أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
57503 | 107599 |
#1
|
|||
|
|||
اختلافُ الزمان والمكان ، وأثرُهُما على المسائل والأحكام...
اختلافُ الزمان والمكان وأثرُهُما على المسائل والأحكام... ممَّا أَخْبَرَنا به نبيُّنا الكريمُ-عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم-:أن «مِن أشراط الساعة فُشُوّ القَلَم» ؛ ومِن هذا الفُشُوِّ و«الظُّهور»-كما في روايةٍ أخرى للحديث- : تكاثُرُ الكتابة ، وكثرة الكُتّاب ، ومنه:انتشار الإنترنت ، والصحافة ، و..و..- بما فَسَحَ المجالَ ، وفَتَحَ البابَ-بما لا يكاد يُغلَق!- لمن شاء (!) أن يكتب ما شاء ! كيف شاء! وقتَ يشاء!!-!
وفي اتجاهٍ آخَرَ –وفي إطار ما نحن فيه-بل الدافعُ إلى كتابتِه -مما لا يَسَعُ منصفاً ردُّهُ ، ولا عارفاً صَدُّهُ -كذلك- : قولُ مَن قال –وَلَنِعْمَ ما قال-: (إن الإسلام يُعاني عُقوقاً من بعض أبنائه ! وعدواناً من كثير من خصومه!)- وهذه مسلَّمةٌ لا تُجحد- ؛ فالكتابات عن الإسلام -اليومَ- لعلها تحتلُّ مرتبةَ الصدارة –كثرةً وخَلْطاً-، وبخاصةٍ بعد بُروز ما يُسمّى بـ (الإسلام السياسي) ، وكثرة أحزابه! وتنوّع مشاركاته-وارتفاعها!-! وكذا تعدّد جماعات العنف الدموية التكفيرية-ولا أقول:الجهادية!- والتي تُنسَب (!) إلى السلفية! والسلفية منها بَرَاءٌ-!! والذي (يجب) أن يُناقَش -في المسلَّمة المشار إليها-قريباً-؛ هو : ما (العُقوق) المراد؟! وما (العدوان) المقصود؟! ذلكم أن لكلٍّ من الناس-بحسب قدراته العقلية ، وآفاقه المعرفية، وتبايُن خلفيّاته الفكرية!-تفسيرَه الخاصَّ به في كثيرٍ من المواقفِ والأشياء! ونمثّل-ها هنا-ولا بدّ- بما أشرنا إليه من: ذاك (العُقوق!)،أوتلك (الحقوق!)؛ فكم من متلبّس بالعقوق وهو يحسَب نفسَه قائماً بالحقوق! بل كم من مُفسِدٍ على الناس عقيدَتَهم ومنهجَهم-بل أخلاقَهم وسلوكَهم- وهو يرى ذاتَه المصلحَ الأبرزَ-بل ابنَ بجدتِها ، وأبا نجدتِها-على ما وُصف أشباهُه-قديماً-! وكذلك الشأن-سواءً بسواء-في موضوع (العدوان)-أيضاً- ؛ فكم من متخيّل(!) نفسَه صادّاً لعدوان!وهو-في حقيقة أمره-رأسُ حربته!ونَصْلُ خِنجره! والسبب الأساسُ: هُوَ ذاك الأمرُ-نفسُه- : اختلافُ القدرات العقلية ، وتفاوتُ الآفاق المعرفية، وتبايُنُ الخلفيّات الفكرية! فترى البعضَ(!)-مَثَلاً-وهو أصلٌ مهمٌّ -غايةً-: يُريد أن يَقيسَ جانباً من أحوال الناسِ -عموماً-،والعُلَماء-خصوصاً-قبل مئة سنةٍ!- بأحوالهم-اليومَ-في مسألة-ما-عامّة أو خاصّة-؛ لتؤولَ النتيجةُ بعدُ - (عنده!) واحدةً- مع كل ما بينهما من تفاوت متعدّد التصوّرات -إما جهلاً ، وإما تدليساً ؛ فهذه سوأةٌ فكريةٌ كبرى! وليس مِن شكٍّ -عند كل ذي نظر-أن الناس-بعد قرنٍ من الزمان- غير الناس!والعلماء غير العلماء!والظروف غير الظروف! و« ما مِن عام إلا والذي بعده شرٌّ منه ؛ حتى تَلْقَوْا ربَّكم»-كما قال نبيُّ الإسلام-عليه الصلاة والسلام-. نعم ؛ للمنهج الحقّ الذي سَلَكْناه ، وانتهجناه –طريقاً أوحدَ للإصلاح الحقّ-بالحقّ- مِن دعوة الناس إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ، وعلى فَهْم سَلَف الأمة-: ضوابطُه الدقيقة ، وأصولُه الوثيقة-فلا تخْلِط-! فليس العلمُ الهادي-والحالةُ هذه-هو مجرَّدَ معرفة مَسْكِ القلم ، وإحسان الكتابة ، ورَصّ الحروف! وليس الإصلاحُ الشرعيّ-فيما ينفعُ الأمةَ-اليوم-بل منذ ألف يوم!-هو محضَ الخَوْض ، وإبداء الرأي، والتصدّر للنهي عن المنكَر(!) والأمر بالمعروف ! نعم ؛ قد يكونُ على بعضٍ من أهل العلم -العارفين- جانبٌ من المسؤولية الشرعيّة تُجاهَ هذا الجاري –من (العقوق!)،و(العدوان!)-بسبب عدم قيامهم بالواجب الثقيل المُلقى على عواتقهم ؛ من التعريف بالإسلام الحق ، بصورته الزكيّة الصفيّة النقيّة ؛ التي يتميّز من خلالها –بالحق الصِّرْفِ-:أهلُ(الحقوق)-دون العُقوق!