاوي (3/ 119- 120) وابن حبان (928) والبيهقي (4/ 293) وأحمد (5 / 280) والخطيب في (تاريخ بغداد) (2/ 362) من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبى أسماء الرحبي عنه. ولفظ الطحاوي : (جعل الله الحسنة بعشرة، فشهر بعشرة أشهر، وستة أيام بعد الفطر تمام السنة). أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه) كما في (الترغيب) (2/ 75).

كذلك صيام شهر الله المحرم، والأيام البيض: (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر)، وصيام ثلاثة أيام في الشهر، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام تاسوعاء وعاشوراء.

و كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم الليل حتى تتفطّر قدماه، يُصَلّي القيام ويحثّ عليه، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) (حديث صحيح) [سنن النسائي 3/ 206 رقم 1613]. و (كان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة) رواه: [مسلم عن عائشة - رضي الله عنها -].

وقد امتدح الله عباده المؤمنين بأنهم : ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۞ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ۞ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [سورة الذاريات 17 - 19]. وكانت: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۞ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون [سورة السجدة 16 - 17].

وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه - قال : [كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير فقلت : يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال : لقد سألت عظيمًا وإنه ليسيرٌ على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنــَّــة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يُطفئ النارَ الماء، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ : ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ الجهاد، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى، فأخذ بلسانه، فقال : تكفَّ عليك هذا، قلت : يا نبي الله ! وإنا المؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : (ثكلتك أمك يا معاذ، هل يكب الناس على [وجوههم في النار] إلا حصائد ألسنتهم) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر: [سنن ابن ماجة 4/ 5 رقم 3973].

6. الخوف من سوء الخاتمة، وذلك بعدم الركون إلى الحياة الدنيا وما فيها من شهوات وملذات، وفي فطام النفس عن المباحات في نهار رمضان، تعويد ٌعلى فطامها عن المحرمات وهو أحرى في رمضان وفي غيره؛ فيسعى المؤمن جاهدًا في تهذيب نفسه، وصلاح قلبه وصوْنِهِ من آفات الظلم والحقد والحسد والكبر والرياء والشح، وحفظِ جوارحِهِ من سَمْعٍ وبصرٍ وبطنٍ وفرجٍ وقولٍ وعملٍ عما يشين؛ إذ أن صلاح القلب متعلق بصلاح الجوارح، وفساده متعلق بإهمالها، والأعمال بالخواتيم، وسرعة رحيل هذا الشهر المبارك «شهر رمضان»، إيذانٌ بقرب رحيل هذه الأجساد، وانقضاء الأعمار، فتقلب الليل والنهار يدل على أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار قرار.
يربط المؤمن النوم - الموتة الصغرى - بالموت، الموت وسكراته، والوحدة والظلمة، بظلمة القبر ووحشته وفتنته، وعذابه ونعيمه؛ مما يدعوه إلى المسارعة إلى صالح الأعمال قبل حلول الآجال، لعل الله أن يختم له بخير؛ فعن حذيفة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (... يا حذيفة ! من خُتِمَ له بصيام يومٍ يريد به وجه الله – عزّ وجلّ – أدخله الله الجنة) (صحيح) انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 985].

7. إلزام النفس بمراقبة الله - تبارك وتعالى - في السر والعلانية: فكما كان المؤمن يستحضر مراقبة الله - تبارك وتعالى في صيامه، ينبغي أن يستحضره في فطره أيضا ﴿ إن الله كان عليكم رقيبا [سورة النساء: 1].
يستحضر في قلبه (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) في سائر شؤون حياته، حتى يبلغ بذلك درجة الإحسان، فيربط ما في هذه الحياة الدنيا من هموم وأكدار، بالدار الآخرة وما فيها مِن أهوال، ليكون دومًا على استعداد، ويرى أن كل ما في هذه الحياة الدنيا من جمال ودور وقصور، متاع زائل يتضاءل أمام قصور الجنة، وما فيها من متاعٍٍ دائمٍٍ ونعيمٍ مقيمٍ لا يزول، فيتحلل المتسابقون من قيودها، وينطلقون استعدادًا ليوم الرحيل، وإعلاءً لكلمة الكريم الجليل -«الله جلَّ في علاه» -.


اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه؛ ونسألك اللهم الفردوس الأعلى من الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من عذاب النار وما قرب إليها من قولٍ أو عمل.


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-28-2018, 02:03 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

فضلًا لا أمرًا، لمزيدٍ من الفائدة، انظر:

إلى من أدركت رمضان ... وقفات. عبد الملك القاسم
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=50490

وصيام الست من شوال، وتداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه، وفوائد في قضاء صيام الفوائت.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=31245
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.