أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
57883 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2018, 02:45 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة18/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح



حقيقة الإخوان الجدد (18)
الانتكاسة السادسة : موقفهم من البدعة الإضافية (1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
مذ عرفنا الدعوة السلفية من علمائها في هذا الزمان عرفناها دعوة شديدة الإنكار للبدع بأنواعها، فما زلنا على ذلك حتى خرج من بين أظهرنا قوم يُهَوِّنون من شأن البدعة الإضافية، ويجعلونها من جنس المسائل الفقهية الخلافية التي لا يُنكر على المخالف فيها، فما هي البدعة الإضافية أَوَّلًا؟!
* تعريف البدعة:
البدعة لغة: هي الشيء المخترع على غير مثال سابق، ومن ذلك قوله تعالى: "بديع السماوات والأرض"، أي: مبدعهما ومنشئهما من غير مثال سبق[ تفسير البغوي].
البدعة شرعا: هي كل أمر محدث في الدين، لم يكن عليه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان اعتقادا أو قولا أو عملا.
- فقولنا : " كل أمر محدث": يدل عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل محدثة بدعة" [صحيح الجامع 1353].
- وقولنا "في الدين": يدل عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ" [متفق عليه]، وهو (أعني قولنا: "في الدين") قَيْدٌ يَحْصُرُ البدعة في العبادات، ويُخْرِج العادات من حَدِّ البدعة، فلا يدخل في البدعة الشرعية ما كان من الإبداعات والاختراعات الدنيوية.
- وقولنا : "لم يكن عليه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم"، يدل عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" [مسلم].
- وقولنا: "سواء كان اعتقادا أو قولا أو عملا": يدل عليه العموم الذي دلت عليه "ما" الموصولة في قوله صلى الله عليه وسلم : "ما ليس منه".
* أقسام البدعة:
قسم الإمام الشاطبي البدعة -باعتبار تعلقها بالدليل من عدمه- إلى بدعة حقيقية وبدعة إضافية.
تعريف البدعة الحقيقية:
عرفها الشاطبي بقوله: "هي التي لم يدل عليها دليل شرعي؛ لا من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا استدلال معتبر عند أهل العلم؛ لا في الجملة، ولا في التفصيل" [الاعتصام1/367- تحقيق الهلالي].
· فالبدعة الحقيقية: ما لم يقم عليه دليلٌ شرعيٌّ مُعْتَبَرٌ لا في الجملة ولا في التفصيل.
مثال للبدعة الحقيقية:
من أمثلتها: التعبد لله تعالى بالقيام في الشمس، أو بالإمساك عن الكلام، ولهذا أَنْكَر النبي صلى الله عليه وسلم على من تَعَبَّدَ لله تعالى بذلك، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ < يَخْطُبُ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلاَ يَقْعُدَ، وَلاَ يَسْتَظِلَّ، وَلاَ يَتَكَلَّمَ، وَيَصُومَ. فَقَالَ النَّبِيُّ <: «مُرْهُ: فَلْيَتَكَلَّمْ، وَلْيَسْتَظِلَّ، وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ» [البخاري 6704].
فَأَقَرَّه < على ما هو مشروع (الصيام)، ولم يُقِرَّه على التعبد لله تعالى بما ليس بمشروع (القيام في الشمس، وترك الكلام).
تعريف البدعة الإضافية:
عرفها الشاطبي بقوله: " هي التي لها شائبتان:
- إحداهما: لها من الأدلة متعلق، فلا تكون من تلك الجهة بدعة.
- والأخرى: ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية [ الاعتصام1/367 ].
ومعنى كلامه أن البدعة الإضافية اجتمع فيها أمران متقابلان:
- الأول: تعلقها بالأدلة، كَوُجود دليل عام تدخل في عمومه، فخالفت البدعة الحقيقية، وأشبهت السنة من جهة تعلقها بدليل مَا.
- الثاني: عدم تعلقها بالأدلة، نظرا لعدم وجود دليل خاص يدل على خصوصها، فأشبهت البدعة الحقيقية، وخالفت السنة من جهة عدم تعلقها بدليل.
وقد أوضح الشاطبي هذا المعنى بقوله: "أي أنها بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنة؛ لأنها مستندة إلى دليل، وبالنسبة إلى الجهة الأخرى بدعة؛ لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل، أو غير مستندة إلى شيء" [ الاعتصام1/368 ].
فبين رحمه الله أن البدعة الإضافية تتميز عن البدعة الحقيقية باشتباهها بالسنة نظرا لاستنادها إلى شبهة، يحسبها المبتدع دليلا.
ثم زاد الأمر توضيحا فقال رحمه الله: " ... والفرق بينهما من جهة المعنى: أن الدليل عليها من جهة الأصل قائم، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها، مع أنها محتاجة إليه" [ الاعتصام1/368 ].
فأوضح رحمه الله أن البدعة الإضافية قد دل دليل على أصلها، ولم يدل على كيفيتها وتفاصيلها.
مثال للبدعة الإضافية:
من أمثلة البدعة الإضافية: ذِكْرُ الله تعالى بهيئة الاجتماع.
فإن أصل الذكر دلت أدلة كثيرة على مشروعيته، مثل قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا".
لكن الذكر بهيئة الاجتماع لم يقم دليل على كيفيته؛ ولهذا أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على قوم وجدهم مجتمعين حلقا، في كل حلقة رجل يقول: كبروا مائة، هللوا مائة، يعدون التكبير والتسبيح بالحصى، فقال لهم ابن مسعود رضي الله عنه: "عُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ! هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ - رضي الله عنهم - مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِوا بَابِ ضَلاَلَةٍ". قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ، قَالَ: "وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ". [الدارمي211 بإسناد لا بأس به].
الخلاصة: خلاصة القول في التفريق بين البدعة الحقيقية والبدعة الإضافية:
أن البدعة الحقيقية ليس هناك دليلٌ يدل عليها مطلقا، وأما البدعة الإضافية فإن هناك دليلٌ عام يدل على أصلها، لكنها تفتقر إلى دليل خاص يدل على كيفيتها وتفاصيلها.
وبهذا يتضح الفرق بين البدعة الحقيقية والبدعة الإضافية، وبقي لنا أن نجيب عن السؤال الآتي:
هل البدعة الإضافية -عند الشاطبي وغيره من علماء السلف- تُعْتَبَر من جنس المسائل الفقهية التي يجري فيها خلافٌ معتبرٌ، فلا يُنْكَرُ على الواقع فيها، أم هي من المنكرات التي يجب إنكارها والتحذير منها؟
هذا ما سيجيب عنه المقال الآتي إن شاء الله.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.