-، وأهلُ(البُرهان)-دون العُدوان-! وما أجملَ –أخيراً-ما قاله الإمامُ القَرَافيُّ- من أئمّة المغرب –رحمه الله- في كتابه «الفُروق» : «ولا تَجْمَدْ على المسطور في الكتب -طُولَ عُمُرِك -؛ بل إذا جاءك رجلٌ -مِن غير أهل إقليمِك- يستفتيك: لا تُجْرِهِ على عُرْف بلدِك ، واسألْه عن عُرف بلدِه ، وأَجْرِهِ عليه ، وأَفْتِهِ به - دون عُرْف بلدِك! ودون المقرَّر في كتبِك!! فهذا هو الحقُّ الواضحُ. والجمودُ على المنقولات –أبداً- ضلالٌ في الدين ، وجهلٌ بمقاصد علماء المسلمين ، والسَّلَف الماضين ». ورحم الله الإمامَ ابنَ قَيِّمِ الجوزيَّةِ-من أئمّة المشرق-القائلَ في كتابه «إعلام الموقّعين عن ربّ العالَمين»-: «ومَن أفتى الناسَ بمُجرّد المنقول في الكتب -على اختلاف عُرْفهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وأمكنتهم ، وأحوالهم، وقرائن أحوالهم-؛ فقد ضلّ وأضلّ، وكانت جنايتُه على الدين أعظمَ مِن جناية مَن طبّب الناسَ –كلَّهم- على اختلاف بلادهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وطبائعهم - بما في كتابٍ مِن كُتُب الطِّبِّ- على أبدانهم! بل هذا الطبيبُ الجاهلُ - وهذا المفتي الجاهلُ- أضرُّ ما على أديانِ الناسِ وأبدانِهم - والله المستعان- ». نُشرت في صحيفة (الغد)-الأردنية-: (2013/1/18م) |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا شيخنا ونفع بكم .
|
#3
|
|||
|
|||
رحم الله الإمامَ ابنَ قَيِّمِ الجوزيَّةِ-من أئمّة المشرق-القائلَ في كتابه «إعلام الموقّعين عن ربّ العالَمين»-: «ومَن أفتى الناسَ بمُجرّد المنقول في الكتب -على اختلاف عُرْفهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وأمكنتهم ، وأحوالهم، وقرائن أحوالهم-؛ فقد ضلّ وأضلّ، وكانت جنايتُه على الدين أعظمَ مِن جناية مَن طبّب الناسَ –كلَّهم- على اختلاف بلادهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وطبائعهم - بما في كتابٍ مِن كُتُب الطِّبِّ- على أبدانهم! و قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
__________________
اخوكم المحب لكم خالد بن محمد النبابته لا تخف من مواجهة الحياة... فإن بدا عليك الخوف زادت عليك الصعاب. |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
وسياسة الناس مطلوبة واجتماعهم مقصد شرعي عظيم ، والله الموفق..
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ" "واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان" |
#5
|
|||
|
|||
بناء على هذه النقولات عن بعض ائمتنا الثقات يستفاد بان باب الفتاوى التي فتحت على مصراعيها والتي تصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب , يجب على المستفتون ان يتانوا عن الجواب حتى ياخذوا الصورة من كل جوانبها ومنها معرفة بلد السائل وعاداته واعرافه وو..كما كان الامر عند الشيخ الالباني الذي كان احيانا يبقى مع السائل مدة فقط من اجل تصحيح السؤال , وهل لخروج السائل من كل هذه الاحتمالات الافضل له ان يسال علماء بلده لانهم اعرف بالواقع والحال ؟
|
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً ـ شيخنا ( الحبيب ) ـ ، و ( لا فظ الله فاك ) .
|
#7
|
|||
|
|||
بارك الله فيك فضيلة الشيخ
فهذا هو الفقه و الحكمة . |
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
فائدة جليلة من امام جليل، بارك الله فيك وللفائدة ، قال ابن القيم ايضا في إعلام الموقعين (1-87) : ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يُحيط به علما، والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجر فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله.اهـ والله الموفق
|
#9
|
|||
|
|||
حفظك الله يا شيخنا وزادك الله من فضله.
ومتعنا الله بعلمك. |
#10
|
|||
|
|||
«ومَن أفتى الناسَ بمُجرّد المنقول في الكتب -على اختلاف عُرْفهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وأمكنتهم ، وأحوالهم، وقرائن أحوالهم-؛ فقد ضلّ وأضلّ، وكانت جنايتُه على الدين أعظمَ مِن جناية مَن طبّب الناسَ –كلَّهم- على اختلاف بلادهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وطبائعهم - بما في كتابٍ مِن كُتُب الطِّبِّ- على أبدانهم!
بل هذا الطبيبُ الجاهلُ - وهذا المفتي الجاهلُ- أضرُّ ما على أديانِ الناسِ وأبدانِهم - والله المستعان- ».ابن القيم رحمه الله |
|
|